يرتكز كتاب” ” The Mission: The in 21st Century البعثة: وكالة المخابرات المركزية في القرن الحادي والعشرين” للكاتب “تيم وينر” والصادر في طبعته الأولي في 15 يناير2025، عن دار النشر الأمريكية بارنر- نبيويورك، على تحول أداء وكالة المخابرات المركزية (CIA) من عصر الحرب الباردة إلى عصر التحديات الحديثة، وكيف تأقلمت الوكالة مع التغيرات الجيوسياسية والتكنولوجية والتهديدات الجديدة في القرن الحادي والعشرين.
يستعرض الكتاب تاريخ وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية من خلال 28 فصلاً، يركز خلالها الكاتب من وجهة نظره على فشلها في التنبؤ بالأحداث الكبرى وتورطها في عمليات سرية مثيرة للجدل مثل الاغتيالات والتعذيب.
يتتبع الكتاب مسار وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) منذ بداية الألفية، مُسلطًا الضوء على تحولها من وكالة منهكة ومتخبطة بعد الحرب الباردة إلى “جيش سري” عالمي ذي صلاحيات غير مسبوقة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001، التي فشلت في منعها رغم تلقّيها تحذيرات واضحة. ويكشف الكاتب كيف أدى هذا التحول إلى انغماس الوكالة في ممارسات مثيرة للجدل، منها برنامج التعذيب والاحتجاز السري، وتزييف الذرائع لغزو العراق بناءً على أدلة ضعيفة ومضللة، ومشاركتها في عمليات عسكرية وسياسية فاشلة في أفغانستان والعراق، مما أضر بمصداقيتها بشكل بالغ.
اهتم الكاتب بالمعضلات الأخلاقية والقانونية العميقة التي واجهتها الوكالة، من الصراع بين قيم الديمقراطية ومتطلبات الأمن القومي، إلى تصادمها مع السلطة التشريعية (مثل تقرير التعذيب) وتحولها إلى أداة في الصراعات السياسية الداخلية، خاصة تحت إداراة كل من الرئيس ترامب و الرئيس أوباما. وعلى الرغم من بعض النجاحات الاستخباراتية مثل تفكيك شبكة عبد القدير خان، والتنبؤ بالغزو الروسي لأوكرانيا.
يخلص الكتاب إلى أن الوكالة لا تزال عالقة في معضلة أساسية غير قابلة للحل وهي كيفية التوفيق بين مهامها السرية والخادعة أحيانًا و بين المبادئ الديمقراطية التي من المفترض أن تحميها، تاركًا قضية الإصلاح الجذري دون إجابة!.
