Cairo

أستونيا ودول البلطيق: بين طموحات موسكو وردع الناتو

قائمة المحتويات

باحث في العلاقات الدولية بمركز ترو للدراسات والتدريب

في التاسع عشر من سبتمبر 2025، شهدت الساحة الأوروبية حادثًا خطيرًا زاد من حدة التوتر بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، عندما اخترقت ثلاث مقاتلات روسية من طراز MiG-31 المجال الجوي الإستوني بالقرب من جزيرة فايندلو في خليج فنلندا. استمر الخرق نحو 12 دقيقة، حيث حلّقت الطائرات دون تشغيل أجهزة الإرسال، ومن دون تقديم خطط طيران أو التواصل مع مراقبة الحركة الجوية، ما ضاعف من المخاطر على الأمن والسلامة. وقد سارعت طائرات إيطالية من طراز F-35، مدعومة بطائرات مجرية مشاركة في مهمة “الشرطة الجوية للناتو” في منطقة البلطيق، إلى اعتراض المقاتلات الروسية ومرافقتها حتى مغادرة الأجواء الإستونية.

أثار الحادث ردود فعل سياسية ودبلوماسية واسعة؛ إذ وصفته إستونيا بأنه “استفزاز غير مسبوق”، واستدعت السفير الروسي لتقديم احتجاج رسمي، مطالبة بطرحه ضمن آليات الحلف بموجب المادة الرابعة. بدوره، أدان الناتو الانتهاك باعتباره خرقًا متعمّدًا لقواعد الملاحة الجوية وسيادة إحدى دوله الأعضاء، فيما نفت موسكو الاتهامات وعدّتها مبالغًا فيها. تكمن خطورة الواقعة في كونها جزءًا من استراتيجية روسية متدرجة تهدف إلى اختبار جاهزية الحلف وقياس سرعة استجابته على جناحه الشرقي.

 كما أن تكرار هذه الانتهاكات يثير مخاوف من انزلاق غير مقصود إلى مواجهة مباشرة، خاصة في ظل السياق الأوسع للحرب الروسية الأوكرانية، حيث تمارس موسكو ضغوطًا مزدوجة: ميدانية عبر تصعيدها العسكري في أوكرانيا، واستراتيجية عبر إرباك دفاعات الناتو وتماسكه السياسي. وتزداد خطورة المشهد بالنظر إلى تواتر الخروقات، إذ سبقتها حوادث مماثلة في 13 مايو و22 يونيو و7 سبتمبر2025، وهو ما يعكس نهجًا ممنهجًا أكثر من كونه تصرفًا معزولًا.

ولا يمكن عزل هذا التطور عن التصعيد الروسي الأوسع؛ فنفس ذاته سبتمبر2025 شهد اختراق 19 طائرة مسيّرة روسية للمجال الجوي البولندي، أسقطت مقاتلات بولندية وهولندية ثلاثًا منها، كما أعلنت رومانيا عن انتهاك مماثل لأجوائها. كذلك جاء الحادث بعد أيام قليلة من انتهاء مناورات “زاباد-2025” الروسية البيلاروسية، التي تضمنت تدريبات على استخدام أسلحة نووية، ما ضاعف من دلالاته الاستراتيجية. وتجدر الإشارة إلى أن مشاركة المجر، إلى جانب إيطاليا، في عملية الاعتراض تعكس الطابع الجماعي لالتزامات الناتو في البلطيق، حيث تتناوب الدول الأعضاء على تنفيذ مهمة “الشرطة الجوية”.

 ويعكس هذا التضامن العسكري حرص الحلف على إظهار أن الدفاع عن دوله الصغيرة، مثل إستونيا، هو التزام جماعي لا يقتصر على القوى الكبرى فقط، بما يعزز من مصداقية الردع ويبعث برسالة مباشرة إلى موسكو بأن أي انتهاك سيقابله رد جماعي منظم .  

أولا: تداعيات الاختراق الروسي للمجال الجوي الإستوني

  1. إستونيا

 مثّل اختراق ثلاث طائرات روسية من طراز MiG-31 للمجال الجوي الإستوني في 19 سبتمبر 2025 صدمة كبرى للعاصمة لتالين، باعتباره أخطر انتهاك تتعرض له منذ سنوات لسيادتها وحدودها الجوية. ورأت إستونيا في الحادث استفزازًا ممنهجًا يدخل ضمن استراتيجية روسية متصاعدة تهدف إلى اختبار جاهزية حلف الناتو وقدرته على الردع، وهو ما دفعها إلى تبني حزمة من الإجراءات السياسية والدبلوماسية والقانونية والدفاعية للتعامل مع التداعيات.

  • الإجراءات السياسية والدفاعية داخليًا:

أثارت الواقعة نقاشًا واسعًا داخل إستونيا حول مدى كفاية قدراتها الدفاعية، ما أدى إلى تصاعد الضغوط الشعبية والرسمية لتعزيز نظم المراقبة الجوية وتوسيع الوجود العسكري للناتو على أراضيها. كما ارتفعت الدعوات للإسراع في تحديث البنية الدفاعية الوطنية، في ظل اعتمادها الكبير على منظومة “الشرطة الجوية للناتو” لتأمين أجوائها.

  • الإجراءات الدبلوماسية:

على المستوى الثنائي، سارعت تالين وهي عاصمة أستونيا إلى استدعاء السفير الروسي وقدمت له احتجاجًا رسميًا شديد اللهجة، مؤكدة أن الانتهاك يشكل تهديدًا مباشرًا لسيادتها الوطنية ولسلامة الملاحة الجوية المدنية. كما طالبت موسكو بوقف مثل هذه الأفعال الاستفزازية التي تهدد أمن دول البلطيق وتزعزع استقرار المنطقة.

  • الإجراءات القانونية داخل الناتو:

لجأت إستونيا إلى تفعيل المادة الرابعة من معاهدة شمال الأطلسي، وهو إجراء نادر يعكس إدراكها لخطورة الموقف. ويتيح هذا البند فتح مشاورات عاجلة بين الدول الأعضاء لمناقشة أي تهديدات تواجه أمن إحداها، بما يمهّد لاتخاذ تدابير جماعية لردع التهديد الروسي وتعزيز انتشار الحلف على جناحه الشرقي.[1]

  • الإجراءات الأممية والدولية:

لم تكتفِ تالين بالأطر الإقليمية، بل رفعت القضية إلى مجلس الأمن الدولي عبر رسالة رسمية (S/2025/594)، طالبت فيها بعقد جلسة طارئة تحت بند “تهديدات السلم والأمن الدوليين”. وأكدت إستونيا أن الاختراق لم يكن حادثًا منفردًا، بل جاء في سياق نمط متكرر من الانتهاكات الروسية التي شملت المجال الجوي لكل من إستونيا، وبولندا، ورومانيا. ووصفت الحادث بأنه “تصعيد خطير” إذ توغلت المقاتلات الروسية لمسافة عشرة كيلومترات داخل أراضيها، واقتربت دقائق معدودة من العاصمة تالين.[2]

من خلال هذه الخطوات، سعت إستونيا إلى إظهار نفسها كدولة صغيرة تواجه ضغوطًا جيوسياسية غير متكافئة، لكنها تستخدم الأدوات الدبلوماسية والدفاعية بفعالية لكسب الدعم الغربي وكشف الاستفزازات الروسية. وقد أسهمت هذه التحركات في تعزيز حضورها السياسي داخل الحلف، ودفع الناتو والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى إعادة التأكيد على التزامهم بأمن دول البلطيق، بما في ذلك النظر في تعزيز مهام الشرطة الجوية وزيادة القوات المنتشرة في المنطقة.

  1. روسيا

أثار الاتهام الإستوني بخصوص اختراق ثلاث مقاتلات روسية من طراز MiG-31 لأجوائها ردودًا رسمية حادة من موسكو، التي سارعت إلى نفي الحادث واعتباره جزءًا من “تصعيد سياسي وإعلامي” من قبل دول البلطيق وحلف شمال الأطلسي. وقد اتخذ الموقف الروسي أبعادًا عدة:

  • الموقف الرسمي العسكري لروسيا:

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الطائرات الثلاث من طراز MiG-31 كانت في مهمة انتقالية مقررة من إحدى القواعد الجوية في جمهورية كاريليا شمال غرب روسيا إلى مطار في إقليم كالينينغراد، وهو الجيب الروسي الواقع بين بولندا وليتوانيا. وأكدت أن الطائرات التزمت بالمسارات الدولية وحلّقت فوق المياه المحايدة في بحر البلطيق وخليج فنلندا، ولم تخترق الأجواء الإستونية، حيث بقيت على بُعد يزيد عن ثلاثة كيلومترات من أقصى شمال الأراضي الإستونية. كما شددت موسكو على أن جميع رحلاتها الجوية العسكرية تجري “وفق القوانين الدولية للطيران”، ووصفت الاتهامات الإستونية بأنها “لا أساس لها”.[3]

  • الموقف الرسمي السياسي لروسيا:

نفت روسيا على لسان المتحدث باسم الرئاسة “دميتري بيسكوف” صحة الاتهامات الإستونية، واصفها بأنها “ادعاءات عديمة الأساس” ونتاج ما سماه ووصفها “الهستيريا المعادية لروسيا” التي تتبناها تالين وشركاؤها في حلف الناتو. وأكد بيسكوف أن إستونيا لم تقدّم أي بيانات تقنية أو ملاحية تدعم مزاعمها، معتبرًا أن لجوءها إلى مجلس الأمن الدولي يمثل “تسييسًا مفتعلًا” يهدف إلى ممارسة ضغط سياسي على موسكو في سياق الحرب الدائرة في أوكرانيا. وأضاف أن القوات المسلحة الروسية تعمل “بدقة وفي إطار القانون الدولي، بما في ذلك القواعد المنظمة للرحلات الجوية”.كما وصف رواية إستونيا للأحداث بأنها “غير مبررة وخالية من الأساس”، معتبرًا أنها استمرار لسياسة تهدف إلى تصعيد التوترات واستفزاز أجواء المواجهة. ويُشار إلى أن اجتماع مجلس الأمن الطارئ الذي دعت إليه تالين يُعد الأول من نوعه منذ انضمامها إلى الأمم المتحدة قبل 34 عامًا، ما يعكس حجم التصعيد الدبلوماسي المحيط بالحادث.[4]

  • البعد القانوني والاستراتيجي لروسيا:

رفضت موسكو بشكل قاطع أي اتهام بانتهاك سيادة إستونيا، مؤكدة أن تفعيل المادة الرابعة في الناتو أو طرح القضية في مجلس الأمن “يقوم على ذرائع واهية”. واعتبرت القيادة الروسية أن اللجوء إلى هذه المنصات الدولية لا يعكس واقعًا موضوعيًا بقدر ما يمثل “استخدامًا دعائيًا” من قبل دول البلطيق، التي وصفتها بأنها “واجهة متقدمة للضغط الأمريكي-الأوروبي.[5] وفي هذا السياق، رأت موسكو أن تضخيم مثل هذه الحوادث يخدم هدفًا واحدًا، وهو تبرير تعزيز الوجود العسكري لحلف شمال الأطلسي على حدودها الغربية، وهو ما تعتبره تهديدًا مباشرًا وصريحًا لأمنها القومي . كما شددت في بياناتها الرسمية على أن “أي زيادة في الانتشار العسكري للناتو في منطقة البلطيق لن تمر دون ردّ”، مما يؤدي إلى احتمالية اتخاذ تدابير مقابلة سواء على المستوى العسكري أو السياسي.[6]

  1. الناتو

اعتبر حلف شمال الأطلسي حادثة اختراق الطائرات الروسية المجال الجوي الإستوني بمثابة “اختبار” لقدرة الحلف على الردع، ما دفعه إلى اتخاذ إجراءات إضافية شملت تعزيز الإنذار المبكر، تكثيف عمليات المراقبة، والتسريع في آليات الانتشار السريع. النقاشات داخل الحلف بعد الحادثة ركزت على ضرورة الانتقال من “وجود تناوبي” للقوات في منطقة البلطيق إلى “وجود دائم”، بما يعكس تحولا استراتيجيا في مقاربة الدفاع الجماعي.

  • رسائل ردع موجهة إلى موسكو

أكدت بيانات الناتو وحلفائه أن الانتهاكات الروسية للأجواء الأوروبية ليست “حوادث عرضية” بل تعكس تهديدًا ممنهجًا للأمن والاستقرار الإقليمي. ومن ثم، شدد الحلف على تعزيز الجاهزية والردع العسكري. وقد تم تكليف عدد من الحلفاء بمهمة مراقبة أجواء دول البلطيق، نظرًا لافتقار هذه الدول إلى قوات جوية مقاتلة خاصة بها.[7]

  • التحرك العسكري الفوري   

استجابت إيطاليا سريعًا عبر إرسال مقاتلات من طراز إف-35 لاعتراض الطائرات الروسية، في إطار مهمة المراقبة الجوية التي تتولاها منذ أغسطس 2024 في دول البلطيق ضمن عملية “الحارس الشرقي”. كما شاركت طائرات مقاتلة سويدية وفنلندية في عمليات الاعتراض، ما أظهر حجم التنسيق العملياتي داخل الناتو ومع الشركاء الأوروبيين.[8]

  1. أمريكا

الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” والأمين العام للناتو “مارك روته” أكدا حق الدول الأعضاء في إسقاط أي طائرات أو مسيّرات تنتهك أجواءها، بينما شدد خبراء (CEPA) مركز التحليل السياسي الأوروبي.على ضرورة وضع خطوط حمراء واضحة وتنفيذها، لأن مصداقية الردع مرهونة بالفعل لا بالتصريحات. كما برزت الحاجة إلى تعزيز أنظمة الدفاع الجوي متعددة الطبقات، والتصرف بمرونة تجمع بين الرد العسكري المباشر وإدخال عنصر الغموض في ردود الحلف لإرباك موسكو. وبحسب التحليلات، فإن استمرار الاختراقات يمثل مخاطرة لبوتين لأنها قد تزيد وحدة الناتو بدلًا من تفكيكه.[9]

  • التموضع العسكري والدعم اللوجستي

من المرجح أن تعمل الولايات المتحدة على تعزيز حضورها في الجناح الشرقي لحلف الناتو، من خلال زيادة عمليات المراقبة الجوية وتكثيف تبادل المعلومات الاستخباراتية مع دول البلطيق. ويشمل ذلك تزويد الحلفاء بقدرات إضافية في مجال الإنذار المبكر، ونظم الاستطلاع والرصد عبر الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار، فضلًا عن دعم البنية التحتية العسكرية والقدرات اللوجستية اللازمة لتمكين انتشار أسرع للقوات عند الضرورة.[10]

ثانيا: المادة الرابعة من معاهدة الناتو – المفهوم والتفعيل

  • تنص المادة الرابعة على أن:

 ستتشاور الأطراف معًا كلما رأت أيٌّ منها أن سلامة أراضي أحد الأطراف أو استقلاله السياسي أو أمنه مهدَّد. ويتم تفعيلها،عندما يدعو العضو المعني إلى عقد اجتماع في مجلس الأطلسي بحضور ممثلي الدول الأعضاء، لمناقشة التهديد وتقييم الرد المناسب. ولكن التفعيل لا يفرض اتخاذ تدابير عسكرية؛ بل يُعد خطوة استشارية تمكّن الحلفاء من تنسيق المواقف والخيارات الممكنة.[11]

  • الفرق بين المادة الرابعة والمادة الخامسة

المادة الخامسة تنص على أن: هجومًا مسلحًا على عضو من أعضاء الناتو يُعد هجومًا على الجميع، ويلزم الحلفاء مساعدته. لكنها لا تُلزم كل عضو برد عسكري محدد، بل تُتيح له اتخاذ “ما يعتبره ضروريًا، بما في ذلك استخدام القوة المسلحة” حسب تقديره. المادة الخامسة فُعِّلت مرة واحدة فقط في تاريخ الناتو، ردًّا على هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة الأمريكية.[12]

متى استُخدمت المادة الرابعة؟

طُلب عقد مشاورات بموجب المادة الرابعة في حالات عدة: تركيا في مناسبات متعلقة بالأمن على حدودها مع سوريا والعراق، في فبراير 2022، طالبت حكومات إستونيا ودول البلطيق وبولندا ومجموعة من الدول الأخرى بتفعيل المادة الرابعة بعد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، من أجل التشاور حول تعزيز موقف الدفاع الجماعي. مؤخرًا، بعد اختراقات الأجواء والمسيّرات الروسية في بولندا، دعا رئيس وزراء بولندا إلى تفعيل المادة الرابعة بما أن ذلك يُعد تهديدًا للأمن الوطني.[13]

ثالثا: أهمية إستونيا بالنسبة لروسيا

  • الأهمية الجيوسياسية والاستراتيجية لإستونيا

تكتسب إستونيا أهمية خاصة لروسيا بحكم موقعها الجغرافي الحساس؛ فهي تقع على حدودها المباشرة مع إقليم بطرسبورغ، وتشكل جزءًا من الجبهة الشرقية لحلف الناتو، بما يجعلها نقطة تماس استراتيجية بين موسكو والحلف. كما أن إشرافها على بحر البلطيق يمنحها وزناً مضاعفاً، إذ يُعد هذا البحر ممراً حيوياً للتجارة والطاقة وحركة الأساطيل العسكرية، ويخدم الملاحة الروسية نحو كل من سانت بطرسبورغ وكالينينغراد. ومن ثم، فإن وجود قوات وقواعد مراقبة تابعة للناتو داخل الأراضي الإستونية يُنظر إليه في موسكو بوصفه تهديداً مباشراً لأمنها القومي، بينما تعتبر الانتهاكات الجوية والبحرية في هذه المنطقة مصدراً دائماً للتوتر بين الجانبين.[14]

[15]

  • الأهمية التاريخية والثقافية لإستونيا

تستمد إستونيا أهميتها التاريخية والثقافية بالنسبة لروسيا من كونها كانت جزءًا من الاتحاد السوفيتي حتى عام 1991، حيث يُنظر في موسكو إلى انفصالها باعتباره جزءًا من خسارة نفوذها داخل ما يُعرف بـ “المجال الحيوي السوفيتي السابق”. كما أن التركيبة السكانية في إستونيا تزيد من حساسية الموقف، إذ يشكل الناطقون بالروسية ما يقرب من 25–27% من إجمالي السكان، ويضم هذا المكوّن أقليات روسية وأوكرانية وبيلا روسية. وتُعد هذه الأقلية ورقة ضغط دائمة تستغلها روسيا في خطابها السياسي والإعلامي تحت ذريعة “حماية الناطقين بالروسية”، خصوصاً فيما يتعلق بحقوق اللغة والتعليم والحفاظ على الهوية الثقافية.[16]

  • الأهمية الأمنية والعسكرية

انضمام إستونيا إلى الناتو عام 2004 جعلها أقرب نقطة للحلف تجاه روسيا، مما يشكل خط دفاع أمامي ضد موسكو، وبالتالي روسيا تضعها دائمًا في حساباتها الدفاعية والهجومية. الإضافة إلي ذلك تميز قطاع الدفاع في إستونيا بتبني حلول تكنولوجية متقدمة تشمل: ابتكارات الدفاع السيبراني من Cybers، والروبوتات المتطورة من Milrem Robotics، والأنظمة الذاتية من DefSecIntel، وتقنيات الاستشعار من ELSA Solutions، وحلول الاتصالات المتقدمة من Teleport. وتمثل هذه الابتكارات ركيزة أساسية لتحقيق التفوق الميداني.[17] وتُعد إستونيا من الدول الرائدة عالميًا في مجال الأمن السيبراني؛ إذ تحتل المرتبة الأولى على مستوى الاتحاد الأوروبي وفقًا لمؤشر الأمن السيبراني العالمي. كما يعكس احتضانها لمركز التميز التعاوني للدفاع السيبراني التابع لحلف الناتو مكانتها المرموقة، ويعزز دورها كمحور رئيسي في تطوير الحلول الدفاعية السيبرانية على المستوى الدولي. إلى جانب ذلك، تمثل البنية التحتية التكنولوجية المتقدمة في إستونيا  والتي جعلتها من أبرز رواد الأمن السيبراني عالميًا  مصدر قلق لروسيا، خاصة في ظل ارتباط هذه البنية بالمشاريع الدفاعية الغربية.مع ارتباطها بالمشاريع الدفاعية الغربية.[18]

رابعا: تصاعد تطورات الصدام بين الناتو وروسيا والموقف الأمريكي

شكّلت حادثة اختراق ثلاث مقاتلات روسية المجال الجوي الإستوني في سبتمبر 2025 تصعيدًا جديدًا في المواجهة بين موسكو وحلف شمال الأطلسي، لم تقتصر أبعاد الحادثة على الانتهاك العسكري فحسب، بل تحولت إلى اختبار مباشر لوحدة الناتو وجاهزيته، في ظل سعي روسيا لقياس قدرة الحلف على الرد الموحد. كما كشفت عن تباين في المواقف بين الولايات المتحدة، التي تبنّت مقاربة أكثر حذرًا، وأوروبا التي أبدت تشددًا أكبر في التعامل مع الاستفزازات الروسية.

  • التصعيد في شرق أوروبا

شهدت منطقة البلطيق توترًا متزايدًا عقب اختراق الطائرات الروسية المجال الجوي الإستوني، وهو ما مثّل اختبارًا مباشرًا لوحدة الناتو وقدرته على الرد. هذه الحادثة أعادت إلى الأذهان “حرب الطائرات” إبان الحرب الباردة، وأكدت هشاشة الوضع الأمني في المنطقة. وقد سعت روسيا من خلالها إلى قياس مدى جاهزية الحلف، في حين أبدت دول البلطيق مخاوفها وطالبت بوجود عسكري أمريكي دائم لتعزيز الردع.[19]

  • المواقف الأوروبية والأطلسية

في هذا السياق، شددت رئيسة وزراء الدنمارك “ميته فريدريكسن” على ضرورة الحفاظ على وحدة الحلف واستعداده الميداني، مؤكدة أن الحرب في أوكرانيا أبرزت أهمية الاستثمار في الدفاع المشترك ورفع جاهزية القوات الأوروبية. كما أكدت استمرار بلادها في دعم أوكرانيا عسكريًا بالتنسيق مع الشركاء. بالتوازي، أعلن الجيش الأوكراني عن هجمات بطائرات مسيّرة بعيدة المدى داخل العمق الروسي استهدفت مصانع ذخيرة وبنى تحتية حيوية، في خطوة وُصفت بأنها تصعيد نوعي يهدف إلى إضعاف القدرات اللوجستية الروسية.

  • انعكاسات التصعيد وتزايد التوترات

هذه التطورات  سواء عبر التصريحات الأوروبية الداعية إلى موقف موحّد أكثر صلابة داخل الناتو، أو من خلال التصعيد العسكري الأوكراني داخل روسيا  أدت إلى زيادة مستوى التوترات بين موسكو والحلف الأطلسي. فبينما ترى روسيا في هذه التحركات تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، يعتبر الناتو أنها دليل إضافي على ضرورة تعزيز الردع الجماعي والتنسيق الدفاعي. وبذلك تزداد احتمالات توسيع دائرة النزاع القائم في أوكرانيا إلى مواجهة أوسع نطاقًا.[20]

  • المخاوف الأمنية في أوروبا الغربية

إلى جانب التوترات في الشرق، شهدت ألمانيا وأوروبا خلال عام 2025 تصاعدًا في المخاوف الأمنية جراء حوادث الطائرات المسيّرة. فقد أعلن وزير الداخلية الألماني “ألكسندر دوبريندت” عن إنشاء مركز جديد ووحدة دفاع خاصة ضد المسيّرات ضمن الشرطة الاتحادية، قائمة على ثلاثية “التمكين، التسليح، الدمج” لضمان الإطار القانوني والتقني المناسب. في المقابل، دعا وزير الدفاع بوريس بيستوريوس إلى التعامل مع الظاهرة بعقلانية، محذرًا من المبالغة في تقدير التهديدات الروسية التي تهدف بالأساس إلى إثارة الخوف والارتباك. ومع ذلك، أدت تكرار المشاهدات إلى شلّ مطار ميونيخ وتفعيل مجلس الأمن القومي الجديد لتمكين الاستجابة السريعة.[21]

ويرى أن الاستهدافات الأخيرة للمسيرات الروسية التي طالت مناطق شرق بولندا ودولاً أخرى، توحي بأن المعركة قد تمتد تدريجياً إلى دول الجوار، رغم نفي موسكو استهداف أي أراضٍ غير أوكرانية وتأكيدها أن ضرباتها تقتصر على منشآت عسكرية في الداخل الأوكراني.[22]

وجه الرئيس الروسي “بوتن” في5 أكتوبر 2025 رسالة إلى الأوروبيين أكد خلالها أن بلاده لا تنوي شن حرب على أوروبا، مشدداً في كلمته أمام الجلسة العامة لمنتدى فالداي الدولي للحوار على أن الصراع الحالي كان يمكن تجنبه لو لم تقترب الكتلة الغربية وحلف الناتو من حدود روسيا. وأوضح أن أي تهديد لروسيا سيواجه برد فعل قوي وصعب، داعياً إلى عدم استفزاز بلاده، لأن ذلك سيؤدي إلى نتائج سلبية لا يتطلع إليها الطرف الآخر، لافتاً إلى أن التاريخ يثبت أن الضعف لا مكان له، وأن القضايا قد تُحل بالقوة، وروسيا ليست ضعيفة.[23]

الموقف الأمريكي والملف الأوكراني

حذّر الرئيس الروسي الغرب من أي تهديد قد يمس أمن بلاده، متّهماً إياه يعود على الغرب، أي أن بوتين يتهم الغرب (الولايات المتحدة وحلف الناتو وحلفاءهما) بالسعي إلى تعميق الأزمة الروسية  الأوكرانية لتحقيق مصالح خاصة. وأوضح أن تحركات حلف الناتو باتجاه الحدود الروسية كانت كفيلة بتغيير المشهد كلياً، في وقت يشهد العالم تحولات كبرى، داعياً الولايات المتحدة إلى التخلي عن أي مواجهة أيديولوجية مع موسكو. وأكد الكرملين تمسّك موسكو بإنهاء الملف الأوكراني عبر الوسائل الدبلوماسية، لكنه اعتبر أن تزويد واشنطن لكييف بصواريخ “توماهوك” يمثّل تصعيداً خطيراً، إلى جانب استمرارها في تزويد أوكرانيا بمعلومات استخباراتية لدعم عملياتها العسكرية، وهو ما وصفه بعمل عدائي لن يمر من دون رد. ويرى محللون أن إدخال “توماهوك” إلى ساحة القتال سيشكّل تحولاً نوعياً في طبيعة الدعم الغربي، نظراً لقدرتها على الوصول إلى عمق الأراضي الروسية بما فيها موسكو، ما يعني تغييراً محتملاً في معادلات الصراع، رغم امتلاك روسيا منظومات دفاع جوي متطورة قادرة على التعامل معها.

وبحسب الخبراء، فإن الخطوة الأمريكية تحمل في جوهرها رسالة سياسية أكثر من كونها تغييراً فعلياً في ميزان القوى، إذ إنها تعكس تحولاً في الموقف الأمريكي وقد تؤدي إلى إطالة أمد الحرب، لكنها لن تمنح أوكرانيا تفوقاً ميدانياً حاسماً. فروسيا ما زالت تمتلك قدرات دفاعية متقدمة، تشمل منظومات “إس-400” وأسلحة باليستية فرط صوتية، ما يقلل من احتمالات إحداث تحوّل استراتيجي في مسار الحرب.[24]

ويؤكد المحللون أن استمرار الغرب في دعم أوكرانيا عسكرياً يعكس إصراراً على الخيار العسكري على حساب المسار السياسي، وهو ما يضعف فرص التوصل إلى تسوية. وفي المقابل، تصر موسكو على أن الحل يجب أن يأتي وفق شروطها، بما في ذلك الاعتراف بسيطرتها على الأراضي التي تعدها جزءاً من أمنها القومي، وضمان عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، إضافة إلى معالجة جذور الأزمة استناداً إلى الاتفاقيات السابقة.[25]

أن استمرار الدعم العسكري الغربي، وخاصة من جانب الولايات المتحدة، يعكس مصالح اقتصادية واستراتيجية واضحة، من بينها تنشيط الصناعات العسكرية الأمريكية وضمان إطالة أمد الحرب بما يخدم مصالح أطراف محددة. وفي هذا السياق، يثار جدل حول الموقف الأمريكي في ظل رئاسة “دونالد ترامب”، إذ يتساءل البعض ما إذا كان من مصلحته الإبقاء على الحرب الروسية الأوكرانية قائمة لتحقيق مكاسب اقتصادية واستراتيجية للولايات المتحدة، أم أن مصالحه السياسية قد تدفعه إلى البحث عن تسوية سريعة تتيح له تقديم نفسه كقائد يسعى للسلام، بما يمنحه زخماً سياسياً داخلياً ودولياً، وربما يفتح أمامه باب المنافسة على جائزة نوبل للسلام. وبين هذين الاحتمالين، تبقى معضلة مستقبل الصراع مرهونة بقدرة روسيا على الصمود في مواجهة الضغوط الغربية، وما إذا كان المسار سيتجه نحو تسوية تفاوضية أو نحو مزيد من التصعيد.

وختاماً يتضح أن المشهد الأوروبي يشهد حالة متصاعدة من التوتر الاستراتيجي، حيث تتقاطع الأزمة الروسية–الأوكرانية مع حوادث عسكرية مثيرة للجدل، مثل اختراق الطائرات الروسية المجال الجوي الإستوني، بما يعكس استعداد موسكو لاستخدام أدوات الضغط المباشر في مواجهة الناتو. ويأتي ذلك في وقت ترى فيه روسيا أن الحل لا يمكن أن يتحقق إلا وفق شروطها الأمنية والسياسية، بينما يصر الغرب على دعم أوكرانيا عسكرياً واستخباراتياً باعتباره ضمانة لردع موسكو. وفي ظل استمرار هذه المعادلة، يتزايد خطر انزلاق المنطقة إلى مواجهة أوسع، خاصة مع إدخال أسلحة متطورة مثل صواريخ “توماهوك” إلى ميدان الصراع. وبين حسابات الردع الغربي وسعي روسيا لتأكيد مكانتها كقوة عظمى، يظل مستقبل الأزمة مفتوحاً على سيناريوهين متناقضين: إما التصعيد المتدرج نحو مواجهة أوسع نطاقاً، أو الدخول في تسوية سياسية تفرضها توازنات القوة وضغوط الواقع الدولي.

المراجع


[1] تحليل: تحليق مقاتلات روسية فوق استونيا اختبار من بوتن لامريكا وناتو، 21 سبتمبر،2025، الشرق الأوسط متاح علي الرابط التالي: https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7/5188518-%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84-%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%82-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%88%D9%82-%D8%A5%D8%B3%D8%AA%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D8%A8%D9%88%D8%AA%D9%8A%D9%86-%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D8%A7-%D9%88%D9%86%D8%A7%D8%AA%D9%88، تاريخ الدخول: 5 أكتوبر،2025.

[2] Letter dated 20 September 2025 from the Permanent Representative of Estonia to the United Nations addressed to the President of the Security Counci، Security Council،United Nations، Available at the following link: https://docs.un.org/en/S/2025/594?utm_com.

[3] روسيا تصدر بيانا للرد على مزاعم “انتهاك مقاتلاتها للأجواء استونيا”، 20 سبتمبر 2025، العربية، متاح على الرابط التالي: https://arabic.cnn.com/world/article/2025/09/20/nato-intercepts-three-russian-jets-over-estonias-airspace، تاريخ الدخول: 4  أكتوبر،2025.

[4] “ Kremlin  Denies Airspace Violation in Estonia Ahead of UN Security Council Meeting”،The Moscow Times، Sep. 22, 2025، Available at the following link: https://www.themoscowtimes.com/2025/09/22/kremlin-denies-airspace-violation-in-estonia-ahead-of-un-security-council-meeting-a90583.

[5] IPD،P2.

[6]“ Russia  accuses Estonia of making false airspace incursion allegation to whip up tensions”، Reuters،22 sep 2025،، Available at the following link: https://www.reuters.com/business/aerospace-defense/russia-accuses-estonia-making-false-airspace-incursion-allegation-whip-up-2025-09-22/.

[7] ماجدة بوعزة، ” استفزاز جديد.. مقاتلات روسية تخترق المجال الجوي لاستونيا”، 19 سبتمبر 2025، DW متاح على الرابط التالي: https://www.dw.com/ar/%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%81%D8%B2%D8%A7%D8%B2-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%AA%D9%88-%D9%8A%D8%B9%D8%AA%D8%B1%D8%B6-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D8%B1%D9%82%D8%AA-%D8%A3%D8%AC%D9%88%D8%A7%D8%A1-%D8%A5%D8%B3%D8%AA%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A7/a-74070657، تاريخ الدخول: 4 أكتوبر، 2025.

[8] المرجع السابق، ص2.

[9] Heine Brekke،”US Officers: NATO’s Options on the Eastern Flank CEPA’s military and security Fellows describe the options for alliance leaders and forces as the Kremlin’s shadow war accelerates” ،2 October 2025 Available at the following link: https://cepa.org/article/us-officers-natos-options-on-the-eastern-flank/?utm_.com.

[10] Charline Edwards “The paradox of Russian escalation and NATO’s response”، Available at the following link: https://www.iiss.org/online-analysis/online-analysis/2025/09/the-paradox-of-russian-escalation-and-natos-response/?utm_.com.

[11] The North Atlantic Treaty (1949)، Available at the following link: https://www.nato.int/nato_static_fl2014/assets/pdf/stock_publications/20120822_nato_treaty_en_light_2009.pdf?utm_.com

[12]Charlie Devereux ، What are NATO’s defence obligations under Articles 4 and 5 of itstreaty? Available at the following link: https://www.reuters.com/business/aerospace-defense/nato-articles-4-5-could-ukraine-war-trigger-alliance-defence-obligations-2025-09-25/?utm_.com.

[13] NATO’s articles 4 and 5: Russia-Ukraine war tests joint defence، Available at the following link: https://www.aljazeera.com/news/2022/11/16/natos-article-4-and-5-the-path-to-collective-defence?utm_.com.

[14] Andraz  Raze،”Russia’s Strategic Interests and Actions in the Baltic Region”، ”، Available at the following link: https://dgap.org/en/research/publications/russias-strategic-interests-and-actions-baltic-region?utm.com.

[15]  الخريطة، متاح على الرابط التالي: https://rasanah-iiis.org/%D8%A3%D9%88%D9%83%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D9%88%D8%A8%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AA%D9%8A%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%EF%BF%BC/.

[16]“ Ukrainians and Belarusians in Estonia”، Available at the following link: https://minorityrights.org/country/estonia/?utm com.

[17] خليفي هيام،” الحوكمة الالكترونية: دراسة حالة استونيا كنموذج متقدم ومدي استفادة الجزائر منه”، 30 يونو،2025، مجلة نما للاقتصاد والتجارة، متاح علي الرابط التالي: https://asjp.cerist.dz/en/article/273962.

[18] استونيا تعزز الابتكار الدفاعي العالمي عبر التحالفات الاسترتيجية، 23  فبراير،2025، متاح على الرابط التالي: https://www.eyeofriyadh.com/ar/news/details/estonia-enhances-global-defence-innovation-through-strategic-alliances، تاريخ الدخول:7 أكتوبر،2025.

[19] تصعيد التوتر بين روسيا والناتو بعد إرسال مسيرات من الأراضي البيلاروسية، 13 سبتمبر،2025، متاح علي الرابط التالي: https://www.elwatannews.com/news/details/8133443، تاريخ الدخول:7أكتوبر،2025.

[20]  الدنمارك والناتو يتفقان على تعزيز الدفاع المشترك وتوسيع الدعم العسكري لأوكرانيا، 6 أكتوبر،2025، متاح علي الرابط التالي: https://akhbarelyom.com/news/NewDetails/4702655/1/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%86%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%83-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%AA%D9%88-%D9%8A%D8%AA%D9%81%D9%82%D8%A7%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AA%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9، تاريخ الدخول: 7أكتوبر،2025.

[21] المرجع السابق، ص2.

[22] توترات روسيا والغرب.. هل اقتراب الصراع في أوروبا الشرقية؟، 23 سبتمبر،2025، البيان، متاح علي الرابط التالي: https://www.albayan.ae/news/world/russia/563266، تاريخ الدخول: 7أكتوبر،2025.

[23] المرجع السابق، ص3.

[24] نور الدين، ” هل تسطيه روسيا اعتراض صواريخ توماهوك”، موقع الدفاع العربي، 5 أكتوبر،2025، متاح علي الرابط التالي: https://www.defense-arabic.com/2025/10/05/%D9%87%D9%84-%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D8%B7%D9%8A%D8%B9-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%B6-%D8%B5%D9%88%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%AA%D9%88%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%88%D9%83/، تاريخ الدخول:7أكتوبر،2025

[25] المرجع السابق.

باحث في العلاقات الدولية بمركز ترو للدراسات والتدريب

احتجاجات الجيل زد في المغرب قراءة في الأسباب والدلالات
التوغل الإسرائيلي في الإقليم وتداعياته على الأمن القومي المصري
WhatsApp Image 2025-10-04 at 16.18
WhatsApp Image 2025-10-02 at 22.07
كتاب 107 يوم كامالا هاريس
Scroll to Top