مقدمة:
القرن الأفريقي يمثل منطقة استراتيجية تكتسب أهمية جيوسياسية كبيرة بالنظر إلى موقعها الحيوي بين المحيط الهندي والبحر الأحمر، ومن ثم تتميز المنطقة بأهميتها الاستراتيجية كحلقة وصل بين إفريقيا والشرق الأوسط وموقعها على واحد من أهم الممرات البحرية العالمية. وتأثيرها المباشر على الأمن القومي المصري، خاصة فيما يتعلق بمياه النيل والممرات المائية الحيوية. تواجه المنطقة وضعًا متأزمًا يعكس تعقيدات سياسية وأمنية واقتصادية مستمرة منذ عقود. تضم المنطقة دولاً أساسية مثل إثيوبيا، إريتريا، الصومال، وجيبوتي، إضافة إلى السودان وجنوب السودان وكينيا التي تُعتبر امتدادًا جغرافيًا وسياسيًا لها. ومن مظاهر الوضع المتأزم في المنطقة:النزاعات المسلحة، الأزمات الإنسانية، والتدخلات الدولية حيث تشهد المنطقة تنافسًا بين القوى العالمية مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا، إضافة إلى تدخلات إقليمية من دول الخليج وتركيا وإيران، مما يعمق الصراعات ويزيد من صعوبة الحلول.
مع عودة دونالد ترامب إلى المشهد السياسي وتسلمه السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية عشية الأثنين 20 يناير 2025،من المتوقع أن تتأثر العديد من الملفات والقضايا التي تقع في دائرة الأهتمام الأمريكي والتي من أبرزها على الصعيد الأفريقي منطقة القرن الأفريقي. الأمر الذي يتطلب تحليل لرؤيته لصراعات المنطقة ومسارات التعامل معها وتأثيرات ذلك سياسيا وأمنيا على دول المنطقة أولا ومحيطها الجغرافي والإقليمي الأمر الذي سيحدث بدوره تداعيات على المصالح والأدوار المصرية في هذه المنطقة في شكل تكثيف وتمدد لبعض من هذه الأدوار أو منافسة وتراجع لبعضها الأخر من ثم البحث في ملامح وسمات طريقة تعاطي هذه الإدارة مع ملفات وقضايا المنطقة من الأهمية بمكان أولا للوقوف على تداعيات هذه السياسات على الأدوار المصرية والأمن المصري في هذه المنطقة وكذلك لتحديد كيفية قيام مصر بتوظيف هذه السياسة لتحقيق مصالحها الحيوية.
أولًا: رؤية ترامب لمنطقة القرن الأفريقي (2017-2021)
1. المقاربة البراجماتية:
خلال فترة حكمه، اعتمد ترامب سياسة تقوم على تقليل الانخراط الأمريكي المباشر في النزاعات، مع التركيز على المصالح الاقتصادية والأمنية المباشرة. من ثم لم يُظهر اهتمامًا كبيرًا بالتنمية أو الوساطة في صراعات منطقة القرن الأفريقي ، بل ركز على تقليل الإنفاق الأمريكي والاعتماد على الحلفاء الإقليميين. كما شهدت الفترة تقليص الوجود العسكري الأمريكي في الصومال في أواخر ولاية ترامب، حيث أُعلن عن انسحاب معظم القوات الأمريكية، مع الإبقاء على بعض العمليات الخاصة والإشراف عن بُعد.[ii]
من ثم ظهر جليا في قضايا المنطقة نهج انعزالي عن الانخراط في قضايا وصراعات المنطقة وقد شهدت الفترة تدخلات بسيطة متواضعة على نحو ما جاء في دعم اتفاق السلام بين إثيوبيا وإريتريا عام 2018، الذي ساهم في إنهاء عقود من الصراع بين البلدين.[iii] رغم ذلك، لم تكن الإدارة منخرطة بشكل كبير في معالجة القضايا العميقة المرتبطة بالنزاعات الداخلية، مثل أزمة تيجراي في إثيوبيا. أيضاً التدخل في قضية سد النهضة بين مصر وإثيوبيا حيث لعب ترامب دورًا رئيسيًا في ملف سد النهضة، حيث توسط في المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان عام 2020. مع انحيازه إلى حد كبير للرؤية المصرية، ووصف تصرفات إثيوبيا بـ”غير العادلة”، كما أشار إلى إمكانية ضرب السد من قبل مصر في حال استمرت إثيوبيا في تعنتها.[iv]
2. تعزيز التحالفات مع دول الخليج:
اتسمت سياسات الإدارة الأمريكية فىي هذه الفترة أيضا بالاعتماد على الشراكات مع الحلفاء والفاعلين الإقليمين على نحو ما ظهر من تعاون مع دول الخليج مثل السعودية والإمارات لتعزيز النفوذ الأمريكي في المنطقة، واعتبرهما شريكين رئيسيين في مواجهة التحديات الإقليمية.[v]
3. مواجهة النفوذ الصيني:
اتسمت هذه الفترة بتصاعد حدة التنافس الأمريكي الصيني في المنطقة حيث ساد هذه الفترة القلق من النفوذ الاقتصادي الصيني المتزايد في أفريقيا، بما في ذلك القرن الأفريقي، خاصة في البنية التحتية والموانئ. مع غياب التركيز على التنمية؛ لم تركز إدارة ترامب على برامج التنمية والمساعدات الإنسانية بشكل كبير مقارنة بالإدارات السابقة. وتمحور الاهتمام بشكل رئيسي حول الأمن ومصالح الولايات المتحدة، بدلًا من معالجة الأسباب الجذرية للصراعات أو الاستثمار في التنمية المستدامة. [vi]
بشكل عام، تميزت رؤية ترامب للقرن الإفريقي بالتركيز على الأمن ومصالح الولايات المتحدة قصيرة المدى، مع اهتمام أقل بالجوانب التنموية والإنسانية.
ثانيًا: رؤية إدارة ترامب المحتملة لصراعات القرن الأفريقي في فترته 2025:
مع عودة ترامب إلى الحكم،فمن المحتمل أن تكون سياسته تجاه منطقة القرن الإفريقي محددة بمجموعة من الأولويات الاستراتيجية التي تعكس توجهاته السابقة (2017-2021)، مع الأخذ في الاعتبار التطورات الجيوسياسية والاقتصادية الجديدة. فيما يلي تفصيل لأبرز ملامح السياسة المحتملة:
1. مواجهة النفوذ الصيني والروسي:
تشهد منطة القرن الأفريقي تصاعد النفوذ الروسي والصيني بشكل كبير، وذلك في سياق تنافس جيوسياسي مع القوى الغربية، لا سيما الولايات المتحدة. يتركز هذا النفوذ على المجالات الاقتصادية، العسكرية، والدبلوماسية. الصين لاعبًا رئيسيًا في تمويل مشاريع البنية التحتية بالمنطقة، مثل الموانئ، السكك الحديدية، والطاقة. وأصبحت جيبوتي نقطة مركزية للنفوذ الصيني، حيث استثمرت الصين في تطوير ميناء دوراليه والمنطقة الاقتصادية الحرة. نتيجة لذلك من المتوققع بشكل كبير أن إدارة ترامب القادمة ستعمل على تقليص النفوذ الصيني في القرن الأفريقي، خاصة في جيبوتي حيث تمتلك الصين قاعدة عسكرية ، وتحجيم الوجود الروسي حيث وقعت روسيا اتفاقيات عسكرية مع دول مثل السودان وإثيوبيا لتعزيز التعاون الدفاعي وتقديم الأسلحة. [vii]
وفي 2020، توصلت روسيا إلى اتفاق مع السودان لإنشاء قاعدة بحرية على البحر الأحمر في بورتسودان، بهدف تعزيز وجودها العسكري في المنطقة وحماية مصالحها الاستراتيجية والمتوقع تزايد الوجود العسكري والأمني الروسي في المنطقة عقب انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية. ولذلك ستسعى الولايات المتحدة لدعم الحكومات أو القوى المناهضة لروسيا ومحاولة محاصرة واحتواء النفوذ الصيني عبر الشركاء الإقليميين من دول الخليج. ومن المتوقع أن تستخدم إدارته أدوات اقتصادية، مثل العقوبات أو برامج المساعدات البديلة، لتقليل اعتماد دول المنطقة على الصين.[viii]
كما سيتخذ ترامب موقفًا حازمًا تجاه أي تحركات روسية في المنطقة، مثل قاعدة بورتسودان البحرية. قد يدعم تعزيز الحضور العسكري الأمريكي في البحر الأحمر للتصدي لأي تهديد روسي محتمل للمصالح الأمريكية.
2. التركيز على الأمن ومكافحة الإرهاب:
من المتوقع أن تستأنف إدارة ترامب العمليات العسكرية المكثفة ضد حركة الشباب في الصومال. مع تصعيد الضربات الجوية ضد الجماعات الإرهابية. وسيزيد من دعم القوات المحلية (مثل الجيش الصومالي) وقوات الاتحاد الإفريقي (ATMIS) لتعزيز الاستقرار الأمني. ومع استمرار القرصنة والاضطرابات في خليج عدن وباب المندب، سيعمل ترامب على تعزيز وجود البحرية الأمريكية في المنطقة لحماية المصالح التجارية الأمريكية وحلفائها.[ix]
3. تعزيز الاستثمارات الأمريكية:
قد تعزز الإدارة برامج التمويل والاستثمار في المنطقة لمنافسة النفوذ الصيني، مع تركيز أقل على المساعدات الإنسانية وأكثر على الشراكات الاقتصادية التي تفيد الشركات الأمريكية. من المحتمل أن يُدفع القطاع الخاص الأمريكي للاستثمار في مجالات مثل الزراعة، التكنولوجيا، والطاقة. وسيستهدف ترامب الوصول إلى موارد المنطقة مثل النفط، الغاز، والمعادن، عبر اتفاقيات مباشرة مع حكومات القرن الإفريقي[x].
4. تحجيم الدور الإنساني والتنموي:
بناءً على سياساته السابقة، قد يقلص ترامب تمويل البرامج الإنسانية والتنموية التي تديرها الوكالات الأمريكية أو الدولية، معتبرًا أنها لا تخدم المصالح الأمريكية المباشرة. بدلاً من ذلك، سيشجع الحكومات المحلية على تولي هذه المسؤوليات أو الاعتماد على التمويل الخاص.كما سيعمل ترامب على الحد من تدفق المهاجرين من القرن الإفريقي إلى الولايات المتحدة عبر تعزيز التعاون مع دول المنطقة لإبقاء اللاجئين داخل حدودهم. من المتوقع أن يقدم دعمًا ماديًا وتقنيًا لهذه الدول مقابل السيطرة على تدفقات اللاجئين.[xi]
سياسة ترامب تجاه القرن الإفريقي في 2025 ستركز إذا على مواجهة الخصوم الاستراتيجيين (الصين وروسيا)، وتعزيز المصالح الاقتصادية والأمنية الأمريكية، وتقليص الاعتماد على المساعدات التقليدية لصالح الشراكات الاقتصادية والعسكرية. هذه السياسة ستتسم بالبراجماتية وبالتركيز على تحقيق مكاسب مباشرة للولايات المتحدة.
ثالثاً- أبعاد الدور المصري في منطقة القرن الأفريقي في ضوء استراتيجية الإدارة الأمريكية الجديدة (2025):
منطقة القرن الأفريقي تتمتع بأهمية استراتيجية لمصر نظرًا لموقعها الجغرافي وتأثيرها المباشر على الأمن القومي المصري، لا سيما في ملف مياه النيل وممرات البحر الأحمر. ومع تسلم الإدارة الأمريكية الجديدة السلطة، قد يتغير شكل الدور المصري في المنطقة بالتوازي مع السياسات الأمريكية الجديدة تجاه القضايا الإقليمية. إلا أن الوضع المتأزم في القرن الإفريقي الذي هو نتيجة تداخل عوامل محلية وإقليمية ودولية. يحتاج إلى جهود تنسيقية واسعة لتحقيق الاستقرار السياسي، معالجة الأزمات الإنسانية، ودفع عجلة التنمية في منطقة تعاني من تهميش مستمر وتأثيرات متزايدة للنزاعات . والجزء التالي هو محاولة استقراء أهم سمات الدور المصري في المنطقة والعوامل المؤثرة فيه :
(1) محددات الدور المصري في القرن الأفريقي:
تتمثل أهم محددات الدور المصري في منطقة القرن الأفريقي في مجموعة القضايا ذات الأهمية الحيوية للمصالح المصرية والتي تتمثل بالأساس في:
1. الأمن المائي (ملف سد النهضة):[xii] مصر تعتبر منطقة القرن الأفريقي حيوية للحفاظ على حصتها التاريخية من مياه النيل. أزمة سد النهضة الإثيوبي هي التحدي الأكبر الذي يربط المصالح المصرية باستقرار المنطقة.القاهرة تعمل على تعزيز نفوذها الدبلوماسي والأمني في المنطقة لضمان إدارة عادلة لمياه النيل.في هذا الإطار تواجهمصر تحديات من التنافس الدولي في القرن الأفريقي، خاصة مع النفوذ الصيني والروسي المتزايد في إثيوبيا وجيبوتي. الأمر الذي دفع بمصر لتقوية حضورها الإقليمي عبر دعم دول مثل السودان وإريتريا والعودة بقوة للملف الصومالي وهو ما حققت فيه الدبلوماسية المصرية تقدما واضحا.
2. أمن البحر الأحمر: تركز مصر على حماية الملاحة في البحر الأحمر من التهديدات الإقليمية والدولية، حيث يمثل مضيق باب المندب ممرًا حيويًا للتجارة المصرية والدولية.تسعى مصر لتعزيز شراكاتها مع الدول الساحلية للحد من تهديدات القرصنة والتدخلات الأجنبية.[xiii]
3. مكافحة الإرهاب: القضية الأبرز والتهديد الأشرس في المنطقة ومن ثم تعمل مصر على مواجهة التنظيمات الإرهابية في القرن الأفريقي، خاصة في الصومال وكينيا، لمنع انتقال التهديدات إلى شمال أفريقيا. كما تتعاون مع دول المنطقة وشركاء دوليين مثل الولايات المتحدة لتعزيز الاستقرار الأمني.
ثانيًا: أبعاد الدور المصري في ضوء استراتيجية الإدارة الأمريكية الجديدة :
يمكن القول وانطلاقا من العوامل والتحديات السابقة أن سمات الدور المصري في المرحلة القادمة تجاه منطقة القرن الأفريقي سيتخذ الأبعاد التالية:
1. التنسيق مع الإدارة الأمريكية حول سد النهضة:
من المتوقع أن تضغط الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة ترامب على إثيوبيا لتقديم تنازلات في ملف سد النهضة، استنادًا إلى الدور الذي لعبته إدارة ترامب السابقة عام 2020 عندما انحازت لمصر بشكل واضح. من ثم قد تستغل مصر هذا الدعم لتعزيز موقفها التفاوضي وضمان تحقيق مصالحها المائية.
2. تعزيز الشراكة الأمنية في البحر الأحمر:
مع تركيز واشنطن على أمن الممرات البحرية ومواجهة النفوذ الصيني والروسي، يمثل هذا الأمر مصر فرصة لتوسيع دورها الأمني في البحر الأحمر بدعم أمريكي. وتعزيز وجودها العسكري بالتعاون مع دول الخليج وحلفاء غربيين لضمان أمن الملاحة.
3. مكافحة النفوذ الصيني والروسي:
الاستراتيجية الأمريكية الجديدة قد تشمل الضغط على الصين وروسيا لتقليص نفوذهما في القرن الأفريقي. مصر تملك من الأدوات والحضور ما يمكنها من لعب دور محوري في هذه المواجهة يحقق المصالح المصرية ومصالح دول المنطقة ويقلل من التبعات الأمنية والسياسية الناجمة عن تجاذبات تنافس هذه القوى، خاصة في جيبوتي وإريتريا، لتأمين مصالحها الاستراتيجية.[xiv]
4. الدور التنموي والاستثماري:
مصر تمتلك الرؤية والأدوات لدعم مشروعات تنموية في دول القرن الأفريقي مثل السودان وجيبوتي، بما يعزز الاستقرار ويحد من التدخلات الخارجية. من ثم يمكن لمصر أن تلعب دور الوسيط بين الدول الكبرى ودول المنطقة لتعزيز الاستثمارات المشتركة وبما لمصر من رؤية متوازنة سيؤدي ذلك إلى تحقيق مصالح دول المنطقة.
5. دعم الاستقرار الإقليمي:
الولايات المتحدة قد تدعم جهود مصر للوساطة في النزاعات الإقليمية (مثل النزاع الإثيوبي-الإريتري)، ما يعزز دور القاهرة كقوة إقليمية فاعلة خاصة في ظل حالة التريب والقول الذي يتمتع بها الدور المصري في هذا الشأن وللتدليل على ذلك يمكن الإشارة إلى دور مصر في الأزمة الصومالية والذي أدى لرغبة الصومال في استبدال القوات الإثيوبية في بعثة الأتححاد الأفريقي بالقوات المصرية. علاوة على كون التركيز الأمريكي على مكافحة الإرهاب ينسجم مع جهود مصر في الصومال ودول الجوار لتعزيز الأمن.
ثالثًا: التحديات التي تواجه الدور المصري:
إلا أن ما سبق لا ينفي حقيقة وجود عدد من التحديات التي تشكل عوائق ينبغي على مصر العمل على مواجهتها أو تحييد تأثيراتها والتي من أهمها:
1. التنافس الدولي في القرن الأفريقي:
النفوذ المتزايد للصين وروسيا يمثل تحديًا لدور مصر في المنطقة. فقد تسعى الولايات المتحدة لاستغلال الدور المصري، لكن دون تقديم الدعم الكافي لتحقيق الاستقلالية في القرارات. كما وأن استمرار التعنت الإثيوبي في ملف سد النهضة قد يشك تشتيتا للجهود المصرية لتحقيق مصالحها.
2. الأزمات الداخلية في القرن الأفريقي:
حالة عدم الاستقرار المزمنة في الصومال والسودان وأجزاء أخرى من المنطقة تعيق تحقيق مكاسب استراتيجية مستدامة. خاصة أن عددا نها معققد ومتشابك الأبعاد ويحتاج إلى اصرار وجهد للوصول إلى تويات أو مقاربات للحل.
ولمواجهة مثل هذه التحديات ينبغي عل مصر تعزيز العلاقات مع الإدارة الأمريكية، واستثمار الدعم الأمريكي في الضغط على إثيوبيا بشأن سد النهضة وضمان مصالح القاهرة، و تعزيز التعاون الأمني في البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية. والاستمرار في لعب دور حيوي في تسوية صراعات المنطقة من دعم الاستقرار في السودان باعتباره العمق الاستراتيجي لمصر. وتقوية العلاقات مع جيبوتي وإريتريا لضمان أمن البحر الأحمر. والعمل على بناء تحالفات إقليمية قوية لمواجهة النفوذ الأجنبي في القرن الأفريقي. من خلال دعم المشروعات التنموية بالتعاون مع الشركاء الدوليين في المنطقة.
من ثم في ظل استراتيجية الإدارة الأمريكية الجديدة ، يمكن لمصر تعزيز دورها في القرن الأفريقي من خلال التنسيق مع واشنطن لمواجهة التحديات المشتركة، مثل النفوذ الصيني والروسي وأمن الممرات المائية. مع ذلك، يتطلب الأمر رؤية شاملة توازن بين التعاون الدولي وتعزيز استقلالية القرار المصري في تحقيق مصالحها الحيوية.
هوامش الدراسة:
[i] د. نادية عبد الفتاح : مدرس العلوم السياسية بكلية الدراسات الأفريقية العليا –جامعة القاهرة
[ii] للمزيد حول أهم سمات السياسة الخارجية الأمريكية تجاه منطقة القرن الأفريقي خلال فترة رئاسة ترامب الأولى، انظر:
Francis Owusu, Ricardo Reboredo and Pádraig Carmody,” trumping development: selective delinking and coercive governmentality in US–Africa relations”, Africa Today (vol. 66, no. 1, fall 2019), pp 11-16.
[iii] نون بوست،” 11 خبيرًا يجيبون: هل فاقمت البرامج العسكرية الأمريكية من الإرهاب في أفريقيا؟”، 14 ديسمبر 2022، في: https://www.noonpost.com/46043
[iv] Oscar Rickett,” Donald Trump and Sudan: What can we expect from the next US presidency?” Middle East Eye, at:
https://www.middleeasteye.net/news/donald-trump-and-sudan-what-expect-returning-us-president
[v] انظر في ذلك:
OCHA, “Global community to urge action on escalating Sudan crisis at UN General Assembly”, at:
https://www.unocha.org/news/global-community-urge-action-escalating-sudan-crisis-un-general-assembly
[vi] Jonas Schaaf,” The New US Administrations’ Africa Policies: What to Expect and Why it Matters”, prif blog, 20 august 2024,at: https://blog.prif.org/2024/08/20/the-new-us-administrations-africa-policies-what-to-expect-and-why-it-matters/
[vii] https://issafrica.org/iss-today/africa-must-prepare-for-trump-s-comeback
[viii] Paul Dans and Steven Groves(eds.), mandate for leadership: the conservative promise(Washington D.C: The Heritage Foundation,2023),p.218.
[ix] zainab usman,” the new U.S. Africa strategy breaks from the status quo with some perplexing stumbles”, 2024, at:
https://carnegieendowment.org/posts/2022/08/the-new-us-africa-strategy-breaks-from-the-status-quowith-some-perplexing-stumbles?lang=en
[x] فاطمة الزهراء أحمد أنور، “آليات التواجد الصيني في القارة الإفريقية بين الفعالية والإخفاق”، المجلة العلمية لكلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية، ( الاسكندرية: جامعة الاسكندرية، المجلد 7، العدد 13، 2022) ص 301.
[xi] المصدر السابق نفسه.
[xii] [xii] Liam Karr,” Russian Red Sea Logistics Center in Sudan”, Africa File, institute for the study of war, May 31, 2024, p.12.
[xiii] USAID, “United States Announces Nearly $424 Million in Additional Humanitarian Assistance for the People of Sudan and Others Affected by the Conflict“, Office of Press Relations, Wednesday, September 25, 2024,at:
[xiv] نــور الــدين بيــدكان، “منتــدى التعــاون الصــينى الأمريكــى: الحصــيلة والتحــديات” ، مجلـــة البوغـــاز للدراســات القانونيــة والقضــائية (طنجـة: العدد(19)، 20 يونيـو 2022)، ص ص 443 – 445.
مدرس العلوم السياسية بكلية الدراسات الأفريقية العليا –جامعة القاهرة