Cairo

دور شركة أسيلسان للصناعات الدفاعية في تعزيز النفوذ الجيوسياسي لتركيا

قائمة المحتويات

باحث في العلاقات الدولية بمركز ترو للدراسات والتدريب

تُعد شركة أسيلسان (ASELSAN) واحدة من أبرز المؤسسات الدفاعية التركية وأكثرها تأثيرًا في مسار تطور الصناعات العسكرية الحديثة داخل تركيا. تأسست الشركة عام 1975، في أعقاب التداعيات الاستراتيجية لحرب قبرص (1974)، عندما أدركت أنقرة محدودية اعتمادها على الخارج في التسليح وضرورة بناء قاعدة صناعية وطنية مستقلة. ومنذ ذلك الحين، تحولت أسيلسان من مجرد شركة متخصصة في أنظمة الاتصالات العسكرية إلى كيان صناعي وتكنولوجي معقد، يقود اليوم أحد أهم قطاعات الاقتصاد والأمن القومي التركي.[1]

يكتسب تحليل أسيلسان أهمية سياسية خاصة، ليس فقط من حيث كونها ذراعًا تكنولوجيًا للصناعات الدفاعية، بل أيضًا باعتبارها أداة مباشرة لتجسيد مشروع “تركيا القوة الإقليمية”. فهي تمثل في بنيتها ووظائفها نموذجًا للتداخل بين الأمن القومي، الاقتصاد، والسياسة الخارجية. وعلى المستوى الدولي، تتيح منتجاتها العسكرية لأنقرة هامش مناورة واسعًا في بناء شراكات جديدة، خصوصًا في ظل التوترات مع الولايات المتحدة وبعض حلفاء الناتو. كما أن توسعها في تصدير السلاح نحو الشرق الأوسط، أفريقيا، وآسيا الوسطى، يعكس بعدًا جيوسياسيًا يتجاوز الطابع التجاري إلى صناعة النفوذ التركي.[2]

من هنا، فإن تناول أسيلسان بإلقاء الضوء على دورها لا ينفصل عن التحولات الكبرى في السياسة التركية المعاصرة، سواء على صعيد إعادة هيكلة القطاع الدفاعي، أو من حيث توظيف الصناعات العسكرية كأداة للنفوذ السياسي والاستراتيجي. لذا، يهدف هذا التقرير إلى معرفة دور الشركة من خلال تتبع تطورها التاريخي ومجالات عملها والأبعاد السياسية والاقتصادية والجيوسياسية، بالإضافة إلى التحديات والآفاق المستقبلية.

أولًا: التطور التاريخي والهيكلي لشركة أسيلسان

نشأت شركة أسيلسان في سياق تاريخي بالغ الحساسية بالنسبة لتركيا، حيث شكلت أزمة قبرص عام 1974 نقطة تحول في إدراك صانع القرار التركي لمحدودية الاعتماد على الحلفاء الغربيين في مجال التسليح. فقد واجهت أنقرة حينها قيودًا أمريكية صارمة على توريد الأسلحة والذخائر، ما كشف عن هشاشة الأمن القومي التركي في حال تعرضه لضغوط خارجية. ونتيجة لذلك، اتخذت الدولة قرارًا استراتيجيًا بإنشاء قاعدة وطنية للصناعات الدفاعية، فكانت أسيلسان أول مؤسسة نوعية تعكس هذا التوجه، إذ أُسست عام 1975 بتمويل من “وقف القوات المسلحة التركية”، لتعنى أساسًا بتطوير أنظمة الاتصالات العسكرية.[3]

خلال عقدي السبعينيات والثمانينيات، ركزت أسيلسان على تصنيع أجهزة الاتصالات اللاسلكية والراديوية لتلبية احتياجات الجيش التركي. ومع تزايد الدعم المؤسسي من الدولة، توسعت الشركة تدريجيًا نحو الإلكترونيات العسكرية، ما جعلها شريكًا رئيسيًا في مشاريع التحديث العسكري التركي. هذا التوسع لم يكن اقتصاديًا بقدر ما كان سياسيًا، إذ سعت أنقرة إلى تعزيز استقلالها الدفاعي وتقليل الاعتماد على الناتو في مجالات حساسة.[4]

مع تسعينيات القرن الماضي وبداية الألفية الجديدة، دخلت أسيلسان مرحلة تطوير الأنظمة المتقدمة، حيث اتجهت نحو إنتاج أنظمة الرادارات، القيادة والسيطرة، الدفاع الجوي، والمراقبة الإلكترونية. وقد تزامن ذلك مع صعود التوجه السياسي التركي لتعزيز الصناعات الوطنية الدفاعية باعتبارها ركيزة أساسية للسيادة الوطنية.[5] وفي العقدين الأخيرين، ومع وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة، شهدت الشركة طفرة غير مسبوقة، إذ تحولت إلى رائد عالمي في مجال الطائرات المسيرة، والأنظمة الكهروبصرية، والدفاع السيبراني، وأسلحة الذكاء الاصطناعي. ويُعزى هذا التوسع إلى الدعم المباشر من الدولة، التي جعلت من الصناعات الدفاعية أولوية استراتيجية ضمن مشروع تركيا الجديدة.[6]

من الناحية الهيكلية، ترتبط أسيلسان ارتباطًا وثيقًا بمؤسسة الدولة التركية. فهي ليست شركة تجارية بالمعنى التقليدي، وإنما جزء من منظومة عسكرية اقتصادية متكاملة. إذ تعود ملكيتها الأساسية إلى وقف القوات المسلحة التركية، ما يجعلها مؤسسة شبه حكومية، تعكس التداخل بين المؤسسة العسكرية والاقتصاد الوطني. كما أنها تعمل بتنسيق مباشر مع رئاسة الصناعات الدفاعية التركية (SSB)، وهي الجهة الحكومية المشرفة على كافة برامج التسليح. [7]وقد جعل هذا الارتباط المؤسسي أسيلسان أحد أذرع الدولة التركية، تُنفذ استراتيجياتها الدفاعية وتوفر لها مظلة تكنولوجية واقتصادية، بما يمنحها موقعًا خاصًا يتجاوز الشركات الخاصة التقليدية، إلى مستوى الفاعل الاستراتيجي في السياسة التركية.[8]

ثانيًا: المجالات التكنولوجية والعسكرية لشركة أسيلسان

تتعدد المجالات التي تعمل فيها شركة أسيلسان، ومن أبرزها:

  1. أنظمة الاتصالات العسكرية والإلكترونيات الدفاعية

تُعد الاتصالات العسكرية النواة الأولى التي قامت عليها أسيلسان، وقد استطاعت أن تطور منظومات اتصال مؤمنة تعتمد على تقنيات التشفير المتقدمة. لم تقتصر هذه الأنظمة على القوات البرية فقط، بل امتدت إلى القوات البحرية والجوية، لتشكل حلقة وصل استراتيجية بين وحدات الجيش التركي. وقد منحت هذه القدرات أنقرة ميزة مهمة، إذ أصبحت أقل اعتمادًا على شبكات الاتصالات الغربية، ما عزز من قدرتها على إدارة العمليات العسكرية.[9]

  1. أنظمة الرادارات والاستشعار

توسعت أسيلسان بشكل ملحوظ في مجال تطوير الرادارات العسكرية وأنظمة الاستشعار الكهروبصري. فقد نجحت في إنتاج رادارات متوسطة وبعيدة المدى، بعضها موجه للدفاع الجوي وأخرى للإنذار المبكر. تُمثل هذه المنظومات عنصرًا أساسيًا في مشاريع الدفاع الجوي التركية، خاصة في ظل سعي أنقرة لبناء شبكة وطنية مستقلة عن الناتو. كما طورت الشركة أنظمة مراقبة واستشعار كهروبصرية مستخدمة في الطائرات المسيرة والمدرعات.[10]

  1. الدفاع الجوي والأنظمة الصاروخية

دخلت أسيلسان في السنوات الأخيرة مجال تطوير أنظمة الدفاع الجوي القصير والمتوسط المدى. وقدمت أنظمة للتحكم في النيران والاشتباك الصاروخي، مثل مشاركتها في تطوير منظومة حصار (HİSAR) للدفاع الجوي. هذه المشاريع عززت من قدرات تركيا على بناء بنية دفاعية متكاملة بعيدًا عن الاعتماد على صفقات السلاح الغربي، خصوصًا بعد التوترات مع واشنطن بشأن منظومة S-400 الروسية.[11]

  1. الطائرات المسيرة والأنظمة المرافقة

أحد أهم إنجازات أسيلسان يتمثل في مساهمتها في الثورة التركية في مجال الطائرات المسيرة )الدرونز). ورغم أن شركة “بايكار” تُعد الوجه الأبرز في هذا المجال، فإن أسيلسان وفرت المكونات الإلكترونية والأنظمة الكهروبصرية والرادارية التي مكنت المسيرات التركية من تحقيق هذا النجاح العالمي. ومن أبرز مساهماتها تطوير أنظمة الرؤية الليلية، التوجيه، والتشويش الإلكتروني، وهو ما منح المسيرات التركية قيمة عملياتية عالية في ميادين مثل سوريا، ليبيا، وأذربيجان.[12]

  1. الدفاع السيبراني والحرب الإلكترونية

إدراكًا للتحولات العالمية في ميدان الصراع، دخلت أسيلسان مجال الحرب السيبرانية والإلكترونية، حيث طورت قدرات في التشويش على الاتصالات المعادية، واعتراض إشارات الطائرات المسيرة، وتأمين البنية التحتية للاتصالات العسكرية. وتُعتبر هذه المجالات أحد محاور المستقبل الاستراتيجي للشركة، نظرًا لارتباطها بالذكاء الاصطناعي والأمن المعلوماتي.[13]

  1. التعاون البحثي والتطويري

تولي أسيلسان أهمية كبيرة للاستثمار في البحث والتطوير، حيث تُخصص نسبة معتبرة من عوائدها لتمويل مشاريع الابتكار. كما تقيم شراكات مع الجامعات التركية، إضافة إلى تعاونها مع شركات دولية في مشاريع محددة، رغم القيود الغربية المتزايدة. يعكس هذا الاستثمار في البحث والتطوير سعي تركيا لبناء قاعدة تكنولوجية محلية، تؤهلها لأن تكون مصدرًا للابتكار لا مجرد مستهلك للتكنولوجيا. وبهذا يمكن القول إن أسيلسان لا تُنتج معدات عسكرية فحسب، بل تبني منظومة تكنولوجية متكاملة تمثل أساس الاستراتيجية الدفاعية التركية الحديثة، وتعكس توجه أنقرة للتحرر والتمتع بقدر من الاستقلال في قطاع حساس كالأمن والدفاع.[14]

اقتصاديًا، تميزت أسيلسان بقدرتها على تخصيص نسبة معتبرة من أرباحها لتمويل البحث والتطوير (R&D)، حيث تجاوزت النسبة في بعض الأعوام 7% من إجمالي العوائد. هذا الاستثمار يعزز القدرة التنافسية للشركة على المستوى العالمي، ويجعلها في موقع متقدم مقارنة بشركات صناعية في دول مشابهة. وبالتالي، يمكن القول إن أسيلسان ليست مجرد ذراع دفاعية، بل هي أيضًا قاطرة اقتصادية تدعم النمو، وتخلق فرص عمل، وتعزز استقلالية الاقتصاد التركي في مجال حساس كالصناعات الدفاعية.

تتعاون شركة أسيلسان في مجال البحث والتطوير مع عدد من الشركاء الدوليين، رغم القيود الغربية المتزايدة على نقل التكنولوجيا الدفاعية إلى تركيا. فقد وقعت اتفاقيات مع شركة Eurosam الفرنسية الإيطالية لتطوير منظومات الدفاع الجوي، وأجرت مفاوضات مع شركات روسية مثل Rosoboronexport في مجالات الاستشعار والكهروبصريات، كما طورت شراكات مع أذربيجان في إنتاج الأنظمة الكهروبصرية والذخائر الذكية، ومع كوريا الجنوبية في أنظمة الكشف الصوتي، إضافة إلى تعاون صناعي مع جنوب أفريقيا في الاتصالات العسكرية. في المقابل، لا يُسجل تعاون مباشر مع شركات أمريكية أو إسرائيلية في المشاريع الحساسة، ما يعكس توجه أنقرة نحو بناء شبكة شراكات بديلة تدعم استقلالها الدفاعي والتكنولوجي.[15]

ثالثًا: الدور السياسي لشركة أسيلسان

  1. أداة للنفوذ الإقليمي

أصبحت أسيلسان إحدى أبرز أدوات أنقرة في تعزيز نفوذها الإقليمي. فمبيعاتها من الأنظمة الدفاعية لم تقتصر على دعم الجيوش الصديقة مثل أذربيجان وقطر، بل تجاوزت ذلك إلى بناء شراكات استراتيجية مع دول في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا الوسطى. هذه الشراكات لا تُقرأ في بعدها التجاري فقط، وإنما تعكس مسعى تركيا لاستخدام الصناعات الدفاعية كمدخل لتوسيع شبكات النفوذ السياسي.[16]

  1. تقوية مركز تركيا داخل حلف الناتو

تشكل أسيلسان ركيزة لمشروع أنقرة في تعزيز استقلالها الدفاعي، وهو ما يضعها أحيانًا في موضع تناقض مع سياسات الناتو. فبينما يضغط الحلف على تركيا للحفاظ على معايير موحدة في أنظمة التسليح، تسعى أسيلسان إلى تطوير منظومات محلية مستقلة، ما يعكس إرادة تركية للتحرر من التبعية الغربية. هذا الوضع جعل الشركة جزءًا من الجدل السياسي حول موقع تركيا في التحالف الأطلسي.[17]

  1. زيادة الانفتاح في العلاقة مع روسيا والصين

من الملاحظ أن توسع أسيلسان في بعض الأسواق الآسيوية والإفريقية ترافق مع انفتاح تركي متزايد على روسيا والصين في مجالات التكنولوجيا الدفاعية. ورغم التنافس مع موسكو في بعض الملفات، فإن وجود شركات تركية مثل أسيلسان منح أنقرة قدرة أكبر على تنويع مصادرها وبناء علاقات تتجاوز الإطار الغربي التقليدي.[18]

  1. تعزيز دبلوماسية السلاح

تُمثل منتجات أسيلسان أداة فعالة لدبلوماسية السلاح التركية، حيث توظف أنقرة صادراتها الدفاعية كوسيلة لتعزيز التحالفات. فعلى سبيل المثال:

  • في القوقاز، أسهمت تقنيات الشركة في تعزيز القدرات الأذربيجانية خلال حرب ناغورنو كاراباخ الثانية، ما عزز صورة تركيا كحليف عسكري حاسم.
  • في الشرق الأوسط، فتحت صادرات أسيلسان لمجال أمام أنقرة لتوسيع نفوذها في دول الخليج وأفريقيا، عبر اتفاقيات تسليح تعزز التبعية الاستراتيجية لهذه الدول لتركيا.[19]
  1. مواجهة الضغوط الغربية

في ظل تزايد القيود الغربية على تصدير التكنولوجيا الدفاعية إلى تركيا، أصبحت أسيلسان أداة جيوسياسية مضادة لهذه الضغوط. فهي تُمكّن أنقرة من المناورة بين الشرق والغرب، وتُظهر قدرة تركيا على الصمود أمام سياسات الحصار التكنولوجي. وهذا الدور يعكس موقعها كأحد عناصر التوازن الجيوسياسي التركي في بيئة دولية متغيرة. وبهذا يتضح أن أسيلسان ليست مجرد مؤسسة دفاعية وطنية، بل هي فاعل جيوسياسي يوظَّف في إطار السياسة الخارجية التركية، لتعزيز استقلال أنقرة وبناء نفوذها الإقليمي والعالمي.[20]

رابعًا: أهمية شركة أسيلسان في تعزيز النفوذ التركي

  1. أداة لتحقيق قدر من الاستقلالية

تُعد أسيلسان ركيزة أساسية في الاستراتيجية التركية الرامية إلى تقليص الاعتماد على الغرب في مجال التسليح. فمنذ تأسيسها، ارتبطت الشركة بمشروع الاستقلال الاستراتيجي التركي، الذي ازداد وضوحًا في عهد حزب العدالة والتنمية. هذا البعد السياسي جعل من أسيلسان أكثر من مجرد شركة صناعية، إذ تحولت إلى أداة سيادية تدعم استقلال القرار العسكري التركي، وتحصن أنقرة ضد الضغوط الغربية والعقوبات المحتملة.[21]

  1. تعزيز القدرات العسكرية التركية

ساهمت أسيلسان بشكل مباشر في تطوير القدرات القتالية للجيش التركي عبر توفير منظومات متقدمة في مجالات الاتصالات، الرادارات، والمراقبة. هذه القدرات أسهمت في رفع قدرة تركيا على الردع العسكري، لا سيما في ظل التوترات مع اليونان شرق المتوسط، ومع حزب العمال الكردستاني داخل الحدود وخارجها. وهكذا باتت منتجات الشركة عنصرًا حاسمًا في تكريس قدرة الجيش التركي على إدارة عمليات طويلة الأمد بقدرات وطنية.[22]

  1. المساعدة في تحقيق مشروع تركيا “القوة الإقليمية”

يتجاوز دور أسيلسان البعد العسكري إلى بعد سياسي أوسع يتمثل في مشروع أنقرة لتعزيز نفوذها الإقليمي. فالصناعات الدفاعية التركية وعلى رأسها أسيلسان أصبحت أداة من أدوات السياسة الخارجية، سواء عبر تصدير السلاح لحلفاء سياسيين (مثل أذربيجان وقطر)، أو عبر مساعدة تركيا في تعزيزها كقوة إقليمية. بهذا المعنى، فإن أسيلسان ليست مجرد مؤسسة صناعية، بل تجسد توجهًا تركيًا استراتيجيًا نحو التحول إلى قوة قادرة على تحقيق قدر من الاكتفاء الذاتي في الدفاع.[23]

  1. تعزيز الأمن الداخلي

على المستوى الداخلي، ارتبطت أسيلسان بدعم الدولة في مواجهة التحديات الأمنية، خصوصًا في الحرب ضد الإرهاب وحماية الحدود الجنوبية. إذ ساهمت الشركة في تطوير أنظمة المراقبة الأرضية والجوية، فضلًا عن المعدات المستخدمة في تأمين العمليات ضد حزب العمال الكردستاني. هذا الدور الأمني الداخلي يعكس موقع الشركة في الاستراتيجية الشاملة للدولة، حيث تُسهم في تعزيز استقرار النظام السياسي عبر أدوات دفاعية وطنية.[24]

  1. ذراع للمؤسسة العسكرية التركية

بحكم ارتباطها المؤسسي بوقف القوات المسلحة التركية، فإن أسيلسان تقع عند نقطة التقاء المؤسسة العسكرية مع المشروع السياسي للدولة. فهي تمثل ترجمة عملية لفكرة العسكرة الاقتصادية، حيث تُوظف الموارد الاقتصادية والتكنولوجية لخدمة الأمن القومي، مع بُعد سياسي يعزز مكانة الدولة داخليًا وخارجيًا. يتضح إذن أن أسيلسان ليست مجرد فاعل صناعي، بل هي أداة سياسية وأمنية تدعم استراتيجية تركيا للتحرر من التبعية الدفاعية، وتُكرس دورها كقوة صاعدة في محيطها الإقليمي والدولي.[25]

خامسًا: الدور الاقتصادي لشركة أسيلسان

  1. المساهمة في الاقتصاد الوطني

تشكل أسيلسان إحدى ركائز الاقتصاد الدفاعي التركي، حيث تُصنف من بين أكبر الشركات الصناعية في تركيا. وبحسب تقارير عالمية مثل قائمة Defense News Top 100، تحتل الشركة موقعًا متقدمًا بين أكبر شركات الصناعات الدفاعية عالميًا. هذا الموقع يعكس أهميتها ليس فقط في البنية العسكرية، بل أيضًا في تحفيز النمو الاقتصادي التركي من خلال خلق فرص عمل، وزيادة الاستثمارات في مجالات التكنولوجيا المتقدمة.[26]

  1. تنمية الصناعات المحلية

اعتمدت أسيلسان على استراتيجية توطين التكنولوجيا عبر تعزيز سلاسل الإمداد المحلية، إذ تعمل مع مئات الشركات التركية الصغرى والمتوسطة التي تزودها بالمكونات والخدمات. هذا الارتباط جعل منها محركًا لقطاع الصناعات الصغيرة والمتوسطة، وأسهم في رفع القيمة المضافة للاقتصاد المحلي، فضلًا عن تقليص الواردات الدفاعية.[27]

  1. زيادة الصادرات الدفاعية

أحد أبرز الأبعاد الاقتصادية يتمثل في توسع صادرات أسيلسان. فقد نجحت الشركة في اختراق أسواق عدة في الشرق الأوسط، آسيا الوسطى، وأفريقيا. ومن أهم شركائها الخارجيين:

  • أذربيجان: شريك استراتيجي، حيث تلعب منتجات أسيلسان دورًا محوريًا في تحديث الجيش الأذربيجاني.
  • قطر: أحد أكبر مستوردي المنتجات الدفاعية التركية، خصوصًا أنظمة الاتصالات والمراقبة.
  • باكستان وإندونيسيا: وجهتان مهمتان لمنتجاتها في مجالات الرادارات والاتصالات.

هذه الصادرات لم تقتصر على البعد التجاري، بل أصبحت أداة دبلوماسية اقتصادية تعزز مكانة تركيا في العلاقات الدولية.[28]

  1. تجاوز العقوبات والقيود التكنولوجية

واجهت تركيا قيودًا متزايدة من الدول الغربية بشأن استيراد التكنولوجيا الدفاعية، خاصة بعد أزمة شراء منظومة S-400 الروسية عام 2017. ومع ذلك، أسهمت أسيلسان في تخفيف آثار هذه القيود عبر تطوير بدائل محلية. هذا الدور يعكس أهميتها الاقتصادية كوسيلة لخفض تكاليف العقوبات والضغوط الدولية.[29]

سادسًا: التحديات التي تواجه شركة أسيلسان

  1. حدة المنافسة الدولية

رغم الدعم الحكومي الكبير، تواجه أسيلسان ضغوطًا مرتبطة بارتفاع تكاليف البحث والتطوير في الصناعات الدفاعية المتقدمة. إذ إن تطوير تقنيات مثل الرادارات بعيدة المدى أو أنظمة الذكاء الاصطناعي يتطلب استثمارات ضخمة يصعب تغطيتها بالكامل من ميزانية الدولة أو عوائد الصادرات. وهذا يفرض على الشركة البحث عن توازن بين الاستقلالية التكنولوجية وبين الحاجة للشراكات الدولية.[30]

  1. القيود الدولية على نقل التكنولوجيا

تُعد القيود الغربية على تصدير المكوّنات الحساسة تحديًا محوريًا. فقد فرضت الولايات المتحدة وبعض دول الاتحاد الأوروبي قيودًا على تزويد تركيا بمكوّنات إلكترونية وبصرية تدخل في تصنيع الطائرات المسيّرة ومنظومات الرادار. هذا الواقع دفع أسيلسان إلى الاعتماد على تطوير بدائل محلية، لكنه أبطأ في الوقت نفسه وتيرة بعض المشاريع، وأوجد فجوات في مستوى الجودة مقارنة بالشركات الغربية.[31]

  1. المنافسة الدولية

تعمل أسيلسان في سوق عالمي شديد التنافسية، تسيطر عليه شركات كبرى مثل لوكهيد مارتن، ريثيون، تاليس، وإيرباص للدفاع. ورغم تفوقها في بعض المجالات مثل الطائرات المسيّرة والأنظمة الكهروبصرية، إلا أنها تواجه صعوبات في اقتحام أسواق تهيمن عليها القوى الغربية، خصوصًا في أوروبا وأمريكا اللاتينية، ما يحد من توسعها العالمي.[32]

  1. الانتقادات الداخلية

على المستوى الداخلي، تُثار بين الحين والآخر انتقادات تتعلق بـ:

  • الشفافية: حيث يُنظر إلى الشركة ككيان شبه عسكري يخضع لسيطرة الدولة، ما يحد من إمكانية الرقابة المدنية أو البرلمانية على نشاطها.
  • عسكرة الاقتصاد: إذ يرى بعض الخبراء أن التركيز المفرط على الصناعات الدفاعية قد يأتي على حساب الاستثمار في القطاعات المدنية مثل التعليم والصحة.
  • مخاطر الاحتكار: بحكم مكانتها المهيمنة في السوق المحلية، تواجه أسيلسان اتهامات بإضعاف المنافسة أمام الشركات التركية الأصغر.[33]
  1. التحديات التقنية المستقبلية

مع التحولات في طبيعة الصراعات نحو الفضاء والدفاع السيبراني والذكاء الاصطناعي، تواجه أسيلسان تحديًا في القدرة على مواكبة هذه التغيرات بوتيرة سريعة[34]. إذ إن المنافسة في هذه المجالات لا تقتصر على شركات غربية، بل تشمل أيضًا قوى صاعدة مثل الصين وإسرائيل وكوريا الجنوبية. وبالتالي، يمكن القول إن أسيلسان رغم نجاحاتها الكبيرة، تقف أمام مزيج من التحديات التمويلية، التقنية، والسياسية التي قد تُبطئ من طموحها للتحول إلى لاعب عالمي متكامل في الصناعات الدفاعية.[35]

سابعًا: آفاق المستقبل لشركة أسيلسان

  1. رؤية تركيا 2053 والاستراتيجية الدفاعية

تُعد أسيلسان جزءًا من المشروع التركي طويل المدى لبناء قوة صناعية – عسكرية مكتفية ذاتيًا، وهو ما يندرج ضمن رؤية تركيا 2053 التي تطرحها القيادة التركية باعتبارها إطارًا استراتيجيًا لنهضة الدولة. ومن المتوقع أن تلعب الشركة دورًا محوريًا في تعزيز موقع تركيا بين القوى الصاعدة عبر تطوير تقنيات الجيل القادم من الصناعات الدفاعية.[36]

  1. الذكاء الاصطناعي والأنظمة الذاتية

يمثل الاستثمار في الذكاء الاصطناعي والتحكم الذاتي أحد أبرز اتجاهات أسيلسان المستقبلية. إذ تعمل الشركة على تطوير أنظمة قتالية ذاتية التشغيل يمكن استخدامها في الطائرات المسيّرة والأنظمة البحرية والبرية. هذا التوجه يعكس محاولة تركيا التكيف مع طبيعة الحروب المستقبلية التي تتجه نحو الاعتماد المتزايد على الحروب الذكية.[37]

  1. التوسع في برامج الفضاء

تسعى أسيلسان إلى التوسع في برامج التقنيات الفضائية، عبر المشاركة في مشاريع الأقمار الصناعية للاتصالات والاستطلاع. كما يُتوقع أن يكون لها دور أكبر في تطوير منظومات الدفاع الصاروخي بعيدة المدى، بما يعزز قدرة تركيا على بناء شبكة دفاعية وطنية مستقلة، ويقلل من حاجتها للمنظومات الغربية.[38]

  1. دور قيادي في مجال الأمن السيبراني وحماية البنية التحتية

مع تزايد الاعتماد على الفضاء الإلكتروني في إدارة الحروب والاقتصاد، تسعى أسيلسان إلى لعب دور قيادي في مجال الأمن السيبراني. ومن المتوقع أن تستثمر الشركة بشكل أكبر في تقنيات الحماية المعلوماتية والتشفير المتقدم، لتعزيز قدرة تركيا على مواجهة الهجمات السيبرانية، سواء على البنية التحتية المدنية أو العسكرية.[39]

  1. التوسع في الأسواق الدولية

من المرجح أن تواصل أسيلسان تعزيز حضورها في أسواق آسيا الوسطى، أفريقيا، والشرق الأوسط، حيث تجد تركيا فرصًا استراتيجية لتصدير السلاح بعيدًا عن القيود الغربية. كما يمكن أن تسعى الشركة إلى شراكات صناعية مع قوى صاعدة مثل باكستان، إندونيسيا، وكوريا الجنوبية، لتقوية موقعها العالمي ومواجهة المنافسة الغربية.[40]

ختامًا، تمثل شركة أسيلسان (ASELSAN)نموذجًا بارزًا لتكامل الأبعاد الاقتصادية والعسكرية والسياسية في التجربة التركية الحديثة. فمنذ تأسيسها بعد أزمة قبرص عام 1974، تحولت من مشروع لتصنيع أجهزة الاتصالات العسكرية إلى مؤسسة استراتيجية تعكس إرادة الدولة في تحقيق قدر من الاكتفاء الدفاعي وتعزيز مكانتها الإقليمية. أسيلسان اليوم ليست مجرد شركة صناعية، بل ذراع يسهم في ترسيخ الاستقلال العسكري لتركيا، من خلال تطوير منظومات الاتصالات والرادارات والدفاع الجوي والطائرات المسيرة، ما مكنها من تقليص اعتمادها على الغرب وتوسيع نفوذها عبر دبلوماسية السلاح.

كما تجسد الشركة رؤية أنقرة لبناء قوة تكنولوجية وطنية تجعل الصناعات الدفاعية أداة من أدوات القوة الصلبة والناعمة معًا. ورغم التحديات المرتبطة بالتمويل والمنافسة الدولية والقيود الغربية، تظل أسيلسان ركيزة أساسية في مشروع تركيا للتحرر الاستراتيجي، ومؤشرًا على قدرتها في توظيف التكنولوجيا العسكرية في تعزيز مكانتها ضمن توازنات النظام الدولي.

المصادر:


[1] Aselsan Elektronik Sanayi ve Ticaret AS, Oct 5, 2025, Reuters.

https://www.reuters.com/markets/companies/asels.is

[2] Turkish defence company Aselsan to build $1.5 billion technology base to double capacity, August 27, 2025, Reuters.

https://www.reuters.com/world/middle-east/turkish-defence-company-aselsan-build-15-billion-technology-base-double-capacity-2025-08-27

[3] Aselsan Elektronik Sanayi ve Ticaret AS, August 27, 2025, Reuters.

https://www.reuters.com/company/aselsan-elektronik-sanayi-ve-ticaret-as

[4]حمدعبد الله الخميس، قصة تأسيس إمبراطورية الصناعات الدفاعية التركية بتبرعات المواطنين، نُشر في 10 ديسمبر 2021.

https://www.alarabyalasil.com/2021/12/10/%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D8%AA%D8%A3%D8%B3%D9%8A%D8%B3-%D8%A5%D9%85%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%86%D8%A7%D8%B9%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9

[5] في عيدها الـ 50.. “أسيلسان” تطلق أكبر استثمار في تاريخ الصناعات الدفاعية التركية بحضور الرئيس أردوغان، نُشر في 29 أغسطس 2025، موقع الأمن والدفاع العربي.

https://sdarabia.com/2025/08/29/%D9%81%D9%8A-%D8%B9%D9%8A%D8%AF%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%80-50-%D8%A3%D8%B3%D9%8A%D9%84%D8%B3%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D8%B7%D9%84%D9%82-%D8%A3%D9%83%D8%A8%D8%B1-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AB%D9%85/

[6] مدير “أسيلسان” التركية: نحتل المرتبة 47 عالميا في الصناعات الدفاعية، نُشر في 23 مارس 2024، الجزيرة نت.

https://www.ajnet.me/ebusiness/2024/3/23/%D9%85%D8%AF%D9%8A%D8%B1-%D8%A3%D8%B3%D9%8A%D9%84%D8%B3%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D9%86%D8%AD%D8%AA%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%AA%D8%A8%D8%A9-47-%D9%81%D9%8A

[7] Aselsan’s Steel Dome Integration: Strategic Leap In Türkiye’s Air Defense, 05 September 2025, SETA.

https://www.setav.org/en/aselsans-steel-dome-integration-strategic-leap-in-turkiyes-air-defense

[8] Turkey’s Aselsan inks $1.9B deal with military for air defense systems, September 11, 2025, breaking defense.

https://breakingdefense.com/2025/09/turkeys-aselsan-inks-1-9b-deal-with-military-for-air-defense-systems

[9] شركات صناعة الأمن والدفاع التركية.. “أسيلسان” أبرزها، نُشر في 25 يناير 2025، defense arabia.

https://defensearabia.com/2025/01/%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D8%B5%D9%86%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D8%B3/

[10] “أسيلسان”.. أول شركة تركية بين الـ50 الأكبر عالميا، نُشر في 22 أغسطس 2020.

https://www.aa.com.tr/ar/%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7/%D8%A3%D8%B3%D9%8A%D9%84%D8%B3%D8%A7%D9%86-%D8%A3%D9%88%D9%84-%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%8050-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%83%D8%A8%D8%B1-%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A7/1950225

[11] Turkey’s Defense Industry Expansion: Aselsan’s Strategic Cooperation with Poland and Ambitions in Central and Eastern Europe, July 2025.

https://debuglies.com/2025/05/07/turkeys-defense-industry-expansion-aselsans-strategic-cooperation-with-poland-and-ambitions-in-central-and-eastern-europe

[12] Turkish defense firm Aselsan to make historical defense industry investment in Ankara, 19 Sep 2025.

https://www.aa.com.tr/en/turkiye/turkish-defense-firm-aselsan-to-make-historical-defense-industry-investment-in-ankara/3692692

[13] Senegal strengthens ties with Turkey, Aselsan, August 16, 2025.

https://www.military.africa/2025/08/aselsan-strengtens-ties-with-senegal

[14] Turkish Defense Industry, Embargoes, Nationalization Studies and Aselsan.

https://www.tuba.gov.tr/en/publications/non-periodical-publications/science-and-thought-series-1/national-technology-initiative-social-reflections-and-turkiyes-future/turkish-defense-industry-embargoes-nationalization-studies-and-aselsan

[15] آيدكس 2025: اتفاقية تعاون بين “أسيلسان” و”كالدس” في مجال الصناعات الدفاعية، نشر في 20 فبراير 2025، موقع الأمن والدفاع العربي.

https://sdarabia.com/2025/02/20/%D8%A2%D9%8A%D8%AF%D9%83%D8%B3-2025-%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%86-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A3%D8%B3%D9%8A%D9%84%D8%B3%D8%A7%D9%86-%D9%88/

[16] Turkey’s Military and Defense Policies, 2020.

https://www.insightturkey.com/commentaries/turkeys-military-and-defense-policies

[17] How the Tulgar Helmet Will Enhance Turkey’s Defense Capabilities, April 18, 2024, Politics Today.

https://politicstoday.org/how-the-tulgar-helmet-will-enhance-turkeys-defense-capabilities/

[18] Reconsidering Turkish Foreign Policy Towards Sub-Saharan Africa: Rationale and Mechanisms, 2020.

https://researchcentre.trtworld.com/wp-content/uploads/2020/11/Turkish-foreign-policy-final.pdf

[19] The Effects of Turkish Defense Industry’s Transformation on Turkish Foreign PolicyTürk Savunma Sanayisinin Dönüşümünün Türk Dış Politikasına Etkileri, 2012.

file:///C:/Users/DELL/Downloads/BRLETRLMKANITDOSYASI.pdf

[20] أردوغان: “أسيلسان الدفاعية” تستثمر 1.5 مليار دولار لتعزيز طاقتها الإنتاجية، نُشر في 27 أغسطس 2025، العربية.

https://www.alarabiya.net/aswaq/companies/2025/08/27/%D8%A7%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%BA%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%84%D8%B3%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D8%AB%D9%85%D8%B1-15-%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%B1-%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2-%D8%B7%D8%A7%D9%82%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%A7%D8%AC%D9%8A%D8%A9

[21] ASELSAN Expands Global Reach with New $58.6 Million Deal for Electro-Optic Systems, Apr 15, 2025.

https://www.worlddefenseshow.com/en/media/news/19

[22] Defense Industry as a Power Instrument in Turkish Foreign Policy, 18 Aug 2021, dipam.

https://en.dipam.org/defense-industry-as-a-power-instrument-in-turkish-foreign-policy/

[23] بعد الصناعات الدفاعية.. هل تقتحم شركة أسيلسان التركية الأسواق المالية؟، نُشر في 20 مايو 2022، الفكر.

https://elfikr.net/?q=node/19293

[24] شركة أسيلسان التركية تكشف عن منظومة اتصالات من النطاق العريض، نُشر في 14 نوفمبر 2020، موقع الأمن والدفاع العربي.

https://sdarabia.com/2020/11/24/%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D9%8A%D9%84%D8%B3%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D9%83%D8%B4%D9%81-%D8%B9%D9%86-%D9%85%D9%86%D8%B8%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D8%AA/

[25] تركيا نحو العالمية بتصنيع الأسلحة، نُشر في 27 ديسمبر 2018، الجزيرة نت.

https://www.ajnet.me/ebusiness/2018/12/27/%D8%B5%D9%86%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D9%84%D8%AD%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7

[26] الصناعات الدفاعية التركية أسسها ومستقبلها، نُشر في يوليو 2021، أبعاد للدراسات الاستراتيجية.

https://dimensionscenter.net/storage/almoad/alsnaaaat-aldfaaay-altrky-assha-omstkblha/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%86%D8%A7%D8%B9%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%B3%D9%87%D8%A7-%D9%88%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%84%D9%87%D8%A7.pdf

[27] ملحمة إرادة ومثابرة.. 100 عام من تطور صناعة الدفاع التركية، نُشر في 14 أغسطس 2023.

https://www.trtarabi.com/article/14471028

[28] الملك يفتتح شركة أسيلسان الشرق الأوسط بالشراكة مع مركز كادبي، نُشر في 16 ديسمبر 2014، وكالة الأنباء الأردنية.

https://petra.gov.jo/Include/InnerPage.jsp?ID=2101233&lang=ar&name=archived_news

[29] Turkish Foreign Policy in Central Asia in the Era of Erdoğan: The Convergence of Pan-Turkism, Pragmatism, and Islamism, May 2022.

https://kfcris.com/pdf/fb31accd3b812c16524fe7dc819518b26295e253c6fb6.pdf

[30] من الدفاع الجوي إلى الحرب الإلكترونية.. أسيلسان التركية تواصل صعودها عالمياً، نُشر في 6 أغسطس 2025، وكالة الفرات للأنباء.

https://alfuratajans.com/?p=3739

[31] نظام سيبر – SIPER التركي للدفاع الجوي بعيد المدى، نُشر في 3 أغسطس 2025، الشرق الأوسط للعلوم العسكرية.

https://www.memilitary.com/threads/%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%B3%D9%8A%D8%A8%D8%B1-siper-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A-%D9%84%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D9%8A-%D8%A8%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%89.13400

[32] “أسيلسان” التركية تسجل رقما قياسيا في عقود التصدير خلال 6 أشهر، نُشر في 2024.

https://www.aa.com.tr/ar/%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7/%D8%A3%D8%B3%D9%8A%D9%84%D8%B3%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B3%D8%AC%D9%84-%D8%B1%D9%82%D9%85%D8%A7-%D9%82%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B5%D8%AF%D9%8A%D8%B1-%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%84-6-%D8%A3%D8%B4%D9%87%D8%B1/3651549

[33] أسيلسان التركية للصناعات العسكرية توقع اتفاقيات مع شركات دنماركية وإندونيسية، نُشر في مايو 2015، المنتدى العربي للدفاع والتسليح.

https://defense-arab.com/vb/threads/91741

[34] Technologıcal Marıne Securıty on the Coast of Turkey Wıthın the Scope of “Blue Homeland”: A Study Based on Lıterature Screenıng, 6 June 2025.

https://ijsshmr.com/v4i6/Doc/3.pdf

[35] مركز الصناعة العسكرية الإلكترونية التركية “أسيل سان”، نُشر في 16 يوليو 2015، ترك برس.

https://www.turkpress.co/node/10553

[36] 5 شركات دفاعية تركية ضمن أقوى 100 شركة عالمية، نُشر في 9 سبتمبر 2025، الجزيرة نت.

https://www.ajnet.me/politics/2025/9/9/5-%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%B6%D9%85%D9%86-%D8%A3%D9%82%D9%88%D9%89-100-%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A9

[37] استراتيجية الدفاع التركية: دراسة تحليلية في الأدوار الاستخباراتية، نُشر في 31 مارس 2024.

https://iasj.rdd.edu.iq/journals/uploads/2024/12/07/06592407542772d0a6c3daca07ce29ad.pdf

[38] أسيلسان التركية قصة تأسيسها بتبرعات المواطنين، نُشر في 8 ديسمبر 2021.

https://turkey-deniz.com/2021/12/%D8%A3%D8%B3%D9%8A%D9%84%D8%B3%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D8%AA%D8%A3%D8%B3%D9%8A%D8%B3%D9%87%D8%A7-%D8%A8%D8%AA%D8%A8%D8%B1%D8%B9%D8%A7%D8%AA-%D8%A7.html

[39] Cooperation in the Israeli-Turkish Defence Industry, Sep 2005, Middle East Series.

https://www.files.ethz.ch/isn/28828/05_Sep.pdf

[40] https://ti-defence.org/dci/wp-content/uploads/sites/2/2021/01/05-134_Aselsan_FINAL_ASSESSMENT_20201030_FINAL.pdf

باحث في العلاقات الدولية بمركز ترو للدراسات والتدريب

الفراغ الجيوسياسي في الساحل الإفريقي: قراءة في تراجع الدور الفرنسي وصعود الفاعلين الجدد
مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء الغربية: الأبعاد القانونية والسياسية وسيناريوهات تسوية النزاع
التوظيف الأمريكي لحادث الغواصة الفنزويلية وتحولات الأمن الإقليمي في أمريكا اللاتينية
قراءة تحليلية لكلمة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في إطار جلسة برلمانية للرد على استفسارات النواب بشأن القضايا الوطنية والإقليمية
الشراكة الاستراتيجية بين روسيا وإيران وتداعياتها على مسار العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية
Scroll to Top