دخل خطر التغير المناخى إلى ساحة الاستراتيجية والعلاقات الدولية بقوة خلال العقود الماضية، باعتباره قضية كونية تهدد مصالح دول العالم بغض النظر عن مكانتها من حيث القوة أو المكانة. وتحاول دول العالم الحد أو التخفيف من التغيرات المناخية، وتلعب المحيطات دورا رئيسيا حيث تشكل أحد أهم الأنظمة الطبيعية التي تحافظ على توازن المناخ العالمي، كما تلعب دورا محوريا فى امتصاص الكربون وتنظيم درجات الحرارة وتوفير المواد الغذائية والاقتصادية. كونها توفر الأكسجين اللازم للتنفس، وتنظيم المناخ وتحارب التصحر، وعلاوة على ذلك تتمتع بأهمية بالغة فى ما يتعلق بالأمن الغذائي والصحة العامة على الصعيد العالمي. فهي تعمل كمنظم رئيسي للمناخ العالمي، وتحتوي على تنوع بيولوجي ضخم، والعديد من الشعب المرجانية النادرة، كما توفر حوالي 90 % من الماء المتبخر الذي يتكثف فى الغلاف الجوى ويسقط مرة أخرى على شكل ثلوج وأمطار والتي تعود مباشرة إلى المحيط.
تلعب البحار والمحيطات دورا محوريا فى الاقتصاد العالمي لأنها تعتبر مصدرا هاما ورئيسيا للتبادل التجاري بين الدول وتقوم المحيطات بدور رئيسي فى تنظيم المناخ من خلال توزيع الحرارة حول العالم وتساعد فى تخفىف آثار التغيرات المناخية مثل ارتفاع مستوي سطح البحر و ذوبان الجليد، بالإضافة إلى تنظيم مستوي الأكسجين فى الجو وهذا من خلال الشعب المرجانية الموجودة فى المحيطات التي تعمل على عزل ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي بمعدلات تصل إلى أربعة أضعاف ما تقوم به الغابات فى البر. ومع ذلك فأن التغيرات المناخية المتسارعة تهدد هذه النظم البيئية وهذا يستدعي تحركا دوليا لتعزيز حمايتها، وفى هذا السياق عقد المؤتمر الدولي للأمم المتحدة للمحيطات 2025 فى مدينة نيس الفرنسية فى الفترة من 9 إلى 13 يونيو كمنصة عالمية لتعزيز التعأون بين الدول والمنظمات والمجتمعات لوضع سياسات فعالة لإنقاذ المحيطات واستثمارها كحليف رئيسي فى مكافحة التغير المناخي، بالإضافة إلى ذلك اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار(UNCLOS) وهذه الاتفاقية هي الأساس القانوني الدولي الذي يحكم استخدام المحيطات وحقوق الدول فى البحار والمحيطات وكيفىة تصرفها بها. واليوم العالمي للمحيطات يتم الاحتفال به فى 8 يونيو من كل عام لزيادة الوعي العام بأهمية المحيطات ودورها والتشجيع على اتخاذ إجراءات لحمايتها. وتعتبر مصر من أكثر الدول اهتماما بقضايا المناخ والتغيرات المناخية و منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي المسؤولية فى عام 2014 تولي الدولة اهتماما كبيرا بقضايا البيئة، حيث وضعت مصر استراتيجية وطنية للتغيرات المناخية حددت لها عدة أهداف منها تحقيق نمو اقتصادي مستدام وخفض الأنبعاثات فى مختلف القطاعات وزيادة مصادر الطاقة المتجددة وتبني اتجاهات للحد من أنبعاثات غازات الاحتباس الحراري وحرصا من القاهرة على حضور الفعاليات البيئية العالمية بشكل منتظم شاركت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة فى مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات .
يسعي هذا المقال التحليلي إلى توضيح أهمية دور البحار والمحيطات بالنسبة للنظام البيئي وما تقوم به المحيطات فى مواجهة التغيرات المناخية من خلال عملها كمنظم رئيسي للمناخ والتنوع البيولوجي والأمن الغذائي والصحة العامة من خلال قراءة فى بعض الجهود الدولية لحماية المحيطات، والمؤتمر الدولي للأمم المتحدة للمحيطات 2025 الذي أقيم مؤخرا، والمهددات التي تواجه المحيطات. و ذلك من خلال تغطية ثلاثة نقاط وهي أولا: أهمية البحار والمحيطات للنظام البيئي، ثأنيا: الاتفاقيات الدولية المنظمة والمؤتمر الدولي للأمم المتحدة للمحيطات 2025، ثالثا: الجهود الدولية لحماية البحار والمحيطات.
أولا: أهمية البحار والمحيطات للنظام البيئي
تشكل البحار والمحيطات حوإلى 71% من سطح الأرض، ولذلك تلعب دورا رئيسيا وأساسيا فى التواصل بين الشعوب وأنتقال وتطور الحضارات بين الدول وبعضها البعض، فضلا عن كونها مصدرا رئيسيا للغذاء ليس فقط لمياه صالحة للشرب وأنما أيضا الثروة السمكية الموجودة بها والتبادل التجاري بين الدول من خلال عبور السفن.[1] ومن جأنب أخر لقد لعبت الملاحة البحرية الدور الأساسي فى تدعيم هذه الاتصالات، بل أنها تعد من أقدم الأنشطة الأنسانية وأكثرها أهمية لكثير من الدول سواء الدول النامية أو الدول الكبري مثل الولايات المتحدة الأمريكية.[2]
تشكل المحيطات والبحار والمناطق الساحلية عنصرا متكاملا وأساسيا فى النظام الإيكولوجي للأرض وتكتسب أهمية بالغة للتنمية المستدامة، بالإضافة إلي أنها تساهم فى القضاء على الفقر من خلال توفىر طرق عيش مستدامة وتوفىر فرص عمل، وكذلك لها أهمية بالغة فى ما يتعلق بالأمن الغذائي والصحة العامة على الصعيد العالمي وتعمل أيضا كمنظم رئيسي للمناخ العالمي. ويعترف المجتمع الدولي على نطاق واسع بأهمية المحيطات لتحقيق التنمية المستدامة وهي موجودة فى الفصل 17 من جدول أعمال القرن 21 وخطة جوهانسبرغ التنفىذية 2002. وفى الوثيقة الختامية لمؤتمر ريو+20 المعنونة ”المستقبل الذي نصبو إليه“، إلى ”اتباع نهج كلية متكاملة فى التنمية المستدامة تسترشد بها الأنسانية من أجل العيش فى وئام مع الطبيعة وتفضي إلى بذل جهود لاستعادة عافية النظام الإيكولوجي للأرض وسلامته“. وفى هذا السياق، شددت على عدة أمور من ضمنها أهمية ”حفظ المحيطات والبحار ومواردها واستخدامها على نحو مستدام تحقيقا للتنمية المستدامة، بعدة سبل منها الإسهام فى القضاء على الفقر وكفالة النمو الاقتصادي والأمن الغذائي.[3] كما هو كالتالي:
- توفىر الغذاء
تعد المحيطات مصدرا حيويا للغذاء بالنسبة لملايين الأشخاص حول العالم، حيث توفر المحيطات حوالي 17% من البروتين الحيواني المستهلك عالمياً، وتصل النسبة إلى حوالى 50% فى بعض الدول والمناطق الساحلية. ويعتمد على المحيطات الكثير من الدول النامية كمصدر أساسي للغذاء.
- العبور والملاحة
تعتمد الكثير من الدول والحركات التجارية حول العالم على التنقل من خلال البحار والمحيطات، وتعتمد الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 76% من تجارتها على التنقل من خلال البحار والمحيطات.
- صناعة الأدوية
يدخل فى تكوين العديد من أدوية علاج الأمراض المستعصية بعض المواد الموجودة فى البحار والمحيطات، ومن أهمها الأدوية التي تعالج أمراض السرطان والقلب والزهايمر وغيرها من الأمراض الأخرى.[4]
- تنظيم المناخ
ينقسم المحيط الأم الكبير المتصل ببعضه البعض إلى خمسة محيطات هي الأطلسي والهندي والهادئ والقطب الشمإلى والقطب الجنوبي وتغطي تلك المحيطات حوإلى نسبة 71% من سطح الكرة الأرضية التي نعيش فىها. دائما يعتقد الناس أن الأشجار والغابات هم الرئة الوحيدة لكوكب الأرض هذا بسبب الاعتقاد السائد بأن هذه الأشجار تقوم بأمتصاص ثاني أكسيد الكربون وتقوم بأنتاج الأكسجين ولكن اكتشف العلماء مؤخرا أن المحيطات والبحار تقوم بدور أكبر من الأشجار والغابات أى أنها تعمل على توفير من 80-50% من الأكسجين الذي نتنفسه. حيث أن المحيطات تساعد على تبريد الأرض من خلال خاصية التبادل الحراري لأنها تقوم بامتصاص الحرارة من المناطق القريبة من خط الاستواء والتي تكون بالطبع شديدة الحرارة وتقوم بنقل تلك الحرارة باتجاه القطبين الباردين بسبب تواصل المحيطات ببعضها البعض دون أى تدخل من الأنسأن أو تكبد أى دولة مبالغ كبيرة للقيام بهذه العملية. وهذا بالإضافة إلى الكائنات الحية الموجودة فى قاع المحيط والتي تمتص 50 ضعف كمية ثاني أكسيد الكربون التي يمتصها الغلاف الجوي لسطح الأرض.[5]
وتقوم المحيطات بهذا الدور من خلال عملية تسمي(تحمض المحيطات، الشعاب المرجانية، الكربون الأزرق، إمكأنات الطاقة البحرية وطاقة الرياح).
- عملية تحمض المحيطات
هي عملية يقوم من خلالها المحيط بامتصاص ثاني أكسيد الكربون الذي ينطلق فى الغلاف الجوي بفعل الأنشطة البشرية، فأن كيمياء كربونات وحموضة مياه البحر وتتعدل فى عملية تعرف باسم تحمض المحيطات. وهذه العملية تعمل على تقليل كمية ثاني أكسيد الكربون فى الغلاف الجوي وبالتالي تقلل بشكل كبير من تغير المناخ وتراكم غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي لسطح الأرض. ولكن هذه العملية لديها بعض السلبيات إلى جانب إيجابيتها وهي “مشكلة ثاني أكسيد الكربون الأخري”، وظهرت كقضية عالمية بسبب احتمال تأثير ثأني أكسيد الكربون فى عملية تحمض المحيطات على الكائنات البحرية والدورات الكيميائية الجيولوجية.[6]
- الشعاب المرجأنية ودورها فى تنظيم المناخ
- أعشاب البحر
يوجد حول العالم أكثر من 70 نوعا من الأعشاب البحرية منها ما ينمو فى المياه الضحلة أو فى البحار الواسعة وتغطي الأعشاب البحرية مساحة كبيرة من البحر ولكنها تمتص 10% من الكربون الذي يمتصه المحيط وأسرع بمعدل 35 مرة من أشجار الغابات الإستوائية وتتغذى هذه الأعشاب البحرية على الكربون الذي تمتصه من الماء أثناء عملية التمثيل الضوئي وتستخدمة فى بناء أوراقها وجذورها وتحتفظ بالكربون حتي موتها ثم بعد ذلك يدفن الكربون فى قاع البحار والمحيطات.[7]
- الشعاب المرجأنية
يوجد فى المحيطات والبحار العديد من الشعاب المرجانية التي تقوم بوظيفة تنظيف المحيطات من الغازات الضارة مثل أشجار المانجروف وعزل ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي بمعدلات تصل إلى أربعة أضعاف ما تستطيعه الغابات فى البر، وتمتلك هذه الأشجار قيمة عالية فى مكافحة تغير المناخ من خلال قدرتها على التقاط الكربون وتخزينه بنحو 1000 طن فى المتوسط فى كتلتها الحيوية وتربتها الأساسية.[8]
- دورة الكربون الأزرق
يستطيع الكربون الأزرق أن يساعد على مكافحة تغير المناخ بإزالة الكميات الزائدة من الكربون من الغلاف الجوي وتخزينها لمئات أو آلاف من السنين. حيث أن هذه القدرة على احتجاز الكربون كبيرة ولذلك يجب علىنا حماية هذه النظم الإيكولوجية. فعندما يحدث ضرر لهذه الموائل الساحلية، تنطلق أنبعاثات الكربون الذي كأن مخزناً فى السابق، مما يؤدي إلى إحداث مزيد من الآثار السلبية. والاستثمار فى الكربون الأزرق هو استثمار فى مستقبل تساعد فىه الطبيعة على تخفىف الآثار التي تنجم عن تغير المناخ، ويستخدمُ فىه واضعو القرارات بيأنات قائمة على الأدلة من أجل دعم تحقيق إدارة مستدامة للنظم الإيكولوجية الخضراء الموجودة فى المحيطات والسواحل. وحماية هذه المناطق تعني ضمأن سواحل أكثر صحة ونظماً إيكولوجية أكثر نقاء، وكوكب خالي من ثاني أكسيد الكربون.[9]
- إمكانات الطاقة البحرية وطاقة الرياح
تعتبر البحار والمحيطات مصدرا هائلا للطاقة المتجددة من خلال الرياح البحرية والطاقة البحرية، والتي تستمد من المصادر الطبيعية مثل الرياح والمياه والمد والجزر، والتي لا ينتج عنها أي أنبعاثات كربونية أو ثاني أكسيد الكربون أو غازات أخري تتسبب فى حدوث احتباس حراري. وتتولد هذه الطاقة النظيفة التي تسمي طاقة الرياح البحرية عن طريق تدفق الهواء عبر توربينات الرياح التي تعمل ميكانيكيا على تشغيل المولدات الكهربائية، بالإضافة إلى أنها طاقة نظيفة ولا تنتج أي غازات ضارة إلا أنها أيضا يمكن أن تغطي ثلثي احتياجات الطاقة العالمية وقامت بالفعل الدنمارك بهذه العملية وهي أول دولة فى العالم تبني مزرعة رياح بحرية.[10]
ثأنيا: الاتفاقيات الدولية الخاصة بالتغيرات المناخية وحماية المحيطات.
- الاتفاقيات الدولية لمواجهة التغيرات المناخية
نتج عن الجهود الدولية لمواجهة التغير المناخي العالمي عدد من الاتفاقيات والبروتوكولات المهمة، والتي من أبرزها ما يلي:
- بروتوكول مونتريال لعام 1987
على الرغم من أن هذا البروتوكول لم يهدف فى الأساس إلى التعامل مع أزمة المناخ الإ أنه كأن بمثابة الأتفاق البيئي النموذجي للجهود الدبلوماسية اللاحقة بشأن مواجهة هذه الأزمة، وبالفعل وافقت علىه وصدقت جميع دول العالم تقريبا، وينص البروتوكول على ضرورة التوقف عن أنتاج المواد التي تضر بطبقة الأوزون، مثل الكلوروفلوروكربون (CFCs) وبالفعل نجح فى القضاء على ما يقرب من 99% من هذه المواد المستنفذة للأوزون.[11]
- اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ لعام 1992 والمعروفة بأسم UNFCCC
تمثل اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ إحدي الاتفاقات الثلاث التي اعتمدت فى قمة ريو المعروفة بقمة الأرض فى عام 1992 للترويج لكوكب نظيف ومستدام للأجيال القادمة ودخلت هذه الاتفاقية حيز النفاذ فى عام 1994، وتم التصديق علىها من جانب 197 دولة بما فى ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، وهذه تعتبر أول اتفاقية عالمية تتعامل مع ظاهرة تغير المناخ بشكل صريح، وأنشات هذه الاتفاقية منتدي سنوي وأنشات باسم مؤتمر الأطراف أو كوب COP، تعتبر اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ هي المعاهدة الأم لاتفاق باريس وبروتوكول كيوتو. ويتمثل الهدف الأسمى من هذه الاتفاقات فى تثبيت تركيزات غازات الاحتباس الحراري فى الغلاف الجوي عند مستوى يمنع التدخل البشري الخطير فى النظام المناخي، فى إطار زمني يسمح للنظم الإيكولوجية بالتكيف بشكل طبيعي مما يمكن من تحقيق التنمية المستدامة.[12]
- بروتوكول كيوتو لعام 2005
اعتمد بروتوكول كيوتو عام 1997 بينما دخل حيز النفاذ فى عام 2005 واعتبارا من عام 2008 صدق علىه 183 طرفا على الاتفاقية وأصبح أول اتفاق مناخي دولي ملزم من الناحية القأنونية، حيث فرض البروتوكول على37 دولة من الدول المتقدمة تخفىض الأنبعاثات بمعدل عام يبلغ نسبتة 5% مقارنة بعام 1990، وتخفىض الأنبعاثات بمعدل 8% للاتحاد الأوروبي، فى الفترة الممتدة من عام 2008 إلى عام 2012 أما سائر البلدان، فلم تلتزم بمعدلات محددة بل شاركت فى عملية مكافحة تغير المناخ عبر آليات تحفيزية. ومع ذلك، لم يلزم بروتوكول “كيوتو” الدول النامية، بما فى ذلك الدول الرئيسية المسببة لأنبعاثات الكربون فى الفترة الأخيرة، مثل الصين والهند، باتخاذ أية إجراءات من أجل خفض هذه الأنبعاثات. وقد أدى ذلك إلى عدم تصديق الولايات المتحدة على البروتوكول، رغم أن واشنطن وقعت علىه فى عام 1998، ثم أنسحبت منه فىما بعد، والتزمت فرنسا والاتحاد الأوروبي بناء علىه بالمشاركة فى فترة الالتزام الثأنية يناير 2013، كما صادقت مصر على البروتوكول عام 2005 و شاركت أيضا في فترة الالتزام الثانية عبر قرار جمهوري عام 2019.[13]
- اتفاقية باريس لمواجهة التغير المناخي العالمي فى عام 2015.
تعد هذه الاتفاقية من أهم الاتفاقيات الدولية لمواجهة التغير المناخي العالمي، تبنت 197 دولة اتفاق باريس فى مؤتمر الأطراف فى باريس 2015 ودخلت الاتفاقية حيز التنفىذ بعد أقل من عام، وهي تهدف إلى الحد بشكل كبير من أنبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية والحد من زيادة درجة الحرارة العالمية إلى درجتين مئويتين مع السعي إلى الحد من الزيادة إلى درجة ونصف مئوية. وحتي اليوم أنضمت 194 دولة، وتتضمن الاتفاقية التزامات من جميع الدول لخفض أنبعاثاتها والعمل معاً للتكيف مع آثار تغير المناخ، وتدعو الدول إلى تعزيز التزاماتها بمرور الوقت. توفر الاتفاقية طريقا للدول المتقدمة لمساعدة الدول النامية فى جهود التخفىف من حدة المناخ والتكيف معها مع أنشاء إطار للرصد والإبلاغ عن الأهداف المناخية للدول. ورغم أن الولايات المتحدة وهي ثاني أكبر مصدر للأنبعاثات فى العالم إلا أنها كانت الدولة الوحيدة التي أنسحبت من هذه الاتفاقية فى نوفمبر2020، وذلك خلال الحقبة الأولى للرئيس “دونالد ترامب”، الذي نظر إلى الاتفاقية باعتبارها “مؤامرة” لتدمير الاقتصاد الأمريكي. ومع ذلك أعاد الرئيس “جو بايدن” الولايات المتحدة إلى الاتفاقية بمجرد توليه منصبه فى يناير2021.[14]
و فيما يتعلق بالهدف الأساسي الخاص بالتخفيف من الاحتباس الحراري، فما يزال هذا مستمرا وقد ذكرت مجموعة الخبراء الدولية المعنية بتغير المناخ، فى تقريرها الأخير الذي نشر فى مارس 2022 أن الخطر يزداد. ويرجح التقرير أن يصل الكوكب إلى حوالى درجة ونصف مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية بحلول عام 2030. ويحذر فريق الخبراء أيضًا من أن مجموعة الالتزامات السابقة التي تعهد بها الموقعون على اتفاقية باريس فى أعقاب قمة المناخ 21، من شأنها أن تؤدي إلى عالم بـ ثلاثة درجات مئوية بالمعدل الحالى ويتجه العالم أكثر نحو أربعة درجات مئوية أو خمسة درجات. وهذا التقرير وفقًا للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.[15]
- الاتفاقيات الخاصة بحماية المحيطات
تتطلب الجهود الدولية لحماية المحيطات تعاونا دوليا فعالا وشراكات قوية بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني.
- الاتفاقيات العامة:
كأن سبب إعداد لجنة القانون الدولي لمشروعات الاتفاقيات الدولية التي عرضت على مؤتمر الأمم المتحدة الأول لقأنون البحار، الذي عقد فى جنيف عام 1958، هو أن يجد الاهتمام بالبيئة البحرية سبيله إلى نصوص اتفاقية محددة فى إطار القانون الدولي للبحار. تمثل اتفاقيات جينف المتعلقة بقانون البحار لعام 1958 أفضل نموذج للاتفاقيات العامة التي عالجت موضوع حماية البيئة بطريقة غير مباشرة، حيث جاءت لتنظيم القواعد القانونية التي تحكم البحار، ومن أحكام هذه الاتفاقية محور متعلق بإلقاء النفايات النووية وإجراء التجارب النووية فى البحار فى الأجزاء التي لا تخضع لسيادة أى دولة. ولذلك شعر المجتمعون فى جنيف سنة 1958 بتلك الخطورة وتوصلوا إلى أحكام قانونية تلزم الدول بعدم تلويث البيئة البحرية .[16] وتم تنظيم المؤتمر الذي شاركت فىه 86 دولة فى إطار خمس لجأن رئيسية و توصل المؤتمر إلى إقرار أربع اتفاقيات دولية وبرتوكول اختياري فى 29/4/1958 وهي:
- اتفاقية جينف للامتداد القاري.
- اتفاقية جنيف الخاصة بأعلى البحار.
- اتفاقية جنيف للبحرالإقليمى والمنطقة المتاخمة.
- اتفاقية جنيف الخاصة بالصيد والمحافظة على الموارد الحية فى أعإلى البحار.
- برتوكول اختياري متعلق بتسوية المنازعات.
- اتفاقية الأمم المتحدة لقأنون البحار لعام 1952.[17]
- الاتفاقيات النوعية
تتنوع الاتفاقيات بتنوع مصادر تلوث البيئة البحرية الذي ينجم عن تعدد الأنشطة التي تتم فى البحار أو ترتبط بها. ويأتي فى المقدمة نقل النفط من الموانئ وشحنه إلى موانئ تفريغ وهذا ينتج عنه تسريب كميات كبيرة إلى البحار، بالإضافة إلى سلبيات نتيجة التشغيل الاعتيادي لوسائل النقل والتي تستخدم هذه المادة كمصدر طاقة لتحركاتها، إلى جأنب ذلك المصأنع والمنشآت الصناعية الكبري التي تقوم بإلقاء نفايات ومخالفات التصنيع فى البحار أو النفايات النووية. وجاءت اتفاقية بروكسل لعام 1969 الخاصة بالتدخل فى أعالي البحار فى الأحوال التي تؤدي إلى تلوث بزيت البترول، حيث حرص واضعوها على تأكيد التوازن بين تقرير حق الدولة الساحلية بالتدخل فى أعالي البحار فى أحوال الحوادث التي قد تؤدي إلى تلوث البحار وبين مبدأ التدخل فى أعالي البحار.[18]
- الاتفاقيات الدولية:
يعد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة لعام 1972 فى ستوكهولم هو أول مؤتمر عالمي يجعل البيئة قضية رئيسية، وكان يسعي لحماية أو منع التلوث البحري بسبب الفضلات والمواد السامة، وكان الهدف الأهم السيطرة على تلوث البحر الناتج عن تصريف فضلات السفن والطائرات والمنصات ودخلت فى حيز التنفىذ فى عام 1975 وحتي 2016 ووقع 89 طرفا على الاتفاقية. وبسبب التطور التكنولوجي ودخول أسلحة جديدة إلى ميدان الحرب كالأسلحة النووية التي لها آثار سلبية على البيئة المحيطة، و ألزمت معاهدة حظر استخدام تقنيات التغيير فى البيئة لأغراض عسكرية أو أي أغراض عدائية أخري المنعقدة فى نيويورك بتاريخ 10 ديسمبر 1976 ، عدم أستخدام الدول تقنيات التغيير فى البيئة البحرية وأن هذه التقنيات لا تكون واسعة الانتشار وتدوم مدة طويلة ، والهدف من الاتفاقية عدم استخدام البيئة كوسيلة للقتال أو أداة للحرب حتي لا يؤدي هذا إلى أحداث أعاصير أو حالات مد عالي أو تغيرات فى الأحوال المناخية.[19]
تعد اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار 1982 أهم الاتفاقيات فى مجال حماية البيئة البحرية من التلوث من جميع مصادره، وتم إبرام هذه الاتفاقية فى الدورة الحادية عشر لمؤتمر الأمم المتحدة لقأنون البحار عام 1892 تحت إشراف الأمم المتحدة وتوصل المؤتمر إلى ” اتفاقية الأمم المتحدة لقأنون البحار”، وتنص الاتفاقية على ضرورة التعاون الدولي سواء على المستوي العالمي أو الإقليمي أو من خلال المنظمات الدولية المتخصصة لوضع معايير وقواعد حماية البيئة البحرية، وتمويل الدراسات وبرامج البحث العلمي وتبادل الخبرات والمعلومات المكتسبة عن تلوث البيئة البحرية، والمحافظة على الكائنات البحرية المههدة بالأنقراض.[20]
- الاتفاقيات الأقليمية:
اعتمدت اتفاقية برشلونة لحماية البيئة البحرية والمنطقة الساحلية للبحر الأبيض المتوسط، عام 1976 ودخلت فى حيز النفاذ عام 1978 وتعتبر اتفاقية إقليمية تهدف إلى منع ومكافحة التلوث فى البحر الأبيض المتوسط من مصادر مختلفة مثل السفن والطائرات والمصادر البرية. وتتضمن الاتفاقية عدة بروتوكولات مثل بروتكول التعأون فى حالات الطورئ وبروتوكول المصادر البرية وبروتوكول المناطق البحرية المحمية. وتعد اتفاقية برشلونة إطار قانونيا هاما لحماية البيئة البحرية . وتهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة فى حوض البحر الأبيض المتوسط من خلال حماية البيئة البحرية والحفاظ على التنوع البيولوجي. قامت القاهرة باستضافة مؤتمر اتفاقية برشلونة لخطة عمل المتوسط 2025 حرصا من مصر على الأهتمام بقضايا البيئة البحرية، مما يعزز التعاون الإقليمي فى مجال حماية البيئة البحرية والتنوع البيولوجي.[21]
اتفاقية الكويت لسنة 1978 لحماية البيئة البحرية من التلوث، و تعد اتفاقية من الاتفاقيات التي جاءت فى إطار شامل للسيطرة على التلوث البحري من كافة مصادره فى الخليج العربي، ووقعت علىها دول مجلس التعاون الخليجي فى 23 أبريل 1978 فى دولة الكويت، حيث تهدف الاتفاقية إلى التعاون والتنسيق فى العمل الاقليمي لحماية البيئة البحرية لمنطقة الخليج العربي من التلوث، حيث إن الخليج العربي من المناطق الخاصة التي لا منفذ لها على المحيطات أو البحار، ولأن الدول المطلة عليه من أكبر دول العالم إنتاجا للبترول جاءت هذه الاتفاقية بمبادرة من برنامج الأمم المتحدة للبيئة والاشتراك مع الوكالات المتخصصة المعنية.[22]
ثالثاً: المؤتمر الدولي للأمم المتحدة للمحيطات 2025.
- خلفية عن المؤتمر
يعتبر مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات أحد أهم وأبرز الفاعلىات الدولية التي تهدف إلى إيجاد حلول للتحديات التي تواجهها البحار والمحيطات إلى جانب ذلك التلوث الكميائي والصيد الجائر والتلوث البلاستيكي وتأثير التغيرات المناخية وللمؤتمر هدف أساسي ورئيسي وهو ” الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة (SDG14) والذي يهدف إلى حماية المحيطات والبحار والموارد البحرية واستخدامها على نحو مستدام حفاظا علىها للأجيال القادمة. وانعقدت أول نسخة للمؤتمر فى 2017 بمقر الأمم المتحدة بنيويورك والنسخة الثأنية للمؤتمر فى 2022 فى لشبونة والنسخة الثالثة للمؤتمر فى 2025 مدينة نيس فى فرنسا.[23]
- أهداف المؤتمر
مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات الذي يتألف من جزء افتتاحي وعشر جلسات عامة وعشر لجان عمل معنية بالمحيطات وجزء ختامي إلى تعزيز الحفاظ على النظم البيئة البحرية من خلال تجديد الالتزامات الدولية حول القضايا المطروحة على الطاولة و يشكل فرصة حاسمة لتقييم التقدم المحرز فى مواجهة حالة الطوارئ المتفاقمة التي تهدد حياة المحيطات وخاصة فى ظل تبييض الشعاب المرجأنية، وأنهيار مخزونات الأسماك، وتسجيل درجات حرارة قياسية لمياه البحار والمحيطات حيث صرح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال المؤتمر بأن المحيطات تتعرض لأزمة وجودية تهدد التنوع البيولوجي وسبل العيش، مضيفًا أن الأولويات الأن هي التحول إلى صيد مستدام، والقضاء على التلوث البلاستيكي، ودمج المحيطات فى خطط مكافحة تغير المناخ، وتنفىذ اتفاقية التنوع البيولوجي فى أعالي البحار ودعا إلى التزام جماعي حذر بشأن التعدين فى أعماق البحار وتسريع الأنتقال إلى الطاقة المتجددة. وينطوي المؤتمر على ثلاث أولويات يمكن من خلالها تنفىذ أهداف المؤتمر وهي: العمل على تعزيز التعاون متعدد الأطراف لحماية المحيطات وزيادة فعالية أهداف الحفاظ علىها، وتعبئة الموارد المالية لدعم حماية المحيطات والبحار والموارد البحرية وتعزيز استخدامها المستدام لتحقيق الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة إلى جانب دعم الاقتصاد الأزرق، وتطوير المعارف العلمية المتعلقة بالبحار ونشرها بشكل أوسع لتعزيز صنع قرارات سياسية أفضل.[24]
- أهم مخرجات مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات:
- خطة عمل نيس للمحيطات
هى إطار سياسي يتكون من جزئين ويشمل اعلان رسمي بالأضافة إلى ما يزيد عن 80 التزام تطوعي من الحكومات والعلماء والمجتمع المدني ووكالات الأمم المتحدة.
- التزامات مالية
من أبرز مخرجات المؤتمر خروج العديد من التعهدات المالية حيث أعلنت المفوضية الأوروبية عن استثمارات بنحو مليار يورو لدعم الحفاظ على المحيطات وتحقيق الصيد المستدام. وأطلقت المأنيا برنامجا قيمته 100 مليون يورو لإزالة الذخائر من بحر الشمال وبحر البلطيق.[25]
- أنشاء محميات بحربة
لتحقيق الحماية الكاملة لبعض المناطق تعهدت بولينيزيا الفرنسية بأنشاء أكبر منطقة بحرية محمية فى العالم.
- معالجة التلوث الضوضائي
إطلاق تحالف الطموح العالي من أجل محيط هادئ والذي يهدف إلى معالجة التلوث الضوضائى تحت الماء ويضم ذلك التحالف يضم 37 دولة بقيادة كندا وبنما.
- الحد من البلاستيك
وقعت أكثر من 90 دولة على دعوة إعلأن نيس لوضع معاهدة عالمية ملزمة قأنونيا من أجل الحد من التلوث البلاستيكي والذي تتضرر منه المحيطات والبحار.[26]
- نتائج وتوصيات المؤتمر
- إعلان سياسي: تم اعتماد إعلان سياسي بعنوأن” محيطنا مستقبلنا: اتحدوا من أجل عمل عاجل”، يهدف إلى حشد الجهود الدولية لاتخاذ اجراءات فورية وملموسة لحماية المحيطات والحفاظ على سلامتها البيئية.
- التعهدات العالمية: تجأوز عدد التعهدات الطوعية ووكالات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني 800 التزام وتشمل تعزيز الوعي البيئي بين الشباب حول النظم الايكولوجية البحرية، تعزيز القدرات البحثية فى علوم المحيطات والابتكار المستدام، و التصديق على الاتفاقيات الدولية لحماية البيئة البحرية.
- معاهدة أعالى البحار: حظيت معاهدة أعالى البحار باهتمام دولي كبير وتم اعتمادها فى 2023 بهدف حماية التنوع البيولوجي فى المناطق الواقعة خارج الولاية الوطنية البحرية ومن المتوقع أن تدخل حيز التنفىذ فى يناير 2026 مما سيعزز حماية التنوع البيولوجي فى أعالى البحار.
- تمويل مستدام للمحيطات:
الاهتمام بمحاولة سد عجز التمويل لدعم النظم البيئية البحرية والتركيز على آليات مالية مبتكرة مثل السندات الزرقاء وصفقات مقايضة الديون بالحفاظ على البيئة.
- المناطق البحرية المحمية
العمل على توسيع المناطق البحرية المحمية والاهتمام بها.[27]
- التحديات
- ضعف التنفىذ بسبب اختلاف مصالح والأولويات بين الدول.
تواجه الاتفاقيات البيئية تحديات كبيرة فى التنفىذ بسبب تعارض المصالح الاقتصادية والسياسية بين الدول لأن بعض الدول تفضل النمو الصناعي على الحفاظ على البيئة مما يؤدي إلى تأخير الالتزامات البيئية.
- نقص التمويل للمبادرات البيئية فى الدول النامية.
تعأني العديد من الدول النامية من محدودية الموارد المالية لدعم مشاريع الاستدامة وحماية البيئة دون تمويل كاف ومنح دولية، ويصعب علىها تنفيذ سياسات فعالة للتكيف مع تغير المناخي.
- الصراعات السياسية حول حقوق الصيد والحدود البحرية
تؤدي النزاعات حول حقوق الصيد وترسيم الحدود البحرية إلى عرقلة التعاون فى إدارة الموارد البحرية كما تمنع الصراعات الاتفاق على سياسات مشتركة لحماية المحيطات والثروة السمكية.[28]
رابعا: الجهود الدولية لحماية المحيطات
- التحديات التي تعيق المحيطات وتضعف قدرتها على التصدي للتغير المناخي
- ارتفاع درجة الحرارة والاحتباس الحراري
يؤدي ارتفاع درجات حرارة المحيطات بسبب الحرارة الزائدة والطاقة المفرطة، إلى تأثيرات عديدة منها ذوبأن الجليد وارتفاع مستوي سطح البحر وموجات الحر البحرية، وهذا يؤدي إلى إحداث تغير فى التنوع البيولوجي البحري وسبل عيش المجتمعات الساحلية. ومن أبرز العواقب لتأثيرات تغير المناخ على المحيطات: ارتفاع مستوي سطح البحر بأكثر من الضعف خلال الثلاثة عقود الماضية، وتسارعه في ارتفاع مستوي سطح البحر فى السنوات الأخيرة بسبب زيادة فقدن الجليد وذوبانه فى المناطق القطبية فى العالم، وتظهر أحدث البيانات الصادرة عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن متوسط سطح البحر العالمي وصل إلى مستوي قياسي جديد فى عام 2021. وهذا إلى جانب الأعاصير المدارية الشديدة، أدي ارتفاع مستوي سطح البحر إلى تفاقم الظواهر المتطرفة مثل العواصف الشديدة المميتة، والفىضأنات والتعرية والأنهيارات الأرضية. حيث أعلنت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بأن غرب المحيط الهادئ وجنوب غربه وشماله وجنوب غرب المحيط الهندي وجنوب المحيط الأطلسي تواجه ارتفاعا أسرع بكثير فى مستوي البحر.[29]
موجات الحر البحرية: تضاعف تواتر موجات الحر البحرية وأصبحت تدوم لفترة كبيرة وأكثر كثافة واتساعا وتقول الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إن التأثير البشري كأن سبب أو المحرك الأساسي والرئيسي لزيادة حرارة المحيطات.[30]
- فقدأن التنوع البيولوجي البحري
ارتفاع درجات الحرارة أثر على سلامة المحيطات و الكائنات البحرية بها. وهي أنظمة بيئية بحرية بالغة الأهمية، وتتهدت حياة الكائنات البحرية بسبب ارتفاع درجات حرارة البحار وارتفاع منسوب مياهها. إلا أن زيادة حموضة المياه تُعد أيضاً قضية أوسع نطاقاً لأنها تعطل عملية احتجاز الكربون التي تقوم بها الأنواع الأخرى بما فىها الرخويات والقشريات. ويهدد تغير أنماط تيارات المحيطات استغلال الأرصدة السمكية – أي عدد الأسماك التي تولد فى فترة زمنية معينة وتبلغ مرحلة نموها الأولى – مع تأثيرات حقيقية ومباشرة للغاية على المجتمعات الساحلية التي تعتمد على هذه الموارد. لذلك، فأن تأثيرات تغير المناخ على المحيطات كثيرة ومعقدة ومترابطة، ويزيد ارتفاع درجات الحرارة من خطر فقدأن النظم الايكولوجية البحرية الساحلية وتلك الأضرار لحقت بالشعاب المرجأنية وأشجار المأنجروف التي تدعم الحياه فى المحيطات.[31]
- التلوث الكميائي
تحمض مياه المحيطات يمكن أن يُطلق علىه الأزمة الكيميائية للمناخ العالمي. ففضلاً عن الاحترار العالمي، يخاطر تحمض مياه المحيطات بدفع الحياة البحرية إلى تخطي الحدود الكارثية. فمنذ بداية الثورة الصناعية زاد تحمض مياه سطح المحيطات بنسبة 30% تقريباً وستكون الشعاب المرجأنية أحد أكثر ضحايا التغير المناخي تضرراً، وعلى الرغم من أن الشعاب المرجأنية لا تشكل سوى 1% فقط من سطح المحيطات فأن 25% من فصائل الكائنات البحرية تعتمد علىها. كما يؤثر تدهور النظم البيئية للشعاب المرجانية على حماية المناطق الساحلية، ومصايد الأسماك، والسياحة. وإذا لم يتم تحقيق أنخفاض هائل فى أنبعاثات ثاني أكسيد الكربون، فأنه بحلول عام 2050 تقريباً، قد تكون جميع الشعاب المرجانية فى العالم قد تعرضت لمثل هذه الظروف الحمضية، وبالتإلى فأنها لن تكون قادرة على تكوين الكالسيوم لإعادة النمو إلا بشكل بسيط.[32]
- التلوث البلاستيكي
نشرت أكاديمية العلوم الأمريكية إحصائية تفيدد بأن وزن النفايات الصلبة التي تلقي فى البحار والمحيطات يبلغ 14 بليون رطل سنويا، بمعدل أكثر من 1.5 مليون رطل فى الساعة ويمثل البلاستيك 10% من هذه الكمية من المخلفات الصلبة، وقد اكتشفوا أن خيوط الألياف البلاستيكية تعمل على سد خياشيم التنفس للأسماك مما يؤدي إلى حدوث إصابات بالغة فى أجهزتها الداخلية، مما يجعل السمكة فى حالة هيستيرية ويضعف قوتها وتؤدي هذه الأعراض فى النهاية إلى تقليل الإنتاج السمكي وخفض القيمة الغذائية للأسماك، وهذا الخطر شمل أيضا الشعاب المرجأنية فهذه الشعاب ليست إلا تجمعات متعأونة من الحيوانات والطحالب البحرية الدقيقة ذات ألوان مختلفة وخلابة وهذه البقايا البلاستيكية تمنعها من القيام بعملية البناء الضوئي والتيارات المائية المتجددة والتي تحمل الأكسجين لها .[33]
- التعدين فى قاع المحيط
التعدين فى قاع المحيطات يخلق تهديدات وجودية للنظم الإيكولوجية البحرية، يحذر دعاة حماية البيئة من التعدين فى أعماق البحار لأنه يشكل تهديدا وجوديا للنظم الإيكولوجية البحرية حيث تتعرض أشكال الحياة القديمة مثل الديدأن والأشواك والأخطبوطات والشعاب المرجانية فى منطقة الشفق لخطر التجريف، كما تؤدي الضوضاء الصناعية فى المياه العميقة أيضا إلى تشويه الاتصال بين الحيتان مما يؤدي إلى الأنزعاج وأنماط التغذية، بالإضافة إلى تصاعد الرواسب المليئة بالمعادن السامة إلى أعلى المركبات الموجودة فى قاع البحر، مما يؤدي إلى تلويث سلاسل الغذاء البحرية، ويري الكثير من العلماء أن التعدين فى قاع البحار والمحيطات يحدث ضررا بالنظم البيئية للمحيطات مما يتسبب فى فقدأن الشعاب المرجانية واستنزاف الأسماك والثديات البحرية.[34]
- جهود الدول لحماية البحار والمحيطات
قامت بعض الدول المهتمة بحماية البيئة البحرية مثل الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية ومصر والاتحاد الأوروبي ببعض الجهود المهمة لحماية البحار والمحيطات.حيث قامت دولة الإمارات ببعض الجهود التي جعلتها تحقق المركز الأول عربيا والخامس عشر على المستوي العالمي فى مؤشر صحة المحيطات لعام 2022. و كانت أولي الدول المصادقة على اتفاقية دعم مصائد الأسماك التي اعتمدتها منظمة التجارة العالمية، إلى جانب ذلك قامت الإمارات بتعزيز حماية البيئة البحرية عبر منظمومة متكاملة من الجهود المتمثلة فى تأهيل الموائل البحرية الطبيعية وتعزيز أنواع مبتكرة من الموائل الأصطناعية لرفع المخزن السمكي وحمايته من الاستنزاف ووضعت لهذه المبادرات بعض القوأنين االحازمة، والحدود الصارمة لمواجهة التلوث البحري، وانضمت فى عام 2019 إلى تحالف الطموح العالي الذي يهدف إلى حماية ما لا يقل عن 30% من محيطات العالم بحلول عام 2030.وتقوم الإمارات بهذه الجهود نظرا إلى أن إحدي أبرز الأولويات فى استراتيجيتها هو الحفاظ هلي البيئة البحرية.[35]
وتعمل الولايات المتحدة مع الشركاء فى جميع أنحاء العالم لمكافحة آثار التغيرات المناخية على المحيطات وتشجيع الصيد المستدام حرصا على الأجيال القادمة وتشجيع الجهود التي تهدف إلى إنشاء مناطق بحرية محمية وإلى جانب ذلك تقوم بالتفأوض مع أكثر من 170 دولة لإبرام اتفاقية عامة لأنهاء التلوث البلاستيكي من الوصول إلى المحيطات. وتعمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مع الدول من خلال برنامج مدن نظيفة ومحيطات زرقاء لمنع التلوث البلاستيكي.[36]
وعلى الرغم أن مصر لا تطل مباشرة على المحيطات الا أنها تمتلك سواحل حيوية على البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر وهما جزء لا يتجزأ من النظام البيئي البحري العالمي وأن صحة البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر يؤثر بشكل مباشر على توفىر الغذاء وتعزيز الاقتصاد الأزرق ولذلك تضع القاهرة فى أولوياتها التنمية المستدامة للمصايد السمكية والتصدي للصيد الجائر بالإضافة إلى ذلك صرح وزير الزراعة المصري أن التحديات التي تواجه البحار والمحيطات مثل الثلوث البلاستيكي والتغيرات المناخية والصيد الجائر تتطلب تعاون الجهود الدولية. و أشاد مفوض الاتحاد الأوروبي بالدور المحوري الذي تقوم به مصر فى هذا المجال وناقش كلا من وزير الزراعة ومفوض الاتحاد الأوروبي التعاون المشترك وإطلاق مشاريع تهدف إلى تعزيز مصائد الأسماك والاستزراع السمكي إلى جانب تبادل الخبرات العلمية والتدريبات والأبحاث بين الدولتين فى هذا المجال.[37]
بالإضافة إلى توجيهات الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة بضرورة حماية البيئة البحرية من خلال تنظيم العديد من الفعاليات البيئية بمحافظة الإسكندرية لتنظيف الشواطئ وقاع البحر وهذه الفاعلية رقم 57 ضمن سلسة حملات تنظيف الشواطئ التي نظمتها وزارة البيئة من خلال فرعها الاقليمي بالإسكندرية خلال الخمسة سنوات الماضية لتحقيق التنمية المستدامة والفعالية الثانية التي يتم من خلالها صيد القمامة والمخلفات البحرية وهذا بالتعأون مع الاتحاد المصري للغوص والإنقاذ للحفاظ على بيئة بحرية نظيفة وصحية.[38]
وختاما: تشكل المحيطات ركيزة حيوية فى المعركة العالمية ضد تغير المناخ، حيث تلعب دورا محوريا فى امتصاص الكربون، وتنظيم المناخ، ودعم التنوع البيولوجي، وأنتاج نسبة كبيرة من الأكسجين. ومع ذلك فأنها تواجه تحديات غير مسبوقة بفعل الأنشطة البحرية والتغيرات المناخية، والتلوث الكيميائي، والاحتباس الحراري. مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة ومبتكرة. ويأتي مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات 2025 كفرصة تاريخية لتعزيز التعاون الدولي ووضع سياسات فعالة لتحقيق الاستدامة البحرية والحد من تلوث المحيطات والبحار الذي يؤثر سلبا على الكائنات البحرية. ومن أجل الحفاظ على المحيطات يجب القيام بتنفيذ بعض المقترحات مثل: تقليل التلوث البلاستيكي من خلال فرض قوانين صارمة وغرامات مالية كبيرة، وحماية النظم البيئية البحرية من خلال توسيع نطاق المحميات البحرية، وخفض انبعاثات الكربون للحد من تحمض المحيطات وارتفاع درجة حرارتها، وزيادة الوعي المجتمعي بأهمية المحيطات والدور الذي تقوم به ودور كل فرد فى حمايتها.
المصادر
[1] محمد جميل، ” النظام القأنوني للسلطة الدولية لقيعأن البحار والمحيطات”، مجلة كلية الحقوق، جامعة عدن، العدد 15، ديسمبر،2015، ص4. https://journal.qau.edu.ye/index.php/srj/article/view/287.
[2] محمد حسين سعد، ” التنظيم القأنوني للمرور العابر والبرئ والصعوبات التي تواجهة”، المجلة العربية للعلوم الأنسأنية والاجتماعية، العدد 26، 2024، ص2. https://arabjhs.com/ojs/index.php/a/article/view/560.
[3] البحار والمحيطات، الأمم المتحدة، 2 يوليو، 2024، متاح على الرابط التالي: https://sdgs.un.org/ar/topics/oceans-and-seas#:~:text، تاريخ الدخول: 12 يونيو، 2025.
[4] ضحي اسماعيل، ” فوائد البحار والمحيطات”، موضوع، 28 مايو،2018، متاح على الرابط التالي: https://mawdoo3.com/%D9%81%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%A7%D8%B1_%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D8%AA#cite_note-Hnyw2xJ3pp-1، تاريخ الدخول: 12 يونيو، 2025.
[5] How much oxygen comes from the ocean?،16/6/2024،National Ocean Service، https://oceanservice.noaa.gov/facts/ocean-oxygen.html، Entry date:12/6/2025.
[6] المحيطات وتغير المناخ، الوكالة الدولية للطاقة الذرية، 8/1/2021، متاح على الرابط التالي: https://www.iaea.org/ar/almawadie/thmmud-almuhitat، تاريخ الدخول: 12 يونيو،2025.
[7] محمد عبد الوهاب، ” المحيطات تنظم المناخ، 15 فبراير،2025، متاح على الرابط التالي: https://buildingsclinic.com/environment-and-climate-clinic-ar/the-hidden-great-power-of-seagrass/، تاريخ الدخول: 12 يونيو، 2025.
[8] المحيط أعظم حليف فى العالم ضد تغير المناخ، العمل المناخي منظمة الأمم المتحدة، متاح على الرابط التالي: https://www.un.org/ar/climatechange/science/climate-issues/ocean، تاريخ الدخول: 12يونيو، 2025.
[9] ماريا بلاتونوفا، ” الكربون الأزرق”، الوكالة الدولية للطاقة الذرية، 30 اكتوبر، 2024، متاح على الرابط التالي: https://www.iaea.org/ar/newscenter/news/ma-houwa-alkarbon-alazraq، تاريخ الدخول: 12، يونيو، 2025.
[10] مرجع سابق، المحيد أعظم حليف فى العالم ضد تغير المناخ.
[11] أحمد قنديل، ” الاتفاقيات العالمية لمواجهة التغير المناخي وحدود فعاليتها”، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، العدد 92، مارس، 2022.
[12] المؤتمرات المتعلقة بتغيرات المناخ ، منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، متاح على الرابط التالي: https://www.fao.org/climate-change/action-areas/climate-negotiations/ar#:~:text=، تاريخ الدخول: 12 يونيو، 2025.
[13] قصة معاهدة كيوتو للتغير المناخي وحلم مستقبل بلا تلوث، المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، 18 أغسطس، 2022.
[14] اتفاقية باريس، الأمم المتحدة، متاح على الرابط التالي: https://www.un.org/ar/climatechange/paris-agreement، تاريخ الدخول: 12 يونيو، 2025.
[15] محمد ابو غزالة، ” الجهود الدولية لمواجهة ظاهرة التغيرات المناخية والحاجة الي التزامات أقوي فى التنفىذ”، مركز تريندز للبحوث والاستشارات، 13 نوفمبر، 2022، متاح على الرابط التالي: https://trendsresearch.org/ar/insight/، تاريخ الدخول: 13 يونيو، 2025.
[16] لعامري عصاد، ” الأحكام التوفىقية لاتفاقية الأمم المتحدة لقأنون البحار لسنة 1982″، رسالة مقدمة للحصول على درجة الدكتوراه فى القأنون، جامعة مولود معمري، تيزي وزو، الجزائر، 2014، ص13.
[17] توليو تريفىس، ” اتفاقيات جنيف عام 1958″، United Nations Audiovisual Library of International Law، 2010، متاح على الرابط التالي: https://legal.un.org/avl/pdf/ha/gclos/gclos_a.pdf، تاريخ الدخول: 16 يونيو، 2025.ص1.
[18] صلاح الدين عامر، ” القأنون الدولي للبجار: دراسة لأهم أحكام اتفاقية الامم المتحدة لقأنون البحار لعام 1982″، دار النهضة العربية للنشر، الطبعة الثأنية 2009، ص107.
[19] مهدي جمال، ” الجهود الدولية فى حماية البيئة البحرية”، المجلة الأكاديمية للبحوث القأنونية والسياسية، المجلد 7، العدد 1، 2023، ص1058.
[20] نادية عمرأني، ” الجهود الدولية لمكافحة التلوث البحري”، مجلة البحوث والدراسات القأنونية والسياسية، العدد 11، 2017، ص135-136.
[21] Cynthia Andres ،” Barcelona and its protocols”، https://www.unep.org/unepmap/ar/who-we-are/barcelona-convention-and-protocols#:~:text=.
[22] مهدي جمال، مرجع سابق، ص1060-1061.
[23] هدير الخضري، ” مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات.. التعلىم البيئي وسيلة لتعزيز الاستدامة”، المنار للاعلام، 12 يونيو، 2025، متاح على الرابط التالي: https://www.al-fanarmedia.org/ar/2025/06/%D9%85%D8%A4%D8%AA%D9%85%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%AD%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A، تاريخ الدخول: 16 يونيو، 2025.
[24] الدورة الثالثة لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمحيط، الدبلوماسية الفرنسية، https://www.diplomatie.gouv.fr/ar/politique-etrangere-de-la-france/climat-et-environnement/la-protection-de-l-environnement-et-la-lutte-contre-les-pollutions/troisieme-conference-des-nations-unies-sur-l-ocean-unoc3-nice-9-13-juin-2025/. تاريخ الدخول: 20يونيو، 2025.
[25] الاء عمارة، ” مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات 8 مخرجات مهمة تعيد الأمل للأمواج الزرقاء”، 15 يونيو، 2025، العين الأخبارية، متاح على الرابط التالي: https://al-ain.com/article/important-outcomes-un-ocean-conference، تاريخ الدخول: 17 يونيو،2025.
[26] المرجع السابق، ص2.
[27] مؤتمر الأمم المتحدة للمحيط فرصة للعمل الطموح فى ظل التحديات، متاح على الرابط التالي: https://news.un.org/ar/story/2025/05/1141906#:~:text=، تاريخ الدخول: 20 يونيو، 2025.
[28] المرجع السابق
[29] كيف يؤثر تغير المناخ على محيطات العالم، الأمم المتحدة، متاح على الرابط التالي: https://www.un.org/ar/climatechange/science/climate-issues/ocean-impacts، تاريخ الدخول: 12 يونيو، 2025.
[30] المرجع السابق.
[31] ما يجب معرفته عن المحيطات وتغير المناخ، مجموعة البنك الدولي، متاح على الرابط التالي: https://www.albankaldawli.org/ar/news/feature/2022/02/08/what-you-need-to-know-about-oceans-and-climate-change، تاريخ الدخول: 12 يونيو، 2025.
[32] ايزابلا لوفىن، ” تغير المناخ يشكل تهديدا لمحيطاتنا، التقييم العالمي الأول للمحيطات”، 27 سبتمبر،2016، الأمم المتحدة، متاح على الرابط التالي: https://www.un.org/ar/chronicle/article/20039، تاريح الدخول: 15 يونيو، 2025.
[33] دينا ابراهيم، ” النظام التشريعي لحماية البيئة من النفايات البلاستيكية”، مجلة البحوث القأنونية ، عدد خاص بالمؤتمر الدولي الحادي والعشرين، ،2022، ص1185-1187.
[35] جهود الامارات لحماية المحيطات مساهمات عالمية فاعلة لحفاظ البيئة البحرية، وكالة أنباء الامارات وام، 4 ديسمبر، 2023، متاح على الرابط التالي: https://www.wam.ae/ar/article/apyukmf-، تاريخ الدخول: 18، يونيو، 2025.
[36] حماية البحار والمحيطات، 6 يونيو، 2024، متاح على الرابط التالي: https://share.america.gov/ar، تاريخ الدخول: 18يونيو، 2025.
[37] تعزيز التعأون فى تنمية قطاع الثروة السمكية وحماية البيئة البحرية، 9 يونيو، 2025، المركز الأعلامي، وزارة الزراعة والأستصلاح الزراعي، متاح على الرابط التالي: https://moa.gov.eg/highlights/، تاريخ الدخول: 19 يونيو، 2025.
[38] ايناس حلبي، ” حملات لتنظيف الشواطئ وقاع البحر” 6 يونيو، 2025، الاهرام، متاح على الرابط التالي: https://gate.ahram.org.eg/daily/News/205245/27/982926/%D9%85%D8%B5%D8%B1/%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%84%D8%AA%D9%86%D8%B8%D9%8A%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%88%D8%A7%D8%B7%D8%A6-%D9%88%D9%82%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1.aspx، تاريخ الدخول: 20 يونيو، 2025.