Cairo

غزة بين التعمير والتهجير

قائمة المحتويات

باحث في العلاقات الدولية بمركز ترو للدراسات والتدريب

منذ السابع من أكتوبر 2023، دخلت القضية الفلسطينية منعطفًا جديدًا ضمن سلسلة الصراعات المتكررة في الشرق الأوسط، وذلك إثر الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس على إسرائيل، وما تبعه من رد عسكري إسرائيلي واسع النطاق ضد قطاع غزة. هذا التصعيد العسكري غير المسبوق لم يكن مجرد حلقة في سلسلة المواجهات المستمرة بين الطرفين، بل شكل نقطة تحول جذرية في المشهد الجيوسياسي والإقليمي، حيث أعاد خلط الأوراق السياسية والاستراتيجية، وأثار جدلاً واسعًا حول طبيعة الصراع وحدود القوة والشرعية في النظام الدولي.(1)

لقد جاء الرد الإسرائيلي تحت مظلة ما أسمته تل أبيب بـ”الحرب على الإرهاب”، في حين اعتبرته أطراف أخرى “عدوانًا ممنهجًا” يستهدف تصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير القسري وتدمير البنية التحتية للقطاع. وعلى مدار الأشهر التي تلت الهجوم، تزايدت حدة الضربات العسكرية، مترافقة مع حصار شامل عطل الحياة الاقتصادية والإنسانية، وأدى إلى نزوح ما يقارب 90% من سكان غزة، في مشهد يعيد إلى الأذهان سيناريوهات التهجير الجماعي التي طُبعت في الذاكرة التاريخية الفلسطينية منذ نكبة 1948.(2)

على المستوى السياسي، أثار النزاع انقسامات حادة في المجتمع الدولي، حيث برز تباين واضح بين بعض المواقف الغربية التي تبنت الرواية الإسرائيلية، وبين مواقف الدول العربية والإسلامية التي حاولت الضغط باتجاه وقف إطلاق النار وإيجاد حل سياسي يضمن حقوق الفلسطينيين. ورغم صدور العديد من القرارات الدولية والإدانات الأممية، فإن الواقع على الأرض ظل خاضعًا لحسابات القوة والمصالح الجيوسياسية، حيث أصبحت غزة ساحة اختبار لمعادلات الردع الإقليمي والتوازنات الدولية.(3)

وبعد توصل المفاوضات إلى هدنة غير مستقرة، يبقى التساؤل الأساسي مطروحًا: هل يشكل هذا النزاع مقدمة لمرحلة جديدة من إعادة رسم الخارطة السياسية في المنطقة؟ وهل ستؤدي عمليات الإعمار—في حال بدأت—إلى استقرار حقيقي، أم أن خطة التهجير التي تتبناها الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل هي التي ستنتصر ويتم تهجير الفلسطينيين ومن ثم تصفية القضية الفلسطينية؟ وذلك في اطار الضغط الذي يمارسه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتفعيل خطة التهجير على الأرض. إن الإجابة على هذه التساؤلات تتطلب تحليلًا عميقًا للعوامل السياسية، الاقتصادية، والأمنية التي تحكم مشهد غزة بين التعمير والتهجير.(4)

أولًا: خطة ترامب تجاه غزة.

تمثل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير 2025 تحولًا استراتيجيًا في مقاربة الولايات المتحدة للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، إذ تتبنى إدارته نهجًا متحيزًا للغاية في دعم المصالح الإسرائيلية، وهو ما تجلى بوضوح في خطته المقترحة للتعامل مع غزة. هذه الخطة، التي أثارت جدلًا واسعًا، تقوم على إعادة هيكلة المشهد الديموغرافي للقطاع عبر طرح حلول تتضمن تهجير السكان الفلسطينيين إلى دول الجوار، في سياق يُوصف بأنه إعادة تعريف جيوسياسي للمنطقة تحت مبررات “الأمن والاستقرار”.(5)

هذا الطرح، الذي يتماهى مع الاتجاهات الأكثر تشددًا داخل المؤسسة السياسية الإسرائيلية، يكرس مقاربة تقوم على تغيير الوقائع على الأرض، مستندًا إلى فرضيات مفادها أن استمرار وجود الفلسطينيين في غزة يمثل عائقًا أمام الأمن الإقليمي. وعليه، فإن الخطة لم تتطرق إلى الحلول التقليدية القائمة على إعادة الإعمار أو منح الفلسطينيين حقوقًا سيادية، بل تمحورت حول مقاربات تهدف إلى إعادة توظيف غزة في سياقات اقتصادية جديدة، بما يشمل تحويلها إلى منطقة استثمارية أو سياحية، وفق تصورات تعكس أولوية المصالح الإسرائيلية والغربية على حساب الحقوق الوطنية الفلسطينية.(6)

على المستوى الإقليمي، قوبلت هذه الطروحات برفض قاطع من قبل الدول العربية، التي اعتبرت أن أي تحرك يستهدف تفريغ غزة من سكانها يمثل انتهاكًا صارخًا للحقوق الفلسطينية ومحاولة لإعادة إنتاج سيناريوهات التهجير القسري التي شهدها التاريخ الفلسطيني. وقد تبنت الجامعة العربية، بقيادة مصر، موقفًا يؤكد على رفض أي مقترحات تمس بالتركيبة السكانية لغزة، مشددة على أن إعادة الإعمار لا يمكن أن تكون مدخلًا لتغيير الوضع الجيوسياسي القائم، بل يجب أن تتم في إطار يحافظ على الهوية الوطنية الفلسطينية.(7)

أثارت خطة ترامب ضجة وقلقًا كبيرًا في المجتمع الدولي. وقد أبدت العديد من الدول الغربية تحفظات إزاء أي مشاريع تهدف إلى تهجير السكان قسريًا، معتبرة أن ذلك يمثل انتهاكًا للقانون الدولي، كما رفضت الدول العربية والإسلامية خطة ترامب، وعلى المستوى الفلسطيني اعتُبرت هذه المقترحات امتدادًا لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية، حيث رفضت القوى السياسية الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس، أي توجهات تسعى لإعادة تشكيل المشهد الفلسطيني وفق أجندات خارجية.(8)

إن هذه التطورات تعكس تحولا خطيرًا في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، من حيث تبني الرؤى الإسرائيلية بشكل كامل والبعد عن الأولويات التقليدية المتعلقة بإيجاد حلول مستدامة للصراع. وعليه، يبقى السؤال الرئيسي هو هل سينجح ترامب في تطبيق خطته لتهجير الفلسطينيين من غزة سواء بشكل كلي او جزئي؟.(9)

ثانيًا: الرؤية المصرية والعربية تجاه غزة.

شكلت التطورات الأخيرة في قطاع غزة اختبارًا حقيقيًا للدور المصري والعربي في إدارة الأزمات الإقليمية، حيث تبنت القاهرة، بدعم من الدول العربية، مقاربة تستند إلى رفض أي مشاريع تهدف إلى إعادة تشكيل المشهد الجيوسياسي للقطاع من خلال التهجير القسري، مع التأكيد على أهمية إعادة الإعمار كمدخل للحفاظ على الهوية الفلسطينية وضمان الاستقرار الإقليمي.(10)

الرؤية المصرية:

لطالما لعبت مصر دورًا محوريًا في الملف الفلسطيني، نظرًا لاعتبارات تاريخية وجغرافية واستراتيجية، وهو ما جعلها في طليعة الدول المعنية بإدارة الأزمة في غزة. ومن هذا المنطلق، تبنت القاهرة سياسة واضحة تقوم على رفض أي سيناريوهات تهدف إلى تهجير السكان الفلسطينيين، انطلاقًا من قناعة بأن ذلك لن يؤدي سوى إلى المزيد من التعقيد الإقليمي وخلق أزمات ديموغرافية وأمنية قد تمتد إلى دول الجوار.(11)

وقد تمحورت الرؤية المصرية حول عدد من المرتكزات الأساسية، أبرزها:

        1. رفض التهجير القسري: أكدت مصر بشكل قاطع أنها لن تقبل بأي مشاريع تهدف إلى نقل السكان الفلسطينيين إلى أراضيها، معتبرة أن ذلك يشكل انتهاكًا صارخًا للحقوق الوطنية الفلسطينية ويؤسس لمرحلة جديدة من الصراع.(12)

        2. إعادة الإعمار كمدخل للاستقرار: قدمت القاهرة خطة شاملة لإعادة إعمار غزة، بقيمة تصل إلى 53 مليار دولار، تهدف إلى إعادة بناء البنية التحتية المدمرة وتعزيز قدرة الفلسطينيين على البقاء في أرضهم.(13)

        3. التفاوض كخيار استراتيجي: واصلت مصر جهود الوساطة بين الأطراف المتصارعة، مستفيدة من علاقاتها مع مختلف الفاعلين الدوليين، في محاولة لوقف إطلاق النار وتهيئة الظروف لعملية سياسية تضمن حقوق الفلسطينيين.(14)

لطالما كانت مصر الفاعل الإقليمي الأكثر تأثيرًا في القضية الفلسطينية، حيث شكّل دعمها التاريخي والمستمر لغزة جزءًا أصيلًا من سياستها الخارجية تجاه الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. فمنذ نكبة عام 1948، تبنّت مصر موقفًا ثابتًا يقوم على دعم الحقوق الفلسطينية، سواء عبر المواقف الدبلوماسية أو التدخلات العسكرية أو الوساطات السياسية، ما جعلها محورًا أساسيًا في معادلة التوازن الإقليمي.(15)

الموقف العربي:

لم يكن الموقف العربي منعزلًا عن الخطة المصرية، بل جاء في إطار التأكيد على هذه الخطة بما يعكس إجماعًا عربيًا على ضرورة دعم غزة في مواجهة محاولات إعادة تشكيل واقعها الديموغرافي والسياسي. وقد برز هذا التوجه في القرارات الصادرة عن الجامعة العربية، والتي شددت على رفض أي تدخلات تهدف إلى فرض حلول غير عادلة على الفلسطينيين.(16)

وقد تبلورت الرؤية العربية حول غزة وفق المحاور التالية:

        1. التأكيد على وحدة الأراضي الفلسطينية: رفضت الدول العربية أي سيناريوهات تهدف إلى فصل غزة عن الضفة الغربية، باعتبار ذلك خطوة نحو تصفية القضية الفلسطينية وتقويض حل الدولتين.(17)

        2. الدعم المالي والسياسي: التزمت الدول العربية، وخاصة الخليجية منها، بتقديم دعم مالي لمشروعات إعادة الإعمار، في محاولة لتعزيز صمود الفلسطينيين.

        3. التحركات الدبلوماسية الدولية: قامت الدول العربية بحشد الدعم في المحافل الدولية، من خلال الأمم المتحدة ومجلس الأمن، للضغط على القوى الكبرى لمنع أي تحركات تهدف إلى تهجير سكان غزة أو تغيير طابعها السياسي.(18)

التحديات والآفاق المستقبلية

رغم وضوح الرؤية المصرية والعربية تجاه غزة، إلا أن تنفيذها يواجه تحديات كبيرة، أبرزها الموقف الأمريكي المتغير، والضغوط الإسرائيلية المستمرة، والتباينات داخل الصف الفلسطيني نفسه. ومع ذلك، يبقى الموقف العربي أكثر تماسكًا من أي وقت مضى، وهو ما يعكس إصرارًا على رفض أي حلول لا تضمن الحقوق الفلسطينية وتكرّس واقع الاحتلال.(19)

ثالثًا: السيناريوهات المحتملة لمستقبل غزة.

مع استمرار التصعيد في غزة وتباين المواقف العربية والأمريكية، تتجه الأزمة نحو مفترق طرق بما يفرض عدة سيناريوهات محتملة، تتراوح بين التهجير القسري الكامل، أو إعادة الإعمار دون تهجير سكان القطاع، أو اعتماد حلول وسط تقوم على تهجير جزئي أو مؤقت تحت ذرائع أمنية. ويعتمد ترجيح أي من هذه السيناريوهات على عوامل متداخلة تشمل الموقف الدولي، وردود الفعل الإقليمية، ومدى قدرة الأطراف الفلسطينية على فرض رؤيتها السياسية على الأرض.(20)

أولًا: سيناريو التهجير الكامل – إعادة تشكيل الخريطة الديموغرافية لغزة:

يعد هذا السيناريو الأكثر جذرية، حيث يقوم على الفرضية الإسرائيلية – المدعومة من قبل الرئيس ترامب بأن التهجير القسري لسكان غزة يمثل “حلاً استراتيجيًا طويل الأمد” للصراع، وذلك عبر نقل مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى مناطق أخرى، سواء داخل سيناء المصرية أو في دول أخرى كالأردن ودول الخليج، وتعتبر واشنطن ان تهجير الفلسطينيين هو فرصة ذهبية لإنهاء التهديد الأمني الذي تمثله غزة لإسرائيل.(21)

        • عوامل تعزيزه:

        1. الرئيس الامريكي وإدارته يمارسون ضغوطًا مكثفة على الدول العربية والإسلامية لقبول هذا السيناريو بحجة انه سيضمن الأمن والاستقرار في القطاع ومنطقة الشرق الأوسط.

        2. استمرار حالة الفوضى وغياب قيادة فلسطينية قادرة على التفاوض لوقف هذا التوجه.

        3. محاولات إسرائيلية لخلق واقع ميداني عبر توسيع العمليات العسكرية، ما يدفع السكان إلى النزوح القسري.(22)

        • فرص عدم نجاح خطة ترامب:

        1. تصريحات الرئيس ترامب نفسه المتناقضة بين حين وآخر، وآخرها تصريحه في 12 مارس 2025 الذي قال فيه إنه “لن يُطرد أي فلسطيني من قطاع غزة”، وذلك في تراجع كبير عن تصريحاته السابقة التي دعا فيها الى ترحيل سكان غزة الى الدول العربية المجاورة من أجل بناء “ريفييرا الشرق الأوسط” في القطاع الذي دمرته الحرب الإسرائيلية.(23)

        2. الموقف المصري والعربي الرافض تمامًا لأي محاولات لتوطين الفلسطينيين خارج أراضيهم، باعتبار ذلك إعادة إنتاج لسيناريو النكبة عام 1948، والاتفاق على الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة.

        3. رفض المجتمع الدولي، خاصة الاتحاد الأوروبي، لأي خطوات تنتهك القانون الدولي وتؤدي إلى تغيير قسري في ديموغرافيا القطاع.

        4. مقاومة فلسطينية داخلية، حيث أعلنت الفصائل أنها لن تقبل بأي شكل من أشكال التهجير، حتى لو كان تحت غطاء إنساني.(24)

رغم وجود توجهات إسرائيلية وأمريكية تدفع بهذا السيناريو، إلا أن المعارضة الإقليمية والدولية تجعله أقل احتمالًا، نظرًا لعدم وجود توافق دولي عليه، إضافة إلى التحديات اللوجستية والسياسية المرتبطة بتنفيذه.

ثانيًا: سيناريو إعادة الإعمار دون تهجير – تعزيز الاستقرار الداخلي:

يقوم هذا السيناريو على إعادة إعمار غزة ضمن إطار يحافظ على الهوية الفلسطينية للقطاع، مع تنفيذ مشاريع تنموية واسعة تضمن تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وهو السيناريو الذي تتبناه مصر والدول العربية، باعتباره السبيل الوحيد لضمان استقرار المنطقة ومنع تفاقم الأزمة الإنسانية.(25)

        • عوامل تعزيزه:

        1. الدعم المصري والعربي لإعادة الإعمار، والرفض القاطع لأي تحركات تستهدف تغيير ديموغرافية القطاع.

        2. الضغوط الدولية لمنع كارثة إنسانية، خاصة في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية داخل غزة.

        3. حاجة إسرائيل إلى تهدئة الأوضاع على المدى الطويل، في ظل تصاعد الضغوط الدولية على حكومة تل أبيب لوقف الانتهاكات في القطاع.(26)

        • فرص عدم نجاحه:

        1. الرؤية الإسرائيلية التي ترى أن أي إعادة إعمار دون “ضمانات أمنية صارمة” قد تعيد إنتاج نفس التهديدات، مما يجعلها تضع شروطًا معقدة قد تعيق التنفيذ الفعلي.

        2. غياب توافق فلسطيني داخلي حول إدارة مرحلة ما بعد الحرب، خاصة مع الخلافات بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس.

        3. نجاح الضغط الذي يمارسه الرئيس الامريكي ترامب على الدول العربية والإسلامية في القبول بمقترح تهجير الفلسطينيين خارج القطاع.(27)

رغم العقبات، يظل هذا السيناريو الأكثر واقعية، نظرًا لكونه يحظى بدعم إقليمي ودولي واسع، ويمثل الخيار الأقل تكلفة سياسيًا وأمنيًا لجميع الأطراف، مما يجعله السيناريو المرجح على المدى المتوسط، والذي يحافظ على القضية الفلسطينية من محاولات تصفيتها.

ثالثًا: سيناريو التهجير الجزئي أو المؤقت – حل مرحلي تحت غطاء أمني وإنساني:

يُطرح هذا السيناريو كحل وسط بين الموقف الإسرائيلي المتشدد والموقف العربي الرافض للتهجير الكامل، حيث تقوم الفكرة على إجلاء عدد كبير من سكان غزة إلى مناطق محددة (داخل سيناء أو الأردن) بشكل “مؤقت”، تحت ذرائع إنسانية أو أمنية، مع وجود ضمانات بإعادتهم لاحقًا بعد انتهاء عمليات إعادة الإعمار أو التوصل إلى ترتيبات سياسية جديدة.(28)

        • عوامل تعزيزه:

        1. قدرة الولايات المتحدة على ترسيخ فكرة أن التهجير الجزئي هدفه حماية سكان القطاع ومنح الفرصة لإجراء عمليات الإعمار بشكل سلس وسريع، خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة داخل القطاع.

        2. رغبة بعض الأطراف الدولية في تقديم حلول سريعة تمنع تفاقم الأزمة دون الدخول في مواجهات سياسية مباشرة مع إسرائيل.

        3. إمكانية تقديم “حوافز اقتصادية سخية” للدول التي يمكن أن تقبل بإستضافة سكان القطاع.

        • فرص عدم نجاحه:

        1. الرفض المصري القاطع لأي وجود فلسطيني طويل الأمد في سيناء، ما يجعل هذا السيناريو غير واقعي من الناحية السياسية.

        2. التجارب التاريخية التي أثبتت أن “التهجير المؤقت” غالبًا ما يتحول إلى تهجير دائم، ما يعزز مخاوف الفلسطينيين من القبول بهذا الطرح.

        3. عدم وجود ضمانات حقيقية بإعادة السكان، خاصة في ظل غياب رؤية سياسية واضحة لإدارة مرحلة ما بعد الحرب.

وختامًا، يمكن القول إنه في ظل المعطيات الحالية، يبدو أن سيناريو إعادة الإعمار دون تهجير هو الأكثر قابلية للتنفيذ، رغم العقبات السياسية التي تواجهه. فالرفض الإقليمي والدولي لأي عمليات تهجير قسري، إلى جانب الضغوط المتزايدة على إسرائيل، يجعل من الصعب فرض حلول ديموغرافية بالقوة. ومع ذلك، فإن طبيعة التوازنات الدولية، ومدى قدرة الأطراف الفلسطينية على فرض موقف موحد، ستظل عوامل حاسمة في تحديد المسار النهائي للأزمة، ولكن تطبيق هذا السيناريو يتوقف على مدى قدرة الدول العربية والإسلامية على الاستمرار بتبني نفس الموقف الثابت والواضح ورفض تهجير سكان القطاع بأي شكل من الأشكال سواء بشكل كلي أو جزئي، دائم أو مؤقت، وعدم قدرة الرئيس ترامب وإدارته على إحداث أي انقسامات أو انشقاقات بشأن هذا الموقف.

المصادر:

  1.  Israel kills Hamas commander who led heinous Oct. 7 attack on kibbutz that left dozens dead, Dec. 31, 2024, New York Post.

https://nypost.com/2024/12/31/world-news/israel-kills-hamas-commander-who-led-one-of-most-heinous-oct-7-attacks-on-kibbutzim

  • Israel-Gaza war: killing of Turkish-American activist in West Bank ‘unprovoked and unjustified’, says Blinken – as it happened, 10 Sep 2024, The Guardian.

https://www.theguardian.com/world/live/2024/sep/10/israel-gaza-middle-east-crisis-war-live-israeli-strike-airstrike-khan-younis-humanitarian-zone-al-mawasi

  • الخطة العربية لغزة: إعمار من دون تهجير، نُشر في 12 فبراير 2025، الشرق الأوسط

https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8

  • الأوضاع الانسانية في غزة بعد التصعيد، نُشر في 14 سبتمبر 2024، رويترز.

https://www.reuters.com/fact-check/arabic/P4SY3DPIQFOX5EQJ362VPDHENM-2024-09-14

  • Trump says ‘all’ Gazans should leave – and never return.” New York Post, February 4, 2025.

https://nypost.com/2025/02/04/us-news/trump-thinks-gaza-will-be-demolition-site-for-up-to-15-years-and-that-its-best-for-residents-to-leave-officials

  • خطة ترامب في غزة تثير غضبا عارما بأوساط المسلمين الأميركيين، نُشر في 6 فبراير  2025، الجزيرة.

https://www.ajnet.me/politics/2025/2/6/%D8%AE%D8%B7%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%81%D8%B2%D8%A7%D8%B2%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%BA%D9%8A%D8%B1-%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%B3%D8%AE%D8%B7

  • Muslim nations reject Trump’s call to empty Gaza of its Palestinian population.” Politico, March 8, 2025.

https://www.politico.com/news/2025/03/08/trump-gaza-palestine-relocation-00219794

  • لماذا يثير مقترح ترامب حول غزة قلق المنطقة، نُشر في 6 فبراير 2025، سكاي نيوز عربية.

https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1774812-%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%8A%D8%AB%D9%8A%D8%B1-%D9%85%D9%82%D8%AA%D8%B1%D8%AD-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A8-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D9%82%D9%84%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B7%D9%82%D8%A9%D8%9F

  • Trump says Palestinians have ‘no alternative’ but to leave Gaza.” The Guardian, February 4, 2025.

https://www.theguardian.com/world/2025/feb/04/trump-netanyahu-gaza

  1. تفاصيل الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، نُشر في 6 مارس 2025، سكاي نيوز عربية.

https://www.skynewsarabia.com/business/1781887-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%86-%D8%AE%D8%B7%D8%A9-%D8%B4%D8%A7%D9%85%D9%84%D8%A9-%D9%84%D8%A7%D9%95%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%95%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%B1-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D8%A8%D8%AA%D9%83%D9%84%D9%81%D8%A9-53-%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%B1

  1. الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة: التعافي المبكر وإعادة إعمار وتنمية غزة، نُشر في 4 مارس 2025، لندن- المجلة.

https://www.majalla.com/node/324595/%D9%88%D8%AB%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%88%D9%85%D8%B0%D9%83%D8%B1%D8%A7%D8%AA/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%A9-%D8%AA%D9%86%D8%B4%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A5%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%B1-%D8%BA%D8%B2%D8%A9

  1. اتفاق مصري-أمريكي على أعلى مستوى للتنسيق بشأن خطة إعمار غزة، نُشر في 12 مارس 2025، صحيفة رأي اليوم.

https://www.raialyoum.com/%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82-%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A-%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A3%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%88%D9%89-%D9%84%D9%84%D8%AA%D9%86%D8%B3

  1. وزراء الخارجية العرب عرضوا خطة إعمار غزة على المبعوث الامريكي، نُشر في 13 مارس 2025، العربية نيوز.

https://arabic.news.cn/20250313/7e01286574aa42bf967a35d67b314c26/c.html

  1. قمة فلسطين اعتمدت الخطة المصرية بشأن التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، نُشر في 4 مارس 2025، صحيفة الشرق الأوسط.

https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5118457-%D9%82%D9%85%D8%A9-%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D9%85%D8%AF%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D8%B4%D8%A3%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D9%83%D8%B1-%D9%88%D8%A5%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A5%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%B1%C2%A0%D8%BA%D8%B2%D8%A9

  1. Arab leaders endorse Egypt’s plan to rebuild Gaza as an alternative to Trump’s proposal, March, 5, 2025, AP.

https://apnews.com/article/israel-palestinians-hamas-war-news-ceasefire-hostages-03-04-2025-35f1959c28ad3c57a209f5464f2b5411

  1. Arabs Offer Their Plan for a Gaza With Resorts. Trump’s Team Says No.” The Wall Street Journal, March 6, 2025.

https://www.wsj.com/world/middle-east/trump-slams-door-on-arab-plan-for-gaza-with-resorts-8cb744a1

  1. الرؤية العربية: عودة السلطة إلى غزة وقوات دولية واعتراف بفلسطين، نُشر في 28 مايو 2024، لندن-المجلة.

https://www.majalla.com/node/317981/%D9%88%D8%AB%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%88%D9%85%D8%B0%D9%83%D8%B1%D8%A7%D8%AA/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%A9-%D8%AA%D9%86%D8%B4%D8%B1-%D9%86%D8%B5-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A4%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D9%88%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%81

  1. خطة من 6 مبادئ حول غزة تعلتها مصر في القمة العربية، نُشر في 26 فبراير 2025، العربية.

https://www.alarabiya.net/arab-and-world/egypt/2025/02/26/6-%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%A6-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%86-%D8%AE%D8%B7%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D9%86%D8%AD%D9%88-%D8%A7%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%B1-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9

  1. “ما هي العقبات التي قد تعرقل خطة مصر لإعادة إعمار غزة بتكلفة 53 مليار دولار؟” نُشر في 6 مارس 2025، سي إن بي سي عربية.

https://www.cnbcarabia.com/135171/2025/06/03/%D9%85%D8%A7-%D9%87%D9%8A-

  • مستقبل غزة بين التصعيد والتهدئة: سيناريوهات محتملة، نُشر في 1 مارس 2025، العربية.

https://imarabic.com/%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%84-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D8%A8%D9%

  • ماذا لو نجح سيناريو التهجير، نُشر في 16 فبراير 2025، الجزيرة.

https://www.ajnet.me/opinions/2025/2/16/%D9%88%D9%87%D9%85-%D8%AA%D9%87%D8%AC%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A%D9%8A%D9%86

  • سيناريوهات ما بعد الهدنة وفرضية التهجير الكامل في غزة تتراجع، نُشر في 7 مارس 2025، مركز المنار.

https://manar.com/page-47905-ar-ar-ar-ar-ar.html

  • ترامب: لن يطرد أحد من غزة، نُشر في 12 مارس 2025، الجزيرة.

https://www.ajnet.me/news/2025/3/12/%D8%B9%D8%A7%D8%AC%D9%84-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A8-%D9%84%D8%A7-%D8%A3%D8%AD%D8%AF-%D8%B3%D9%8A%D8%B7%D8%B1%D8%AF-%D8%A3%D8%AD%D8%AF%D8%A7-%D9%85%D9%86-%D8%BA%D8%B2%D8%A9

  • ما أبرز سيناريوهات الحرب في غزة؟، 19 يناير 2024، أبعاد للدراسات الاستراتيجية.

https://dimensionscenter.net/ar/%D9%85%D8%A7-%D8%A3%D8%A8%D8%B1%D8%B2-%D8%B3%D9%8A%D9%86%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%88%D9%87%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D9%81%D9%8A-%D8%BA%D8%B2%D8%A9%D8%9F

  • أسوشيتد برس تكشف تفاصيل خطة مصر لإعادة إعمار غزة، نُشر في 10 فبراير 2025، الجزيرة.

https://www.aljazeera.net/news/2025/2/18/%d8%aa%d9%81%d8%a7%d8%b5%d9%8a%d9%84-%d8%ae%d8%b7%d8%a9-%d9%85%d8%b5%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d8%a5%d8%b9%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d8%a5%d8%b9%d9%85%d8%a7%d8%b1-%d9%82%d8%b7%d8%a7%d8%b9-%d8%ba%d8%b2%d8%a9

  • القمة العربية تعتمد الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، نُشر في 4 مارس 2025، الخليج.

https://www.alkhaleej.ae/2025-03-04/%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B9%D8%AA%D9%85%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A5%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%B1-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-5809386/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8/%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9

  • الأمم المتحدة تؤيد خطة عربية لإعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها، نُشر في 6 مارس 2025، مركز العودة الفلسطيني.

https://prc.org.uk/ar/news/7032/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9-%D8%AA%D8%A4%D9%8A%D8%AF-%D8%AE%D8%B7%D8%A9-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A5%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%B1-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D8%AF%D9%88%D9%86-%D8%AA%D9%87%D8%AC%D9%8A%D8%B1-%D8%B3%D9%83%D8%A7%D9%86%D9%87%D8%A7

  • غزة: سيناريو في التهجير نحو الجنوب، نُشر في 16 اكتوبر 2024، جريدة الدستور العربية.

https://www.addustour.com/articles/1447577-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D8%B3%D9%8A%D9%86%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%88-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%87%D8%AC%D9%8A%D8%B1-%D9%86%D8%AD%D9%88-%D8%A

باحث في العلاقات الدولية بمركز ترو للدراسات والتدريب

الاستقالات الوزارية في هولندا وتداعياتها على الموقف الأوروبي من إسرائيل
الميتافيزيقا السياسية للسلطة في فلسطين
رؤية جون ميرشايمر لحربي إسرائيل وروسيا ومستقبل النظام الدولي
التكنولوجيا الحيوية كأداة للقوة التنافس السياسي والاقتصادي بين الولايات المتحدة والصين في سباق الهيمنة العالمية
تأتي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أكتوبر2023 لتشكل محطة فارقة في المشهدين السياسي والاقتصادي على المستويين المحلي والإقليمي، لما أفرزته من آثار عميقة تتجاوز الجانب الإنساني إلى إحداث تغييرات ملموسة في المؤشرات الاقتصادية في الاقتصاد الإسرائيلي. فعلى الرغم من استقرار الاقتصاد الإسرائيلي، إلا أن طول أمد الصراع واتساع نطاق العمليات العسكرية، إلى جانب الانعكاسات الأمنية والسياسية، أثر على قطاعات حيوية مثل السياحة، والاستثمار الأجنبي، وحركة الصادرات والواردات، فضلاً عن ارتفاع تكاليف الدفاع وتراجع ثقة الأسواق. ومن ثم، فإن دراسة التداعيات الاقتصادية لهذه الحرب تمثل مدخلاً مهماً لفهم طبيعة التأثيرات قصيرة وطويلة الأمد على الاقتصاد الإسرائيلي، ورصد مدى قدرته على الصمود أو التكيف في ظل هذه التحديات."
Scroll to Top