Cairo

ترامب يشعل العالم خلال 100 يوم… ماذا تغير عن ولايته الأولى؟

قائمة المحتويات

باحث في العلاقات الدولية بمركز ترو للدراسات والتدريب

المقدمة

بدأت ولاية دونالد ترامب الثانية فى العشرين من يناير 2025 وبدأت معه حزمة من القرارات على الصعيدين المحلى والدولى، حيث بدت مواقفه أكثر تصعيدًا مقارنة بولايته الأولى. على الرغم من أن سياسته خلال أول مئة يوم من رئاسته الأولى اتسمت باتخاذ عدة قرارات غير متوقعة، إلا أن هذه المرة تتسم باتخاذه خطوات أكثر جرأة وبوتيرة أسرع وايضًا مفاجئة، مما يعكس تحولًا فى سياسته الخارجية والداخلية.

تعكس هذه القرارات والخطوات المنطلق الفكرى لترامب ألا وهو وضع المصالح الأمريكية أولًا، وبالأخص المصالح الاقتصادية، رافعًا شعار “أمريكا أولًا”.[i] فيتبنى ترامب السياسات التى من شأنها تعزيز أمن الولايات المتحدة الأمريكية وقوتها وازدهارها، وبناءً على ذلك، لا يؤيد أى برامج أو سياسات لا تخدم هذه الأهداف.[ii] ففى حملته الانتخابية الثانية، أعلن ترامب عن أهدافه كرئيس للولايات المتحدة. فعلى الصعيد الداخلى والمحلى، أعلن عن ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، والقضاء على التضخم الاقتصادى، وتخفيض الضرائب على المواطنين. أما على الصعيد الدولى، فأعلن ترامب عن مواصلة سياسة فرض الرسوم الجمركية لخفض العجز التجارى وحماية الاقتصاد الأمريكى من السياسات الاقتصادية غير العادلة وخاصةً من الصين. بالإضافة إلى انسحابه من الاتفاقيات المناخية وعدم دعمه لها. علاوةً على ذلك، تعهد ترامب بإنهاء الحرب الأوكرانية، منتقدًا الدعم المالى الأمريكى لأوكرانيا.[iii]

يتناول هذا التقرير مقارنة بين السياسات التى تبنّاها ترامب خلال أول مائة يوم من ولايته الأولى (2017 – 2021) وتلك التى يتبعها فى ولايته الثانية (2024 – 2028) على الصعيد الدولى أولًا، ثم على الصعيد الداخلى، مع تسليط الضوء على أوجه التشابه والاختلاف بين الفترتين.   

أولًا، على الصعيد الدولى

إسرائيل

فى أول مائة يوم فى ولاية ترامب الأولى، قابل ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى أول اجتماع رسمى بينهم فى فبراير 2017، حيث أكد ترامب على قبوله للسيناريوهين حل الدولة الواحدة أو حل الدولتين، طالبًا من نتنياهو وقف بناء مساكن جديدة أخرى فى الضفة الغربية. كما صرح ترامب بأن الاتفاق النووى الذى أبرمته واشنطن مع إيران تحت إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما هو من أسوء الصفقات التى أبرمت على الإطلاق، ولكنه لم يعلن عن انسحابه منها آنذاك. تعكس هذه المقابلة تغيّرًا فى السياسة الخارجية الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية، إذ تتبنى واشنطن منذ إدارة كلينتون سياسة حل الدولتين، ولكن يتبنى ترامب سياسة الانفتاح بشأن حل الدولة الواحدة، الأمر الذى يُبرز مدى الصداقة بين إسرائيل وواشنطن تحت إدارة ترامب.[iv]

إلا أن هذا ما حدث فقط فى أول مئة يوم، أما بعد ذلك، فقد اعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل[v] فى 6 ديسمبر عام [vi]2017، وبسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان فى عام 2019[vii]، بالإضافة إلى قبوله بضم إسرائيل للسيادة على الضفة الغربية فى عام 2020.[viii] لم يقتصر الأمر على ذلك، بل توسط ترامب فى اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل وبعض الدول العربية مثل البحرين، والسودان، والمغرب، والإمارات العربية المتحدة[ix]، والتى عرفت ب“اتفاقيات أبراهام” فى عام 2020[x]. كما أوقف ترامب الدعم المالى لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وخفض المساعدات الأمريكية للمؤسسات الفلسطينية فى عام 2018.[xi]

تماشيًا مع السياسة نفسها، فى أول مائة يوم فى ولاية ترامب الثانية، أعلن ترامب عن اقتراحه بشأن تهجير الفلسطينيين والتى تضمنت استقبال كل من مصر والأردن الفلسطينيين بشكل دائم، مع مشاركته فى بناء مساكن لهم فى هذه الدول. لاحقًا، فى 4 فبراير 2025، تقابل ترامب مع نتنياهو فى واشنطن، اللقاء الذى أسفر عن الإعلان عن تولى الولايات المتحدة ملكية قطاع غزة وتطويره ليصبح “ريفيرا الشرق الأوسط” بالسيطرة على ساحل قطاع غزة، مؤكدًا على فكرة إعادة توطين حوالى 2 مليون فلسطينى فى كل من مصر والأردن، بالإضافة إلى دعمه غير المباشر لضم إسرائيل الضفة الغربية.[xii] جاء هذا اللقاء وسط مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف اطلاق النار بين إسرائيل وحماس والتى يسعى فيها الجانب الأمريكى إلى إنهاء الحرب مع حماس وإعادة كل الرهائن الإسرائيليين المتبقين، آملين فى أن تكون المرحلة الثالثة من الاتفاق هو إعادة إعمار غزة.[xiii] وتأتى مقابلة نتنياهو مع وزير الخارجية الأمريكى فى 16 فبراير للتأكيد على دعم الجانبين على رؤية ترامب لقطاع غزة.[xiv]

علاوةً على ذلك، أعلنت إدارة ترامب عن إجراء محادثات مباشرة مع حماس فى 5 مارس فى قطر بشأن الإفراج عن الرهائن الأمريكيين وإمكانية إنهاء الحرب فى غزة. تعتبر هذه هى المرة الأولى التى تجلس فيها الولايات المتحدة مع حماس، المصنفة على انها جماعة إرهابية منذ 1997 من قبل واشنطن، على طاولة المفاوضات دون التنسيق مع إسرائيل.[xv] ومن ثم أعلن ترامب فى 2 أبريل عن “يوم التحرير” الذى بموجبه سيتم فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على جميع الواردات، بما فيها الواردات الإسرائيلية.[xvi] الأمر الذى ناقشه نتنياهو فى مقابلته الثانية الخاصة مع ترامب فى 7 أبريل، حيث أكد نتنياهو على أهمية إنهاء العجز التجارى مع واشنطن. وقد أوضح ترامب على عدم إمكانية خفض الضرائب على إسرائيل فى ظل الدعم الأمريكى السنوى لها، الذى يصل إلى 4 مليار دولار. إلى جانب ذلك، أعلن ترامب فى هذا اللقاء عن المحادثات الأمريكية الإيرانية بشأن البرنامج النووى الإيرانى، وأيد نتنياهو على أهمية الجهود الدبلوماسية مع إيران وأكد على ضرورة عدم امتلاكها لأسلحة نووية. كما صرح نتنياهو بمناقشة الحرب فى غزة وجهود إطلاق سراح الرهائن الإسرائيلية.[xvii]

ووفقًا لذلك، يتبنى ترامب سياسة داعمة لإسرائيل بشكل كامل والتى برزت فى دعمه لسياسة حل الدولة الواحدة التى تنفى حقوق الفلسطينيين بالكامل من الأراضى الفلسطينية، الأمر الذى أكده باقتراحه بتهجير الفلسطينيين إلى الأردن ومصر، بالإضافة إلى تسليم إسرائيل الأرض إلى الولايات المتحدة لتطوير المنطقة والسيطرة على ساحل القطاع. ففى أول مائة يوم فى ولايته الأولى، التقى ترامب مع نتنياهو مرة واحدة فقط، ولكن فى ولايته الثانية، تأتى تحركات ترامب بهدف تفعيل سياسة حل الدولة الواحدة، إذ قابل نتنياهو مرتين خلال أقل من مائة يوم من توليه الرئاسة، متخذًا سياسات أسرع بشأن القضية الفلسطينية لصالح إسرائيل.    

الصين

خلال أول مئة يوم من رئاسة ترامب الأولى، أجرى ترامب مكالمة هاتفية مع الرئيسة التايوانية تساى إنج ون بعد الإعلان بفوزه بالانتخابات الرئاسية الأولى عام 2016، لتكون أول مكالمة هاتفية بين تايوان والولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدًا على قوة العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية بين البلدين.[xviii] فضلًا عن ذلك، تساءل شون سبايسر، مدير الاتصالات والسكرتير الصحفى الأسبق للبيت الأبيض تحت إدارة ترامب[xix]، فى يناير 2017، بشأن وضع الجزر فى بحر الصين الجنوبى، مشيرًا إلى أنها قد تكون واقعة فى المياه الدولية وبالتالى ليست جزءًا من الأراضى الصينية. ووفقًا لذلك، أوضح أن الولايات المتحدة ستتدخل للدفاع عنها إذا ثبت أنها فى المياه الدولية، منعًا لسيطرة أى دولة منفردة على هذه الجزر. أسفرت تعليقات سبايسر عن تصاعد التوترات بين بكين وواشنطن، حيث أكدت بكين على سيادتها المطلقة على جزر سبارتلى والمياه المحيطة بها، محذّرةً واشنطن من التدخل فى النزاعات الإقليمية بالمنطقة.[xx] وبناءً على ذلك، أكد ترامب فى فبراير 2017 على دعمه لسياسة الصين الواحدة فى مكالمة هاتفية مع الرئيس الصينى شى جين بينغ، بالإضافة إلى استقباله له فى قمة لمدة يومين فى منتجع مارالاغو فى فلوريدا، حيت تم التباحث حول العلاقات التجارية بين البلدين وملف كوريا الشمالية. أسفر ذلك عن أتفاقيات تجارية بين البلدين لتعزيز التعاون الاقتصادى والتجارى بينهما.[xxi]

إلا أن هذا لا ينفى أنه بعد ذلك، تبنى ترامب سياسات أكثر تصاعدًا تجاه الصين، حيث بدأ حربًا تجارية معها فى 2018، ففرض رسومًا جمركية على الواردات الصينية متهمًا الصين بالسرقة الفكرية والتكنولوجية للولايات المتحدة وبالتلاعب بالعملة. كما منع الشركات الأمريكية من استخدام منتجات شركتى “هواوى” و”زد تى إى” فى عام 2019.[xxii] وفى المقابل، تعاملت الصين بالمثل، ففرضت رسومًا جمركية على الواردات الأمريكية وحمت شركاتها الصينية. علاوةً على ذلك، اتهم ترامب الصين بأنها كانت المسؤولة عن انتشار فيروس كورونا، واصفًا إياه ب”الفيروس الصينى”، كما وجه اتهامات لانتهاكات حقوق الإنسان من قبل بكين تجاه مسلمى الأيغور وايضًا للتصرفات المماثلة فى هونغ كونغ.[xxiii]

أما خلال مئة يوم من رئاسته الثانية، فقد اتخذ ترامب عدة قرارات اقتصادية وسياسية تتعلق بالصين. إذ جاء إعلان الرئيس الأمريكى ترامب عن زيارة الرئيس الصينى، شي جينبينغ، إلى الولايات المتحدة قريبًا فى غضون استمرار الحرب التجارية بين البلدين، حيث فرض ترامب رسومًا جمركية على الواردات الصينية بنسبة 10% فى 1 فبراير 2025 بهدف إعادة التوازن إلى الميزان التجارى الأمريكى.[xxiv] ردًا على ذلك، قامت الصين بفرض رسوم جمركية بنسبة تتراوح بين %10 و %15 على السلع الأمريكية والتى بدأت من 10 مارس 2025، بالإضافة إلى وضع 15 شركة أمريكية فى قائمة مراقبة التصدير، مما يعيق تصدير المعدات ذات الاستخدام المزدوج إليهم.[xxv]

علاوةً على ذلك، فرض ترامب رسومًا جمركية بنسبة 25% على السيارات وقطع الغيار الواردة إلى الولايات المتحدة فى 27 مارس 2025، مما كان له آثارٌ سلبية على كافة الأسواق المالية والشركات الآسيوية، حيث انخفضت أسهم هيونداى وتويوتا وهوندا بنحو %3.[xxvi] ونتيجة لذلك، بلغت رسوم ترامب على الواردات الصينية %125، والتى تم تعليقها لمدة ثلاثة أشهر بعد أن دخلت حيز التنفيذ، بينما رفعت بكين الرسوم الجمركية إلى %84 على جميع الواردات الأمريكية.[xxvii]

وعلى صعيد القرارات السياسية، أزالت وزارة الخارجية الأمريكية فى 16 فبراير 2025 بيانًا يفيد بأنها لا تدعم استقلال تايوان وأضافت اعتراض واشنطن على أى تغييرات أحادية الجانب بالوضع الراهن والمناداة بحل الاختلافات بشكل سلمى بخصوص مضيق تايوان، مما لقى استقبالا وترحيبًا كبيرًا من الحكومة التايوانية. وفى هذا السياق، أتت زيارة وزير الدفاع الأمريكى الجديد فى عهد الرئيس الأمريكى ترامب، بيت هيجسيث إلى جزيرة هاواى وجزيرة غوام والفلبين واليابان فى مارس 2025 لمقابلة كبار القادة العسكريين الأمريكيين ونظرائهم من دول أخرى، بالإضافة إلى عقد عدة اجتماعات ثنائية بهدف تقوية تحالفاتها وشراكاتها بمنطقة المحيط الهادئ والهندى لإبقائها آمنة وحرة،[xxviii] مشددًا على أهمية التعاون الأمريكى ضد التهديد الصينى.[xxix]

علاوةً على ذلك، صدر “التقييم السنوى للمخاطر” للاستخبارات الأمريكية فى 25 مارس 2025، الذى اعتبر الصين الخطر العسكرى الأكبر للأمن القومى الأمريكى، كما أكد على أن الضغوط الصينية على تايوان تعد من المؤشرات التى تشير إلى زيادة المخاطر على نفوذ وأمن الولايات المتحدة.[xxx] أدى ذلك إلى تصاعد التوترات بين البلدين، إذ قامت الصين بإجراء مناوارات جوية وبحرية داخل المجال الجوى والمائى لتايوان فى مارس وأبريل 2025، ردًا على التصعيد الأمريكى تجاه الصين.[xxxi] [xxxii] 

وبناءً على ذلك، يتبنى ترامب بشكل عام سياسات معادية تجاه الصين ولكن تظهر بعض الاختلافات بين أول مئة يوم فى ولايته الأولى والثانية، إذ فى ولايته الأولى، لم يتخذ ترامب سياسات تصاعدية تجاه الصين، بل عمل على توطيد العلاقات مع بكين من خلال مقابلته مع شى جين بينغ وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين. أما فى ولايته الثانية، تبنى ترامب سياسات معادية بوتيرة أسرع تجاه بكين فى أقل من مئة يوم من توليه الرئاسة، حيث أعاد إشعال الحرب التجارية معها وتصاعدت التوترات بشأن تايوان، بدءًا من حذف بيان وزارة الخارجية، مرورًا بزيارة وزير الدفاع الأمريكى، وصولًا إلى تقرير الاستخبارات الأمريكية.    

إيران

خلال أول مئة يوم من رئاسة ترامب الأولى، أرسلت إدارة ترامب تحذيرًا إلى إيران فى فبراير 2017، بسبب هجوم الحوثيين الذين تدعمهم إيران على سفينة حربية سعودية، بالإضافة إلى اختبار صاروخ إيرانى. فى المقابل، أكدت إيران عزمها على مواصلة أنشطتها للدفاع عن نفسها دون الحاجة إلى إذن أى دولة لحماية أراضيها،[xxxiii] كما أعلنت لاحقًا تطور قدراتها الصاروخية بامتلاكها صاروخًا جديدًا متوسط المدى يستطيع ضرب إسرائيل وفقًا لتصريحات ترامب. واستنادَا على ذلك، فرضت واشنطن عقوبات جديدة على إيران فى يوليو 2017، مؤكدة على انتهاك طهران للاتفاق النووى الإيرانى (خطة العمل الشاملة المشتركة) الذى أبرم فى عام 2015، بالإضافة إلى انتقاد ترامب لهذا الاتفاق مؤكدًا أنه يشكّل إحراجًا لواشنطن وهدد بالإنسحاب منه.[xxxiv]

لاحقًا، أعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووى الإيرانى فى مايو 2018، إذ يرى أن هذا الاتفاق فشل فى وضع حد لطموحات إيران فى تطوير الصواريخ الباليستية واستمرار نفوذها الإقليمى من خلال الحرب بالوكالة. بالإضافة إلى تبنى سياسة “الضغط الأقصى” من خلال فرض العديد من العقوبات النفطية وغير النفطية، على أكثر من 700 كيان وشخص إيرانى من عام 2018 حتى عام 2020.[xxxv] وفوق ذلك، صنّفت واشنطن الحرس الثورى الإسلامى كمنظمة إرهابية لأول مرة فى 15 أبريل عام 2019.[xxxvi] وفى عام 2020، اغتالت الولايات المتحدة قاسم سليمانى، رئيس فيلق القدس الإيرانى والرجل الثانى فى إيران بعد المرشد الأعلى على خامنئى، فى غارة أمريكية فى بغداد ، مما أسفر عن تصاعد التوترات بين البلدين وإعلان إيران بإنتهاء جميع إلتزاماتها بالاتفاق النووى.[xxxvii]

أما فى رئاسته الثانية، وفى أقل من مئة يوم، اعاد ترامب سياسة الضغط الأقصى تجاه إيران فى 4 فبراير عام 2025، لمواجهة نفوذها الخارجى وطموحاتها النووية.[xxxviii] كما صنف جماعة أنصارالله (الحوثيين) كمنظمة إرهابية، وذلك بسبب تهديداتها لحلفاء واشنطن واستهدافها لطرق التجارة البحرية العالمية.[xxxix] علاوةً على ذلك، شنت واشنطن سلسلة من الضربات الجوية تستهدف جماعة أنصار الله فى اليمن بدءًا من 15 مارس بسبب تهديد الحوثيين المستمر بحركة الملاحة البحرية فى البحر الأحمر واستهدافهم سفن أمريكية وإسرائيلية. تهدف هذه الضربات إلى استهداف قيادات الحوثيين وتدمير منصات الصواريخ الحوثية، بالإضافة إلى إرسال رسالة تحذير واضحة إلى إيران.[xl] ومن الجانب الآخر، استهدف الحوثيين أكثر من مئة سفينة تجارية وطائرات بدون طيار باستخدام صواريخ محلية الصنع.[xli]

وعلاةً على ذلك، وضع ترامب مهلة شهرين لإيران لإبرام اتفاق نووى مع واشنطن مع التحذير من عدم قبول هذه المقترحات فى رسالة نقلتها الإمارات العربية المتحدة فى 19 مارس 2025. وايضًا، أعلن ترامب عن إن أى هجوم حوثى يُعتبر بماثبة تحركات إيرانية، مشيرًا إلى الدعم الإيرانى المالى والعسكرى للحوثيين باليمن. ونتيجة لذلك، إن أى هجوم حوثى ضد القوات الأمريكية سيكون لها عواقب وخيمة.[xlii] وفى المقابل، أوضحت إيران بأنها لا تؤيد المفاوضات التى تهدف إلى تفكيك البرنامج النووى الإيرانى، ولكنها وافقت على إبرام اتفاقيات غير مباشرة من خلال سلطنة عُمان.[xliii] وفى 10 أبريل، فرضت واشنطن عقوبات على شبكات تجارة النفط الإيرانى، من بينهم محطة لتخزين النفط الخام فى الصين.[xliv]

وفى ضوء ذلك، تتسم سياسات ترامب تجاه إيران بالثبات، حيث تعتبر طهران خطرًا نوويًا كبيراً قد يهدد استقرار المنطقة وحلفائها الإقليميين. ومع ذلك، تتسم أول مائة يوم من رئاسة ترامب الثانية بالسرعة فى اتخاذ القرارات مقارنةً بالأيام المئة الأولى فى ولايته الأولى، مما يعطى انطباعًا عن رغبة ترامب فى تقليص النفوذ الإيرانى ووضعه تحت اتفاقيات تحجم التخصيب النووى الإيرانى.

اليمن

فى المئة يوم الأولى من ولاية ترامب الأولى، وافق على تنفيذ غارة من قبل القوات الخاصة الأمريكية فى منطقة يكلا بمحافظة البيضاء فى اليمن فى يناير 2017، تسعى إلى استهداف منزل أحد قيادات القاعدة المشتبه به وجمع معلومات استخباراتية لتقليل نسب وقوع هجمات إرهابية أخرى.[xlv] فعلى الرغم من أن الغارة نجحت فى استهداف بعض قادة القاعدة، أبرزهم عبدالرؤوف الذهب، إلا أنها لم تسير كما خُطط لها، إذ أسفرت عن مقتل أحد أفراد قوات الكوماندوز البحرية فى اشتباكات مع عناصر التنظيم، بالإضافة إلى سقوط عدد من المدنيين، من بينهم أطفال ومصابون.[xlvi]  

فى وقت أسبق، شنت الولايات المتحدة هجمات صاروخية فى عهد أوباما ردًا على استهداف الحوثيين سفينة حربية أمريكية فى 2016.[xlvii] وفى عام 2019، استخدم ترامب حق الفيتو ضد قرار اتخذه مجلسى الكونغرس بإنهاء التدخل العسكرى الأمريكى فى الحرب السعودية فى اليمن. فقد أكد ترامب على أهمية الدعم اللوجيستى الأمريكى للتحالف الذى تترأسه السعودية ضد الحوثيين، كأداه لعزل إيران إقليميًا، والحفاظ على الرياض كحليف أمريكى فى مواجهة النفوذ الإيرانى المتصاعد فى المنطقة. كما أكد على وقف التدخل العسكرة المباشر للقوات الأمريكية فى اليمن.[xlviii] ومن ثم عاد الرئيس السابق جو بايدن بشن ضربات جوية ضد الحوثيين بالتعاون مع المملكة المتحدة منذ يناير عام 2024 [xlix]على خلفية الحرب فى غزة التى بدأت فى أكتوبر 2023 والهجمات الحوثية على السفن  فى البحر الأحمر وخليج عدن.[l]

أما فى رئاسته الثانية، فقد صنّف ترامب جماعة الحوثيين كجماعة إرهابية فى مارس 2025، الأمر الذى ناقشته إدارته فى ولايته الأولى ولكنه لم يُنفذ.[li] كما شنّ عدة ضربات أمريكية ضد مواقعهم ووجّه تهديدًا لإيران، مطالبًا إيها بوقف دعمها لأذرعها فى اليمن. بالإضافة إلى سعى واشنطن إلى إجراء محادثات مع إيران حول برنامجها النووى وأذرعها فى المنطقة.

واستنادًا على ذلك، تلعب واشنطن دورًا مهمًا فى اليمن، سواء عن طريق شن هجمات ضد تنظيم القاعدة أو ضد الحوثيين، بالإضافةً إلى دعم جهود المملكة العربية السعودية فى مواجهة أذرع إيران فى المنطقة واحتواء النفوذ الإيرانى فى منطقة الشرق الأوسط. إلا أن الفرق بين ولاية ترامب الأولى والثانية تكمن فى الطرف المستهدف؛ ففى فترته الأولى، شن هجمات ضد تنظيم القاعدة فى اليمن، بينما فى ولايته الثانية ومع ضعف تنظيم القاعدة فى اليمن[lii] وتغير الأوضاع الإقليمية بعد اندلاع حرب غزة، وتصاعد الضربات فى لبنان، والتغيرات الداخلية فى سوريا، ركز ترامب على مواجهة الحوثيين فى اليمن، إذ انتقل من تقديم الدعم اللوجيستى للتحالفات المعادية للحوثيين إلى شن ضربات أمريكية مباشرة ضدهم.

أوكرانيا

فى أول مئة يوم من ولاية ترامب الأولى، لم تكن الحرب الروسية الأوكرانية قد أنطلقت بعد، حيث بدأت فى 24 فبراير 2022 فى عهد الرئيس السابق بايدن.[liii]

من الجانب الآخر، اتخذ ترامب عدة قرارات بشأن الحرب الأوكرانية فى أول مئة يوم من ولايته الثانية، إذ تعهّد فى حملته الانتخابية الثانية بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، منتقدًا الدعم الأمريكى لأوكرانيا وطول أمد الحرب. ففى 11 مارس 2025، عُقد اجتماع بين واشنطن وكييف فى المملكة العربية السعودية، حيث اقترح الطرفان وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، مقابل رفع تعليق المساعدات العسكرية والاستخباراتية الأمريكية لأوكرانيا.[liv] فى وقت لاحق، فى 13 مارس، أعرب بوتين عن دعمه لمبدأ وقف إطلاق النار، لكنه أثار عدة تساؤلات حول هذا الاتفاق، متسائلًا إذا ستلقى الجنود الأوكرانيون سلاحها فى كورسك وعبّر عن مخاوفه من أن تكون تلك الفترة بمثابة فرصة لأوكرانيا للاستعداد لمواصلة الحرب من خلال حشد قواتها وإبرام صفقات التسليح. كما تساءل عن الجهة التى ستتولى مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار وتقديم الضمانات لعدم استعداد أوكرانيا عسكريًا.[lv]

بالإضافة إلى ذلك، طالب ترامب كييف ما يعادل 500 مليار دولار من المعادن النادرة والموارد الطبيعية كالنفط والغاز[lvi] كتعويض عن المساعدات الأمريكية لأوكرانيا منذ بدأ الحرب.[lvii] وفوق ذلك، صرّح وزير الدفاع الأمريكى بيت هيغسث بأن أوكرانيا لا يمكنها الانضمام إلى الناتو ولن تتمكن من استعادة حدودها وأراضيها ما قبل عام 2014.[lviii] وفى 18 مارس، تمت محادثات بين ترامب وبوتين بشأن الحرب الأوكرانية وتقاسم الأصول مثل الأراضى ومحطات الطاقة. وأسفرت هذه المكالمة عن التوصل إلى اتفاق يتضمن وقف الهجمات على البحر الأسود، والبنية التحتية للطاقة لمدة ثلاثين يوم، إلى جانب تبادل 175 آسيرًا من الجانبين، وتشكيل مجموعة من الخبراء لبحث طرق تسوية الحرب.[lix] بالرغم من ذلك، لم تلتزم كل من أوكرانيا وروسيا بالاتفاق، حيث واصل الطرفان شن هجمات متبادلة على أراضى بعضهما البعض،[lx] مع التأكيد على استمرار الدعم الأوروبى إلى أوكرانيا عن طريق تقديم دعم عسكرى لها.[lxi]

بالإضافة إلى ذلك، تمت اتفاقيات بين واشنطن وموسكو حول مشاريع تتعلق بالمعادن الأوكرانية النادرة ومن المفترض أن تستمر هذه المباحثات فى الرياض فى منتصف أبريل.[lxii] وقد حذر ترامب نظيره فولوديمير زيلينسكى من الانسحاب من اتفاق المعادن النادرة، محذرًا من أن ذلك قد يتسبب فى مشاكل كبيرة لأوكرانيا.[lxiii] واستنادًا على ذلك، يُظهر ترامب اهتمامًا كبيرًا بإنهاء الحرب الأوكرانية، ولكن فى سعيه لتحقيق ذلك، يضع ترامب المصالح الاقتصادية فى المقام الأول، متفوقًا على تحالفات واشنطن مع أوكرانيا والدول الأوروبية. وبالتالى، قد يتحقق هدف ترامب بإنهاء الحرب، ولكن على حساب الأراضى الأوكرانية واستقرار أوروبا، وذلك بسبب عدم مشاركتهم فى المباحثات بين واشنطن وموسكو.

المؤسسات الدولية

فى يناير 2017 خلال أول مئة يوم من ولاية ترامب الأولى، وقع ترامب أمرًا تنفيذيًا يفيد بانسحاب واشنطن من اتفاقية تجارية تضم 12 دولة من الدول المطلة على المحيط الهادئ عُرفت ب”الشراكة عبر المحيط الهادئ” (Trans-Pacific Partnership).[lxiv] فقد أكد ترامب على أن هذا الاتفاق له آثار سلبية على العمالة والصناعة الأمريكية.[lxv] علاوةً على ذلك، صرّح بأن حلف الشمال الأطلسى (الناتو) قد عفا عليه الزمن، مبررًا ذلك بعدم اهتمامه بملف مكافحة الإرهاب. كما هدّد ترامب بانسحاب واشنطن منه، معتبرًا أن الدول الأعضاء بالحلف تستفيد مجانًا من الحماية الأمريكية، مطالبًا إياهم بزيادة إنفاقهم العسكرى.[lxvi] وفى السياق نفسه، وصف ترامب اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا) بأنها أسوأ اتفاقية تجارية أبرمتها الولايات المتحدة، مطالبًا المكسيك وكندا بالتفاوض مرة أخرى لضمان تحقيق العدالة للعمالة الأمريكية.[lxvii]

لاحقًا، أعلن ترامب انسحاب واشنطن من اتفاقية باريس للمناخ فى يونيو 2017[lxviii]. وفى عام 2020، قرر وقف التمويل المالى المقدم لمنظمة الصحة العالمية ، متهمًا إياها بالفشل فى إدارة أزمة كوفيد-19، كما هدّد بالانسحاب منها.[lxix]

ومرورًا بتجربته الرئاسية الثانية، استمر ترامب فى تبنى السياسات نفسها التى اتبعها فى ولايته الأولى، حيث وقع على عدة أوامر تنفيذية تفيد بانسحاب واشنطن من منظمات دولية مختلفة فى الأسبوع الأول فقط. ووفقًا لهذه الأوامر، انسحبت الولايات المتحدة من كل من اتفاقية باريس للمناخ، ومنظمة الصحة العالمية فى 20 يناير 2025.[lxx] فإن خروج واشنطن من منظمة الصحة العالمية يهدد استمرار المنظمة بنفس الفاعلية، نظرًا لتغطية واشنطن نحو خمس ميزانيتها. فيرى ترامب أن كل هذه المنظمات تشكل عبئًا على الاقتصاد الأمريكى، مفضلًا الاستثمار فى استخراج النفط والغاز من الأراضى الأمريكية.[lxxi] بالإضافة إلى ذلك، فرض ترامب عقوبات على قضاة المحكمة الجنائية الدولية وتبنى عدة سياسات تجارية تخالف قواعد منظمة التجارة الجرة مثل فرض الرسوم الجمركية.[lxxii]

فضلًا عن ذلك، حدد البيت الأبيض بعض المؤسسات الدولية التى تستحق إعادة تقييمهم وهم مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية وللعلم والثقافة (اليونيسكو)، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فى الشرق الأدنى (الأونروا). ترى واشنطن أنه تم اختراق الأونروا من قبل جماعات إرهابية أجنبية، بالإضافة إلى تورط موظفينها فى الهجوم الذى شنته حماس على إسرائيل فى السابع من أكتوبر. وايضًا فشلت اليونيسكو فى إعادة اصلاح نفسها وأظهرت سياسات معادية لإسرائيل، بينما قدم مجلس حقوق الإنسان الحماية لمنتهكى حقوق الإنسان وفقًا لرواية البيت الأبيض. واستنادًا إلى ذلك، انسحبت واشنطن من مجلس حقوق الإنسان، وأعلنت عن إعادة تقييم عضويتها فى منظمة اليونيسكو، كما وقفت الدعم الأمريكى للأونروا فى 4 فبراير 2025. وآخيرًا، عبّر ترامب مرة أخرى عن رغبته فى عدم الدفاع عن الدول الأعضاء فى الناتو إذا لم يدفعوا بشكل كافى للحصول على الحماية الأمريكية. الأمر الذى آثار قلق دول الأعضاء من فاعلية الحلف تحت إدارة ترامب وسياساته.[lxxiii]

وتبعًا لذلك، فإن تبنى ترامب لسياسة “أمريكا أولًا”[lxxiv]، من خلال وضع المصالح الاقتصادية الأمريكية فوق أى اعتبارات دولية من تحالفات والتزامات، يهدد استقرار النظام الدولى القائم ومؤسساته، مما قد يسفر عن تدهور هذه المؤسسات وإحداث تغيير فى شكل النظام الدولى. هذا التغيير ينبع من انسحاب الولايات المتحدة من العديد من المنظمات والاتفاقيات الدولية. الأمر الذى قد يؤدى إلى تراجع النفوذ الأمريكى فى المجتمع الدولى، لا سيما على مستوى القوة الناعمة، مما قد يعطى مجالًا لصعود أشكال وأطر جديدة من المنظمات الدولية.

ثانيًا، على الصعيد الداخلى

على الصعيد الداخلى، يركز هذا التقرير على أبرز السياسات التى اتخذها ترامب فى ولايته الثانية، إذ وقع أمرًا تنفيذيًا يقضى بإلغاء وزارة التربية وإنشاء وزارة جديدة تحت اسم “وزارة كفاءة الحكومة“. فيؤمن ترامب بعدم تدخل الحكومة الفيدرالية فى النظام التعليمى لكل ولاية، ويعتقد إنها هيئة إدارية بيروقراطية مُهدرة لموارد الدولة. وبناءً على ذلك، يسعى ترامب إلى إغلاقها، ولكن تنفيذ هذا القرار يتوقف على موافقة الكونغرس الأمريكى. واستنادًا على هذا المرسوم، بدأت إدارة ترامب باتخاذ عدة إجراءات تتعلق بهذه الوزارة، مثل تقليص القوى العاملة وإلغاء بعض البرامج التعليمية.[lxxv]

على الجانب الآخر، قرر ترامب إنشاء وزارة كفاءة الحكومة لتكون هيئة استشارية تسعى إلى تقليص حجم الحكومة الفيدرالية وتحسين كفاءتها، وإمكاناتها التكنولوجية. كما عيّن ترامب إيلون ماسك، الرئيس التنفيذى لشركة تسلا، رئيسًا لهذه الوزارة.[lxxvi] إلا أن هذه الوزارة ليست وزارة رسمية، وإنما بديلًا لمكتب الخدمة الرقمية الأمريكى الذى كان موجود تحت إدارة أوباما. أنشأ ترامب هذه الوزارة بهدف تشكيل مجلس استشارى له من خارج الحكومة يعمل على تقليص الإنفاق الحكومى والحد من الهدر المالى. وقد تمكنت هذه الوزارة حتى 7 مارس من توفير نحو 105 مليار دولار من الإنفاق الحكومى عن طريق مراجعة عمليات احتيال، وإلغاء عقود، وإيجارات، ومنح، وحذف مدفوعات غير سليمة، بالإضافة إلى تقدير الهدر فى الميزانية الحكومية بنحو 500 مليار دولار سنويًا.[lxxvii]

وبالرغم من هذه النجاحات، اتخذت الوزراة عدة سياسات ادت إلى صعود التوترات حولها. فمثلًا، قامت الوزارة بطرد عشرات الآلآف من الموظفين الحكوميين وفككت بعض الوكلات بالكامل مثل وكالة التنمية الدولية، مما كان له آثارًا سلبية على العديد من الدول حول العالم، كما أغلقت مكتب حماية المستهلك. أسفرت هذه الاجراءات إلى نشوب العديد من الاحتجاجات ورفع دعاوى قضائية ضدها. فتتمحور الاحتجاجات حول إمكانية تعارض مصالح الوزارة ومصلحة إيلون ماسك الخاصة، وعدم شفافية نشاطاتها وهيكلها الإدارى، والاجراءات التعسفية التى اتخذتها، ووصول الوزارة للسجلات السرية للوكلات الفيدرالية.[lxxviii] علاوةً على ذلك، نشبت بعض الخلافات بين إيلون ماسك وترامب بشأن فرض الرسوم الجمركية، حيث يعترض ماسك على التعريفات الجمركية الجديدة التى يفرضها ترامب باستمرار وخطة ترامب لتصنيع الذكاء الاصطناعى. [lxxix]

الخاتمة

مع تولى دونالد ترامب رئاسته الثانية، ظهرت فروقات واضحة بين السياسات التى اتبعها فى ولايته الأولى وتلك التى بدأ بتنفيذها هذه المرة. برزت هذه الفروقات فى سرعة اتخاذ ترامب للعديد من القرارات فى أقل من مئة يوم من توليه الرئاسة، بالإضافة إلى تمسكه بسياسات أكثر تصعيدًا وجرأة منما كان عليه فى السابق.

فوقّع ترامب العديد من الأوامر التنفيذية فى الأسبوع الأول فقط من توليه الرئاسة، متخذًا قرارات تهدد استقرار النظام العالمى ومؤسساته. فأعلن ترامب عن انسحاب واشنطن من العديد من المنظمات الدولية وقطع الإمدادات عن بعضها، منتقدًا السياسات التى تتبناها هذه المنظمات. وتتمثل المشكلة فى اعتماد هذه المنظمات على الدعم المالى الأمريكى بشكل كبير، مما يهدد استمراريتها فى المجتمع الدولى. بالإضافة إلى تهديد ترامب بالانسحاب من أهم حلف عسكرى للولايات المتحدة الناتو، مشيرًا إلى اعتماد الدول الأعضاء على الحماية الأمريكية بدون دفع مقابل لهذه الحماية. الأمر الذى أثار قلق حلفاء الولايات المتحدة من وضع ترامب المصالح الاقتصادية الأمريكية فوق أى التزامات دولية، مما دفعهم إلى ضرورة اتخاذ قرارات للدفاع عن أنفسهم بشكل مستقل. وتزداد هذه السياسات غير الداعمة للمؤسسات والاتفاقيات الدولية أكثر عددًا وتفعيلًا فى ولايته الثانية مقابل ولايته الأولى.

أما فيما يتعلق بالملف الإسرائيلى، فاتخذ ترامب قرارات أكثر جرأًة بشأن القضية الفلسطينية، وأكثر دعمًا لإسرائيل، مثل اقتراح تهجير الفلسطينيين والسيطرة على القطاع وتطويره، إلى جانب مقابلة نتنياهو مرتين فى أقل من مئة يوم. لم يقتصر الأمر على ذلك، بل اتخذ ترامب قرارات تصعيدية ضد الصين، من بينها مواصلة الحرب التجارية والدعم الأمريكى المباشر لتايوان التى تمثل فى حذف بيان يفيد بأن واشنطن لا تدعم استقلال تايوان.

وفى إطار العلاقات الأمريكية الإيرانية، يتحرك ترامب بوتيرة سريعة من أجل الوصول إلى عقد اتفاق نووى مع إيران بهدف وضع حد للبرنامج النووى الإيرانى، بالإضافة إلى تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية وإطلاق ضربات أمريكية مباشرة ضدهم فى محاولة منها لاحتواء تصاعد النفوذ الإيرانى فى المنطقة. وقد برزت الاختلافات فى سياسات ترامب فى ولايته الثانية بتعهده بإنهاء الحرب الأوكرانية حتى ولو على حساب الأوكرانيين والأوروبيين، حيث تتحرك إدارة ترامب بكافة الوسائل للوصول إلى اتفاق مع روسيا بشأن إنهاء الحرب.

تتشابه سياسات ترامب الذى اتبعها فى ولايته الأولى مع تلك التى يتبعها فى ولايته الثانية من حيث التوجهات الأساسية لهذه السياسات. إذ يعطى ترامب أهمية قصوى للمصالح الاقتصادية الأمريكية، ويسعى إلى الحد من طموحات طهران فى تطوير البرنامج النووى الإيرانى، بالإضافة إلى فرض رسوم جمركية لحماية الاقتصاد الأمريكى، وخصوصًا من الصين. وآخيرًا يستمر فى دعمه القوى لإسرائيل. 

واستنادًا على ذلك، فمن الواضح أن ترامب له خطة واضحة يسعى لتنفيذها فى ولايته الثانية، وذلك يفسر سرعة تحركاته فى مختلف الملفات. فهو يضع المصالح الأمريكية فى المقام الأول فى هذه الملفات، وخاصة الاقتصادية، بما يساهم فى جعل الولايات المتحدة عظيمة مرة أخرى.


[i]  مع فوز ترامب.. شعار “أميركا أولا” يعود لسياسة البيت الأبيض”. العربية. 6 نوفمبر 2024.

https://www.alarabiya.net/arab-and-world/american-elections-2016/2024/11/06/%D9%85%D8%B9-%D9%81%D9%88%D8%B2-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A8-%D8%B4%D8%B9%D8%A7%D8%B1-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D8%A7-%D8%A3%D9%88%D9%84%D8%A7-%D9%8A%D8%B9%D9%88%D8%AF-%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8%D9%8A%D8%B6-

[ii] Marco Rubio . “Press Statement: Priorities and Mission of the Second Trump Administration’s Department of State”. U.S. Department of State. January 22, 2025. https://www.state.gov/priorities-and-mission-of-the-second-trump-administrations-department-of-state/

[iii] James FitzGerald. “Seven things Trump says he will do as president”. BBC News. November 6, 2024. https://www.bbc.com/news/articles/cev90d7wkk0o

[iv] Peter Baker, & Mark Landler Trump. “Meeting With Netanyahu, Backs Away From Palestinian State”. The New York Times. February 15, 2017. https://www.nytimes.com/2017/02/15/world/middleeast/benjamin-netanyahu-israel-trump.html

[v] “Statement by Former President Trump on Jerusalem”. The U.S. Embassy in Israel. December 7 ,2020. https://il.usembassy.gov/statement-by-president-trump-on-jerusalem/

[vi] Mark Landler. “Trump Recognizes Jerusalem as Israel’s Capital and Orders U.S. Embassy to Move”. The New York Times. December 6, 2017. https://www.nytimes.com/2017/12/06/world/middleeast/trump-jerusalem-israel-capital.html

[vii] “Golan Heights: Trump signs order recognising occupied area as Israeli”. BBC. March 25, 2019. https://www.bbc.com/news/world-middle-east-47697717

[viii] David M. Halbfinger, & Isabel Kershner. “Trump Plan’s First Result: Israel Will Claim Sovereignty Over Part of West Bank”. The New York Times. January 28, 2020. https://www.nytimes.com/2020/01/28/world/middleeast/israel-west-bank-annex-sovereignty.html

[ix] “Foreign Policy: Administration Achievements”. White House. https://trumpwhitehouse.archives.gov/issues/foreign-policy/ 

[x] “The Abraham Accords”. U.S. Department of State. January 20, 2021. https://2017-2021.state.gov/the-abraham-accords/

[xi] Peter Beaumont, &Oliver Holmes. “US confirms end to funding for UN Palestinian refugees”. The Guardian. August 31, 2018. https://www.theguardian.com/world/2018/aug/31/trump-to-cut-all-us-funding-for-uns-main-palestinian-refugee-programme

[xii] Ephrat Livni. “West Bank? No, Judea and Samaria, Some Republicans Say”. The New York Times. February 4, 2025. https://www.nytimes.com/2025/02/04/world/middleeast/west-bank-annexation-republicans.html

[xiii] Deepa Shivaram, & Franco Ordoñez. “Trump says he wants the U.S. to take ownership of the Gaza Strip”. NPR news. February 4, 2025. https://www.wprl.org/npr-news/2025-02-04/trump-says-he-wants-the-u-s-to-take-ownership-of-the-gaza-strip

[xiv] Julian Borger. “Netanyahu says Israel working closely with US on Trump’s plan for Gaza”. The Guardian. February 16, 2025. https://www.theguardian.com/world/2025/feb/16/israel-netanyahu-trump-plan-gaza

[xv] Barak Ravid. “Exclusive: U.S. holding secret talks with Hamas”. Axios. March 5, 2025. https://www.axios.com/2025/03/05/us-hamas-talks-gaza-war-israel

[xvi] Barath Harithas, Kyle Meng, Evan Brown, & Catharine Mouradian. “Liberation Day” Tariffs Explained” CSIS. Apri 3, 2025. https://www.csis.org/analysis/liberation-day-tariffs-explained

[xvii] Léonie Chao-Fong. “Netanyahu discusses Gaza and tariffs with Trump at White House meeting”. The Guardian. April 7, 2025. https://www.theguardian.com/us-news/2025/apr/07/netanyahu-trump-meeting-gaza-tariffs? 

[xviii] Tom Phillips, Nicola Smith, &Nicky Woolf. “Trump’s phone call with Taiwan president risks China’s wrath”. The Guardian. December 3, 2016. https://www.theguardian.com/us-news/2016/dec/03/trump-angers-beijing-with-provocative-phone-call-to-taiwan-president

[xix] “Sean Spicer”. Harvard Kennedy School: Institute of Politics. 2017. https://iop.harvard.edu/fellows/sean-spicer

[xx] Sam Largone. “Spicer South China Sea Comments Draw Negative Beijing Response”. USNI News. January 24, 2017. https://news.usni.org/2017/01/24/spicer-south-china-sea-comments-draw-negative-beijing-response

[xxi] “U.S.-China Relations”. Council on Foreign Relations (CFR). https://www.cfr.org/timeline/us-china-relations

[xxii]  محمد مهدى عبدالنبى. “لماذا يشن ترامب حربا على شركة هواوي؟”. الجزيرة. 5 فبراير، 2019. https://www.ajnet.me/blogs/2019/2/5/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%8A%D8%B4%D9%86-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A8-%D8%AD%D8%B1%D8%A8%D8%A7-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D9%87%D9%88%D8%A7%D9%88%D9%8A

[xxiii] “U.S.-China Relations”. Council on Foreign Relations (CFR)

[xxiv] “Fact Sheet: President Donald J. Trump Imposes Tariffs on Imports from Canada, Mexico and China.” The White House. February 1, 2025. https://www.whitehouse.gov/fact-sheets/2025/02/fact-sheet-president-donald-j-trump-imposes-tariffs-on-imports-from-canada-mexico-and-china/

[xxv] Elisabeth Buchwald. “China and Canada immediately retaliate against Trump’s tariffs. Mexico is next”. CNN. March 4, 2025. https://edition.cnn.com/2025/03/04/economy/trade-mexico-canada-china-tariffs-trump-hnk-intl/index.html

[xxvi]  “الرسوم الجمركية الأمريكية تقرب بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية لإبرام اتفاق تجارة حرة ثلاثي”. فرانس 24. 30 مارس 2025. https://www.france24.com/ar/%D8%A2%D8%B3%D9%8A%D8%A7/20250330-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D9%82%D8%B1%D8%A8-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D9%86-%D9%88%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82-%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%AD%D8%B1%D8%A9-%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB%D9%8A

[xxvii] Simone McCarthy. “The US-China trade escalation has no end in sight. Here’s why Beijing’s not backing down”. CNN. April 10, 2025. https://edition.cnn.com/2025/04/10/business/us-trade-war-china-escalation-analysis-intl-hnk

[xxviii] “Advisory immediate release: Secretary of Defense Pete Hegseth Travel to Hawaii, Guam, Philippines, and Japan”. U.S. Department of Defense. March 21, 2025. https://www.defense.gov/News/Advisories/Advisory/Article/4131394/secretary-of-defense-pete-hegseth-travel-to-hawaii-guam-philippines-and-japan/

[xxix] Martin Fackler. “Hegseth Pledges to Step Up Military Cooperation With Japan”. The New York Times. March 30, 2025. https://www.nytimes.com/2025/03/30/world/asia/hegseth-japan-military.html

[xxx]  “تقرير للاستخبارات الأميركية: الصين أكبر خطر عسكري على الولايات المتحدة”. العربية. 26 مارس 2025. https://www.alarabiya.net/arab-and-world/american-elections-2016/2025/03/26/%D8%AA%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86-%D8%A3%D9%83%D8%A8%D8%B1-%D8%AE%D8%B7%D8%B1-%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9

[xxxi] Christopher Bodeen. “China conducts air and sea drills near Taiwan in response to US and Taiwanese statements”. AP News. March 18, 2025. https://apnews.com/article/taiwan-china-planes-ships-d7e0beea3f6164046d34d1dfa1dda71a?utm

[xxxii]  “الصين تطلق تدريبات عسكرية حول تايوان… وتحذّر من «اندلاع حرب»”. الشرق الأوسط. 1 أبريل 2025. https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A2%D8%B3%D9%8A%D8%A7/5127682-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86-%D8%AA%D8%B7%D9%84%D9%82-%D8%AA%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%AA%D8%A7%D9%8A%D9%88%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%AA%D8%AD%D8%B0%D9%91%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%86%D8%AF%D9%84%D8%A7%D8%B9-%D8%AD%D8%B1%D8%A8

[xxxiii] Julian Borger, David Smith, Spencer Ackerman, &Saeed Kamali Dehghan. “Trump administration ‘officially putting Iran on notice’, says Michael Flynn”. The Guardian. February 2, 2017. https://www.theguardian.com/world/2017/feb/01/iran-trump-michael-flynn-on-notice

[xxxiv] “Iran tests missile despite Trump pressure”. BBC. September 24, 2017. https://www.bbc.com/news/world-middle-east-41371309

[xxxv] “Iran Sanctions under Trump Administration”. International Crisis Group. January 2020. https://www.crisisgroup.org/middle-east-north-africa/gulf-and-arabian-peninsula/iran/iran-sanctions-under-trump-administration

[xxxvi] “Foreign Terrorist Organizations”. U.S. Department of State. https://www.state.gov/foreign-terrorist-organizations/

[xxxvii] “Qasem Soleimani: US kills top Iranian general in Baghdad air strike”. BBC. January 3, 2020. https://www.bbc.com/news/world-middle-east-50979463

[xxxviii] “Fact Sheet: President Donald J. Trump Restores Maximum Pressure on Iran”. The White House. February 4, 2025. https://www.whitehouse.gov/fact-sheets/2025/02/fact-sheet-president-donald-j-trump-restores-maximum-pressure-on-iran/? 

[xxxix] Marco Rubio. “Press Statement: Designation of Ansarallah as a Foreign Terrorist Organization”. U.S. Department of State. March 4, 2025. https://www.state.gov/designation-of-ansarallah-as-a-foreign-terrorist-organization/

[xl]  “هل دخلت المواجهة بين واشنطن والحوثيين طورا جديدا؟”. بالعربى BBC News. 16 مارس 2025. https://www.bbc.com/arabic/articles/cy7x157y5ego

[xli] Jon Gambrell. “Suspected US strikes overnight in Yemen kill at least 3 people, Houthi rebels say”. AP News. April 10, 2025. https://apnews.com/article/yemen-houthis-us-airstrikes-israel-hamas-war-5a9b7c9052feb3e7d933338afaf1b28f

[xlii] Barak Ravid. “Scoop: Trump’s letter to Iran included 2-month deadline for new nuclear deal”. Axios. March 19, 2025. https://www.axios.com/2025/03/19/trump-letter-iran-nuclear-deal

[xliii]  “بين التهديدات والتفاوض: لماذا اختارت إيران عُمان للوساطة مع الولايات المتحدة؟”. بالعربى BBC News. 10 أبريل 2025. https://www.bbc.com/arabic/articles/c78jj4exvjlo

[xliv] Timothy Gardner, &Doina Chiacu. “US targets China oil storage terminal in new Iran-related sanctions”. Reuters. April 10, 2025. https://www.reuters.com/world/us-targets-iran-shadow-fleet-operations-with-more-sanctions-2025-04-10/? 

[xlv] “US raid on al-Qaeda in Yemen: What we know so far”. BBC. February 3, 2017. https://www.bbc.com/news/world-middle-east-38808631

[xlvi]  ” اليمن.. مقتل عناصر من القاعدة بغارة أميركية أجازها ترمب”. العربية. 29 يناير، 2017. https://www.alarabiya.net/arab-and-world/yemen/2017/01/29/%D9%85%D9%82%D8%AA%D9%84-3-%D9%85%D9%86-%D9%82%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A9-%D8%A8%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86

[xlvii] Spencer Ackerman. “US enters Yemen war, bombing Houthis who launched missiles at navy ship”. The Guardian. October 13, 2016. https://www.theguardian.com/us-news/2016/oct/13/us-enters-yemen-war-bombing-houthis-who-launched-missiles-at-navy-ship

[xlviii] Mark Landler, & Peter Baker. “Trump Vetoes Measure to Force End to U.S. Involvement in Yemen War “. The New York Times. April 16, 2019. https://www.nytimes.com/2019/04/16/us/politics/trump-veto-yemen.html

[xlix] “The Houthis won’t back down after US and UK strikes on Yemen”. Chatham House. January 12, 2024. https://www.chathamhouse.org/2024/01/houthis-wont-back-down-after-us-and-uk-strikes-yemen

[l] Jim Garamone. “U.S., U.K. Launch Strikes against Houthi Targets in Yemen to Protect Red Sea Shipping”. U.S. Department of Defense. February 4, 2024. https://www.defense.gov/News/News-Stories/Article/article/3665898/us-uk-launch-strikes-against-houthi-targets-in-yemen-to-protect-red-sea-shipping/

[li] Missy Ryan, John Hudson, & Ellen Nakashima. “U.S. launches new terrorism review of Iranian-backed rebels in Yemen”. The New York Times. September 15, 2020. https://www.washingtonpost.com/national-security/us-yemen-houthi-terrorism/2020/09/25/996b2012-fc17-11ea-830c-a160b331ca62_story.html

[lii]  فتوح هيكل. “الحرب المستمرة على تنظيم القاعدة في اليمن”. 24 فبراير 2020. https://trendsresearch.org/ar/insight/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%85%D8%B1%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AA%D9%86%D8%B8%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84/?srsltid=AfmBOoqvsKsLIMsKksxcewDJVJSteNdhfpAam68tGVNBk9-a-FOEI61V#_ftn15

[liii] “War in Ukraine”. Council on Foreign Relations. Center for Preventive Action. 12 March 2025. https://www.cfr.org/global-conflict-tracker/conflict/conflict-ukraine

[liv] “Joint Statement on the United States-Ukraine Meeting in Jeddah”. U.S Department of State. 11 March 2025. https://www.state.gov/joint-statement-on-the-united-states-ukraine-meeting-in-jeddah/ 

[lv] Sarah Shamim. “What are Putin’s conditions for a ceasefire in Ukraine?”. AlJazeera. 14 March 2025. https://www.aljazeera.com/news/2025/3/14/what-are-putins-conditions-for-a-ceasefire-in-ukraine?traffic_source=KeepReading

[lvi]  “500 مليار دولار.. واشنطن تطالب بنصف ثروة أوكرانيا المعدنية”. عربية Sky News. 21 فبراير 2024. https://www.skynewsarabia.com/world/1778679-500-%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86-%D8%AA%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8-%D8%A8%D9%86%D8%B5%D9%81-%D8%AB%D8%B1%D9%88%D8%A9-%D8%A7%D9%94%D9%88%D9%83%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%AF%D9%86%D9%8A%D8%A9

[lvii] John T Psaropoulos. “US switches stance on Ukraine war, seeking $500bn in payback”. AlJezeera. 20 Febraury 2025. https://www.aljazeera.com/news/2025/2/20/us-switches-stance-on-ukraine-war-seeking-500bn-in-payback

[lviii] Deborah Haynes. “US defence secretary signals dramatic shift in American military policy away from Europe, warning allies about ‘stark strategic realities”. Sky News. March 12, 2025. https://news.sky.com/story/us-troops-will-not-be-used-to-secure-ukraine-peace-following-ceasefire-deal-with-putin-trumps-defence-secretary-tells-allies-13307774

[lix]  “انتهاء المكالمة بين ترامب وبوتين.. ما نعرفه حتى الآن”. عربية Sky News. 18 مارس 2025. https://www.skynewsarabia.com/world/1784647-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%87%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A9-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A8-%D9%88%D8%A8%D9%88%D8%AA%D9%8A%D9%86-%D9%86%D8%B9%D8%B1%D9%81%D9%87-%D8%AD%D8%AA%D9%89

[lx] “Ukraine war briefing: ‘Coalition of the willing’ military chiefs to assemble in London”. The Guardian. 18 March 2025. https://www.theguardian.com/world/2025/mar/18/ukraine-war-briefing-coalition-of-the-willing-military-chiefs-to-assemble-in-london

[lxi]  ” مكالمة بوتين وترامب تحمل اتفاقاً على وقف الهجمات على مصادر الطاقة في أوكرانيا دون وقف إطلاق نار كامل”. BBC News. 19 مارس 2025. https://www.bbc.com/arabic/articles/c4g044lp288o

[lxii]  “بدء مفاوضات بين روسيا وأميركا بشأن “المعادن النادرة””. عربية Sky News. 31 مارس 2025. https://www.skynewsarabia.com/world/1787024-%D8%A8%D8%AF%D8%A1-%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%88%D8%B6%D8%A7%D8%AA-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D9%94%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D8%A7-%D8%A8%D8%B4%D8%A7%D9%94%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%AF%D8%B1%D8%A9 

[lxiii]  “تحذير شديد اللهجة من ترامب لزيلينسكي.. “لا تتراجع”. عربية Sky News. 31 مارس 2025. https://www.skynewsarabia.com/world/1787047-%D8%AA%D8%AD%D8%B0%D9%8A%D8%B1-%D8%B4%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87%D8%AC%D8%A9-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A8-%D9%84%D8%B2%D9%8A%D9%84%D9%8A%D9%86%D8%B3%D9%83%D9%8A-%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AC%D8%B9

[lxiv] Mireya Solis. “Trump withdrawing from the Trans-Pacific Partnership”. Brookings. March 24, 2017. https://www.brookings.edu/articles/trump-withdrawing-from-the-trans-pacific-partnership/

[lxv] “Trump executive order pulls out of TPP trade deal”. BBC. January 24, 2017. https://www.bbc.com/news/world-us-canada-38721056

[lxvi] “Trump worries Nato with ‘obsolete’ comment”. BBC. January 16, 2017. https://www.bbc.com/news/world-us-canada-38635181

[lxvii] “Trump says Nafta ‘renegotiations’ with Mexico and Canada to start”. BBC. January 27, 2017. https://www.bbc.com/news/world-us-canada-38713227

[lxviii] “Climate change: US formally withdraws from Paris agreement”. BBC. November 4, 2020. https://www.bbc.com/news/science-environment-54797743

[lxix] “Donald Trump’s Positions”. CFR. https://www.cfr.org/election2024/candidate-tracker/donald-trump

[lxx]  أحمد قنديل. “رئاسة ترامب الثانية ومستقبل النظام العالمى”. مركز الأهران للدراسات السياسية و الاستراتيجية”. https://acpss.ahram.org.eg/News/21353.aspx

[lxxi]  محمد المنشاوى. “ترامب لا يكترث.. هكذا يضر الانسحاب من الاتفاقيات والمنظمات الدولية بأميركا”. الجزيرة. 22 يناير 2025. https://www.ajnet.me/politics/2025/1/22/%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A8-%D9%84%D8%A7-%D9%8A%D9%83%D8%AA%D8%B1%D8%AB-%D9%87%D9%83%D8%B0%D8%A7-%D9%8A%D8%B6%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AD%D8%A7%D8%A8-%D9%85%D9%86

[lxxii]  أحمد قنديل. “رئاسة ترامب الثانية ومستقبل النظام العالمى”.

[lxxiii] “Trump casts doubt on willingness to defend Nato allies ‘if they don’t pay’”. The Guardian. March 7, 2025. https://www.theguardian.com/us-news/2025/mar/07/donald-trump-nato-alliance-us-security-support

[lxxiv]  “مع فوز ترامب.. شعار “أميركا أولا” يعود لسياسة البيت الأبيض”. العربية.

[lxxv]  “ترامب وقع مرسوما يهدف إلى إلغاء وزارة التربية”. سكاى نيوز. 21 مارس، 2025. https://www.skynewsarabia.com/world/1785161-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A8-%D9%88%D9%82%D8%B9-%D9%85%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%85%D8%A7-%D9%8A%D9%87%D8%AF%D9%81-%D8%A7%D9%95%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D8%B2%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9

[lxxvi]  ” بعد ساعات من تنصيبه.. ترامب يوقع الأوامر التنفيذية ويسوي الحسابات!”. العربية. 21 يناير، 2025. https://www.alarabiya.net/aswaq/economy/2025/01/21/%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D9%86%D8%B5%D9%8A%D8%A8%D9%87-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%B5%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A8

[lxxvii]  ” وزارة الكفاءة الحكومية أداة ترامب لمراقبة باقي الوزارات والوكالات”. الجزيرة. 10 مارس 2025. https://www.aljazeera.net/encyclopedia/2025/3/10/%D9%88%D8%B2%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%81%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D8%AF%D8%A7%D8%A9-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A8?utm_source=chatgpt.com

[lxxviii]  ” وزارة الكفاءة الحكومية أداة ترامب لمراقبة باقي الوزارات والوكالات”. الجزيرة.

[lxxix] Theodore Schleifer. “Can Musk Pull Trump Back From the Tariff Ledge?”. The New York Times. April 6, 2025. https://www.nytimes.com/2025/04/07/us/politics/elon-musk-tariffs-trump.html

باحث في العلاقات الدولية بمركز ترو للدراسات والتدريب

الاستقالات الوزارية في هولندا وتداعياتها على الموقف الأوروبي من إسرائيل
الميتافيزيقا السياسية للسلطة في فلسطين
رؤية جون ميرشايمر لحربي إسرائيل وروسيا ومستقبل النظام الدولي
التكنولوجيا الحيوية كأداة للقوة التنافس السياسي والاقتصادي بين الولايات المتحدة والصين في سباق الهيمنة العالمية
تأتي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أكتوبر2023 لتشكل محطة فارقة في المشهدين السياسي والاقتصادي على المستويين المحلي والإقليمي، لما أفرزته من آثار عميقة تتجاوز الجانب الإنساني إلى إحداث تغييرات ملموسة في المؤشرات الاقتصادية في الاقتصاد الإسرائيلي. فعلى الرغم من استقرار الاقتصاد الإسرائيلي، إلا أن طول أمد الصراع واتساع نطاق العمليات العسكرية، إلى جانب الانعكاسات الأمنية والسياسية، أثر على قطاعات حيوية مثل السياحة، والاستثمار الأجنبي، وحركة الصادرات والواردات، فضلاً عن ارتفاع تكاليف الدفاع وتراجع ثقة الأسواق. ومن ثم، فإن دراسة التداعيات الاقتصادية لهذه الحرب تمثل مدخلاً مهماً لفهم طبيعة التأثيرات قصيرة وطويلة الأمد على الاقتصاد الإسرائيلي، ورصد مدى قدرته على الصمود أو التكيف في ظل هذه التحديات."
Scroll to Top