تأتي جلسة انتخاب الرئيس اللبناني في التاسع من يناير الجاري، في ضوء حالة من اللايقين بعد أن فشل مجلس النواب اللبناني في انتخاب رئيس على مدار 12 جلسة، كان آخرها في يوليو 2023، والتي فشل خلالها مرشح الثنائي الشيعي سليمان فرنجية مقابل جهاد أزعور مرشح المعارضة في الحصول حتى على الأغلبية المطلقة، كما فشلت القوى السياسية في التوافق على شخصيات أخرى بسبب اتساع الهوة في المواقف.
ويعاني لبنان من فراغ رئاسي منذ 26 شهرًا يوم أن انتهت الفترة الرئاسية للرئيس ميشيل عون في أكتوبر 2022. ومر لبنان والإقليم خلال تلك الفترة بمتغيرات سياسية وجيوسياسية غيرت من موازين القوى التي كانت قائمة وأبرزها العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان وسوريا واليمن، والضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، والضربات الإسرائيلية المكثفة على حزب الله، وبالأخير سقوط نظام عائلة الأسد والذي يعد بمثابة شهادة وفاة للنفوذ الإيراني في سوريا وبالتالي تضييق الخناق على حزب الله، فضلًا عن تنامي النفوذ التركي في سوريا.
ومن هذا المنطلق، يسعى المقال إلى تحليل تأثير العوامل الخارجية على ديناميات المشهد السياسي اللبناني من خلال استعراض أولًا آلية انتخاب الرئيس في لبنان، وثانيًا الخلفية التاريخية لأزمات الفراغ الرئاسي بعد الحرب الأهلية، وثالثًا الجهود الإقليمية والدولية للتوصل لمرشح توافقي، ورابعًا موازين القوى وفرص التوصل إلى تسوية سياسية في 9 يناير 2025.
أولًا: آلية انتخاب الرئيس في لبنان
في البداية، حريٌ بنا التطرق إلى عملية انتخاب الرئيس في لبنان والذي يتم انتخابه لفترة رئاسية مدتها ست سنوات ولا تجوز إعادة انتخابه إلا بعد مرور ست سنوات على انتهاء ولايته. وتشهد تلك العملية أحداث تتسبب بشكل أساسي في أزمات الفراغ الرئاسي سواء من خلال انسحاب النواب وإفقاد الجلسات نصابها أو عمليات التحايل وتأويل الدستور بطرق مختلفة. والمنوط بانتخاب الرئيس هو مجلس النواب اللبناني، المكون من 128 مقعد يتم توزيعهم بين الطوائف اللبنانية، من خلال الانعقاد بناءً على دعوة من رئيسه قبل شهر على الأقل أو شهرين على الأكثر من انتهاء فترة الرئيس المتواجد في السلطة. ولتنعقد هذه الجلسة ويتحول المجلس من هيئة تشريعية إلى هيئة انتخابية، يشترط حضور ثلثي الأعضاء (86) حتى يكتمل النصاب القانوني. ويتم انتخاب الرئيس بالاقتراع السري بغالبية الثلثين من المجلس في حال ما إذا كانت هذه هي الدورة الأولى للجلسة، بينما يُكتفى بالغالبية المطلقة في أيٍ من الدورات التي تلي الدورة الأولى. وتتميز الجلسة المفتوحة ببقاء محضرها مفتوحًا وتشهد انعقاد دورات متتالية يشترط فيها الحصول على الأغلبية المطلقة فقط، وهذا بالطبع بعد اكتمال النصاب المطلوب حتى تنعقد تلك الدورة الجديدة. وذلك على عكس الجلسة التي تُعقد من دورة واحدة ثم ترفع ويتم بعدها الدعوة لجلسة جديدة يحتاج المرشح مجددًا أن يحصل فيها على ثلثي الأصوات باعتبار أنها جلسة جديدة وهذه دورتها الأولى؛ ففي تلك الحالة يعود المجلس في كل مرة إلى مربع البداية، بدلًا من الانطلاق من حيث انتهى في حالة الجلسة المفتوحة. ولكن من سلبيات الجلسة المفتوحة أنها تعطل المجلس عن عمله التشريعي؛ فهو يظل منعقدً في صورة هيئة انتخابية.
ثانيًا: الخلفية التاريخية لأزمات الفارغ الرئاسي
وفيما يتعلق بتاريخ أزمات الفراغ الرئاسي، فبعد اندلاع الحرب الأهلية شهد لبنان الفراغ الرئاسي أربع مرات كانت أولها عام 1988 عندما انتهت الفترة الرئاسية للرئيس أمين الجميّل. وبسبب أن البلاد في ذلك الوقت كانت في خضم حرب أهلية وبها حكومتين واحدة مدنية والأخرى عسكرية؛ فشل مجلس النواب في اختيار خلف له. وانتهى ذلك الفراغ بتوقيع اتفاق الطائف في سبتمبر 1989، وكان أول رئيس منتخب بعده هو رينيه معوض.
وكانت المرة الثانية عندما انتهت ولاية الرئيس إميل لحود وفشل أيضًا البرلمان في انتخاب رئيس جديد واستمر ذلك الفراغ من نوفمبر 2007 وحتى مايو 2008. والجدير بالإشارة أن ولاية الرئيس لحود كان من المفترض أن تنتهي في 2004، ولكن قرر البرلمان آنذاك التمديد له في محاولة لتجنب الفراغ الرئاسي، ولكن من الواضح أن هذا القرار أخر فقط من مجيء شبح الفراغ الرئاسي. وكالمرة السابقة لم ينه ذلك الفراغ إلا الوساطة الخارجية وهذه المرة بوساطة قطر التي دعت لحوار وطني في الدوحة بين الفرقاء. وانتهى ذلك الحوار إلى التوافق حول اسم قائد الجيش العماد ميشيل سليمان كمرشح محايد بعيد عن الاستقطاب السياسي. وكان العائق الوحيد هو وجود مادة في الدستور تمنع ترشح العسكريين لمنصب الرئاسة إلا بعد مرور أكثر من عامين من انتهاء خدمتهم. ولكن تم الالتفاف حول هذه المادة عن طريق تأويل المادة 73 بشكل يسمح بانتخاب قائد الجيش، وتم ذلك بالتأكيد بعد توافق سياسي بين أغلب القوى السياسية.
وبعد أن ظن اللبنانيون أن شبح الفراغ توقف عن مطاردتهم عاودت أزمة الفراغ الرئاسي الظهور من جديد بعد انتهاء فترة الرئيس ميشيل سليمان الذي جاء هو الآخر بعد فترة شغور رئاسي. ففي الفترة بين عامي 2014 و2016 ظل لبنان دون رئيس إلى أن توصلت الأغلبية والمعارضة في البرلمان لعقد صفقة تقضي بأن توافق المعارضة على مرشح فريق حزب الله للرئاسة العماد ميشيل عون، في مقابل أن يوافق الحزب على مرشحهم لرئاسة الوزراء سعد الحريري. وهكذا نجح البرلمان في انتخاب رئيس للجمهورية بعدما فشل في 46 جلسة لانتخاب رئيس.
وأخيًرا، بدأ الفراغ الرئاسي الحالي منذ أن انتهت فترة الرئيس السابق ميشيل عون في أكتوبر 2022، ومنذ ذلك الحين فشل مجلس النواب في انتخاب رئيس جديد 12 مرة وكانت أخر الجلسات في يوليو 2023. وبشكل عام أدى التشكيل الجديد لمجلس النواب الحالي لخسارة حزب الله وحلفائه للأغلبية البرلمانية التي كانت تضمن له في السابق فرض مرشحيه، وخصوصًا بعد عدم التوافق الذي حدث بين الحزب والتيار الوطني الحر في ملف انتخاب الرئيس. وكان قد حصل في الانتخابات النيابية الأخيرة، في 2022، تحالف 8 آذار، الذي يضم حزب الله وحركة أمل وتيار المردة والتحالف الوطني الحر، على 60 مقعدًا. بينما حصل تحالف 14 آذار على 42 مقعدًا وأبرز مكوناته حزب القوات اللبنانية والحزب التقدمي وحزب الكتائب وسُنة 14 آذار. وذهبت باقي المقاعد لتحالف المجتمع المدني والمستقلين. وبالإضافة إلى ذلك، فإن طريقة انتخاب الرئيس في لبنان تعتمد على آلية معقدة.
ثالثًا: الجهود الإقليمية والدولية للتوصل لمرشح توافقي
لطالما كانت الأزمات السياسية في لبنان تُحل عن طريق وسطاء يملكون تأثيرًا على أطراف بعينها داخل الساحة السياسية اللبنانية، فعلى سبيل المثال قبل نشوب الحرب الأهلية لعبت التسويات السياسية بين فرنسا والمملكة المتحدة دورًا في حل الأزمات السياسية، كما لعبت عدد من الدول العربية كسوريا والسعودية وقطر دورًا بارزًا هي الأخرى في حلحلة الأزمات اللبنانية.
وبعد اندلاع الحرب على غزة، لم تتعدَ الجهود الدولية والإقليمية الدعوات لنبذ الخلاف والتوافق حول مرشح في أسرع وقت. لكن لم تظهر مبادرات حقيقية على الأرض كما حدث مع سليمان فرنجية. والغريب أن في الكثير من المرات كان يتم حل الخلافات اللبنانية برعاية إقليمية أو دولية، لكن هذه المرة فشلت الجهود الدولية على الرغم من أن الظروف الإقليمية كانت – قبل السابع من أكتوبر وما تبعه من أحداث حتى سقوط نظام الأسد – مناسبة أكثر هذه المرة لتحقيق ذلك التوافق. فعلى سبيل المثال كان من المفترض أن ينعكس التقارب السعودي الإيراني على تخفيف حدة الاستقطاب بين حلفائهم في الداخل اللبناني. وكان أيضًا يظن البعض أن اتفاق ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل سيدعم حل الفراغ الرئاسي من خلال تدخل أمريكا المباشر في الأزمة.
رابعًا: موازين القوى والتوصل إلى تسوية سياسية في 9 يناير 2025
وبالنظر إلى توازنات القوى الحالية، فمن الواضح أن الأطراف الإقليمية والدولية لم تنجح بعد في التوصل إلى تسوية كما كان يحدث في السابق من أجل تمرير مرشح توافقي ينهي أزمة الفراغ الرئاسي. فمن غير المتوقع أن يبدي حزب الله مرونة في الموافقة على مرشح إلا إذا ضمن له الاحتفاظ بشرعية حمل السلاح ضد العدو الإسرائيلي. وبالرغم من أن بعض التحليلات ترى أن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت كوادر الحزب وجزء كبير من إمكاناته، فضلًا عن سقوط نظام الأسد، يمكن أن تضعف من نفوذ الحزب داخليًا، فإنه من الصعب أن يرضخ الحزب للضغوط التي تمارس عليه، لا سيما وأنه ما زال يحتفظ بجزء كبير من سلاحه كما أنه أعاد ترتيب صفوفه في فترة وجيزة. كما أن الملف اللبناني يعد من آخر وأهم الأوراق التي يملكها النظام الإيراني في المنطقة، والتي ستكون من الأهمية بمكان في أية تسويات سياسية مقبلة تدخلها إيران وبشكل خاص مع الولايات المتحدة بعد استلام ترامب للسلطة، وكذلك مع تركيا التي أصبحت لها اليد العليا في سوريا، وبالتالي سيكون لها تأثير على الداخل اللبناني؛ ولذلك إيران ستدعم حزب الله في مواجهة تلك الضغوط، إلا إذا طرأت متغيرات كالتي حدثت في سوريا وأدت إلى سقوط الأسد في ظل غياب أي دعم إيراني.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الدور العربي يشهد تراجعًا ملحوظًا ومتعاقبًا، نتيجة الأزمات الداخلية المتعددة والتحديات الراهنة التي تواجه العديد من العواصم العربية، وينعكس ذلك في غياب دور جامعة الدول العربية حيال الأزمات والقضايا الإقليمية التي تشهدها المنطقة العربية مؤخرًا. ورغم الوجود العربي في اللجنة الخماسية المؤلفة من فرنسا وأميركا ومصر وقطر والسعودية، والتي كانت مهمتها إيجاد تسوية بين القوى اللبنانية لانتخاب رئيس للجمهورية، فإنها لم تنجح في التوصل لأي جديد وبشكل خاص بعد السابع من أكتوبر.
وعلى الرغم من أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، والذي تتوسطه أمريكا وفرنسا، يضم بندًا يحث على الإسراع في انتخاب رئيس للبنان، فإنه ليس من مصلحة إسرائيل والولايات المتحدة أن يتم انتخاب رئيس للبنان؛ فعدم وجود رئيس هو بمثابة ذريعة لإسرائيل في أن تستمر في احتلال أجزاء من الجنوب اللبناني. ولذلك الولايات المتحدة لا تدفع بقوة نحو انتخاب رئيس لأنها تعلم أنه حتى وإن تم انتخاب رئيس معادٍ لنهج حزب الله؛ فإن ذلك لن يساعد في إضعاف نفوذ الحزب، بل الحل الأفضل – من وجهة نظرها – هو استمرار الاحتلال الإسرائيلي للمناطق المحاذية للمستوطنات من أجل إبعاد الحزب عنها. كما أن استمرار الشغور الرئاسي سيزيد من عزلة لبنان وسيقوض من عملية إعادة الإعمار التي تربطها بعض الدول بانتخاب رئيس للدولة اللبنانية، وكل ذلك يصب في مصلحة إسرائيل التي تريد إضعاف النفوذ الإيراني في لبنان. ولكن في مقابل الموقف الأمريكي الداعم لإسرائيل، نجد أن فرنسا من أشد الداعمين للاستقرار في لبنان ولانتخاب رئيس في أقرب وقت، وظهر ذلك الاهتمام من خلال الزيارات المتعاقبة للمبعوث الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان. ولكن في نهاية المطاف يبقى الموقف والتأثير الأمريكي هو الأقوى.
ختامًا، رغم شيوع أجواء من التفاؤل الحذر، إلا أن المعطيات الخارجية والداخلية – حتى اللحظة – لا تبشر بسهولة التوصل إلى مرشح توافقي قبيل التاسع من يناير؛ ولذلك فمن المتوقع أن تُعقد تلك الجلسة المفتوحة دون اتفاقات مسبقة بين القوى اللبنانية، وهو ما يجعل سيناريو انتخاب قائد الجيش صعب المنال إذ إن ذلك يحتاج إلى موافقة ثلثي المجلس ولن تؤمن هذه النسبة العالية إلى من خلال توافقات مسبقة مثل ما حدث عام 2008. وبالتالي فإن السيناريو الثاني الأقرب هو انتخاب رئيس غير توافقي من خلال انتخابه في أي من الدورات التالية للدورة الأولى، والتي خلاف الأولى يشترط فيها الحصول على الأغلبية المطلقة فقط للفوز بالرئاسة. ولكن انتخاب رئيس دون اتفاق مسبق بين القوى السياسية الفاعلة ليس بحلٍ للأزمة، بل سيكون بمثابة الانتقال من الشغور الرئاسي إلى الجمود السياسي.
في النهاية، على اللبنانيين مراجعة الأسس التي بني عليها طريقة انتخاب الرئيس لأنها فشلت في أكثر من مرة منذ انتهاء الحرب الأهلية في ضمان الاستقرار السياسي؛ فلا توجد فرصة أفضل من الفراغ الحالي لإعادة هيكلة هذا النظام وإنقاذ لبنان من التفكك في ظل إقليم يشهد تغيرات جوهرية.
قائمة المراجع
“بين شغور الرئاسة وتصريف الحكومة.. كم مرة حكم ‘الفراغ’ لبنان؟” سكاي نيوز عربية ,
December 16, 2019. https://www.skynewsarabia.com/middle–east/1305774–
%D8%B4%D8%BA%D9%88%D8%B1–%D8%A7%D9%
Wählisch, Martin 2017. The Lebanese National Dialogue: Past and Present
Experience of Consensus-Building. National Dialogue Handbook Case Study. Berlin:
Berghof Foundation. https://berghof–
foundation.org/files/publications/NDH_Lebanon.pdf
“بين شغور الرئاسة وتصريف الحكومة.. كم مرة حكم ‘الف ارغ’ لبنان؟.” سكاي نيوز عربية ,
December 16, 2019. https://www.skynewsarabia.com/middle–east/1305774 %D8%B4%D8%BA%D9%88%D8%B1–%D8%A7%D9%
“لا تكرار لتجربة ميشال سليمان وتعديل الدستور متعذّر لترشيح قائد الجيش”,” March 1, 2023. hakhbar.com/Politics/357777/%D8%A8%D8%B1-%D9%8A-%D9%85%D8%B1%D8%B4%D8%D9%8A%D8%A9.
الراسي, عمر. “لبنان على مفترق طرق… فهل يُنتخَب رئيس؟.” MTV Lebanon, n.d. https://www.mtv.com.lb/News/%D9%85%D8%AD%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%AA/1533258/%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%D9%86%D8%AA%D8%AE-%D8%A8-%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-.
“حدود تغير قواعد اللعبة اللبنانية بعد تراجع ‘حزب الله’ في الانتخابات,” n.d Futureuae. https://futureuae.com/ar/Mainpage/Item/7299/%D8%B5%D8%B9%D9%88%D8%AF-%D9%82%D9%88%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%BA7%D8%AA.
“وجدي العريضي عن جلسة انتخاب الرئيس: لا شيء محسوم والكلمة عند ‘الثنائيAL Jadeed News.,’” January 6, 2025. https://www.youtube.com/watch?v=0ueKTfoGzg0.
“على الخريطة.. شرح مفصل للنتائج الرسمية في الانتخابات البرلمانية في لبنان,” May 17, 2022gقناة الجزيرة. https://www.youtube.com/watch?v=5GMonXTS7-.
“من يقف وراء الفشل المتكرر لانتخاب رئيس في لبنان؟,” June 15, 2023. https://www.youtube.com/watch?v=h8t2dzx80V8.
“ما في انتخاب رئيس ‘حتى اليوم’ وهذه ‘مرجلة’ الحزب… سيمون أبو فاضل يكشف على الهواء: الراعي سيستقيل” هنا لبنانJanuary 3, 2025. .
https://www.youtube.com/watch?v=CrRB1gWzmSg
باحث علاقات دولية بمركز ترو للدراسات