شهدت السنوات الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا فى تحركات الولايات المتحدة الأمريكية فى المحيط الهادئ، حيث أعادت إحياء وتطوير بعض المطارات والقواعد العسكرية التى تعود إلى الحرب العالمية الثانية. تتماشى جهود واشنطن مع مخاوفها من توسع النفوذ الصينى وتطور قدراتها العسكرية فى منطقة الإندو باسيفيك. انعكست هذه المخاوف فى تصنيف حلف الشمال الأطلسى (الناتو) فى عام 2021 لأول مرة بأن الصين تمثل تهديدًا أمنيًا له[i] وايضًا تصنيف الولايات المتحدة الأمريكية للصين باعتبارها المنافس الوحيد لها فى استراتيجية الأمن القومى الأمريكى لعام 2022.[ii] علاوًة على ذلك، تصنيف الحزبين، الديموقراطى والجمهورى بأن الصين هى المنافس الوحيد للولايات المتحدة الأمريكية.[iii] ولم يقتصر الأمر على ذلك، ذكر “التقييم السنوى للمخاطر” للاستخبارات الأمريكية فى 25 مارس 2025 بأن الصين تمثل التهديد الأكثر شمولًا وقوةً للأمن القومى الأمريكى.[iv] ولكن هذه المرة تتغير استراتيجية الولايات المتحدة فى التعامل مع الخطر الصينى، حيث تتبنى نهجًا جديدًا يرتكز على “استراتيجية الانتشار الموزع” و”التوظيف القتالى السريع”[v]، بالإضافة إلى تعزيز دعمها الدبلوماسى لتايوان من خلال تبنى استراتيجية الغموض وهى خطوة تعكس تشديد موقف الولايات المتحدة تجاه إحدى القضايا الخلافية مع الصين. وبجانب ذلك، استمرار جهود واشنطن فى تقوية تحالفاتها مع عدة دول مُعادية للصين فى المحيط الهادئ مثل اليابان والفلبين.[vi]
تسعى هذه الدراسة لاستكشاف ملامح الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية تجاه الصين وتحليل دوافع واشنطن لإحياء القواعد العسكرية التى تعود إلى الحرب العالمية الثانية، كما تتناول الدارسة فاعلية هذه الاستراتيجية فى ظل إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وذلك من خلال عدة محاور. أولًا، الاستراتيجية الأمريكية فى المحيط الهادئ. ثانيًا، الدوافع الأمريكية لإحياء قواعد الحرب العالمية الثانية. ثالثًا، موقف الصين من التحركات الأمريكية فى المحيط الهادى.

أولًا، الاستراتيجية الأمريكية فى المحيط الهادئ.
تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية منطقة الإندو باسيفيك منطقة ذات أهمية استراتيجية لأمنها القومى وازدهارها، إذ ترى أن استقرار أسيا جزءًا لا يتجزأ من أمن واشنطن. ومن منظور الولايات المتحدة، تواجه هذه المنطقة العديد من التحديات، أبرزها تصاعد النفوذ الصينى، والذى ظهر فى التوسعات الصينية فى بحر الصين الجنوبى والشرقى وممارستها للعديد من الضغوط على تايوان، إضافًة إلى اتهامات واشنطن بارتكاب بكين للعديد من الانتهاكات للقوانين الدولية والحقوق الانسانية. ووفقًا لذلك، تتبنى الولايات المتحدة رؤية عن المنطقة تقوم على أن تكون حرة ومنفتحة ومزدهرة وآمنة بما يتوافق مع مصالحها. ولتحقيق هذه الرؤية، تتبع الولايات المتحدة مجموعة من السياسات المتعددة، تشمل الاستراتيجية العسكرية، وسياسات تعزيز التحالفات والشركات، والسياسات الاقتصادية.[vii]
- استراتيجية الانتشار الموزع
بدأت واشنطن فى تبنى استراتيجية عسكرية جديدة فى المحيط الهادئ ألا وهى “استراتيجية الانتشار الموزع” “Resilient Forward Basing” والتى تعتمد على انتشار قواعد خفيفة الحركة بدون الحاجة إلى تطوير البينة التحتية.[viii] وعرَفت القوات الجوية الأمريكية هذه الاستراتيجية فى منشور رسمى فى عام 2021[ix] ب “التوظيف القتالى السريع” [x](Agile Combat Employment/ ACE) والذى يُعد امتدادًا لاستراتيجية الانتشار الموزع ومرتبطًا ب “عقيدة القوات الجوية الأمريكية 1-21”. تتمثل فكرة التوظيف القتالى السريع فى توزيع الوحدات والقدرات العسكرية على مواقع متعددة ومتنوعة، بدلًا من تركزها فى بنية تحتية ضخمة، مما يحول هذه الوحدات إلى شبكة مترابطة من مواقع متفرقة وصغيرة. ستساعد هذه الاستراتيجية فى تعقيد خطط العدو وبالتالى زيادة القدرة على البقاء على قيد الحياة وتعزيز قدراتها على استعادة قوتها القتالية خلال الحروب.[xi]

ظهرت هذه الاستراتيجية فى عدة إجراءات اتخذتها الولايات المتحدة فى المحيط الهادئ على مدى عدة سنوات. أولًا، قامت الولايات المتحدة بإعادة إحياء مطار نووى فى شمال جزيرة تينيان فى قلب المحيط الهادئ ليكون لها قاعدة جوية. يرجع هذا المطار إلى الحرب العالمية الثانية، حيث استخدمته الولايات المتحدة لإلقاء قنبلتين نوويتين على المدينتين اليابانية هيروشيما وناجازاكى فى عام 1945. تعتبر جزيرة تينيان جزء رئيسى فى تنفيذ استراتيجية التوظيف القتالى السريع،[xii] حيث خصصت وزارة الدفاع الأمريكية 800 مليون دولار لبدأ العمليات الدفاعية فى الجزيرة. بدأت أعمال إحياء الجزيرة فى عام 2022 ومن المقرر أن تنتهى المرحلة الأولى منها بحلول عام 2025 والتى تشمل الإنتهاء من تحديث مدرج للطائرات.[xiii] ثانيًا، تعمل واشنطن على تجديد مطار جزيرة ويك “Wake island” الذى كان مركزاً حيويًا فى الحرب العالمية الثانية. كان هذا المطار يضم 4 مدارج للطائرات المُخصصة لإقلاع وهبوط الطائرات فى القواعد العسكرية والمطارات.[xiv] ثالثًا، يوجد محادثات بين حكومة الولايات المتحدة وحكومة جزيرة بالاو التى تقع فى بحر الصين الجنوبى وقريبةً من الفلبين حول تطوير البنية التحتية العسكرية، فيما بينهم مطار بالاو الذى كان ايضًا موقعاً مسانداً للولايات الأمريكية فى الحرب العالمية الثانية.[xv]
رابعًا، زادت الولايات المتحدة من استثماراتها فى جزيرة غوام، حيث تم تخصيص 1.7 مليار دولار من قبل وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) لتطوير نظام دفاعى صاروخى متكامل، بالإضافةً إلى إطلاق خطة بناء عسكرية بقيمة 7.3 مليار دولار فى عام 2023. وتسعى الولايات المتحدة إلى تطوير قدراتها العسكرية بجزيرة غوام لتكون مركزًا لوجيستى مهم يدعم العمليات العسكرية وتنطلق منها القوات الأمريكية فى حال نشوب أى نزاعات.[xvi] فضلًا عن ذلك، تعمل واشنطن على إعادة تأهيل مطار آخر يرجع إلى حقبة الحرب العالمية الثانية بهدف تحسين الانتشار عبر نقاط مختلفة فى نفس الجزيرة. خامسًا، تقوم واشنطن بتطوير البنية التحتية العسكرية فى قاعدة باسا الجوية فى الفلبين، إذ تم تحديث مدرج للطائرات، ومستودع للتخزين، بالإضافةً إلى العمل على إنشاء ممر وساحة انتظار للطائرات. سادسًا، تعمل واشنطن على تحديث مطارات جزيرة سايبان السياحية. سابعًا، تسعى واشنطن لتطوير قواعدها العسكرية فى أستراليا، مثل قاعدة داروين وقاعدة تيندال. إذ تم إنشاء مخزن للوقود فى قاعدة داروين، وتعمل على إنشاء منشأه لعمليات السرب هناك. أما فى قاعدة تيندال، تُخطط واشنطن لتشييد ساحة وبنية تحتية إضافية لاستيعاب قاذفات بى- 52.[xvii]
وفى إطار تعزيز واشنطن جهودها العسكرية فى المحيط الهادئ وتطوير طرق للانتشار الموزع، أطلق الكونغرس الأمريكى “مبادرة الردع فى المحيط الهادئ” (Pacific Deterrence Initiative (PDI)) فى عام 2021 بهدف تخصيص موارد مالية لتمويل جهود “التوظيف القتالى السريع” فى المنطقة وتعزيز وضع الدفاع للقوات الأمريكية ضد التهديد الصينى. وتتماشى هذه المبادرة مع استراتيجية الأمن القومى الأمريكى لعام 2022، والتى أكدت على المحاولات الصينية لإعادة تشكيل منطقة الإندو باسيفيك، بل والنظام الدولى بما يخدم مصالحها القومية، ولذلك أُطلقت هذه المبادرة لمواجهة الاستراتيجية الصينية. تعتمد هذه المبادرة فى تحقيق أهدافها على تطوير القوة البشرية للقوات العسكرية الأمريكية وتحسين الخدمات اللوجستية وتحسين البنية التحتية العسكرية وتقديم الدعم العسكرى للدول الحلفاء.[xviii] تنعكس اهتمامات الولايات المتحدة بمنطقة المحيط فى طلب وزارة الدفاع بأن يتم تخصيص 9.9 مليار دولار من ميزانية السنة المالية لعام 2025 إلى مبادرة الردع فى المحيط الهادئ، لدعم سياسة الانتشار الموزع وتمويل الدفاع عن غوام وتطوير القوات الأمريكية فى مختلف المجالات.[xix]
- تعزيز التحالفات والشركات فى المنطقة
إلى جانب الاستراتيجية العسكرية الأمريكية، تتبنى الولايات المتحدة سياسات تعزيز التحالفات والشركات فى منطقة المحيط لموازنة النفوذ الصينى والحفاظ على الاستقرار الإقليمى. فعقدت واشنطن معاهدات دفاعية مع 5 دول وهم اليابان والفلبين وجمهورية كوريا الجنوبية وتايلاند وأستراليا ، كما عززت علاقتها مع الدول الإقليمية الكبرى مثل الهند وفيتنام وسنغافورة وتايوان وماليزيا ومنغوليا ونيوزيلندا وبعض جزر المحيط الهادئ مثل جزيرة هاواى وغوام. واستنادًا على ذلك، استطاعت الولايات المتحدة أن تكوّن حلفاء لها فى منطقة المحيط الهادئ ، بل وتشترك بعض هذه الدول مع الحدود الصينية مثل الهند وفيتنام، مما يهدد الأمن القومى الصينى.[xx] لم تكتفى الولايات المتحدة بذلك، بل أنشأت عدة مواقع دفاع أمريكية فى كل من هذه الدول بما فيها من قوات بحرية وجوية وبرية مثل قاعدة بيرل هاربور بجزيرة هواى، وقاعدة يوكوتا الجوية باليابان، وقاعدة كونسان الجوية بجمهورية كوريا الجنوبية.[xxi] تعتبر الصين أن هذه المواقع العسكرية تهدد الأراضي الصينية وتصعد مشكلتها مع تايوان، مما يدفعها إلى تبنى عدة استراتيجيات عسكرية وسياسية لمواجهة النفوذ الأمريكى فى المنطقة.
علاوة على ذلك ، شكلت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا تحالفًا يسمى “أوكوس” (AUKUS) في سبتمبر 2023. يعتبر تحالف أوكوس تحالف أمني ثلاثي بين هذه الدول الثلاثة، حيث يسعى إلى تحقيق الأمن الجماعي والحماية لمنطقة الإندو باسيفيك من خلال هذا التحالف، ستقوم كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بتزويد أستراليا بغواصة تعمل بالطاقة النووية بمعدل يورانيوم مرتفع. علاوة على ذلك ، يغطى هذا التحالف التعاون في عدة مجالات مثل التكنولوجيا والصواريخ وتبادل المعلومات.[xxii] تحالف أوكوس ليست التهديد الوحيد في المنطقة ، ولكن أيضا “كواد” (Quad) الذى هو تحالف بين كل من الهند واليابان والولايات المتحدة وأستراليا يسعى إلى التعاون العسكرى ضد تصاعد النفوذ الصينى فى المنطقة. واتهمت الصين الدول الثلاث بزيادة التوترات في المنطقة التي تنتمي إلى عقلية الحرب الباردة.[xxiii]
تعكس هذه العلاقات الدولية خريطة التحالفات فى منطقة المحيط الهادئ والتى تتماشى مع استراتيجية الانتشار الموزع والتوظيف القتالى السريع، حيث تعد هذه التحالفات الركيزة الرئيسية لهذه الاستراتيجية، وذلك من خلال تخصيص أراضى الدول الحلفاء لانتشار القواعد العسكرية فيها وعدم تمركزها فى دولة واحدة، مما يعزز من المرونة الدفاعية. كما تعزز هذه التحالفات ثقة هذه الدول فى الحماية الأمريكية، مع الأخذ فى الاعتبار انها تحقق مصلحة مشتركة للطرفين، حيث تتمثل مصلحة هذه الدول فى وجود الولايات المتحدة فى المنطقة لحمايتهم من التهديد الصينى. وبالرغم من قوة هذه التحالفات والعلاقات الثنائية، إلا أنها تظل عرضه للاضطرابات مع تغيّر الإدارات الأمريكية وخاصةً فى ظل رئاسة دونالد ترامب، الذى يعطى الأولوية للمصالح الاقتصادية.
إذ صرح ترامب فى 6 مارس 2025 بأن المعاهدة الدفاعية بين اليابان والولايات المتحدة غير متكافئة، معتبرًا أن اليابان لا تقدم مقابلًا للحماية الأمريكية.[xxiv] كما رفضت إدارة ترامب طلب أستراليا للإعفاء من الرسوم الجمركية، مما دفع الحكومة الأسترالية لإعادة تقييم سياساتها الخارجية وإدراك الحاجة إلى تقليل الاعتماد على الولايات المتحدة وتعزيز علاقتها بدول أسيا والمحيط الهادئ.[xxv]
إلى جانب ما سبق، تراجعت ثقة كل من أستراليا واليابان وبعض الدول الغربية فى الإدارة الحالية لواشنطن، وذلك لتبنيها سياسات غير مستقر مثل فرض الرسوم الجمركية والتلميحات بالانسحاب من المعاهدات الدفاعية والتركيز على المصالح الاقتصادية على حساب الالتزامات الأمنية.[xxvi] في الواقع، يسلط هذا التحول في السياسات الضوء على التناقض في السياسة الخارجية الأميركية، مما يُظهر الفرق فى نهج بين الرئيس السابق جو بايدن وترامب، حيث يعزز بايدن علاقات واشنطن مع الحلفاء التقليديين ويقدم الدعم المطلق لهم، بينما يعطي ترامب الأولوية للمصالح الاقتصادية ويعتبر حلفاء الولايات المتحدة مستفدون بالمجان (Free-riders) من الحماية الأمريكية.[xxvii]
ونتيجة لذلك، تنعكس هذه التطورات على خريطة التحالفات فى منطقة الإندو باسيفيك باحتمالية تذبذب وضعف هذه العلاقات، ولا سيما فى ظل إدارة ترامب، إذ أن تركيزه على المصالح الاقتصادية قد يُضعف تحالفات واشنطن فى المنطقة لصالح الصين، مما قد يدفع بعض الدول إلى إعادة النظر فى تحالفاتهم بسبب الضغوط الاقتصادية والتهديد الأمنى لهم. بل وقد تؤدى سياسات ترامب إلى إضعاف استراتيجية الانتشار الموزع التى تعتمد بشكل أساسى على توزيع قواعدها العسكرية فى اراضى الدول الحلفاء.
- السياسات الاقتصادية
وبالتزامن مع اعتماد استراتيجية الانتشار الموزع، تبنّت واشنطن سياسات اقتصادية تدعم هذه الاستراتيجية ورؤيتها لمنطقة المحيط الهادئ. فأطلقت الولايات الأمريكية فى مايو 2022 “الإطار الاقتصادى الازدهار لمنطقة المحيطين الهادئ والهندى” (The Indo-Pacific Economic Framework for Prosperity) مع 14 دولة من المنطقة مثل اليابان واندونيسيا وفيتنام. ويهدف هذا الإطار إلى تحقيق تنمية اقتصادية وزيادة القدرات التنافسية لاقتصاديات هذه الدول عن طريق دعم التجارة وسلاسل التوريد وتحقيق اقتصاديات نظيفة وعادلة.[xxviii] وتدعم واشطن اقتصاديات دول أسيا عن طريق استثمار القطاع الخاص الأمريكى فى اقتصاديات هذه الدول بقيمة 50 مليار دولار والتى وصلت إلى 200 مليار دولار فى عهد جو بايدن. وبجانب ذلك، تساهم واشنطن فى مشروعات البينة التحتية فى هذا الإقليم من مشروعات الطاقة وموانئ والسكك الحديد وتطوير الكابلات البحرية وإدخال تقنية شبكة الوصول إلى الراديو المفتوح (Open RAN)، والتى تمت بالفعل مع اليابان والفلبين لتطوير مشروعات الطاقة والنقل الرقمى فى “شراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار بممر لوزون الاقتصادى” فى عام 2024 (Partnership for Global Infrastructure and Investment (PGI) Luzon Economic Corridor).[xxix]
وتجدر الإشارة إلى ازالت وزارة الخارجية الأمريكية فى 16 فبراير 2025 بيانًا يفيد بأنها لا تدعم استقلال تايوان واضافت اعتراض واشنطن على اى تغييرات أحادية الجانب بالوضع الراهن والمناداة بحل الاختلافات بشكل سلمى بخصوص مضيق تايوان، مما لقى استقبالا وترحيبًا كبيرا من الحكومة التايوانية[xxx] ولكن فى ذات الوقت تدعم عضوية تايوان فى المنظمات الدولية.[xxxi]
وفى هذا السياق، يأتى إعلان وزارة الدفاع الأمريكية فى 21 مارس 2025 بأن وزير الدفاع الأمريكى الجديد فى عهد الرئيس الأمريكى ترامب، بيت هيجسيث، سيزور جزيرة هاواى وجزيرة غوام والفلبين واليابان لمقابلة كبار القادة العسكريين الأمريكيين ونظرائهم من دول أخرى، بالإضافة إلى عقد عدة اجتماعات ثنائية بهدف تقوية تحالفاتها وشركاتها بمنطقة الإندو باسيفيك لإبقائها آمنه وحرة، فضلًا عن تعزيز الأمن الإقليمى بها.[xxxii] وبالفعل، قام هيجسيث بزيارة الفلبين فى 28 مارس، ثم اليابان فى 30 مارس، حيث شدد خلال هذه المقابلات على أهمية التعاون الأمريكى مع البلدين ضد التهديد الصينى.[xxxiii] [xxxiv] وتأتى هذه الزيارة فى إطار جهود الولايات المتحدة للحفاظ على علاقتها مع دول منطقة المحيط الهادئ وخوفًا من تغيير تحالفاتهم مع واشنطن، فى ظل تصريحات ترامب التى تهدد استقرار هذه العلاقات.
وتعيد زيارة هيجسيث إلى الأذهان مشهد التصعيد الذى تفاقم منذ زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكى “نانسى بيلوسى” إلى تايوان فى أغسطس 2022 فى عهد جو بايدن، حيث اعتبرتها بكين تعديًا مباشرًا على سياسية “الصين الواحدة” تجاة تايوان واطلقت مناورات عسكرية ضخمة حول الجزيرة شملت صواريخ باليستية فوقها وعمليات بحرية وجوية فى حافة المياة الإقليمية، بجانب زيادة الهجوم السيبرانى على تايون 23 مرة أكثر مقارنةً بما كانت عليه قبل الزيارة، مما أدى إلى تصاعد التوتر فى مضيق تايوان وبحر بوهاى وجنوب البحر الأصفر.[xxxv] الأمر الذى يضع لزيارة هيجسيث أهمية كبيرة، نظرًا لاحتمالية أن تؤدى أى مقابلات قادمة إلى تصعيد جديد مع الصين.
تعتبر أزمة تايوان هى الحجر الأساسى للنزاعات والتوترات بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك لأن الصين تعتبر تايوان جزءاً من أراضيها، مما يفسر مدى أهمية تايوان فى التنافس الصينى الأمريكى والتصعيد الذى يحدث عند زيارة اى من المسئوليين الأمريكيين إلى تايوان. ومن الجانب الآخر، ترى الولايات المتحدة أن لديها العديد من المصالح فى تايوان، سواء من الناحية الاقتصادية التى تتمثل فى تميز تايوان فى التكنولوجيا وصناعة شرائح أجهزة المحمول،[xxxvi]أو من الناحية العسكرية التى تتمثل فى مضيق تايوان والوجود الأمريكى فى المحيط الهادئ، وبالتالى من مصلحاتها الحفاظ على استقرار هذا المضيق وحماية قواعدها العسكرية فى المنطقة والذى يتم من خلال دعم تايوان دبلوماسياً وعسكرياً.[xxxvii]
ولكن فى ظل الإدارات الأمريكية المختلفة، تظهر بعض الاختلافات بين بايدن وترامب حول كيفية التعامل مع ملف تايوان. فيدعم بايدن تايوان دعماً كاملاً على الصعيدين الدبلوماسى والعسكري ولكن يتبع سياسة “الغموض الاستراتيجى” تجاه تايوان من دعم سياسة “الصين الواحدة” وعدم الأعتراف بتايوان كدولة مستقلة ومن الناحية الأخرى دعم تايوان عسكريًا وأمنيًا، ذلك انعكس فى زيارة نانسى بيلوسى وإرسال مساعدات عسكرية متتالية، أبرازها قرار مجلس الشيوخ الأمريكى فى أبريل 2024 إرسال مساعدات مالية لتايوان بقيمة 8 مليار دولار[xxxviii]، هذا يعكس تمسك إدارة بايدن بتحالفه مع تايوان وذلك للحفاظ على حرية الملاحة فى البحر الجنوبى الصينى ولحماية قواعدهم العسكرية المنتشرة فى كافة المنطقة مثل الفيلبين واليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وأستراليا.[xxxix]
أما ترامب، فيشترك مع بايدن فى تبنى سياسة الغموض تجاه استقلال تايوان، إلا انها أكثر غموضًا فى عهده. ففى الوقت الحالى، تدعم إدارة ترامب تايوان دعمًا دبلوماسيا، إذ حذفت وزراة الخارجية بيان يشير بعدم دعمها لاستقلال تايوان. وفى الوقت ذاته، أتهم ترامب تايوان بالإستيلاء والسيطرة على صناعة أشباه المواصلات، والتى قامت بشبه دعم أمريكى كامل وهددها بفرض رسوم عليها فى فبراير 2025. وآخيرا طالب ترامب تايوان بالدفع مقابل الدفاع الأمريكى عنها إذا تعرضت لهجوم من الصين وانه غير ملتزم بالدفاع عنها كما من قبل[xl].
وازاء سياسات ترامب الاقتصادية وتلميحاته بفرض رسوم مقابل الحماية الأمريكية، تساور تايوان مخاوف من أن تتطلب الحماية الأمريكية تكلفة باهظة مقابل حمايتها من الاعتداءات الصينية عليها خلال ولاية ترامب، على غرار النهج الذى اتبعه مع أوكرانيا. وتشترك دول الإندو باسيفيك فى هذه المخاوف، مما يعكس تباين كل إدارة فى نهجها تجاه حلفائها. علاوًة على ذلك، قد يؤدى تبنى ترامب لسياسة الغموض إلى تسهيل ضم الصين لتايوان وتعزيز نفوذها فى المحيط وتقويض استراتيجية الانتشار الموزع التى تعتمدها واشنطن فى المنطقة.
ثانيًا: الدوافع الأمريكية لإحياء القواعد العسكرية للحرب العالمية الثانية
تكمن عدة دوافع استراتيجية لتفسير استراتيجية الولايات المتحدة العسكرية فى المحيط الهادئ، من بينها:
أولًا، احتواء النفوذ الصينى حيث أصبحت الصين ثانى أكبر اقتصاد فى العالم لتُعرف باسم “مصنع العالم” حيث يبلغ نمو الناتج المحلى الأجمالى (Real GDP Growth) للصين 4.6%، بينما يبلغ للولايات المتحدة 2.6% لعام 2024، بل وايضًا تُعتبر الصين الشريك الأول لمعظم الاقتصاديات الكبرى.[i]
بالإضافة إلى ذلك، من الناحية العسكرية، فكليهما واشنطن وبكين هما الأكبر من حيث الإنفاق العسكرى حيث بلغ الإنفاق العسكرى للدولتين حوالى نصف الإنفاق العسكرى العالمى، ويوضح الرسم البيانى حجم الإنفاق العسكرى لكل من الصين والولايات المتحدة الأمريكية لعام 2024 حيث أصبحت الصين ثانى أكبر دولة فى العالم من حيث ميزانية الدفاع بعد الولايات المتحدة.

ويوضح الرسم البيانى حجم الإنفاق العسكرى لكل من الصين والولايات المتحدة الأمريكية لعام 2024 حيث أصبحت الصين ثانى أكبر دولة فى العالم من حيث ميزانية الدفاع بعد الولايات المتحدة.وفى عام 2022، رفعت الولايات المتحدة إنفاقها العسكرى بنسبة 2.3% بينما زاد الإنفاق الصينى بنسبة 6% لتعزيز قدراتها العسكرية.[xlii] يعكس ذلك التباين فى الإنفاق تصاعد التوترات بين البلدين والذى يرجع لوجود العديد من القواعد العسكرية الأمريكية فى أسيا وتدخل واشنطن فى العديد من القضايا الحساسة لبكين مثل ملف تايوان والنزاعات الإقليمية فى بحر الصين الجنوبى.[xliii] فوق ذلك، تمتلك بكين أكبر قوة بحرية فى العالم من حيث العدد، فلديها 370 سفينة وغواصة قتالية حديثة و140 مقاتله سطحية رئيسية. وايضًا تعتبر القوات الجوية والطيران لجيش التحرير الصينى أكبر قوة طيران فى منطقة الإندو باسيفيك، كما أعلنت الصين عن أول قاذفة قادرة على التزود بالوقود جوًا بقدرة نووية فى 2019. وأخيرًا يُضاف إلى هذا التنافس التفوق التكنولوجى مثل الألكترونيات الدقيقة والذكاء الأصطناعى واستخدامه فى الأنظمة الاقتصادية والعسكرية.[xliv]
ونتيجة لذلك، تعتبر الولايات المتحدة الصين المنافس الوحيد والتهديد الأكبر لها كقوة عظمى. وتسعى عبر جهودها فى إعادة تنشيط القواعد العسكرية القديمة إلى الحفاظ على نفوذها فى منطقة المحيط الهادئ وردع التوسعات الصينية هناك.
ثانيًا، رغبة الولايات المتحدة فى ردع الصين فى منطقة المحيط الهادئ لمواجهة تطور الأسلحة العسكرية الصينية، حيث طورت الصين ترسانتها الصاروخية من حيث المدى والدقة والعدد والتى تُمكنها من إطلاق العديد من الصواريخ على مسافات مختلفة فى آن واحد، من بينهم القواعد العسكرية الأمريكية فى المنطقة،[xlv]وهى معروفة لدى الصين من حيث عددها وقدرتها العسكرية وذلك مثل القواعد العسكرية فى اليابان وكوريا الجنوبية وغوام وسنغافورة والفلبين.[xlvi] فمثلًا قاعدة كادينا الجوي (Kadena Air Base)للولايات المتحدة التى تقع فى أحد الجزر اليابانية تستطيع الصين استهدافها لقربها من الصين وحتى قاعدة أندريسن الجوية (Andersen Air Force Base) التى تقع فى جزيرة غوام يمكن استهدافها بعد تطوير الصين صواريخ باليستية متوسطة المدى.[xlvii]
وبناءً على ذلك، وجدت الولايات المتحدة نفسها معرضة بشكل كبير لاستهداف قواعدها العسكرية فى المحيط الهادئ، مما دفعها إلى تبنى “استراتيجية الانتشار الموزع” لقواعدها العسكرية لاحتواء الصين تدريجيًا من قواتها الأمريكية، وذلك عن طريق إعادة إحياء القواعد الجوية التى تعود إلى حقبة الحرب العالمية الثانية بدون الحاجة إلى تطوير بنية تحتية عسكرية ضخمة أخرى وعدم تركز جميع الطائرات الأمريكية فى قواعد محددة ضخمة وبالتالى استهدافهم جميعًا فى هدف واحد.[i]

وفى هذا الصدد، نشرت الاستخبارات الأمريكية “التقييم السنوى للمخاطر” فى 25 مارس 2025، الذى اعتبر الصين أكبر تهديد عسكرى وسيبرانى للأمن القومى الأمريكى، مشيرًا إلى أن الضغوط الصينية على تايوان فى تصاعد مستمر للوصول إلى السيطرة الكاملة عليها. كما أشار إلى سرعة تطور القدرات العسكرية الصينية القادرة على استهداف الأراضى الأمريكية، بما فى ذلك غرب المحيط الهادئ والقواعد الأمريكية به. علاوةً على ذلك، ركز هذا التقييم على التنافس الاقتصادى الصينى ضد الولايات المتحدة باعتبارها القوة الاقتصادية الرائدة فى العالم، وذلك عن طريق السيطرة على الأسواق العالمية وسلاسل الإمداد. ويمتد ايضًا هذا التنافس إلى جانب التكنولوجى لتصبح قوة عظمى فى مجال العلوم والتكنولوجيا، لتحل محل واشنطن فى مجال الذكاء الاصطناعى بحلول عام 2030.[xlix] وبناءً على ذلك، يأتى هذا التقييم لتعضيض استراتيجية التوظيف القتالى السريع فى منطقة الإندو باسيفيك والتركيز على أهمية حفاظ واشنطن على حلفائها بمنطقة الإندوباسيفيك لمواجهة تصاعد النفوذ الصينى.
ثالثًا، حماية الطرق التجارية والممرات البحرية الحيوية فى منطقة الإندو باسيفيك، حيث يعد المحيط الهادئ شريان للتجارة العالمية، إذ يمر عبره نحو %60 من حركة التجارة البحرية العالمية[l]، وتحتضن منطقة المحيطين موطنًا لثلتى اقتصاد العالم، كما يضم أكبر سبع جيوش فى العالم. بالإضافة إلى ذلك، فتسهم منطقة المحيطين فى توفير أكثر من 3 ملايين وظيفة أمريكية[li]، مما يجعل استقرارها أمرًا بالغ الأهمية للمصالح الأمريكية. كما أن للبحر الصين الجنوبى أهمية كبيرة، فهو طريق تجارى دولى ذات أهمية استراتيجية، حيث مرت منه 10 مليارات برميل نفطى و7.6 تريليون قدم مكعب من الغاز المسال فى 2023، بجانب أهميته السياسية والاستراتيجية.[lii] ونتيجة لذلك، فإن حدوث اى توترات تهدد حرية الملاحة أو تهدد استقرار المنطقة، فهى تهدد المصالح الأمنية والاقتصادية لواشنطن فى المنطقة، وبالتالى فإن تبنى استراتيجية الانتشار الموزع قد تساعد فى تعزيز الاستقرار الاقليمى وحماية مصالحها هناك.
ثالثًا، موقف الصين من التحركات الأمريكية فى المحيط الهادى.
فى إطار التنافس الاستراتيجى بين كل من بكين وواشنطن، تسعى بكين إلى تعزيز نفوذها فى المحيط الهادئ وحماية أراضيها بما فيها تايوان وتحقيق التوازن الإقليمى، حيث ترى أن استراتيجية واشنطن فى المنطقة تسعى إلى احتوائها وتقويض نفوذها. ولذلك تتبنى الصين استراتيجية مقابلة للاستراتيجية الأمريكية فى المحيط الهادئ لتحقيق مصالحها وتشمل استراتيجية عسكرية وإجراءات اقتصادية ودبلوماسية.
- الاستراتيجية الصينية العسكرية تجاه التحركات الأمريكية
وضعت الاستراتيجية القومية للصين هدفًا وطنيًا طويل الأمد يتمثل فى تحقيق “التجديد العظيم للأمة الصينية” بحلول عام 2049 وذلك من خلال تحقيق الحداثة السياسية والاجتماعية والعسكرية، مما يعزز القوة الوطنية للصين ودعم المجتمع المدنى لنظام حكمها ومصالحها القومية.[liii]
ووفقًا لذلك، تبنت بكين عدة استراتجيات عسكرية لتحقيق أهدافها الوطنية، مثل استراتيجية “تطوير الاندماج العسكرى المدنى”(Military-Civil Fusion (MCF) Development Strategy) التى تعتمد على الاستفادة من التكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج واصلاحات علوم الدفاع الوطنى من أجل تطوير أدوات القوة الوطنية الصينية. وتعتمد الاستراتيجية العسكرية الصينية على مفهوم “الدفاع النشط” (Active defense) وهو مفهوم يدمج بين الدفاع الاستراتيجى عن الأمن القومى الصينى والعمل الهجومى الوقائى على الصعيدين التكتيكى والعملياتى. ويقوم هذا المفهوم على مبدأ عدم البدء فى نزاع مسلح، مع الاستعداد للرد إذا تم الهجوم عليها.[liv]
علاوة على ذلك، تتبنى الصين استراتيجية ” منع الوصول/ إنكار المنطقة” (Anti-Access / Area Denial (A2/AD)) التى تعمل على تطوير النظم الدفاعية الصينية الصاروخية الجوية والبحرية لعرقلة حركة قوات الخصم ومنعها من دخول المنطقة.[lv] كما أضافت بكين مفهومًا تشغيليًا جديدًا عُرف ب “الحرب الدقيقة متعددة المجالات” (Multi Domain Precision Warfare) والذى يهدف إلى الاستفادة من شبكة C4ISR التى تشمل تطورات ومستجدات فى الذكاء الاصطناعى والبيانات الضخمة، مما يساعد فى تحديد نقاط الضعف الاساسية فى نظام العمليات الأمريكى بسرعة كبيرة، ثم الجمع بين كافة القوات الصينية لشن هجوم دقيق على هذه النقاط. تعتبر كل هذه السياسات جزء من خطة الرئيس الصينى، شى جين بينج، لتطوير جيش التحرير الشعبى الصينى من جانب المعدات ومنظومات المعلومات والذكاء وذلك بحلول عام 2027، مما يُعقد ردع هذا الجيش فى حال قررت الصين توحيد تايوان بالقوة. تعزز هذه التطورات فى الجيش الصينى إلى قدرته على القتال وكسب الحروب ضد خصم قوى وفى ذات الوقت التصدى لإى تدخل من طرف ثالث فى النزاع.[lvi]
وفى إطار تبنى الولايات المتحدة استراتيجية التوظيف القتالى السريع، أظهر الجيش الصينى قدرته على إطلاق النار بعيد المدى، حيث عزز قدرة الصواريخ الباليستية العابرة للقارات وأطلقت الصاروخ الباليستى DF-41 فى سبتمبر 2024 الذى يتمتع بمدى يتراوح بين 12000 و15000 كيلومتر، مما يجعله قادرًا على استهداف اراضى الولايات المتحدة الأمريكية. كما أطلقت البحرية الصينية ثالث حاملة طائراتCV-18 Fujian فى عام 2022. [lvii]وبجانب ذلك، استمرت بكين فى تطوير توسعها النووى، حيث تمتلك حوالى 500 رأس نووى قابلة للتشغيل حتى عام 2024، مما يعطى انطباعًا عن سرعة بكين فى تطوير ترسانتها النووية عن اى دولة أخرى.[lviii] كما أولت الصين أهمية كبيرة بالجزر الاصطناعية وقامت بعسكرة ثلاثة جزر اصطناعية فى جزر سبارتلى فى بحر الصين الجنوبى وزودتها بالطائرات المقاتلة وأنظمة الصواريخ المضادة للسفن والطائرات وأنظمة تشويش فى عام 2022 وفقًا لأحد كبار القادة العسكريين الأمريكيين.[lix]
ونجحت بكين فى تطوير أجهزة المراقبة ونظم الرادار، حيث أطلقت نظام رادار جديد يسمى باسم “الرادار النبضى الاصطناعى ذو فتحة العدسة” Synthetic impulse and aperture radar) ( SIAR والذى يتمتع بالقدرة على كشف طائرات الشبح (Stealth Aircraft) فى عام 2024. يعكس هذا التقدم مدى تطور قدرات الجيش الصينى فى اعتراض الحرب الإلكترونية والإشارات. وضعت الصين هذا الرادار على جزيرة تريتون فى جزر البارسيل، على جانب برج يُرجح أن يكون مركز عمليات ليصبح لديها قواعد استخباراتيه فى بحر الصين الجنوبى، كما وضعته على أحد أرياف جزر سبراتلى.[lx] علاوة على ذلك، قامت بحرية جيش التحرير الصينى والبحرية الروسية بتنفيذ مناورة بحرية مشتركة فى يوليو 2024 فى بحر الصين الجنوبى، مما يعكس مدى التعاون العسكرى والاستراتيجى بين البلدين فى منطقة المحيط الهادئ، وهو ما يُشكل تهديدًا لنفوذ الولايات المتحدة هناك.[lxi]
وفى إطار تجديد واشنطن قواعدها العسكرية التى تعود إلى الحرب العالمية الثانية، قامت الصين بعقد اتفاقية أمنية مع جزر سليمان (Solomon Islands) فى مارس 2022 والتى تمنح القوات العسكرية وقوات الشرطة الصينية حق الوصول إلى جزر سليمان، بالإضافة إلى إقامة سفن بحرية وتمكنها من إجراء عمليات لوجستية. عُقدت هذه الاتفاقية بسرية تامة وبين مستويات رفيعة من الدولتين، مما أثار قلق الدول الغربية وخاصًة الولايات المتحدة من إنشاء الصين قواعد عسكرية بهذه الجزر وتوسيع نفوذ بكين فى المنطقة. أثارت هذه الاتفاقية مخاوف حلفاء واشنطن فى المحيط الهادئ وبالأخص أستراليا، حيث تقع جزر سليمان فى شمال شرق أستراليا وتبعد فقط 2000 كيلومتر عن ساحلها الشرقى، وبالتالى تهدد الأمن القومى الأسترالى، ولا سيما فى ظل مخاوف من احتمالية إنشاء قاعدة عسكرية صينية بها فى المستقبل.[lxii]
وفى ضوء التطورات الأمريكية فى ملف الأمن الإقليمى بالمحيط الهادئ، أعلنت الصين زيادة ميزانتها الدفاعية بنسبة 7.2% فى عام 2025. وبناءً على ذلك، قرر المجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى فى الاجتماع السنوى للهيئة التشريعية الصينية بتخصيص 245 مليار دولار إلى الميزانية الدفاعية. ويرجع الهدف من زيادة الإنفاق هو استمرار بناء جيش ضخم حديث للحفاظ على مصالحها فى المنطقة ومواجهة النفوذ الأمريكى فيها.[lxiii]
وجاءت المناورات الصينية الجوية والبحرية داخل المجال الجوى والمائى لتايوان فى 16 و17 مارس 2025، ردًا على حذف واشنطن للبيان الذى يفيد بعدم دعمها لاستقلال تايوان وتهديد القدرات الدفاعية لتايوان. إذ نجحت 43 من أصل 59 طائرات بدون طيار من دخول المجال الجوى التايوانى.[lxiv] ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل عادت الصين لإجراء مناوراتها العسكرية على تايوان فى الأول والثانى من أبريل 2025، لمدة يومين متتاليين، حيث نُفذت هذه المناورات فى وسط وجنوب مضيق تايوان. جاءت تلك المناورات بتصريحات الكولونيل شي يي، المتحدث باسم القيادة الشرقية للجيش الصيني، بأن الهدف من هذه التدريبات هو التركيز على الاستعداد القتالى البحرى والجوى للجيش الصينى، ومهاجمة مواقع بحرية وعسكرية، بل ومحاصرة مناطق رئيسية، محققين تفوًقًا شاملًا. كما صرح بأن هذه القوات ستظل فى حالة تأهب قصوى فى جميع الأوقات لإحباط أى محاولات انفصالية لتايوان.[lxv]
وصرحت بكين بشكل واضح أن استقلال تايوان يعنى اندلاع الحرب، ودفع سكانها إلى نزاع مسلّح.[lxvi] جائت هذه المناورات ردًا على “التقييم السنوى للمخاطر” للاستخبارات الأمريكية فى 25 مارس 2025، الذى اعتبر الصين الخطر العسكرى الأكبر للأمن القومى الأمريكى، كما أكد على أن الضغوط الصينية على تايوان تعد من المؤشرات التى تشير إلى زيادة المخاطر على نفوذ وأمن الولايات المتحدة.[lxvii]
وفى المقابل، أكد المتحدث الرسمى لوزراة الخارجية الأمريكية، تامى بروس، أن خطاب الصين تجاه تايوان ومناوراتها العسكرية يهددان الأمن الإقليمى لمنطقة المحيط الهادئ، مشددًا على أن الولايات المتحدة ستظل ملتزمة تجاه حلفائها، بما فيهم تايوان. تعكس هذه التطورات تصاعد التوترات فى المنطقة ومدى الاستعداد الصينى للهجوم على تايوان فى حال استمرت الولايات المتحدة فى تعزيز تحركاتها فى منطقة المحيط ودعمها لتايوان.[lxviii]
- الإجراءات الاقتصادية المضاده
تعتبر القوة الأعظم لبكين هى القوة الاقتصادية والمحرك الأساسى لكل قدراتها العسكرية والدبلوماسية، حيث تعتمد على مشروعات ضخمة مثل مبادرة الحزام والطريق لتعزيز مكانتها كمركز أساسى للتجارة العالمية، بجانب توثيق العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع الدول المشتركة، مما يعزز النفوذ الصينى فى المجتمع الدولى.[lxix] وتتبع الصين سياسات المعاملة بالمثل فى الرسوم الجمركية، حيث تفرض رسوم على الشركات الأمريكية ردًا على السياسات التجارية التى تتخذها واشنطن ضدها.[lxx]
وفى ظل هذه التوترات، جاء إعلان الرئيس الأمريكى ترامب عن زيارة الرئيس الصينى، شي جينبينغ، إلى الولايات المتحدة قريبًأ فى غضون استمرار الحرب التجارية بين البلدين، حيث فرض ترامب رسومًا جمركية على الواردات الصينية بنسبة 10% فى 1 فبراير 2025 بهدف إعادة التوازن إلى الميزان التجارى الأمريكى.[lxxi] ردًا على ذلك، قامت الصين بفرض رسوم جمركية بنسبة 15% على السلع الأمريكية من الذرة والدجاج والقطن والقمح وايضًا 10% على اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان والتى بدأت من 10 مارس 2025، بالإضافة إلى وضع 15 شركة أمريكية فى قائمة مراقبة التصدير، مما يعيق تصدير المعدات ذات الاستخدام المزدوج إليهم.[lxxii]
تعددت السلع التى فُرض عليها رسوم جمركية، وشملت رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات وقطع الغيار المستوردة إلى الولايات المتحدة فى 27 مارس 2025، مما كان له آثارًا سلبية على كافة الأسواق المالية والشركات الآسيوية، حيث انخفضت أسهم هيونداى وتويوتا وهوندا بنحو %3. ونتيجًة لذلك، اجتمع مستويات رفيعة المستوى من الصين واليابان وكوريا الجنوبية لإبرام اتفاقية تجارة حرة وشاملة وعادلة بين الثلاث دول لمواجهة السياسات التجارية الأمريكية وتعزيز اقتصادهم فى ظل الحرب التجارية.[lxxiii]
يُلاحظ أن السياسات الخارجية الأمريكية تجاه الصين فى الملف التجارى والاقتصادى تُحافظ على نهج ثابت نسبيًا، بالرغم من تغيير رؤسائها، يتبنى دونالد ترامب وبايدن سياسات تجارية شبه متشابه، فكلاهما مُتفق على فرض تعريفات جمركية على البضائع الصينية لوضع حد للممارسات التجارية غير العادلة من قبل الصين، فدونالد ترامب سبق وأن اتبع هذه السياسات وبدأ حرب تجارية على الصين فى 2018 ولكن بشكل عام يعكس المنطلق الفكرى لترامب عن الصين، أن بكين تمثل التهديد الأكبر على اقتصاد الولايات المتحدة وعلى مكانتها فى النظام الدولى، لذلك يرفع شعار “ماجا” اى جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى وبالتالى وضع المصالح الاقتصادية الأمريكية أولوية فى سياساته، مما يعكس احتمالية استمرار التوترات والتحديات بين الدولتين فى رئاسته من الناحية الأقتصادية أكثر من الجوانب السياسية والدبلوماسية وهو ما تعرف الصين الرد عليه.
ومن الناحية الأخرى، تبنى بايدن سياسة فرض التعريفات الجمريكة الانتقائية والتى هى أقل حزماً من سياسات ترامب، واتجه أكثر إلى استمرار التنافس الاستراتيجى بين الدولتين بدون صدام اقتصادى شامل ولكن مع الاستمرار فى تكوين تحالفات دولية لموازنة الصعود الصينى ونفوذه والتى تشمل دعم تايوان.[lxxiv]
- الإجراءات الدبلوماسية
وفقًا للاستراتيجية القومية الصينية فى جعل الصين أمة عظيمة، تسعى الصين إلى توطيد علاقتها الدولية مع دول داخل المحيط الهادئ وخارجه. ففى هذا السياق، فقامت بكين يتوطيد علاقتها مع جزر سليمان، كما عززت علاقتها مع كيريباتى فى عام 2022 من خلال التعاون فى مبادرة الحزام والطريق وملفات أخرى مثل ملف التغير المناخى. ومنذ بدأ هذه العلاقة الدبلوماسية مع الصين فى عام 2019، تقدم الصين أشكالًا مختلفة من الدعم لكيربياتى، وفى المقابل تؤيد كيريباتى سياسة الصين الواحدة.[lxxv] وبجانب ذلك، تحاول بكين تقوية علاقاتها مع اندونيسيا من الجانب الاستراتيجى والدفاعى والاقتصادى بالرغم من وجود العديد من مواضع الخلاف بين الدولتين مثل النزاعات فى بحر الصين الجنوبى، حيث دارت محادثات بين الدولتين فى أغسطس 2024 لبحث التعاون الدفاعى والاقتصادى ضمن مبادرة الحزام والطريق.[lxxvi] فضلًا عن ذلك، وقعت الصين فى فبراير 2025 اتفاقية “خطة عمل الشراكة الاستراتيجية الشاملة 2025 – 2030” مع جزر كوك والتى تعرف بأنها غنية فى مواردها البحرية واحتياطات المعادن. أثارت تلك الاتفاقية قلق كل من الولايات المتحدة ونيوزيلندا من تصاعد النفوذ الصينى فى المحيط الهادئ.[lxxvii]
الخاتمة
شهد المجتمع الدولى فى الآونة الأخيرة تصاعد النفوذ الصينى وزيادة التنافس بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية، إذ انعكس ذلك فى تصنيف الناتو للصين بأنها تمثل تهديد أمنى له فى عام 2021، إضافةً إلى ما نصت عليه استراتيجية الأمن القومى الأمريكى لعام 2022 بأن الصين هى المنافس الوحيد لواشنطن. وبناءً على ذلك، انعكست مخاوف واشنطن فى استراتيجيتها العسكرية فى منطقة المحيط الهادئ، حيث شهدت سياساتها الدفاعية تغييرات ملحوظة بالمحيط الهادئ، تمثلت فى تبنى نهج جديد يرتكز على استراتيجية الانتشار الموزع والتوظيف القتالى السريع، والتى بموجبها سعت إلى إحياء قواعدها العسكرية التى تعود إلى الحرب العالمية الثانية. تعتمد هذه الاستراتيجية على توزيع القواعد العسكرية بشكل أكبر فى المحيط على مواقع متعددة ومتنوعة لبناء شبكة مترابطة من مواقع متفرقة وصغيرة، مما يعقد خطط العدو لعدم تمركزها فى مواقع محدده، ويعزز القدرة القتالية للقواعد خلال الحروب وبالتالى زيادة قدرتها على البقاء فى حال نشوب اى صراعات.
تجسدت هذه الاستراتيجية فى سلسلة من الإجراءات التى اتخذتها واشنطن فى المحيط الهادئ، مثل إعادة إحياء مطار نووى فى جزيرة تينيان ومطار جزيرة ويك، وايضًا تجديد البنية التحتية العسكرية فى جزيرة بالاو. فبدأت بالفعل أعمال إحياء مطار جزيرة تينيان، والتى من القرر أن تنتهى المرحلة الأولى منه فى عام 2025. وفوق ذلك، اطلقت واشنطن مبادرة الردع فى المحيط الهادئ فى عام 2021 بهدف تعزيز استراتيجيتها العسكرية وقواتها الدفاعية فى المنطقة ضد التهديد الصينى. بالإضافة إلى ذلك، تبنت واشنطن سياسات لتعزيز علاقاتها مع دول المنطقة، حيث عززت علاقاتها مع الهند وتايوان ونيوزيلندا واليابان والفلبين وجزيرة غوام وحزيرة هاواى، كما أنشئت العديد من القواعد العسكرية فى هذه المواقع. وشكلت تحالف أمنى مع أستراليا والمملكة المتحدة عُرف ب أوكوس. تعتبر هذه التحالفات جزءاً من استراتيجية التوظيف القتالى السريع، حيث تسهم فى توسيع نطاق الانتشار للقواعد العسكرية الأمريكية على أراضى هذه الدول.
كانت دوافع واشنطن لتبنى هذه الاستراتيجية واضحة ألا وهى احتواء النفوذ الصينى وكبح تقدمه فى النواحى الاقتصادية والتكنولوجية، إضافةً إلى ردع الصين فى منطقة المحيط الهادئ فى ظل تطور قدرتها العسكرية، بما فى ذلك قدرتها على استهداف القواعد الأمريكية فى عده دول مثل اليابان وغوام، وايضًا حماية الطرق التجارية والممرات البحرية فى المنطقة. ونتيجة لذلك، تهدف استراتيجية التوظيف القتالى السريع إلى احتواء نفوذ الصين عبر نشر القوات الأمريكية فى عدة مواقع، مما يقلل قدرتها على استهدافهم جميعًا فى هدف واحد.
وفى إطار تبنى الولايات المتحدة هذه الاستراتيجية، سعت الصين إلى تعزيز قدراتها العسكرية والتكنولوجية، حيث أطلقت ثالث حاملة طائرات فى عام 2022، وطورت قدراتها الصاروخية بإطلاق الصاروخ الباليستى DF-41 الذى يستطيع أن يستهدف الولايات المتحدة الأمريكية. كما كثفت جهودها فى عسكرة الجزر الاصطناعية فى سبارتلى، وحدّثت أجهزة المراقبة ونظم الرادار. وعلى صعيد التحالفات، عقدت اتفاقية أمنية مع جزر سليمان ووطدت علاقاتها الدبلوماسية مع كيريباتى. ومن الناحية الاقتصادية، فقد عززت شبكة نفوذها من خلال مبادرة الحزام والطريق، مما سمح لها بتعزيز روابطها التجارية والدبلوماسية مع العديد من الدول.
يظل نجاح استراتيجية التوظيف القتالى من المبكر الحكم إذ تشكل سياسات ترامب غير المتوقعة تحديًا أمام نجاحها. فقد بدأت إدارته بحذف بيان يؤكد عدم دعمها لاستقلال تايوان فى 16 فبراير 2025، مما دفع الصين إلى تنفيذ العديد من المناورات العسكرية حول تايوان، وخاصةً بعد التقييم السنوى للمخاطر للاستخبارات الأمريكية، بالإضافةً إلى إعلانها عن زيادة إنفاقها العسكرى. وفى الوقت ذاته هدد ترامب بفرض رسوم جمركية على تايوان، مطالبًا إياها بتحمل تكاليف الحماية الأمريكية لهم. هذه التحولات تثير مخاوف تايوان من أن تلقى مصيرًا مشابهًا لأوكرانيا، فى ظل أولوية ترامب للمصالح الاقتصادية الأمريكية، وهو ما قد يؤدى إلى إضعاف تحالفات واشنطن فى المنطقة، وتقويض استراتيجية الانتشار الموزع والتوظيف القتالى السريع فى المنطقة، مما قد يسهل ايضًا عملية ضم الصين لتايوان.
بالإضافة إلى ذلك، فإن سياسات ترامب بوضع المصالح الاقتصادية أولًا دون اعتبار لأى تحالفات قائمة، إلى جانب تصريحاته حول عدم تكافؤ الاتفاقيات الأمنية ومطالبته بالمشاركة الاقتصادية مقابل الحماية، يُهدد استقرار تحالفات واشنطن فى المنطقة. إذ تعتمد استراتيجية التوظيف القتالى السريع على انتشار القواعد الأمريكية على اراضى الدول الحلفاء، إلا أن سياسات ترامب أثارت مخاوف هذه الدول بشأن التزام واشنطن بحمايتها، وخاصةً فى ظل تراجع ثقتهم بعد سياساته مع أوروبا وأوكرانيا. والذى يعزز ذلك، هى سياسات ترامب الاقتصادية التى بموجبها يفرض رسوم على بعض الدول مثل تايوان واستراليا، الأمر الذى دفع كلًا من اليابان وكوريا الجنوبية إلى الإسراع لإبرام اتفاقية تجارية مع الصين، مما قد يعزز النفوذ الاقتصادى الصينى فى المنطقة مقابل النفوذ الأمريكى.
وبناءً على ذلك، قد تشهد العلاقات الأمريكية مع دول المحيط حالة من عدم الاستقرار وخاصةً مع غموض سياسات ترامب تجاه تايوان التى قد تؤدى إلى زيادة التصعيد من الجانب الصينى، مما قد يشجع بكين على ممارسة بعض الضغوط على تايوان لضمها. وآخيرًا فإن تصريحات ترامب الغير موالية للتحالفات الدولية وغير ملتزمة بها، تهدد فاعلية الاستراتيجية العسكرية للولايات المتحدة فى المنطقة.
[i] “Timeline: U.S.-China Relations.” Council on Foreign Relations. Accessed October 11, 2024. https://www.cfr.org/timeline/us-china-relations
[ii] National Security Strategy 2022”, the White House, :23-25, October 2022, https://bidenwhitehouse.archives.gov/wp-content/uploads/2022/11/8-November-Combined-PDF-for-Upload.pdf
[iii] عمرو عبد العاطى، “العلاقــات الأمريكية-الصينية فى عام ٢٠٢٤ .. موازنة بني التصعيد المسئول و إدارة التنافس”، مركز المعلومات و دعم اتخاذ القرار- مجلس الوزراء، آفاق مستقبلية (4)، يناير 2024، ص3، https://www.idsc.gov.eg/Article/details/9087
[iv] US Naval Institute Staff. “2025 Annual Threat Assessment of the U.S. Intelligence Community”. USNI News. March 26, 2025: 9. https://news.usni.org/2025/03/26/2025-annual-threat-assessment-of-the-u-s-intelligence-community
[v] JOSH TAYLOR. “Operation Noble Eagle-Pacific: Integrated Air and Missile Defense for America’s Pacific Homeland.” Journal of Indo-Pacific Affairs 7, no. 4 (2024). https://media.defense.gov/2024/Jun/28/2003493999/-1/-1/1/VIEW%20-%20TAYLOR.PDF?utm
[vi] Jim Gomez. “Hegseth to fly to the Philippines and Japan in first visit to Asian treaty allies at odds with China”. AP News. March 22, 2025. https://apnews.com/article/defense-secretary-pete-hegseth-philippines-ade74c654157c6f1cbac2c0e7247b6f0
[vii] Indo- Pacific Strategy of the United States. The White House. February 2022. https://bidenwhitehouse.archives.gov/wp-content/uploads/2022/02/U.S.-Indo-Pacific-Strategy.pdf
[viii] Joe Danielewicz. “Understanding resilient forward basing (PODCAST)”. Air Force Life Cycle Management Centre. August 22, 2024. https://www.aflcmc.af.mil/NEWS/Article-Display/Article/3881560/understanding-resilient-forward-basing-podcast/
[ix] “CSAF signs Agile Combat Employment doctrine note”. Air University. December 14, 2021. https://www.airuniversity.af.edu/News/Display/Article/2873496/csaf-signs-agile-combat-employment-doctrine-note/
[x] Niharika Mandhana, Mike Cherney, & Camille Bressange. “Scatter and Survive: Inside a U.S. Military Shift to Deny China ‘Big, Juicy’ Targets”. The Wall Street Journal. October 20, 2024. https://www.wsj.com/world/us-military-pacific-airfield-china-cc96cdc6
[xi] Luke A. Nicastro. “Defense Primer: Agile Combat Employment (ACE) Concept”. Congress.Gov. June 24, 2024. https://www.congress.gov/crs-product/IF12694
[xii] Niharika Mandhana, Mike Cherney, & Camille Bressange. “Scatter and Survive: Inside a U.S. Military Shift to Deny China ‘Big, Juicy’ Targets”.
[xiii] Mar-Vic Cagurangan. “Pacific island governor backs $800m US military upgrade amid China threat”. The Guardian. November 20, 2024. https://www.theguardian.com/world/2024/nov/20/northern-mariana-islands-governor-tinian-us-military-upgrade-plan-china-threat
[xiv] Mila Cisneros. “AFCEC leads major airfield modernization at Wake Island Airfield”. Official United States Air Force. October 15, 2020. https://www.af.mil/News/Article-Display/Article/2383341/afcec-leads-major-airfield-modernization-at-wake-island-airfield/
[xv] Bernadette Carreon, & Ben Doherty. “Pacific Editor Pacific nation of Palau invites US to build a military base to counter China”. The Guardian. September 2020. https://www.theguardian.com/world/2020/sep/04/pacific-nation-of-palau-invites-us-to-build-a-military-base-to-counter-china
[xvi] Clara Fong and Diana Roy. “Guam’s Strategic Importance in the Indo-Pacific”. September 6, 2024. https://www.cfr.org/in-brief/guams-strategic-importance-indo-pacific
[xvii] Niharika Mandhana, Mike Cherney, & Camille Bressange. “Scatter and Survive: Inside a U.S. Military Shift to Deny China ‘Big, Juicy’ Targets”.
[xviii] “The Pacific Deterrence Initiative”. Congressional Research Service. November 25, 2024. https://www.congress.gov/crs-product/IF12303
[xix] “Overview- FY 2025 Defense Budget”. Department of Defense/ United States of America. April 2024. https://comptroller.defense.gov/Portals/45/Documents/defbudget/FY2025/FY2025_Budget_Request_Overview_Book.pdf
[xx] “Indo- Pacific Strategy of the United States”. The White House.
[xxi] Luke A. Nicastro. “U.S. Defense Infrastructure in the Indo Pacific: Background and Issues for Congress”. Congressional Research Service. June 6, 2023: 37-43. https://www.congress.gov/crs-product/R47589
[xxii] “AUKUS: The Trilateral Security Partnership between Australia, U.K. and U.S. U.S. Department of Defense”. U.S. Department of Defense. (n.d.). https://www.defense.gov/Spotlights/AUKUS/
[xxiii] Amy Hawkins. “path of error and Danger”: China angry and confused over Aukus deal”. The Guardian. March 16, 2023. https://www.theguardian.com/world/2023/mar/16/outrage-confusion-china-reaction-aukus-deal
[xxiv] Gavin Blair. “Japan to deploy long-range missiles able to hit North Korea and China”. The Guardian. March 17, 2025. https://www.theguardian.com/world/2025/mar/17/japan-long-range-missiles-north-korea-china-us-security-pact
[xxv] Ben Doherty. “The new reality dawning in Australia: it can no longer rely on the US”. The Guardian. March 15, 2025. https://www.theguardian.com/australia-news/2025/mar/15/the-new-reality-dawning-in-australia-it-can-no-longer-rely-on-the-us
[xxvi] Julianne Schultz. “As trust in the US collapses, leaders in Australia and around the world are frantically recalibrating”. The Guardian. March 22, 2025. https://www.theguardian.com/commentisfree/2025/mar/23/as-trust-in-the-us-collapses-leaders-in-australia-and-around-the-world-are-frantically-recalibrating
[xxvii] Richard Fontaine. “The Trump-Biden-Trump Foreign Policy”. Foreign Policy. January 20, 2025. https://www.foreignaffairs.com/trump-biden-trump-foreign-policy
[xxviii] Indo-Pacific Economic Framework for Prosperity. US Department of Commerce. https://www.commerce.gov/ipef?utm
[xxix] “The United States’ Enduring Commitment to the Indo-Pacific Region: Statement and Releases”. White House. January 10, 2025. https://bidenwhitehouse.archives.gov/briefing-room/statements-releases/2025/01/10/the-united-states-enduring-commitment-to-the-indo-pacific-region/?utm
[xxx] “US drops website wording on not supporting Taiwan independence”. Reuters. Febraury 16, 2025. https://www.theguardian.com/commentisfree/2025/mar/23/as-trust-in-the-us-collapses-leaders-in-australia-and-around-the-world-are-frantically-recalibrating https://www.reuters.com/world/us-drops-website-wording-not-supporting-taiwan-independence-2025-02-16/
[xxxi] معاذ العمري.”واشنطن تدعم تعزيز مشاركة تايوان في المنظمات الدولية”. الشرق الأوسط. أكتوبر 2021. https://aawsat.com/home/article/3264806/%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86-%D8%AA%D8%AF%D8%B9%D9%85-%D8%AA%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2-%D9%85%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%AA%D8%A7%D9%8A%D9%88%D8%A7%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B8%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9
[xxxii] “Advisory immediate release: Secretary of Defense Pete Hegseth Travel to Hawaii, Guam, Philippines, and Japan”. U.S. Department of Defense. March 21, 2025. https://www.defense.gov/News/Advisories/Advisory/Article/4131394/secretary-of-defense-pete-hegseth-travel-to-hawaii-guam-philippines-and-japan/
[xxxiii] Martin Fackler. “Hegseth Pledges to Step Up Military Cooperation With Japan”. The New York Times. March 30, 2025. https://www.nytimes.com/2025/03/30/world/asia/hegseth-japan-military.html
[xxxiv] “Pete Hegseth, dogged by scandal at home, pledges US support for Manila against China”. The Guardian. 28 March, 2025. https://www.theguardian.com/world/2025/mar/28/pete-hegseth-dogged-by-scandal-at-home-pledges-us-support-for-manila-against-china
[xxxv] Paul Haenle and Nathaniel Sher. “How Pelosi’s Taiwan Visit Has Set a New Status Quo for U.S-China Tensions”. Carnegie Endowment International Peace. August 2022. https://carnegieendowment.org/posts/2022/08/how-pelosis-taiwan-visit-has-set-a-new-status-quo-for-us-china-tensions?lang=en
[xxxvi] محمد أنور، ” تقرير: نتائج انتخابات تايوان 2024″، آفاق أسيوية 8 ، رقم 14، 2024: 156-145، https://journals.ekb.eg/article_361106.html
[xxxvii] Ryan Hass. Policy brief “An American perspective on the role of Taiwan in US-China relations”. Brookings, 2022, https://www.brookings.edu/articles/an-american-perspective-on-the-role-of-taiwan-in-us-china-relations/
[xxxviii] “أيمن سمير يكتب: الصين في حسابات «هاريس» و«ترامب»”، المصرى اليوم، أكتوبر 2024، https://www.almasryalyoum.com/news/details/3280232
[xxxix] Luke A. Nicastro. “U.S. Defense Infrastructure in the Indo Pacific: Background and Issues for Congress”. 37-49
[xl] Helen Davidson. “Trump says Taiwan should pay the US for its defence as ‘it doesn’t give us anything”. The Guardian. July 2024. https://www.theguardian.com/world/article/2024/jul/17/donald-trump-taiwan-pay-us-defence-china-national-convention
[xli] Wayne M Morrison. “China’s economic rise: History, trends, challenges, and implications for the United States.” Current Politics and Economics of Northern and Western Asia 28, no. 2/3 (2019): 189-242.
[xlii] Nan Tian, Dr Diego Lopes da Silva, Xiao Liang and Lorenzo Scarazzato. “TRENDS IN WORLD MILITARY EXPENDITURE, 2023” SIPRI, April 2024. https://doi.org/10.55163/BQGA2180
[xliii] مخيمر، أسامة فاروق. `” مجلة کلية الاقتصاد والعلوم السياسية 24, عدد 4 (2023)، 141: 136.
[xliv] “Technology trade controls and US–China competition”, International Institute for Strategic Studies (IISS), 29(6), 2023: vi–viii. doi:10.1080/13567888.2023.2250677.
[xlv] Niharika Mandhana, Mike Cherney, & Camille Bressange. “Scatter and Survive: Inside a U.S. Military Shift to Deny China ‘Big, Juicy’ Targets”.
[xlvi] Luke A. Nicastro. “U.S. Defense Infrastructure in the Indo Pacific: Background and Issues for Congress”.
[xlvii] Niharika Mandhana, Mike Cherney, & Camille Bressange. “Scatter and Survive: Inside a U.S. Military Shift to Deny China ‘Big, Juicy’ Targets”.
[xlviii] لمواجهة الصين.. الولايات المتحدة تعيد تأهيل منشآت جوية تعود للحرب العالمية الثانية. الشرق. 20 أكتوبر 2024. https://asharq.com/defense/103995/%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86-%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86-%D8%AA%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%AA%D8%A3%D9%87%D9%8A%D9%84-%D9%85%D9%86%D8%B4%D8%A2%D8%AA-%D8%AA%D8%B9%D9%88%D8%AF-%D9%84%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9/
[xlix] US Naval Institute Staff. “2025 Annual Threat Assessment of the U.S. Intelligence Community”: 9 – 13
[l] “التحالفات الاستراتيجية في الإندو-باسيفيك: أبعاد الصراع ومستقبل النفوذ”. المركز الديموقراطى العربى. 15 ديسمبر 2024. https://democraticac.de/?p=101579
[li] “Indo- Pacific Strategy of the United States”. The White House.
[lii] “Regional Analysis Brief: South China Sea”. U.S. Energy Information Administration (EIA). March 21, 2024. https://www.eia.gov/international/content/analysis/regions_of_interest/South_China_Sea/south_china_sea.pdf?utm
[liii] “Annual Report to Congress: Military and Security Developments Involving the People’s Republic of China”. U.S Department of Defense. 2023: 8-9. https://www.defense.gov/News/Releases/Release/Article/3561549/dod-releases-2023-report-on-military-and-security-developments-involving-the-pe/
[liv] “Annual Report to Congress: Military and Security Developments Involving the People’s Republic of China”. 10 -11
[lv] Junichi Fukuda. “Counteracting China’s Anti-Access/Area Denial Capabilities”. Institute for International Policy Studies. IIPS Quarterly 6, no (1). 2014: 1-2 https://www.npi.or.jp/en/research/data/fukuda01.pdf
[lvi] “Annual Report to Congress: Military and Security Developments Involving the People’s Republic of China”:10-11
[lvii] “Annual Report to Congress: Military and Security Developments Involving the People’s Republic of China”:11-12
[lviii] “Role of nuclear weapons grows as geopolitical relations deteriorate—new SIPRI Yearbook out now”. SIPRI. June 17, 2024. https://www.sipri.org/media/press-release/2024/role-nuclear-weapons-grows-geopolitical-relations-deteriorate-new-sipri-yearbook-out- now#:~:text=SIPRI’s%20estimate%20of%20the%20size,warheads%20on%20missiles%20during%20peacetime.
[lix] “China has fully militarized three islands in South China Sea, US admiral says”. The Guardian. March21, 2022. https://www.theguardian.com/world/2022/mar/21/china-has-fully-militarized-three-islands-in-south-china-sea-us-admiral-says
[lx] “How Beijing is closing surveillance gaps in the South China Sea”. Chatham House. November 21, 2024. https://www.chathamhouse.org/publications/the-world-today/2024-09/how-beijing-closing-surveillance-gaps-south-china-sea
[lxi] Dzirhan Mahadzir. “Joint Chinese, Russian Naval Drills Start in South China Sea. USNI News. July 15, 2024. https://news.usni.org/2024/07/15/joint-chinese-russian-naval-drills-start-in-south-china-sea
[lxii] Kate Lyons, Dorothy Wickham. “The deal that shocked the world: inside the China-Solomons security pact”. The Guardian. April 20, 2022. https://www.theguardian.com/world/2022/apr/20/the-deal-that-shocked-the-world-inside-the-china-solomons-security-pact
[lxiii] Christopher Bodeen. “China will increase its defense budget 7.2% this year”. AP News. March 5, 2025. https://apnews.com/article/china-defense-budget-taiwan-4ac7cbdc7d5b889732cd55916ff7eb36
[lxiv] Christopher Bodeen. “China conducts air and sea drills near Taiwan in response to US and Taiwanese statements”. AP News. March 18, 2025. https://apnews.com/article/taiwan-china-planes-ships-d7e0beea3f6164046d34d1dfa1dda71a?utm
[lxv] Christopher Bodeen, & Johnson Lai. “China conducts military drills focusing on Taiwan Strait”. AP News. April2, 2025. https://apnews.com/article/china-military-drills-taiwan-strait-shipping-5a8897368bdabc7038c170bf5b20a7f6
[lxvi] “الصين تطلق تدريبات عسكرية حول تايوان… وتحذّر من «اندلاع حرب»”. الشرق الأوسط. 1 أبريل 2025. https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A2%D8%B3%D9%8A%D8%A7/5127682-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86-%D8%AA%D8%B7%D9%84%D9%82-%D8%AA%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%AA%D8%A7%D9%8A%D9%88%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%AA%D8%AD%D8%B0%D9%91%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%86%D8%AF%D9%84%D8%A7%D8%B9-%D8%AD%D8%B1%D8%A8
[lxvii] “تقرير للاستخبارات الأميركية: الصين أكبر خطر عسكري على الولايات المتحدة”. العربية. 26 مارس 2025. https://www.alarabiya.net/arab-and-world/american-elections-2016/2025/03/26/%D8%AA%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86-%D8%A3%D9%83%D8%A8%D8%B1-%D8%AE%D8%B7%D8%B1-%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9
[lxviii] Christopher Bodeen, & Johnson Lai. “China conducts military drills focusing on Taiwan Strait”
[lxix] Gordon CHEUNG, “China’s Belt and Road Initiative: The Economic Footprints in the Middle East vs. Geopolitical
Dimensions with the United States,” East Asian Policy 15, no. 01 (January 2023): 60–73,
https://doi.org/10.1142/s1793930523000053.
[lxx] “الصين تعامل الولايات المتحدة بالمثل وتفرض رسوما جمركية على 128 منتوجا أمريكيا”، فرانس 24، أبريل 2018، https://www.france24.com/ar/20180402-%D8%A8%D9%83%D9%8A%D9%86-%D8%B1%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86-%D9%81%D8%B1%D8%B6-%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%85-%D8%AC%D9%85%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%86%D8%AA%D9%88%D8%AC%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A9
[lxxi] “Fact Sheet: President Donald J. Trump Imposes Tariffs on Imports from Canada, Mexico and China.” The White House. February 1, 2025. https://www.whitehouse.gov/fact-sheets/2025/02/fact-sheet-president-donald-j-trump-imposes-tariffs-on-imports-from-canada-mexico-and-china/
[lxxii] Elisabeth Buchwald. “China and Canada immediately retaliate against Trump’s tariffs. Mexico is next”. CNN. March 4, 2025. https://edition.cnn.com/2025/03/04/economy/trade-mexico-canada-china-tariffs-trump-hnk-intl/index.html
[lxxiii] “الرسوم الجمركية الأمريكية تقرب بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية لإبرام اتفاق تجارة حرة ثلاثي”. فرانس 24. 30 مارس 2025. https://www.france24.com/ar/%D8%A2%D8%B3%D9%8A%D8%A7/20250330-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D9%82%D8%B1%D8%A8-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D9%86-%D9%88%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82-%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%AD%D8%B1%D8%A9-%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB%D9%8A
[lxxiv] سامح جريس. “بين هاريس وترامب.. سيناريوهات مستقبل العلاقات الصينية الأمريكية: القاهرة الاخبارية.” القاهر الإخبارية، أغسطس 2024، https://shorturl.at/7fjEl
[lxxv] مقابلة: رئيس كيريباتي: إنجازات التنمية في الصين خلال العقد الماضي مذهلة”.بوابة الحزام و الطريق. أكتوبر 2022. https://ara.yidaiyilu.gov.cn/p/284077.html
[lxxvi] “كيف يؤثر التقارب الصيني الإندونيسي في المشهد بالإندوباسيفيك؟”.مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة. 20 أغسطس 2024، https://futureuae.com/ar-AE/Mainpage/Item/9569
[lxxvii] أحمد السيد. “شراكة جزر كوك مع الصين: مصالح اقتصادية أم توترات إقليمية؟” المركز المصرى للفكر و الدراسات الاستراتيجية. 13 مارس 2025. https://ecss.com.eg/53006/?utm
باحث في العلاقات الدولية بمركز ترو للدراسات والتدريب