Cairo

مهلة الـ 90 يوماً.. فرصة للتفاوض أم مزيد من التصعيد بين بكين وواشنطن؟

قائمة المحتويات

تصاعدت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين بشكل غير مسبوق مع تصعيد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد تجاه الصين واتهامها بالتجارة غير العادلة، ما أسفر عن سلسلة من القرارات الجمركية التي غيرت معالم العلاقات التجارية بين القوتين. في خطوة تاريخية، فرضت الإدارة الأمريكية رسومًا جمركية على السلع الصينية وصلت إلى 145%، مع تهديدات برفع الرسوم الجمركية إلى 245%، وهو ما قوبل برد فعل مماثل من بكين، التي فرضت بدورها رسومًا جمركية على السلع الأمريكية وصلت إلى 125%، هذا التصعيد ألقى بظلاله على أسواق المال، وأدى إلى تقلبات في أسعار الأسهم والنفط والذهب، ولإعادة الهدوء للأسواق قام ترامب بتجميد الرسوم الجمركية على نحو 75 دولة لم ترد برسوم مضادة.

وفي هذا السياق، تبرز احصاءات التبادل التجاري بين الولايات المتحدة والصين كمؤشر حاسم لفهم عمق التأثيرات المحتملة لهذه الحرب التجارية. فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2024 حوالي 582 مليار دولار، مع عجز تجاري ضخم لصالح الصين بلغ 295 مليار دولار. هذا الفائض الضخم في صادرات الصين إلى الولايات المتحدة يسلط الضوء على أهمية السوق الأمريكي بالنسبة للصين، ويجعل أي تصعيد في الحرب التجارية بمثابة سلاح ذو حدين. وفي الوقت ذاته، يشير التحليل إلى أن تصعيد الحروب التجارية بين هاتين القوتين يمكن أن يزعزع استقرار الأسواق العالمية ويؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة وخلق موجات تضخمية عالمية.

وبناء على ذلك، تبرز التساؤلات حول السيناريوهات المحتملة بعد انقضاء مهلة الـ90 يومًا التي أعلن عنها ترامب لتجميد الرسوم الجمركية، وهل ستكون هذه المهلة فرصة للتفاوض وحل النزاعات التجارية؟ أم أن التصعيد قد يؤدي إلى مزيد من التوترات التي تهدد استقرار الاقتصاد العالمي؟

أولاً: ملامح الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية

ظهرت ملامح الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين بشكل بارز منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منذ مطلع العام 2025، وهي سياسة ممتدة للفترة الرئاسية الأولي (2017- 2021)، حيث تبنت الإدارة نهجًا تصعيديًا غير تقليدي تمثل في تجاوز الأدوات الدبلوماسية المتعارف عليها، والانتقال إلى إجراءات اقتصادية أحادية الجانب. وكانت أولى هذه الخطوات فرض رسوم جمركية غير مسبوقة بدأت بنحو 20% ثم تصاعدت إلى أن وصلت إلى 145%، بينما تداولت وسائل إعلام تقارير تفيد بأن بعض المسؤولين في البيت الأبيض اقترحوا زيادتها إلى 500% كرد فعل تجاه رفع الصين لرسومها التجارية، وهو ما اعتُبر تهديدًا مباشرًا قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار الاقتصادي الدولي. وهي سابقة لم يشهدها تاريخ العلاقات التجارية بين البلدين، مما عكس تحولاً جذريًا في سياسة التجارة الخارجية الأمريكية والتي تسعى إلى فرض واقع جديد في علاقاتها التجارية، مستندة إلى مبدأ “المعاملة بالمثل”، دون اعتبار كبير لتبعات هذه السياسة على الاقتصاد العالمي أو الشراكات الاستراتيجية القائمة.

وقد جاء الرد الصيني على هذا الإجراء سريعًا وحاسمًا، إذ فرضت بكين رسومًا جمركية انتقامية على السلع الأمريكية المصدرة إلى السوق الصينية، وصلت إلى 125%، في إشارة واضحة إلى استعدادها للدخول في مواجهة اقتصادية مفتوحة مع واشنطن، كما عمدت إلى تخفيض سعر صرف اليوان من أجل جعل الصادرات الصينية أكثر تنافسية في إطار ما يطلق عليه “حرب العملات”، وقد فُسر هذا التصعيد المتبادل بوصفه بداية مرحلة جديدة من التوترات التجارية بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، مع احتمالات عالية لاستمرار النزاع لفترة طويلة.

وفي تطور مفاجئ، أعلن الرئيس ترامب تعليق الرسوم الجمركية المفروضة على جميع الدول الأخرى — باستثناء الصين — لمدة 90  يومًا، على نحو من 75 دولة لم ترد برسوم مضادة، مبررًا هذه الخطوة بتلقيه اتصالات من قادة دوليين يناشدونه التوصل إلى حل تفاوضي، بينما استثنى الصين لاتهامها باتباعها سياسة تجارية غير عادلة، وقد أدى هذا القرار إلى ردود فعل متباينة، وكان تأثيره على الأسواق المالية واضحًا، إذ شهدت مؤشرات أسواق المال الأمريكية والدولية تعافيًا سريعًا، وانخفضت حدة التوتر التجاري بشكل مؤقت بين الولايات المتحدة وعددا من دول العالم وخاصة الشركاء التجاريين، ما يعكس الحساسية العالية للأسواق تجاه الخطاب السياسي والقرارات الاقتصادية المفاجئة.

وقد حدثت مرونة في الموقف الأمريكي تجاه الصين – وهو ما يوضح أهمية الصادرات الصينية إلى السوق الأمريكي، حيث استثنت إدارة ترامب الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر وبعض الأجهزة الإلكترونية من الرسوم الجمركية المفروضة، بما في ذلك الرسوم البالغة 125% على الواردات الصينية، وقد جاء هذا القرار استجابةً لمخاوف شركات التكنولوجيا الأمريكية من ارتفاع أسعار المنتجات بسبب تصنيعها في الصين، ويُعد هذا الاستثناء أول إعفاء جوهري من الرسوم الجمركية المفروضة على الصين، وهو ما قد ينهي التوتر التجاري بين البلدين من خلال حلول التفاوض.

ثانياً: حجم التبادل التجاري بين الصين والولايات المتحدة

  1. حجم التبادل التجاري

في عام 2024، بلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين الصين والولايات المتحدة حوالي 582 مليار دولار، فيما سجلت الولايات المتحدة عجزًا تجاريًا تجاه الصين يُقدر بنحو 295 مليار دولار. وعلى مدى الفترة من 2010 إلى 2025، وصلت قيمة الصادرات الصينية إلى السوق الأمريكية إلى نحو 6.9 تريليون دولار، مقارنةً بـ 1.9  تريليون دولار فقط لصادرات الولايات المتحدة إلى الصين. هذا يعني أن معدل التبادل التجاري كان يقارب 4 إلى 1 لصالح الصين، مما يسلط الضوء على الأهمية الاستراتيجية الكبيرة التي تحتلها السوق الأمريكية ضمن هيكل الصادرات الصيني.

شكل رقم (1)

تطور الصادرات بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية

1
Source: U.S. Census Bureau, https://www.census.gov/foreign-trade/data/index.html
  1. أهم السلع في هيكل التجارة الأمريكية الصينية

في عام 2024، هيمنت فئتا “الآلات والمعدات” و”الإلكترونيات والتكنولوجيا” على صادرات الصين إلى الولايات المتحدة، شكل رقم (2)، بما في ذلك الآلات الصناعية، والبطاريات، والألواح الشمسية، والهواتف الذكية، والحواسيب، وشاشات العرض، ويعكس ذلك مدى عمق التكامل الصناعي بين البلدين، فضلاً عن اعتماد السوق الأمريكية بشكل كبير على المنتجات التقنية الصينية.

في المقابل، تتركز الصادرات الأمريكية إلى الصين في السلع الأولية مثل الوقود الأحفوري، منتجات الطاقة، الحبوب، وفول الصويا، إلى جانب مكونات صناعية وتقنية متقدمة، شكل رقم (3)، وتشمل هذه الصادرات قطع غيار الشاشات، الآلات الكهربائية، أجزاء المفاعلات، وقطع غيار الطائرات، مما يبرز اعتماد الصين على الموارد والخبرات الصناعية الأمريكية في عدد من القطاعات الحيوية.

شكل رقم (2)

حصة أهم السلع في صادرات الصين إلى الولايات المتحدة

2
المصدر: مونت كارلو الدولية، https://rb.gy/1yccfp

شكل رقم (3)حصة أهم السلع في صادرات الولايات المتحدة إلى الصين

3
المصدر: مونت كارلو الدولية، https://rb.gy/1yccfp

ثالثاً: أثر قرارات ترامب على الأسواق الأمريكية والدولية

شهدت الأسواق الدولية اضطراباً ملحوظاً نتيجة السياسات الجمركية التي اتخذتها إدارة الرئيس ترامب، خصوصاً بعد فرض رسوم جمركية ثم تعليقها، هذا الارتباك انعكس مباشرة على أسواق الأسهم والنفط والذهب، حيث تراجع النفط، بينما ارتفع الذهب إلى أعلى مستوى تاريخي له على الإطلاق، كملاذ آمن للتحوط ضد المخاطر وعدم اليقين التي خلفتها قرارات الرئيس الأمريكي، كما واجه ترامب اتهامات بالتلاعب بالأسواق لتحقيق مكاسب شخصية له ولمقربيه، خاصة بعد تصريحه عبر منصة “تروث سوشيال” بأن الوقت مناسب للاستثمار، أعقبه قرار تعليق الرسوم الجمركية، والذي أشار لاحقاً إلى أنه عاد بمكاسب “مذهلة” لمحيطه.

ووفقاً لتصريحات ترامب، بأن الهدف من الرسوم هو جذب الاستثمارات إلى السوق الأمريكي، وتحفيز الشركات العالمية، مثل أبل، على نقل مقراتها إلى الولايات المتحدة لتفادي الضرائب، في إطار سعيه لجعل “أمريكا عظيمة مرة أخرى”، وقد جاءت استجابة الأسواق الأمريكية قوية بعد إعلان تعليق الرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً، حيث سجلت مؤشرات الأسهم مكاسب يومية هي الأعلى منذ خمس سنوات:

  • “ستاندرد آند بورز 500” يصعد 9.5%
  • “ناسداك” يقفز 12.16%
  • “داو جونز” يرتفع 7.8%

كما شهدت أسهم التكنولوجيا انتعاشاً لافتاً، حيث ارتفعت أسهم تسلا وإنفيديا وميتا وغيرها، بنسب ارتفاع تراوحت بين 12 إلى 20%. وقد أكدت إدارة ترامب بأن تعليق الرسوم هو أمر مؤقت، وأن الأسواق قد عادت إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا، وقد أكدت الإدارة الأمريكية عزمها للتوصل إلى اتفاقات تجارية عادلة مع الجميع.

رابعًا: السيناريوهات المحتملة

من المؤكد أن استمرار الحرب التجارية وتصاعدها بين الولايات المتحدة والصين من جهة، وبين الولايات المتحدة وبقية شركائها من جهة أخرى، قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية واسعة النطاق على مؤشرات الاقتصاد العالمي واضطراب الأسواق المالية. هذا قد ينعكس بدوره على تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، وارتفاع معدلات البطالة، وزيادة الضغوط التضخمية، ومن المتوقع حدوث ركوداً تضخمياً في الولايات المتحدة، وتأثيراً سلبياً على النمو في الاتحاد الأوروبي، كما سيكون لذلك تأثيرات كبيرة على الدول النامية وكذلك الدول المصدرة للنفط على إثر تراجع أسعار النفط عالمياً. وقد ذهب بعض الخبراء إلى مقارنة هذه الأزمة بالكساد العظيم الذي شهده الاقتصاد العالمي في ثلاثينيات القرن الماضي، بسبب الآثار التي قد تترتب على استمرارية هذا التصعيد.

ومع ذلك، قد يشكل التعليق المؤقت للرسوم الجمركية الأمريكية فرصة لالتقاط الأنفاس والتهدئة. في هذه الفترة، قد يكون هناك مجال لدخول الصين في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة بهدف التوصل إلى اتفاقات تجارية أكثر عدلاً. وما يعزز اتجاه التفاوض تصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، والذي قال “دعوني أؤكد أن الحروب التجارية والجمركية لا رابح فيها، وتقوض مصالح الشعبين الصيني والأمريكي. ما نحتاجه الآن ليس المزيد من الرسوم الجمركية الأحادية، بل الحوار والتشاور القائم على المساواة والاحترام المتبادل. نحث الولايات المتحدة على تصحيح أخطائها والتوقف عن تسييس القضايا التجارية والاقتصادية واستغلالها كسلاح”

وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة والصين هما قطبا الاقتصاد العالمي في الوقت الراهن، مع اعتماد متبادل بينهما في التجارة، وهذا يعني أن التصعيد المستمر قد يؤثر بشكل كبير على كلا البلدين؛ فالصين تعتمد على السوق الأمريكي لتصريف منتجاتها، في حين أن الولايات المتحدة تعتمد على النظام المالي العالمي الذي يهيمن عليه الدولار الأمريكي. كما أن الصين تعد من أكبر المستثمرين في السندات الأمريكية، مما يمنحها أوراق ضغط قوية على الولايات المتحدة.

لكن في حال استمر التصعيد الأمريكي ضد الصين ودول أخرى، فقد يؤدي ذلك إلى فقدان الثقة في النظام المالي الدولي، وهذا قد يدفع الدول إلى البحث عن بدائل لتقليص اعتمادها على الدولار الأمريكي، ومن الممكن أيضًا أن تسعى الصين إلى تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع دول أخرى مثل الاتحاد الأوروبي ودول الجنوب في إطار تحالف “بريكس”، مما قد يسهم في تقليل الهيمنة الأمريكية على الاقتصاد العالمي.

الهوامش

  1. اقتصاد الشرق، الأسهم الأمريكية، https://rb.gy/g8dtd2
  2. اقتصاد الشرق، تـأجيل الرسوم الجمركية لن يعيد الثقة في الولايات المتحدة، 15 أبريل 2025، متاح على: https://rb.gy/6xhiik
  3. اقتصاد الشرق، رغم الرسوم.. ترمب لا يزال متفائلاً بشأن التوصل لاتفاق مع الصين، 9 أبريل 2025، متاح على: https://rb.gy/v2ld5n
  4. أميمة الشاذلي، ما تأثير طوفان الرسوم الجمركية الأمريكية على الاقتصاد العربي والعالمي؟ بي بي سي عربي، 2 أبريل 2025، https://www.bbc.com/arabic/articles/cpq7dld80wyo
  5. العربية: “الأمم المتحدة”: تأثير الرسوم الجمركية قد يكون “كارثيا” على الدول النامية، 11 أبريل 2025، متاح على: https://rb.gy/ou7ml6
  6. مادلين هالبرت، ترامب يستثني الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر من الرسوم الجمركية الجديدة، بي بي سي نيوز – متاح على: https://www.bbc.com/arabic/articles/ce8g3x8jln8o
  7. مونت كارلو الدولية، وسط الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين: ماذا يشتري كل طرف من الآخر؟، 14 أبريل 2025، متاح على:  https://rb.gy/1yccfp
  8. روسيا اليوم، تصعيد أمريكي.. واشنطن تهدد بفرض رسوم تصل إلى 245% على الواردات الصينية، 16 أبريل 2025، متاح على: https://rb.gy/qhrfuo
  9. Jake Werner, U.S.-China tariff tensions could turn military disputes into something more dire, MSNBCM April 13, 2025, at:   https://www.msnbc.com/opinion/msnbc-opinion/us-china-tariffs-trump-conflict-rcna200851
  10. Reuters, US-China trade war: What products do both countries import from each other?, April 10, 2025,  at: https://www.reuters.com/world/us/smartphones-soybeans-top-products-caught-up-us-china-trade-war-2025-04-10/
  11. U.S. Census Bureau, https://www.census.gov/foreign-trade/data/index.html

باحث مشارك

رؤية جون ميرشايمر لحربي إسرائيل وروسيا ومستقبل النظام الدولي
التكنولوجيا الحيوية كأداة للقوة التنافس السياسي والاقتصادي بين الولايات المتحدة والصين في سباق الهيمنة العالمية
تأتي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أكتوبر2023 لتشكل محطة فارقة في المشهدين السياسي والاقتصادي على المستويين المحلي والإقليمي، لما أفرزته من آثار عميقة تتجاوز الجانب الإنساني إلى إحداث تغييرات ملموسة في المؤشرات الاقتصادية في الاقتصاد الإسرائيلي. فعلى الرغم من استقرار الاقتصاد الإسرائيلي، إلا أن طول أمد الصراع واتساع نطاق العمليات العسكرية، إلى جانب الانعكاسات الأمنية والسياسية، أثر على قطاعات حيوية مثل السياحة، والاستثمار الأجنبي، وحركة الصادرات والواردات، فضلاً عن ارتفاع تكاليف الدفاع وتراجع ثقة الأسواق. ومن ثم، فإن دراسة التداعيات الاقتصادية لهذه الحرب تمثل مدخلاً مهماً لفهم طبيعة التأثيرات قصيرة وطويلة الأمد على الاقتصاد الإسرائيلي، ورصد مدى قدرته على الصمود أو التكيف في ظل هذه التحديات."
مخرجات قمة ألاسكا بين ترامب وبوتن
في خضم التحولات الجيوسياسية التي يشهدها الإقليم، يبرز توقيع اتفاق تصدير الغاز بين أذربيجان وسوريا كحدث لافت يعكس إعادة تمركز بعض الفاعلين الإقليميين في مسارات جديدة من التعاون، تتجاوز الحسابات التقليدية للتحالفات والانقسامات.
Scroll to Top