Cairo

المشهد السياسي في الداخل الإسرائيلي والموقف من المواجهة العسكرية مع إيران

قائمة المحتويات

عضو الهيئة الاستشارية بمركز ترو للدراسات

ساد الشارع الإسرائيلى شعور بالفخر الوطني والانتصار الممزوج بالخوف بعد الهجوم غير المسبوق على الجيش الإيراني والبرنامج النووى فى 13 يونيو 2025 رغم أن الحكومة الإسرائيلية فى اليوم السابق على تلك الضربات كانت على مرمى حجر من السقوط بسبب أزمة قانون تجنيد الحريديم وتقديم مشروع قانون لحل الكنيست وإجراء انتخابات مبكرة، ونجح الجيش الإسرائيلي في تحييد الدفاعات الجوية الإيرانية، وترسيخ التفوق الجوي، والقضاء على كبار الجنرالات والعلماء النوويين الإيرانيين، وضرب مئات الأهداف، بما في ذلك منشآت التخصيب الإيرانية الرئيسية في نطنز[1]. و وجاء الرد الإيرانى فى نفس اليوم مما أدى إلى توقف الحياة العادية فى إسرائيل بشكل مفاجئ حينما تم إغلاق المطار الرئيسي ونقل مئات المرضى المعرضين للخطر إلى مرافق الطوارئ تحت الأرض، وسارع الإسرائيليون لشراء الاحتياجات الضرورية[2]. لقد أدركت إسرائيل أنها أمام فرصة ذهبية لاغتنام مايبدو لها من حالة الضعف الإيراني، عقب تحجيم نفوذ  “محور المقاومة” المرتبط بإيران بقيادة حزب الله  فى المنطقة وقدرتها على تحقيق الإنجازات العملياتية إسرائيل في هجومها الأول على إيران في أكتوبر 2024، لاسيما مع تقدم إيران في برنامجها لتخصيب اليورانيوم بما يتجاوز الحدود التي حددتها خطة العمل الشاملة المشتركة بكثير وفق  تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية[3]. مما يطرح التساؤلات حول المشهد السياسى فى الداخل الإسرائيلي وتهديد استقرار الحكومة وعلاقته بالهجوم على إيران، وموقف كل من النخبة السياسية والحزبية، والمعارضة، والشارع الإسرائيلى من الاستهداف الإسرائيلى لإيران رغم استمرار تورط إسرائيل فى الحرب على غزة دون حسم وأسباب ذلك. كما فى التالى:

أولاً: العلاقة بين أزمة قانون تجنيد الحريديم والهجوم الإسرائيلى على إيران

يُعد ملف تجنيد طلاب المعاهد الدينية من أكثر القضايا حساسية في الساحة السياسية الإسرائيلية، ويثير جدلاً واسعاً بين مكونات المجتمع، وسط مطالب متزايدة بتحقيق مساواة في تحمل عبء الخدمة العسكرية خاصة مع استمرار الحرب على غزة. فقد كان من بين اشتراطات إعلان الدولة العبرية إرضاء الحريديم، وتأمين حريتهم في ممارسة شعائرهم. كما أن القيادة العلمانية للصهيونية كانت تميل إلى تجنب الخلاف مع الحريديم المتدينين لأنها استندت إلى البُعد الديني في ترسيخ مبرر استيطانهم الأرض، وإعلان الدولة اليهودية[4]. وأصدر أول رئيس حكومة لإسرائيل بعد إعلانها، ديفيد بن جوريون بصفته أيضًا وزيرًا للدفاع، إعفاءً لطلاب المدارس الدينية اليهودية من التجنيد في الجيش، مستخدمًا بندًا في قانون الخدمة العسكرية يسمح لوزير الدفاع بذلك. وكان طلاب المدارس الدينية آنذاك عام 1948 لا يزيدون عن بضع مئات. وبقي الوضع على هذا الحال لحوالي ثلاثين عامًا، إلى أن حدث التغير السياسي الأهم في تاريخ إسرائيل بهزيمة التيار العمالي، وتشكيل مناحيم بيغن أول حكومة برئاسة الليكود عام 1977 مع صعود حزب الليكود للحكم في انتخابات 1977 كان حزب “أغودات يسرائيل” شريكا له في الحكومة التي ترأسها مناحيم بيجن، وأجبره على إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية وأصبحت أعدادهم  حالياً كبيرة ويشكلون نحو 13% من الإسرائيليين [5].

ويحظى الحريديم بثقل سياسى لافت فى السياسة الإسرائيلية بتحالفهم مع الليكود بزعامة نتنياهو ويتكون الائتلاف الحكومى من أحزاب الليكود (32 مقعداً)، وتحالف الصهيونية الدينية والقوة اليهودية (14 مقعداً)، وشاس(11 مقعداً) ، ويهدوت هاتوراه ( 7 مقاعد)، حيث حصلت هذه القوائم مجتمعة فى انتخابات الكنيست نهاية عام 2022 على 64 مقعداً مقابل 56 مقعداً للأحزاب الأخرى[6]. وأعلن نتنياهو فى29 سبتمبر 2024 انضمام جدعون ساعر( حزب اليمين الرسمى) إلى حكومته وعضوًا في الكابينيت السياسي-الأمني مما يحمل الكثير من الدلالات بشأن الحفاظ تماسك الحكومة الإسرائيلية وتعزيز الاستقرار السياسي لترتفع مقاعد الائتلاف  من 64 إلى 68 مقعدًا مما يمنحه قوة فى ظل التهديدات التى تواجها إذا ما قرر أحد أحزاب الائتلاف الحكومى  الانسحاب[7]، مثلما حدث فى فى يناير 2025 بسبب إعلان حزب عوتسماه يهوديت (القوة اليهودية) الذي يترأسه وزير الأمن الإسرائيلي المنتمي إلى أقصى اليمين إيتمار بن غفير استقالته ووزيرين آخرين من أعضاء الحزب من حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو احتجاجاً على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة ودعا وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش للانضمام إليه[8]. وباتت الحكومة الإسرائيلية تحظى بدعم 62 نائباً فقط بدل 68 من أعضاء الكنيست لكنها استطاعت الحفاظ على استمرارها حينما استأنفت القوات الإسرائيلية الحرب وشنت سلسلة من الغارات الجوية على غزة فى فجر يوم 18 مارس 2025 بعد شهرين من سريان اتفاق وقف إطلاق النار بزعم[9] الضغط العسكرى على حماس لاستعادة الرهائن لكن السبب الحقيقى يكمن فى إرضاء ابن غفير مما يضمن إقرار الموازنة الجديدة فى موعدها وبقاء الحكومة، وبالفعل أعلن حزب بن غفير القوة اليهودية عودته إلى الحكومة فى 18 مارس مما يُعد هذا انجازًا سياسيًا لنتنياهو، ويعزز استقرار ائتلافه على حساب الدماء الفلسطينية[10]. ويدل ذلك على لجوء نتنياهو إلى استخدام القوة العسكرية فى مواجهة الخصوم  حين يتعرض الائتلاف الحكومى لأزمة تهدد بانهياره وإن كان ذلك واحداً من بين دوافع أخرى عديدة لهذا العدوان.

من جانب آخر، واصل الحريديم احتجاجاتهم ضد الخدمة العسكرية منذ أن قررت المحكمة العليا، في 25 يونيو 2024 إلزامهم بالتجنيد، ومنع تقديم مساعدات مالية للمؤسسات الدينية التي يرفض طلابها الخدمة. وجاءت التحركات نحو حل الكنيست على وقع عدم وفاء نتنياهو بوعوده للحريديم قبيل تشكيل الحكومة، بسن قانون تجنيد يعفي طلاب المدارس الدينية من الخدمة العسكرية. وظهر فى مقاطع فيديو مسربة عن لقاء بين نتنياهو وكبار الحاخامات اعترف نتنياهو بأنه أقال كلًا من وزير الدفاع ورئيس الأركان السابقين لتسهيل مهمة إقرار قانون التجنيد الذي يرضيهم[11]،

ورفضت الهيئة العامة للكنيست فى جلستها 12 يونيو في القراءة التمهيدية مشروع قانون حل الكنيست بأغلبية 61 صوتا مقابل 53 حيث عولت المعارضة الإسرائيلية على تصويت الشريكين في الحكومة حزبا “شاس” وتحالف “يهدوت هتوراه” (يضم حزبي ديغيل هاتوراه وأغودات يسرائيل) لصالح مشروع القانون إلا أنها تراجعا بعد تفاهمات توصلت إليها مع حزب “الليكود” ، باستثناء عضوين من “أغودات يسرائيل” صوتا لصالح المشروع. وذلك رغم  التهديدات التي أطلقها الحريديم  وفى مقدمتهم حزبا “ديغيل هاتوراه” و”شاس”، بالتصويت لصالح حل الكنيست إذا لم تُعالج أزمة قانون التجنيد، وبموجب القانون الإسرائيلي فإنه لا يمكن إعادة طرح مشروع قانون حل الكنيست إلا بعد مرور 6 أشهر من سقوطه بالقراءة التمهيدية.

من زاوية أخرى، أدت الأزمة إلى انقسام في أغودات إسرائيل، أحد مكوني “يهدوت هتوراه”، بعد أن صوت اثنان من أعضائه، يعقوب تيسلر وموشيه روث، لصالح حل الكنيست، بينما عارضه عضو واحد هو إسرائيل آيخلر[12]. وصدر بيان مشترك عن “ديغيل هاتوراه” و”شاس” توضيحهما أنه “جرى التوصل إلى تفاهمات مع رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية (من حزب “الليكود”) يولي إدلشتاين، تركزت حول الحفاظ على مكانة طلبة المعاهد الدينية اليهودية ضمن مشروع قانون التجنيد الجديد بمعنى التوصل لحل وسط يحول دون فرض عقوبات مشددة على كل الشبان الحريديم. وهو ما يكشف عن تدخل كبار الحاخامات الحريديم في صلب القرار، فبعد إبداء تحفظات مبدئية على مسودة التسوية أصدر الحاخام دوف لانداو الزعيم الروحي لفصيل “ديغل هاتوراه” توجيهًا يوجه فيه نواب الحزب، إلى جانب نواب حزب “شاس”، بمعارضة حل الكنيست وتأجيل اتخاذ القرار النهائي لمدة أسبوع” مما يمنح الائتلاف الحاكم فرصة لترتيب صفوفه ومواصلة المفاوضات[13].

يفسر هذا التناقض بأن هدف أحزاب الحريديم كان منع نتنياهو من اجتياز الدورة الصيفية للكنيست ( تنتهى فى 28 يوليو 2025)  دون إقرار قانون الإعفاء من التجنيد في قراءته الأولى ولم تكن الغاية حل الكنيست فعلياً بل إجبار نتنياهو والليكود على تمرير القانون خاصة وأن انهيار الائتلاف يعنى عملياً  خسارة المكاسب المالية والامتيازات التى يحصلون عليها من نتنياهو . وعلى سبيل المثال تستعد الحكومة لاتخاذ قرار بتحويل نحو 100 مليون شيكل (28.1 مليون دولار) إلى المعاهد الدينية التي لا يلتحق طلابها بالجيش، على الرغم من حكم المحكمة العليا العام الماضي بأن مثل هذا التمويل غير قانوني[14]. وليس لدى أى ضمانات  أن يتكرر ذلك فى الانتخابات القادمة فى ضوء نتائج استطلاعات الرأى التى ترجح فوز المعسكر العلمانى المعارض لنتنياهو والمناهض للحريديم. وبموجب القانون فإن فترة ولاية الحكومة تستمر حتى نهاية 2026 ما لم تجر انتخابات مبكرة ، فهذا  التردد ناجم عن مخاوف من عدم حصول الحريديم أو ائتلاف نتيياهو على الأغلبية اللازمة فى أى انتخابات قادمة [15]، والتخوف كذلك من موقف حزب شاس ( 14 مقعد)  لأن لو صوت يهودت هاتوراه ( 7 مقاعد) مع حل الكنيست بينما صوت شاس ضد الحل فلن تنهار الحكومة لأن الائتلاف الحكومى ( فى حالة استبعاد يهودت هاتوراه) يبقى يحظى بتأييد 61 عضواً من إجمالى 120 أعضاء الكنيست.

وفى السياق ذاته، قام الائتلاف الحكومى بتقديم عشرات القوانين التي طرحها أعضاء الائتلاف، والتي لم يُقر أي منها  مما يعنى تعمد  إحداث ازدحام فى الاجندة التشريعية لتعطيل طرح مشروع قانون حل الكنيست[16]، خاصة مع عدم تعاون رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن، يولي إدلشتاين، وتقديمه مشروع قانون تجنيد يتضمن أنه  ينبغي على الجيش إرسال أوامر استدعاء للخدمة لكل شاب حريدي لم يتجاوز عمره 28 عامًا، بدءًا من مطلع يوليو 2025 وتوقيع عقوبات فردية شديدة ضد رافضى التجنيد مثل منع حصولهم على رخص قيادة سيارات، أو العمل في وظائف معينة، أو تمتع أطفالهم بخصومات في دور الحضانة ورياض الأطفال، مما أثار استياء أعضاء الكنيست الحريديم وكذلك الغضب الشديد داخل الليكود لرغبتهم فى استمرار الحكومة. وهناك ما يقارب 80,000 شاب من الحريديم تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا مؤهلون للخدمة العسكرية ولم يلتحقوا بها. وقد أصدر الجيش الإسرائيلي 18,915 أمرًا أوليًا للتجنيد لأفراد الحريديم على دفعات منذ يوليو 2024، ولكن حتى أواخر أبريل 2025 ، لم يلتحق بالخدمة سوى 232 شخصًا ممن تلقوا الأوامر، منهم 57 في أدوار قتالية[17].

 وتدخلت الولايات المتحدة للحفاظ على حكومة نتنياهو ربما لرغبتها فى استبعاد أى شئ يجهض الهجوم الإسرائيلى المرتقب فى ذلك الوقت على إيران واجتمع سفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي مع الأعضاء الحريديم في الائتلاف لمنع انهيار الحكومة، ووفق المصادر الدبلوماسية  قال أن هاكابي لسياسيين حريديم بارزين إن “استقرار الحكومة مهم لمعالجة القضية الإيرانية”، وإن إجراء انتخابات مبكرة سيكون خطأ، وأن الولايات المتحدة ستواجه صعوبة في دعم إسرائيل إذا جرت انتخابات الآن[18].

ثانياً: الموقف  فى الداخل الإسرائيلى من المواجهة العسكرية مع إيران

  1. إشادة الداخل  الإسرائيلى بالضربات العسكرية ضد إيران

تهدف الضربات إلى تعطيل البرنامج النووي الإيراني ومنع طهران من امتلاك قدرات تخصيب اليورانيوم التي قد تؤدي إلى تطوير أسلحة نووية. وصرح نتنياهو “لقد أطلقت إسرائيل للتو عملية “الأسد الصاعد”، وهي عملية عسكرية محددة الأهداف تسعى إلى القضاء على التهديد الذي تشكله إيران على وجود إسرائيل. هذه العملية سوف تستمر عدة أيام طالما كان ذلك ضرورياً”. فهو يسعى إلى  إزالة ما يسميه التهديد الوجودي الذي تشكله  إيران على إسرائيل. وأوضح أن العملية العسكرية ) الضربات الافتتاحية ) استهدفت منشآت نووية رئيسية، بما في ذلك موقع التخصيب في نطنز، بالإضافة إلى علماء نوويين بارزين يعملون على تطوير البرنامج النووي الإيراني. كما أشار إلى أن إيران تمتلك ما يكفي من اليورانيوم لصنع 15 سلاحًا نوويًا خلال أيام فقط، وهو ما يصفه بأنه “نقطة اللاعودة”[19]. واستقبل الإسرائيليون بحفاوة شديدة وسعادة بالغة أنباء استهداف إسرائيل لإيران بالضربات العسكرية و تكبيدها خسائر فادحة على مستوى القيادات العسكرية والنووية، إلى جانب تدمير بعض المواقع العسكرية وأنظمة الدفاع الجوي، وخسائر مدنية وخسائر فى الأرواح باعتبار أن الجيش نجح في تنفيذ عملية خداع ومباغتة للإيرانيين، مما أتاح المجال لتحقيق إنجازات عسكرية هامة. دفع  هذا الإنجاز المباغت والسريع جميع المعلقين السياسيين والعسكريين تقريباً إلى التباهي والتفاخر بما حدث والالتفاف من جديد ليس فقط حول الجيش[20]، وإنما كذلك حول حكومة نتنياهو التى كانت مهددة بالانهيار قبيل تلك الضربات. ولم تستمر تلك الحالة من النشوة والزهو كثيراً على وقع الرد الإيرانى الموجع وقصفت إيران إسرائيل بمئات الصواريج الباليستسة والفرط صوتية وهرول الإسرائيليون للملاجئ  وأضطروا للبقاء فى الملاجئ مدة طويلة وفق تعليمات الجبهة الداخلية.

يلفت النظر التوحد والاصطفاف بين قادة المعارضة والائتلاف الحكومى وخفوت صوت الانتقادات ضد الحكومة رغم  حدة الانقسامات السياسية بينهما وتتالت التصريحات المعبرة عن الإشادة بالضربات العسكرية ضد إيران . صرح يائير لابيد (زعيم المعارضة) ” أنها ليست اللحظة المناسبة لممارسة السياسة هذه الحكومة بحاجة إلى الإطاحة، ولكن ليس في خضم معركة وجودية  وأن ضرب إيران هو ” الشيء الصحيح الذي يجب القيام به”، ودعا إلى تنسيق أكبر مع الولايات المتحدة لتجنب رد إيراني واسع[21]. فى حين كان رئيس الحزب الديمقراطيون ذو التوجه اليسارى يائير جولان وهو رئيس أركان سابق أول مسؤول عام شوهد وهو يزور موقعاً تعرض للقصف ويتحدث إلى الناس، أي أنه فعل ما انتخب من أجله ورأى” أنه إذا تجاهلنا الانقسامات الأساسية، فإن ما يريده غالبية قادتنا اليوم ليس مختلفًا تمامًا. كل ما يحتاجونه هو التكاتف وإثبات أننا أقوياء في الداخل كما نحن في قتال أعدائنا” وسعى إلى الربط بين الحرب على إيران و غزة  عندما ذكر “من البديهي أن إنهاء الحرب في غزة وعودة جميع رهائننا جزء لا يتجزأ من تحقيق الأهداف في إيران بسرعة. يجب أن يكون هذا هو الهدف النهائي، لأننا نشعر بألم ويأس إخواننا وأخواتنا الذين يعانون في أنفاق حماس، بلا مأوى، ولا قيادة للجبهة الداخلية، ولا خدمات طوارئ لمساعدتهم.”[22]

أما بيني غانتس رئيس حزب الوحدة الوطنية والعضو السابق فى كابينت الحرب على غزة ، صرح “كان القرار بالتحرك الاستباقي ضد إيران مبرراً وضرورياً، وفي هذا الشأن تقف المعارضة الإسرائيلية متحدة تماما مع الائتلاف”. وقال إن “شعب إسرائيل يقف متحداً تماماً في تحقيق أهدافنا، وأي خلافات قد تكون لدينا سوف تضطر إلى الانتظار لأوقات أخرى” وهو ما يتفق مع موقف رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، الذي أظهرت استطلاعات الرأي أنه المرشح المفضل باستمرار ليحل محل نتنياهو إذا أجريت انتخابات مبكرة، وفى مقابلة فى الإعلام الإسرائيلى ذكر “لا يوجد يمين ولا يسار ولا معارضة ولا ائتلاف” عندما يتعلق الأمر بالضربات على إيران. وقال بينيت الذي دعا منذ فترة طويلة إلى توجيه ضربة للبرنامج النووي الإيراني “إن دولة إسرائيل تعمل على إزالة الورم السرطاني المسمى البرنامج النووي الإيراني الذي يهدد وجودنا” حيث تقول الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي تعهدت بتدمير إسرائيل، إن برنامجها النووي مخصص للأغراض المدنية. ومع ذلك، تُخصب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60% – وهي نسبة لا تُستخدم لأغراض مدنية، وهي قريبة من نسبة 90% اللازمة لإنتاج رأس نووي – وقد منعت المفتشين الدوليين من تفتيش منشآتها النووية”[23].

يلاحظ أن موقف الساسة الإسرائليين لا يأخذ فى الاعتبار أن إيران بعيدة عن إسرائيل، مما يجعل من الصعب مواصلة العمليات العسكرية فوق الأراضي الإيرانية دون تدخل مباشر من الولايات المتحدة. ويُعتقد أن المواقع النووية الرئيسية في إيران، مثل نطنز، مُحصنة ، مع وجود طبقات سفلية من الخرسانة المسلحة، كما أن فوردو مبني داخل جبل . وقد تتطلب بعض هذه المنشآت ضربات متعددة بالذخائر الإسرائيلية. وعلى الرغم من أن إسرائيل أظهرت قدرتها على التغلب على الدفاعات الجوية الإيرانية، فإن بعض هذه الأنظمة، مثل نظام إس-300 بي إم يو-2 الروسي، هائلة، وتتطلب هجمات إضافية لتعطيلها وتخاطر بفقدان الطائرات الإسرائيلية. ولا ترغب الدول الإقليمية فى الخليج في دعم العمليات العسكرية الإسرائيلية رغم أنها ليست صديقة لإيران، ومن ثم  يصعب على إسرائيل بمفردها تدمير المنشآت الإيرانية المحمية جيدًا، على الرغم من أنها ستلحق بعض الضرر بالتأكيد[24].

  1. أسباب قلق الإسرائليين وتخوفهم من تداعيات المواجهة مع إيران:

يلاحظ التفاوت بين موقف السياسيين والشارع الإسرائيلى فرغم الاتفاق على تأييد الضربات العسكرية ضد إيران إلا أن الشارع يئن من  تبعات تلك المواجهة ويتساءل المواطنون الإسرائيليين عن موعد انتهائها.  وبرزت بعض الأصوات تطالب بتهدئة فورية لتجنب حرب شاملة، بينما دعت أخرى إلى تصعيد الرد على إيران لاستعادة قوة الردع. هذا الانقسام يعكس توترًا داخليًا متزايدًا، وتتمثل أبرز أسباب تخوف الشارع الإسرائيلى فيما يلى:

  • الخسائر الفادحة فى الأرواح والممتلكات الاسرائيلية:

ألحقت الهجمات الصاروخية الإيرانية بإسرائيل خسائر بشرية ومادية غير مسبوقة، رغم محاولات التعتيم الإعلامي الرسمى واستهدفت الصواريخ الإيرانية عدة مواقع في وسط وشمال إسرائيل، بما في ذلك مبان سكنية تدمر بعضها وتضررت مئات المباني الأخرى في تل أبيب الكبرى، مما أسفر عن عشرات الإصابات والوفيات منذ تبادل إطلاق الصواريخ والهجمات فى 13 يونيو  2025. إلى جانب استهداف منشآت حيوية عسكرية ومدنية مثل مقر قيادة الجيش في تل أبيب ومصفاة تكرير النفط في حيفا ومحطة الكهرباء المركزية في الخضيرة، ومعهد وايزمان للعلوم في رحوبوت ومجمعات سكنية في بات يام،[25] وتطورت الهجمات الصاروخية إلى حد استهداف إيران مستشفى سوروكا جنوب إسرائيل  فجر 19 يونيو 2025 مما أسفر عن إصابات خطيرة[26]. وتمثل هذه الخسائر تحولًا نوعيًا في طبيعة المواجهة بين إيران وإسرائيل، حيث لم تعد الضربات تقتصر على الأطراف أو الحدود، بل طالت العمق المدني والعسكري الإسرائيلي بشكل مباشر وفى أوقات مختلفة على مدار اليوم.

  • اضطراب الحياة اليومية وممارسة الأنشطة المعتادة وقيود الحركة

 أصبح الكثير من الإسرائيليين لا ينامون ليلهم ولا يعيشون نهارهم و يعيش السكان تحت ضغط دائم من صافرات الإنذار ورشقات الصواريخ المتتالية فى كل أنحاء إسرائيل، مما يؤدي إلى القلق واضطرابات النوم، خاصة لدى الأطفال وكبار السن. وصرح المتحدث باسم الإسعاف الاسرائيلى” ان الملاجئ قد لا تصمد في وجه الصواريخ الايرانية التى أصابت العديد من الاهداف والمبانى وأسقطت العديد من القتلى والجرحى” رغم أن منظومات الدفاع الجوي اعترضت معظم الصواريخ، وتزايد أعداد المستوطنين الذين يفرون عبر البحر إلى قبرص[27]، وتحولت رافئ عدة من بينها مرسى “هرتسيليا” في الوسط، وحيفا شمالًا، وعسقلان جنوبًا حالياً إلى نقاط مغادرة سرية للمستوطنين الذين يدفعون مبالغ كبيرة للهرب على متن يخوت خاصة بعيدًا عن أعين السلطات الرسمية، في ظل عجز هيئة السكان والهجرة عن تقدير حجم تلك الظاهرة المتصاعدة[28]، وإغلاق العديد من المتاجر أبوابها، وتعليق أو إلغاء الفعاليات العامة، كما لجأت الكثير من المؤسسات التعليمية للتعليم عن بعد، وتم تحويل العمل إلى نمط الطوارئ أو العمل من المنزل، خاصة في القطاعين العام والخاص وأغلقت كل الحدود البرية والمطارات، ولم يعد فاعلاً جزئياً سوى بعض الموانئ. يضاف لذلك تداعيات توقف حركة الطيران، وتراجع البورصة، وارتفاع أسعار التأمين كما أن بعض الشركات الكبرى أعلنت عن تعليق أعمالها مؤقتًا في مناطق الوسط والشمال[29].

  • التشكك فى قدرة الحكومة الإسرائيلية على حماية الإسرائليين وتوفير متطلباتهم

 انطلقت الانتقادات لعدم إعداد الحكومة المجتمع لتحمل أعباء الحرب الجديدة خصوصاً أن أطول حرب في تاريخ إسرائيل لم تنته بعد. شعرت الكثير من المدن بالعجز عن تلبية احتياجات سكانها من الملاجئ، في وقت منحت فيه الدولة الوزراء وكبار المسؤولين وعائلاتهم ملاجئ رسمية، وتجدر الإشارة أن نحو نصف المبانى السكنية فى إسرائيل ليس بها ملاجئ، ويشهد الرأي العام الإسرائيلى جدلاً مستمراً حول مدى الحماية التي توفرها الملاجئ، ورغم التحصينات لا يستبعد بعض المسؤولين الأمنيين أن تتسبب الضربات المباشرة للملاجئ في قتل من بداخلها. وقد وارتفعت طلبات الحصول على التعويض لدى مصلحة الضرائب الإسرائيلية[30].

  • التخوف من مهاجمة الوكلاء و الجماعات المرتبطة بإيران فى سوريا ولبنان والعراق واليمن لإسرائيل

أشارت استطلاعات الرأي قبل الهجوم إلى أن معظم اليهود الإسرائيليين يؤيدون شن هجمات عسكرية على إيران، معتبرين أن طهران مسؤولة عن هجمات 7 أكتوبر وعن تعزيز قوة حماس وحزب الله والحوثيين في اليمن. وأصبح وكلاء إيران يعيدون ترتيب صفوفهم بعد الضربات التى تلقوها من إسرائيل لكن قد تدفعهم إيران لمهاجمة إسرائيل، ومن غير الواضح بعد تحديد مدى قوتهم بعد تلك الضربات المتكررة من إسرائيل. على الأرجح أن حزب الله تحديدًا سيتردد في استئناف معركة يعلم أنه سيخسرها فى ضوء موقف الدولة اللبنانية للنأى بلبنان عن  التورط فى الصراع الإقليمى[31]، فالدولة أوضحت للحزب أن من سيجر لبنان إلى مواجهة لا دخل له بها سيتحمل المسؤولية كاملة وأن ⁠زمن تجاوز الدولة في إعلان الحرب انتهى. واقتصر قادة حزب الله حتى الآن على بيان إدانة تبعته بسرعة تصريحات إعلامية مطمئنة للمستمعين أنهم لن يتدخلوا[32].

ويمكن القول أن أذرع إيران الإقليمية ضعفت بشكل ملحوظ فى ضوء الحرب  على حماس، وتدهور قوة حزب الله وحذره من الانجرار فى الصراع بين إسرائيل وإيران علاوة على  سقوط نظام بشار الأسد حليف إيران في سوريا. ولا يزال الحوثيون قادرين على ضرب إسرائيل وقد تُظهر الجماعة دعمها لإيران بإطلاق مزيد من الصواريخ على إسرائيل أو استئناف الهجمات البحرية على السفن رغم إبرام الولايات المتحدة اتفاقاً معهم بعد الضربات التى وجهتها لهم الولايات المتحدة والتحالف الدولى[33] ، من جانب آخر لا يمكن إغفال الموارد التى تمتلكها الميليشيات الشيعية العراقية القادرة على تهديد إسرائيل بل والقواعد الأمريكية[34].

  • الغموض حول موعد الانتهاء من العمليات العسكرية والتخوف من التحول إلى حرب استنزاف

فإسرائيل ربما تنجح فى إشعال الحرب ولكن من الصعب إخمادها. والنجاحات العملياتية ليست هدفاً بحد ذاتها لكن يجب أن تقود إلى خطوة سياسية  للقضاء على التهديد النووي المزعوم ، وإلا تتدهور إلى حرب شاملة وطويلة وهدامة. فالقوة الحاسمة” لتدمير المشروع النووي الإيراني تمتلكها الولايات المتحدة. ويتزايد الطلب الإسرائيلى للولايات المتحدة بتسريع إنهاء الحرب بإرسال قاذافات “بي 52″ و القنابل الخارقة للتحصينات “أم القنابل” لضرب مفاعل فوردو[35].

 فى الأخير تظل الاعتبارات السياسية وتفاعلات الداخل الإسرائيلى والأزماتالتى تواجه حكومة نتنياهو بعد 7 أكتوبر عاملاً رئيساً بالإضافة لعوامل استراتيجية أخرى كضمان أمن إسرائيل فى الحسابات الإسرائيلية عند توجيه ضربات سواء لأذرع إيران الإقليمية أو المواجهة العسكرية فى الوقت الراهن مع إيران نفسها. مما ينتج  عنه  فى البداية ترحيب الشارع الإسرائيلى بتلك التحركات العسكرية والتفاف حول الحكومة وتتراجع حدة الانتقادات لها لكن سرعان ما يمتعض ويئن من تبعات ذلك  لأسباب مثل الخسائر الفادحة فى الأرواح والممتلكات، وارتباك الحياة اليومية، والاضطرار فى البقاء الملاجئ لفترات طويلة، والتخوف من إطالة أمد المواجهات. 

المصادر


[1]– Israel strikes Iran. What happens next?, Brookings, June 17, 2025

[2] – Emma Graham-Harrison, Israelis in triumphant but foreboding mood after unprecedented Iran strikes, the Guardian ,13 Jun 2025

https://www.theguardian.com/world/2025/jun/13/israelis-triumphant-foreboding-mood-unprecedented-iran-strikes

[3] – وكالة الطاقة الذرية: إيران لا تمتثل للضمانات النووية، الأمم المتحدة، 12 يونيه 2025

https://news.un.org/ar/story/2025/06/1142326

[4] – حلمي مُوسى، اليمين والحريديم يمنحان نتنياهو فرصة جديدة للبقاء، الجزيرة نت، 14 يونيو 2025

https://www.ajnet.me/opinions/2025/6/14/%D9%87%D9%84-%D9%86%D8%AC%D8%A7-%D9%86%D8%AA%D9%86%D9%8A%D8%A7%D9%87%D9%88-%D9%81%D8%B9%D9%84%D8%A7-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%AA%D9%87-%D9%85%D8%B9

[5] – ماذا بعد في قضية إعفاء الحريديم من الخدمة في الجيش الإسرائيلي؟،  swissinfo، 11 يونيو 2025

https://www.swissinfo.ch/ara/%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D9%81%D9%8A-%D9%82%D8%B6%D9%8A%D8%A9-%D8%A5%D8%B9%D9%81%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%85-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%AF%D9%85%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%9F/89499220

[6] – نتنياهو يعلن التوصل لتشكيل حكومة اللحظة الأخيرة فى إسرائيل، دويتشه فيله،  22 ديسمبر 2022

https://cutt.ly/RwQLbjep

[7] – انضمام ساعر للائتلاف الحكومي الإسرائيلي الدوافع والانعكاسات، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، تاريخ الاطلاع 1 مارس 2025

https://www.ecssr.ae/ar/research-products/reports/2/198434

[8] – بعد استقالة بن غفير: هذا هو المرشح الأوفر حظا الذي سيحل مكانه، i24news ،20 يناير 2025

https://www.i24news.tv/ar/%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9/artc-de4a48e8

[9] – ماذا حدث لوقف إطلاق النار في غزة؟،   BBC  عربية، 19 مارس 2025

https://www.bbc.com/arabic/articles/c4gd00ge9j6o

[10] – Mick Krever, Israel has resumed the war in Gaza. Why now?,CNN, March 19, 2025

https://edition.cnn.com/2025/03/18/middleeast/israel-gaza-hamas-ceasefire-explainer-intl/index.html

[11] – إسرائيل.. تراجع “الحريديم” يحبط مشروع قانون حل الكنيست، الأناضول، 12 يونيو 2025

https://www.aa.com.tr/ar/%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84/%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AC%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%85-%D9%8A%D8%AD%D8%A8%D8%B7-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86-%D8%AD%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%86%D9%8A%D8%B3%D8%AA/3594720

[12] – حلمي مُوسى، اليمين والحريديم يمنحان نتنياهو فرصة جديدة للبقاء، مرجع سابق

[13] – تراجع “الحريديم” يحبط مشروع قانون حل الكنيست، المدى، ١٢ يونيو ٢٠٢٥ https://www.almada.org/%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AC%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%85-%D9%8A%D8%AD%D8%A8%D8%B7-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86-%D8%AD%D9%84-%D8%A7%D9%84/

[14] – Extremely disappointed’ reservist groups slam government’s deal on Haredi draft, Times of Israel ,13 June 2025

https://www.timesofisrael.com/extremely-disappointed-reservist-groups-slam-governments-deal-on-haredi-draft

[15] – ماذا سيحدث حال التصويت على حل الكنيست الإسرائيلي؟، سكاى نيوز، 4 يونيو 2025

https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1800967-%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D8%AF%D8%AB-%D8%AD%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B5%D9%88%D9%8A%D8%AA-%D8%AD%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%86%D9%8A%D8%B3%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%95%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D9%94%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%9F

[16] – حلمي مُوسى، اليمين والحريديم يمنحان نتنياهو فرصة جديدة للبقاء، مرجع سابق

[17] – Sam Sokol, Edelstein urges ‘real solution’ as work set to begin on revising Haredi draft bill, Times of Israel, 8 May 2025,

https://www.timesofisrael.com/edelstein-urges-real-solution-as-work-set-to-begin-on-revising-haredi-draft-bill

[18] – كفاح زبون، نتنياهو يرمي بثقله لتعطيل التصويت على حل الكنيست، الشرق الأوسط ،10 يونيو 2025

https://aawsat.com/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A9/5152942-%D9%86%D8%AA%D9%86%D9%8A%D8%A7%D9%87%D9%88-%D9%8A%D8%B1%D9%85%D9%8A-%D8%A8%D8%AB%D9%82%D9%84%D9%87-%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%B7%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B5%D9%88%D9%8A%D8%AA-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AD%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%86%D9%8A%D8%B3%D8%AA

[19]  – نتنياهو: من المحتمل أن يكون الرد الإيراني على موجات عنيفة جدا، العربية نت، 13 يونيو ,2025:

https://www.alarabiya.net/iran/2025/06/13/%D9%86%D8%AA%D9%86%D9%8A%D8%A7%D9%87%D9%88-%D9%86%D9%81%D8%B0%D9%86%D8%A7-%D8%B6%D8%B1%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%81%D8%AA%D8%AA%D8%A7%D8%AD%D9%8A%D8%A9-%D9%86%D8%A7%D8%AC%D8%AD%D8%A9-%D8%B6%D8%AF-%D8%A7%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%82%D8%A7%D8%A1-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%A6

[20] – حلمي موسى، بعد أيام من مهاجمة إيران “نشوة” إسرائيل تتبدد، الجزيرة نت، 16 يوينو 2025

https://www.ajnet.me/politics/2025/6/16/%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB-%D9%84%D9%85%D9%87%D8%A7%D8%AC%D9%85%D8%A9-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86

[21] -Tia Goldenberg, Israeli opposition leader rallies behind Netanyahu’s Iran operation, suspending months of criticism, THE HILL, 06/16/25

https://thehill.com/homenews/ap/ap-international/ap-israeli-opposition-leader-rallies-behind-netanyahus-iran-operation-suspending-months-of-criticism

[22] – Now is the time for a unity government to provide clarity within the chaos – editorial, Jpost,JUNE 16, 2025

https://www.jpost.com/israel-news/article-857850

[23] – Opposition rallies around Iran campaign, despite long opposing PM’s leadership, The Times of Israel , June 16, 2025

https://www.timesofisrael.com/opposition-rallies-around-iran-campaign-despite-long-opposing-pms-leadership

[24] – Twenty questions (and expert answers) on the Israel-Iran war, Atlantic Council, June 16, 2025

-[25] إيران وإسرائيل تعلنان أحدث حصيلة لقتلى الهجمات المتبادلة بينهما، CNN، 16 يونيو 2025 

https://arabic.cnn.com/middle-east/article/2025/06/16/iran-israel-latest-death-toll-exchange-of-attacks

[26] – صاروخ إيراني يضرب مستشفى سوروكا جنوب إسرائيل، I 24 ، 19 يونيو 2025 

https://www.i24news.tv/ar/%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1/middle-east/artc-c3c76505

[27] – “الملاجئ قد لا تصمد في وجه الصواريخ” .. مقتل 8 مستوطنين واصابة العشرات في القصف الايراني فجر اليوم، وطن للأنباء، 16 يوينو 2025

https://www.wattan.net/ar/news/464095.html

[28] – خوفًا من الصواريخ الإيرانية.. مئات المستوطنين يفرّون سراً عبر البحر إلى قبرص، وطن للأنباء، 16 يوينو 2025

https://www.wattan.net/ar/news/464162.html

[29] – Darla Mercado, Dow falls more than 700 points on Friday as attacks between Israel and Iran escalate: Live updates, June 13, 2025.

https://www.cnbc.com/2025/06/12/stock-market-today-live-updates.html

[30] – إيمان جبور ، قناة الغد ، 18 يونيو 2025 انظر أيضاً:

الملاجئ في إسرائيل المهرب الأخير من الهجمات الصاروخية، الجزيرة نت، 28 مارس 2025

https://www.ajnet.me/encyclopedia/2025/3/28/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%A6-%D9%81%D9%8A-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%8A%D8%B1-%D9%85%D9%86

[31] -Daniel Byman, What to Know About the Israeli Strike on Iran, Center for Strategic and International Studies, June 13, 2025

https://www.csis.org/analysis/what-know-about-israeli-strike-iran

[32] – لبنان حذره من التبعات.. حزب الله يؤكد: “لن نبادر بمهاجمة إسرائيل”، العربية نت، 13 يونيو ,2025

https://www.alarabiya.net/arab-and-world/2025/06/13/%D9%85%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%83%D8%AF%D8%AA-%D9%84%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A8%D8%A7%D9%86-%D9%85%D9%86-%D9%8A%D8%AC%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF-%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%A9-%D8%B3%D9%8A%D8%AA%D8%AD%D9%85%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A4%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9

[33] – حنين غدار وآخرون، اللاعبون الدوليون في المواجهة الإيرانية–الإسرائيلية: قراءات تحليلية من معهد واشنطن، ١٨ يونيو ٢٠٢٥

https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/allabwn-aldwlywn-fy-almwajht-alayranyt-alasrayylyt-qraat-thlylyt-mn-mhd-washntn

[34] – Twenty questions (and expert answers) on the Israel-Iran war, Atlantic Council, June 16, 2025,Op Cit

[35] -Daniel Byman, What to Know About the Israeli Strike on Iran, Center for Strategic and International Studies, June 13, 2025

https://www.csis.org/analysis/what-know-about-israeli-strike-iran

عضو الهيئة الاستشارية بمركز ترو للدراسات

الاستقالات الوزارية في هولندا وتداعياتها على الموقف الأوروبي من إسرائيل
الميتافيزيقا السياسية للسلطة في فلسطين
رؤية جون ميرشايمر لحربي إسرائيل وروسيا ومستقبل النظام الدولي
التكنولوجيا الحيوية كأداة للقوة التنافس السياسي والاقتصادي بين الولايات المتحدة والصين في سباق الهيمنة العالمية
تأتي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أكتوبر2023 لتشكل محطة فارقة في المشهدين السياسي والاقتصادي على المستويين المحلي والإقليمي، لما أفرزته من آثار عميقة تتجاوز الجانب الإنساني إلى إحداث تغييرات ملموسة في المؤشرات الاقتصادية في الاقتصاد الإسرائيلي. فعلى الرغم من استقرار الاقتصاد الإسرائيلي، إلا أن طول أمد الصراع واتساع نطاق العمليات العسكرية، إلى جانب الانعكاسات الأمنية والسياسية، أثر على قطاعات حيوية مثل السياحة، والاستثمار الأجنبي، وحركة الصادرات والواردات، فضلاً عن ارتفاع تكاليف الدفاع وتراجع ثقة الأسواق. ومن ثم، فإن دراسة التداعيات الاقتصادية لهذه الحرب تمثل مدخلاً مهماً لفهم طبيعة التأثيرات قصيرة وطويلة الأمد على الاقتصاد الإسرائيلي، ورصد مدى قدرته على الصمود أو التكيف في ظل هذه التحديات."
Scroll to Top