Cairo
موقف قوات اليونيفيل في ضوء المستجدات بين إسرائيل ولبنان: دوافع المساعي الإسرائيلية وتداعياتها

موقف قوات اليونيفيل في ضوء المستجدات بين إسرائيل ولبنان: دوافع المساعي الإسرائيلية وتداعياتها

قائمة المحتويات

باحث في العلاقات الدولية بمركز ترو للدراسات والتدريب

يُعد مبدأ حفظ السلم والأمن الدوليين أحد المبادئ الأساسية للأمم المتحدة، التي يُتخذ بناءً عليه عدة تدابير لمنع نشوب أي صراعات أو اشتباكات تهدد سلم المجتمع الدولي واستقراره.[1] وفي هذا الإطار، تم تشكيل قوات حفظ السلام الدولية التي أصبحت إحدى الآليات الأساسية لتفعيل هذا المبدأ. وعلى الرغم من كونها من أبرز الوسائل لتنفيذه، فإن قوات حفظ السلام لم تُذكر صراحة في ميثاق الأمم المتحدة. وتتولى هذه القوات حفظ الأمن في مناطق الصراعات المسلحة وردع أي أعمال عدوانية، وذلك من خلال مراقبة وقف إطلاق النار، وانسحاب القوات من المناطق المتنازع عليها، بالإضافة إلى استخدام القوة العسكرية إذا لزم الأمر.[2]

واستنادًا لما سبق، قرر مجلس الأمن في مارس 1978 تشكيل قوات حفظ السلام في لبنان في أعقاب الغزو الإسرائيلي للبنان، عُرفت باسم قوة اليونيفيل (United Nations Interim Force in Lebanon (UNIFIL) قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان). وقد أُنشئت هذه القوة بهدف التأكد من الانسحاب الإسرائيلي من لبنان، واستعادة الأمن، ودعم الحكومة اللبنانية في بسط نفوذها على كل أراضيها.[3] ومنذ عام 1978، قام مجلس الأمن بتوسيع وتطوير هذه القوة وتجديد مهامها حتى الآن. ولكن في ضوء القصف المتبادل بين حزب الله في لبنان وإسرائيل منذ أكتوبر 2023، واتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر 2024، تأتي مساعي إسرائيلية أمريكية لإنهاء عمل قوة اليونيفيل قبل شهرين فقط من موعد تجديد مهامها (أغسطس 2025) من قبل مجلس الأمن،[4] ليطرح عدة تساؤلات حول أسباب هذه المساعي وتوقيتها والتداعيات الأمنية والسياسية لوقف عمل قوة اليونيفيل علي لبنان وحزب الله وإسرائيل.

يتحدد الهدف الأساسي في دراسة ماهية قوة اليونيفيل في لبنان ومهامها، مع التركيز على أبرز العقبات والتحديات التي تواجه فاعليتها الميدانية. كما يتناول تحليل مساعي إسرائيل في وقف عمل قوة اليونيفيل في لبنان، وذلك في ضوء التطورات الأخيرة. ويُختتم المقال بتحليل تداعيات إنهاء عملها، سواء على الدولة اللبنانية وحزب الله، أو على إسرائيل.

أولاً، ماهيّة اليونيفيل ومهامها

في 14 مارس 1978، بدأت إسرائيل عمليات بغزو جنوب لبنان عُرفت باسم “عملية الليطاني”، استهدفت بها منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت متمركزة في الأراضي اللبنانية. جاء هذا الغزو ردًا على عملية نفذتها المنظمة، عُرفت بـ “كمال عدوان”، إذ سيطرت على حافلة إسرائيلية متجهة إلى تل أبيب، مما أسفر عن اندلاع مواجهات عنيفة بين الجيش الإسرائيلي ومنظمة التحرير الفلسطينية استشهد فيها 9 فلسطينيين وسقط 37 إسرائيليًا. وتهدف عملية الليطاني إلى إقامة منطقة عازلة بين الحدود الإسرائيلية والحدود اللبنانية، والقضاء على المقاومة الفلسطينية في لبنان.[5]

أسفرت عملية الليطاني عن سيطرة الجيش الإسرائيلي على عدد من المدن والقرى الواقعة في الجنوب اللبناني، وتدمير حوالي 80 قرية، إلى جانب مقتل مئات من الفلسطينيين واللبنانيين وبعض الجنود الإسرائيليين، وإصابة آخرين، فضلًا عن تهجير ربع مليون مواطن لبناني يعيشون في جنوب لبنان.[6] الأمر الذي دفع الحكومة اللبنانية إلى تقديم شكوى إلى الأمم المتحدة، ما أدى إلى صدور القرار رقم 425 الذي يُطالب القوات الإسرائيلية بالانسحاب من الجنوب اللبناني، وإرسال قوات حفظ السلام للمنطقة. وبعد مرور ثلاثة أشهر، انسحب الجيش الإسرائيلي بشكل جزئي من الجنوب اللبناني، تاركًا منطقة أمنية تحت سيطرته، وهو ما فتح الباب أمام استمرار النزاعات والمواجهات دون التوصل إلى حل نهائي.[7]

انتشرت قوة اليونيفيل في المنطقة ما بين نهر الليطاني شمالًا والخط الأزرق جنوبًا، الواقعة في الجنوب اللبناني بدءًا من 23 مارس 1978، كما اتخذت بلدة الناقورة مقرًا لها. ويمتد الخط الأزرق لمسافة 120 كيلومترًا، مشكلًا خط فاصل بين الحدود اللبنانية وإسرائيل (فلسطين التاريخية)، مع الإشارة إلى كونه خط انسحاب وليس خطًا حدوديًا رسميًا،[8] مما يعكس محدودية فعالية قوة اليونيفيل في معالجة جذور النزاع، حيث تقتصر مهمتها على احتواء التوتر وتجميد الوضع القائم، دون التوصل إلى حل نهائي، مما يساعد على نشوب هذه التوترات مرة أخرى. وتتكون بعثة اليونيفيل، وفقًا لبيان حقائق الأمم المتحدة عن اليونيفيل في فبراير 2025، من 10,564 موظفًا، أغلبهم من الجنود. يحمل هؤلاء الجنود جنسيات متعددة من بينها إندونيسيا، والهند، وغانا، ونيبال، وإيطاليا، وفرنسا، والصين، وأيرلندا، مما يعكس الطابع الدولي لتلك القوات تحت مظلة الأمم المتحدة.[9]

1

علاوة على ذلك، جدد مجلس الأمن تركيبة قوة اليونيفيل في لبنان بموجب القرار 1701 لعام 2006، والذي صُدر في أعقاب حرب تموز بين حزب الله وإسرائيل، حيث سمح بزيادة عددها إلى 15 ألف فرد، وانضمام قوات بحرية لها بناءً على طلب الحكومة اللبنانية تنتشر على الساحل اللبناني، بالإضافة إلى توسيع نطاق المهام الموكلة إليها. كما تُجدد هذه المهام سنويًا من قبل مجلس الأمن.[10]

تتمثل مهام قوة اليونيفيل في الجنوب اللبناني في الحفاظ على وقف إطلاق النار، والإسهام في الحد من احتمالات نشوب أي تصعيد بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي، وذلك من خلال القيام بدوريات مراقبة التطورات على الحدود والإبلاغ عن أي انتهاكات بشكل محايد بما في ذلك المجال الجوي. كما تُقدم دعمًا للجيش اللبناني لبسط سيادته على الجنوب، وتأمين حدوده البرية والبحرية من وجود أسلحة غير مرخصة أو مجموعات مسلحة، من خلال تقديم تدريبات. بالإضافة إلى ذلك، تضمن قوة اليونيفيل وصول المساعدات الإنسانية للشعب اللبناني، وتلعب دورًا تنمويًا عن طريق توفير مشاريع دعم ومساعدات مالية في التعليم والبنية التحتية والرعاية الصحية.[11]

فيما يتعلق باستخدام القوة العسكرية، فبموجب الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة، تستطيع اليونيفيل استخدام القوة في الدفاع عن النفس إذا منع أحد الأطراف عمل قوات اليونيفيل أو تعرّض أفرادها أو منشآتها أو معداتها لأي تهديد. كما يجوز لها استخدام القوة بشكل تدريجي في ظروف محددة، من بينها تعرّض المدنيين لأعمال عدائية أو وقوع اشتباكات داخل منطقة عملياتها.[12] إلا أن وجود اليونيفيل بموجب الفصل السادس يجعلها مقيدة قانونيًا وميدانيًا، حيث أنها لا تمتلك صلاحية استخدام القوة لفرض السلام أو تنفيذ قرارات الأمم المتحدة كما هو الحال في الفصل السابع. وبالتالي، فهي ليست قوات هجومية، وإنما هي قوات رقابية في المقام الأول ودفاعية في حدود ضيقة في المقام الثاني، مما يضع فاعليتها في حماية منطقة عملياتها أو ردع الانتهاكات محل النقد.

ثانيًا، تحديات عمل اليونيفيل وارتدادتها على فاعليتها

بموجب محدودية الصلاحية المُعطاة إلى قوة اليونيفيل في الفصل السادس، فإنها لم تمنع الاجتياح الإسرائيلي الثاني للبنان في عام 1982 ووصول الجيش الإسرائيلي إلى بيروت ومحاصرتها لمدة ثلاث سنوات، وتم تقييد دورها في توفير المساعدات والحماية للسكان المدنيين. بالإضافة إلى ذلك، انسحبت إسرائيل جزئيًا من الجنوب اللبناني عام 1985 دون إنهاء وجودها العسكري بالكامل، مما شكل مصدرًا لتجدد التوترات في المنطقة. كما أظهر أن الانسحاب الجزئي ما هو إلا تحرك تكتيكي إسرائيلي للحفاظ على نفوذها. الأمر الذي حدث في عام 1996 عندما قامت القوات الإسرائيلية بقصف مدينة قانا اللبنانية وأسفر عن مقتل 120 مدنيًا، وهو ما رفعت به اليونيفيل تقريرًا إلى مجلس الأمن.

وفي عام 2000، أكملت إسرائيل عملية الانسحاب من الجنوب اللبناني وفقًا للخط الأزرق الذي حددته الأمم المتحدة كموضع لقوة اليونيفيل. غير أن هذا الانسحاب لم يعن وقف الخروقات، إذ انتهكت إسرائيل عدة مرات الخط الأزرق عبر ممارسة دوريات عسكرية، بالإضافة إلى قتل ثلاثة متظاهرين فلسطينيين عند اقترابهم من الخط.  كما شن حزب الله عدة ضربات على الجانب الإسرائيلي وأسر ثلاثة جنود. لم يقتصر الأمر على ذلك، بل اندلعت حرب تموز بين حزب الله وإسرائيل في 2006، والتي على أثرها تم تمديد مهام اليونيفيل بموجب قرار 1701 حيث زادت أعداد القوات المنتشرة على الخط الأزرق.[13]

بالإضافة إلى ذلك، عادت المواجهات بين إسرائيل وحزب الله في 8 أكتوبر 2023، في أعقاب عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حماس في 7 أكتوبر، وما تبعها من حرب شنتها إسرائيل على قطاع غزة. وفي إطار دعم المقاومة الفلسطينية، بدأ حزب الله بتنفيذ بعض الضربات على الجانب الإسرائيلي دعمًا للقطاع، ما دفع تل أبيب توسيع نطاق عملياتها العسكرية في لبنان بهدف القضاء على حزب الله. وفي 19 سبتمبر 2024، أطلقت تل أبيب عملية عسكرية واسعة على لبنان. ومن الجهة الأخرى، رد حزب الله بقصف عدة مواقع عسكرية إسرائيلية. وقد أسفرت هذه التطورات عن موجات نزوح واسعة من الجنوب اللبناني، وسقوط عدد كبير من الضحايا، معظمهم من المدنيين، الأمر الذي يعكس عجز قوات اليونيفيل عن تنفيذ قرار 1701، وحفظ الاستقرار في المنطقة، ووقف إطلاق النار بين الجانبين.[14]

وفي ظل هذه الصراعات المتكررة، تتعرّض اليونيفيل لخطر الإصابة من هذه الهجمات المتبادلة، ما يدفع أفرادها إلى الاحتماء في الملاجئ.[15] فعلى سبيل المثال، أسفرت حرب تموز عام 2006 عن مقتل 5 موظفين أمميين وإصابة 16 آخرين.[16] بالإضافة إلى ذلك، نفذ الجيش الإسرائيلي عدة هجمات في عام 2024 استهدفت مواقع تابعة لقوة اليونيفيل، من بينها أبراج المراقبة على طول الخط الأزرق وعدد من المنشآت والمراكز الأممية في الناقورة، مما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى في أفراد القوة.[17] ومنذ تأسيسها، فقدت القوة 339 جنديًا حتى الآن، ما يعكس حجم التحديات الأمنية التى تواجهها قوات اليونيفيل في هذه المنطقة.[18]

كما تواجه قوة اليونيفيل بعض الاعتداءات من الأهالي في المناطق الحدودية، حيث اعترض أهالي بنت جبيل وشابان من بلدة طيردبا على دخول قوات اليونيفيل المنطقة بمفردهم من غير القوات اللبنانية في 29 أبريل 2025، مما أدى إلى تعطيل دوريات اليونيفيل وانسحابها من البلدتين. الأمر الذي دفع الحكومة اللبنانية إلى تكليف القوات العسكرية بمعالجة هذه المشكلات والتنسيق مع قوات اليونيفيل.

وفي ذات السياق، تشير بعض المصادر إلى قيام حزب الله بتوظيف بعض الأفراد لإثارة هذه التوترات، فيما تفسّر هذه الأفعال بأنها رد فعل الحزب على تصريحات الحكومة اللبنانية مؤخرًا بنزع سلاحه، ودليلًا على رفضه تقليص سيطرته ونفوذه في الجنوب، وذلك كنوع من المقاومة غير المباشرة لفكرة تسليم السلاح للدولة.[19] ويقوم هذا التحليل على أساس هجمات أنصار حزب الله على قوات اليونيفيل في فبراير 2025، إذ أحرقوا وحطموا موكب سيارات تابع لرئيس بعثة اليونيفيل واعتدوا على بعض الجنود وذلك اعتراضًا على منع هبوط طائرة إيرانية في مطار بيروت. ولكن نفى حزب الله مسؤوليته عن الحادثتين.[20]علاوة على ذلك، منذ أكتوبر 2024، تتلقى قوة اليونيفيل تحذيرات متكررة من رئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتنياهو، بمغادرة مناطق عملياتهم وتركها للجيش الإسرائيلي للتعامل مع حزب الله، ويتهم حزب الله باستخدام قوات اليونيفيل كدروع بشرية، مطالبًا الأمم المتحدة بسحب قواتها.[21]

وقد خلقت هذه التصعيدات موجة من إدانة دولية للاعتداءات على قوة اليونيفيل وعملها، حيث أعربت 40 دولة من بينها – إندونيسيا وإيطاليا والهند، وغانا، ونيبال، وماليزيا، والصين، وروسيا – عن استنكارها للهجمات. كما أدان الاتحاد الأوروبي الاتهامات الإسرائيلية بأن قوة اليونيفيل تعمل لصالح حزب الله وتعرقل عملياتها ضده.[22] وفي السياق ذاته، أدانت كلٍ من أسبانيا وإيطاليا وفرنسا – وهم الدول الأكثر مساهمة في قوات اليونيفيل- التعديّات الإسرائيلية على قوات حفظ السلام في لبنان، وانتهاك تل أبيب قرارات مجلس الأمن والقانون الإنساني الدولي، مطالبين بوقف هذه الهجمات.[23] بالإضافة إلى ذلك، أدانت فرنسا حرق موكب سيارات اليونيفيل، ودعت الحكومة اللبنانية ضمان أمن هذه القوات، وعدم انتهاك قرار 1701.[24] وعلى الرغم من تصاعد التوترات، جدّد مجلس الأمن في 28 أغسطس 2024 ولاية قوة اليونيفيل في لبنان باعتماده القرار رقم 2749، والذي يفيد بتمديد مهامها حتى 31 أغسطس 2025. 

ثالثًا، الدوافع الإسرائيلية لإنهاء عمل اليونيفيل

 في يونيو 2025، أفادت بعض المصادر الإسرائيلية  بوجود توافق أمريكي إسرائيلي حول إنهاء مهام قوة اليونيفيل في لبنان وذلك قبل شهرين من تجديد مهام البعثة في مجلس الأمن في أغسطس القادم. تمتلك الولايات المتحدة – الداعم الأكبر للتحركات الإسرائيلية وأهدافها – الفيتو الأمريكي الذي يستطيع تعطيل قرار تجديد مهمة البعثة في لبنان وإنهاء عملها بعد أكثر من 45 عامًا من التواجد في الجنوب اللبناني. وتُطرح تكاليف هذه البعثة كذريعة أمريكية لتبرير سعيها في إنهاء مهمتها، مؤكدة على الرؤية الإسرائيلية في أن التنسيق مع الجيش اللبناني يفي بالغرض، ويحل محل وجود قوة اليونفيل.[25]

وفقًا للرؤية الإسرائيلية، فتعتبر تل أبيب أن قوة اليونيفيل فشلت في أداء مهامها في منع تسلّح الجماعات المسلحة في مناطق عمليتها، إذ تم منعهم من الدخول للعديد من المناطق الحساسة والتضييق عليهم من أفراد تابعين لحزب الله، وهو ما ساهم في تعزيز الوجود العسكري للحزب في هذه المنطقة.[26] بالإضافة إلى ذلك،  طالبت تل أبيب قوة اليونيفيل بالانسحاب من مواقعها لشن ضربات ضد حزب الله، إلا أن الأمر لم يقتصر على هذه المطالب فقط، بل شن الجيش الإسرائيلي هجمات مباشرة على مواقع قوة اليونيفيل، في محاولة لخلق بيئة أمنية غير مستقرة تُجبرها على الانسحاب من الجنوب اللبناني بشكل كامل. وعلى الرغم من التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في نوفمبر 2024، استهدفت القوات الإسرائيلية مباشرةً أفراد قوة اليونيفيل وممتلكاتهم وقاعدة لها في جنوب قرية كفرشوبا اللبنانية الواقعة على الحدود في مايو 2025.[27]

يثير توقيت تصاعد المساعي الإسرائيلية لإنهاء عمل اليونيفيل في الجنوب اللبناني في يونيو 2025 تساؤلات عديدة، يمكن تفسيرها عبر جملة من العوامل، أبرزها وجود دعم أمريكي كبير من إدارة ترامب، والتي تبنت عدة سياسات منحازة لصالح إسرائيل بشأن القضية الفلسطينية منذ بداية ولايته الثانية. فقد أعلن ترامب عن اقتراح تهجير الفلسطينين عدة مرات إلى مصر والأردن، وبناء مساكن لهم في هذه الدول، ومن ثم اقترح تولي الولايات المتحدة ملكية قطاع غزة وتطويره ليصبح “ريفيرا الشرق الأوسط”، بالإضافة إلى دعمه غير المباشر لسياسة حل الدولة الواحدة وضم إسرائيل الضفة الغربية.[28] ثانيًا، يُعد وجود قوة اليونيفيل على الحدود مصدر قلق لإسرائيل، نظرًا لدورها الرقابي في متابعة الأوضاع الأمنية، ورصد أي انتهاكات أو خروقات، وإبلاغ مجلس الأمن بها، ولذلك تسعى إسرائيل للتخلص منها، لتجنب رصد أنشطتها العسكرية المنتهكة لقرارات الأمم المتحدة وعدم توثيقها، ومنع الإضرار بصورتها أمام الدول الحليفة.[29]

ثالثًا، تسعى إسرائيل من خلال الدفع نحو انسحاب قوة اليونيفيل إلى توسيع نطاق سيطرتها الجغرافية وهو ما تجلى في الحرب الأخيرة، إذ احتلت إسرائيل أجزاء من الجنوب اللبناني، معززةً مناطقها العسكرية على طول الحدود وبسط نفوذها على جبهة جديدة مطلة على البحر الأبيض المتوسط،[30] بالإضافة إلى توسيع احتلالها داخل الأراضي السورية.[31] ومن ثم، فإن غياب قوة دولية مراقبة سيسمح لها بفرض واقعٍ جديدٍ على الأرض مع مرور الوقت. رابعًا، ترى إسرائيل أن الظروف الإقليمية الراهنة مواتية لإنهاء عمل اليونيفيل، لا سيما في ظل تراجع قوة حزب الله، وانشغال حليفها إيران في الحرب الجارية مع إسرائيل،[32] ما يفتح المجال أمام تل أبيب لتوسيع نفوذها في الجنوب اللبناني والقضاء التام على حزب الله دون وجود معارضة فاعلة.

2
3
Figure 1Source: Institute for the Study of War and AEI Critical Threats Project as of 16 December, 2024 and UNDOF. Claire Boccon-Gibod / CRISIS GROUP

رابعًا، التداعيات المتوقعة في حالة إنهاء عمل اليونيفيل

إن انسحاب اليونيفيل من الجنوب اللبناني من شأنه أن يخلق فراغًا رقابيًا في المنطقة، الأمر الذي قد يؤدي إلى تصاعد احتمالات اندلاع مواجهة جديدة بين حزب الله وإسرائيل، ويضع على الحكومة والجيش اللبناني مسؤولية مضاعفة لحماية حدودها الجنوبية، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات حول قدرة الجيش اللبناني في حماية حدوده الجنوبية ومواجهة التهديد الإسرائيلي، خاصةً بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله الذي ينص على نشر قوات الأمن والجيش اللبناني على طول الحدود الجنوبية، وقرار مجلس الأمن 1701 الذي يفيد بنشر 15 ألف جندي لبناني في هذه المنطقة.

وعلى الرغم من هذه المتطلبات، يواجه الجيش اللبناني العديد من التحديات، أبرزها ضعف قدراته التسليحية، إذ يعتمد بشكل أساسي على التسلح من الولايات المتحدة الأمريكية التي تموله بالأسلحة الخفيفة، وليس الأسلحة المتطورة التي ترفع من القدرات الدفاعية للجيش، وهو ما يتعارض مع دعوات الأمم المتحدة. وبالتالي، فإن الإمكانيات العسكرية للجيش اللبناني أضعف بكثير من الدخول في نزاع مع الجيش الإسرائيلي.[33]

أما بالنسبة لحزب الله، الذي يرفض انسحاب قوة اليونيفيل من الجنوب[34]، فإن غيابها سيزيد من احتمالات المواجهة المباشرة مع الجانب الإسرائيلي، كما يُساهم في تحقيق الغايات الإسرائيلية في القضاء تمامًا على حزب الله. فقد أعرب حزب الله عن رفضه لقوات اليونيفيل، منتقدًا محدودية دورها في وقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان، في حين أظهرت بعض المصادر ظهور عناصره في حوادث استهدفت قوات البعثة، مثل واقعة منع هبوط الطائرة الإيرانية والتي نفى مسؤوليته عنها. ومع ذلك، يرفض حزب الله المساعي الإسرائيلية الهادفة إلى إنهاء عمل اليونيفيل، مدركًا أن غيابها سيترك فراغًا رقابيًا، ويمنح تل أبيب مساحة أكبر لشن هجمات موسّعة ضده. وتعكس هذه السياسات ازدواجية في الموقف تجاه وجودها.

وفي المقابل، تُعد إسرائيل الطرف الوحيد الذي قد يجني مكاسب مباشرة من إنهاء عمل اليونيفيل، إذ يتيح لها ذلك حرية أوسع في التحرك العسكري في الجنوب اللبناني، مع فرصة أكبر لتوجيه ضربات ضد حزب الله. ومن الناحية الأخرى، فإن انسحاب قوة اليونيفيل قد يُسهم في تآكل الثقة في آليات الأمم المتحدة لحفظ السلم والأمن الدوليين، مما يهدد بتكرار النزاع وتحويله إلى حرب طويلة الأمد.

وختامًا، عجزت قوة اليونيفيل عن تحقيق الغايات من إنشائها، إذ أخفقت في التأكيد على الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية في أعوام 1978 و 1982 و 2006 و2024. وقد اتضح أن هذه الانسحابات الجزئية كانت بمثابة تحركات تكتيكية إسرائيلية تهدف إلى الحفاظ على نفوذها في الجنوب اللبناني وفرض واقعٍ جغرافيٍ جديدٍ. وتكمن بعض أسباب هذه الإخفاقات في القيود القانونية المفروضة عليها بموجب الفصل السادس، فضلًا عن الاعتداءات الإسرائيلية التي أعاقت أداء مهامها. وبالرغم من ذلك، فإن استمرار وجود قوة اليونيفيل في الجنوب اللبناني يعتبر ركيزة أساسية لرصد الاعتداءات الإسرائيلية للأراضي اللبنانية إذ تلعب اليونيفيل دورًا محوريًا يتمثل في مراقبة وتوثيق هذه الاعتداءات، وهو ما لا يحظى بتأييد إسرائيلي. وهذا الأمر يُفسر المساعي الإسرائيلية لإنهاء مهام البعثة، والتصريح بذلك قبل شهرين من موعد تجديدها. تجلّت هذه السياسة في مطالبة تل أبيب لقوة اليونيفيل بالانسحاب من مواقعها، تزامنًا مع شن هجمات وضربات مباشرة ضدها، حتى بعد وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في نوفمبر 2024، في محاولة لتوطيد توجهاتها بإنهاء عمل البعثة. وتأتي هذه المساعي في ظل ظروف إقليمية وداخلية مواتية، تسمح بتسريع اتخاذ هذه الخطوة. وبناءً على ذلك، فإن إنهاء عمل اليونيفيل سيفتح بابًا أمام فوضى أمنية تستغلها إسرائيل لفرض واقع جغرافي جديد على الأرض ويطرح تساؤلات حول مدى كفاءة وفاعلية قوات حفظ السلام في مناطق الصراع الأخرى حول العالم.


[1] “Chapter I: Purposes and Principles (Articles 1-2)”. United Nations. https://www.un.org/en/about-us/un-charter/chapter-1

[2]  مصطفي أحمد مصطفى أحمد عيسى. “قوات حفظ السلام في ضوء المستجدات علي الساحة الدولية (دراسة تحليلية).” المجلة القانونية، المجلد 20، العدد 6، مايو 2024، ISSN: 2331-2506

[3] “UNIFIL Fact sheet”. United Nations Peacekeeping. https://peacekeeping.un.org/en/mission/unifil

[4]  “مساع أمريكية إسرائيلية لإنهاء مهمة اليونيفيل: هل يمهد نتانياهو لاجتياح واسع للبنان؟”، الشرق الأوسط، 10 يونيو 2025، https://www.france24.com/ar/%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%AC/%D8%B5%D8%AF%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82/20250610-%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D9%8A-%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%A5%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%A1-%D9%85%D9%87%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%81%D9%8A%D9%84-%D9%87%D9%84-%D9%8A%D9%85%D9%87%D8%AF-%D9%86%D8%AA%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7%D9%87%D9%88-%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D8%AD-%D9%88%D8%A7%D8%B3%D8%B9-%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86

[5]  طه عبد الناصر رمضان، “لهذا السبب.. اجتاحت إسرائيل الجنوب اللبناني عام 1978″، العربية، 22 نوفمبر 2023، https://www.alarabiya.net/last-page/2023/11/22/%D9%84%D9%87%D8%B0%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A8%D8%A8-%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D8%A7%D8%AD%D8%AA-%D8%A7%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B9%D8%A7%D9%85-1978

[6]  مرجع سابق

[7]  “عملية الليطاني.. حين احتلت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978″، الجزيرة، 15 يونيو 2024، https://www.ajnet.me/encyclopedia/2024/6/15/%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AD%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%AA-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8

[8]  دانيال ديكنسون، “ما هي قوة اليونيفيل الأممية لحفظ السلام في لبنان؟”، أخبار الأمم المتحدة، 12 أكتوبر 2024، https://news.un.org/ar/story/2024/10/1135616

[9] Op.cit. “UNIFIL Fact sheet”.

[10]  “قوات يونيفيل.. جنود أمميون لحفظ السلام في لبنان”، الجزيرة، 3 أكتوبر 2024، https://www.ajnet.me/encyclopedia/2017/9/5/%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%81%D9%8A%D9%84-%D9%82%D9%88%D8%A9-%D8%B7%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%A6-%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%A4%D9%82%D8%AA%D8%A9-%D8%A8%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86

[11]  مرجع سابق، ما هي قوة اليونيفيل الأممية لحفظ السلام في لبنان؟.

[12]  “مقال توضيحي: ما هو قرار مجلس الأمن رقم 1701؟”، أخبار الأمم المتحدة، 2 أكتوبر 2024، https://news.un.org/ar/story/2024/10/1135306

[13]  مرجع سابق، قوات يونيفيل.. جنود أمميون لحفظ السلام في لبنان.

[14]  أيهم السهلي، “سيرة حرب: العدوان الإسرائيلي على لبنان 2023 – 2024″، مجلة الدراسات الفلسطينية، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، المجلد 119، شتاء 2025، 208 – 212، https://www.palestine-studies.org/ar/node/1656676

[15]  مرجع سابق، ما هي قوة اليونيفيل الأممية لحفظ السلام في لبنان؟.

[16]  مرجع سابق. قوات يونيفيل.. جنود أمميون لحفظ السلام في لبنان.

[17]  “الاعتداءات الإسرائيلية على قوة الأمم المتحدة المؤقتة فى لبنان .. الدوافع والتداعيات”، المجلة الدولية، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، 17 نوفمبر 2024، https://www.siyassa.org.eg/News/21895.aspx

[18] Op.cit. “UNIFIL Fact sheet”.

[19]  كارولين عاكوم، “الاعتداءات على الـ«يونيفيل» في جنوب لبنان: رسائل سياسية تربك مساعي الاستقرار”،الشرق الأوسط، 29 أبريل 2025، https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5137684-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%80%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%81%D9%8A%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%84-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B1%D8%A8%D9%83-%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D9%8A

[20]  “مناصرو حزب الله يقطعون طريق مطار بيروت.. ويحرقون موكباً لليونيفل”، العربية، 14 فبراير 2025، https://www.alarabiya.net/arab-and-world/2025/02/14/%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%B5%D8%B1%D9%88%D9%86-%D9%84%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%8A%D9%82%D8%B7%D8%B9%D9%88%D9%86-%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D9%85%D8%B7%D8%A7%D8%B1-%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%AA-%D9%88%D9%8A%D8%AD%D8%B1%D9%82%D9%88%D9%86-%D9%85%D9%88%D9%83%D8%A8-%D9%84%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%81%D9%84-

[21] Lazar Berman. “Netanyahu: UN must withdraw south Lebanon peacekeepers from combat zones”. The Times of Israel. October 13, 2024. https://www.timesofisrael.com/netanyahu-un-must-withdraw-south-lebanon-peacekeepers-from-combat-zones/

[22] Michelle Nichols. “UN Security Council backs Lebanon peacekeepers after Israeli attacks”. Reuters. October 15, 2024. https://www.reuters.com/world/middle-east/un-security-council-backs-lebanon-peacekeepers-after-israeli-attacks-2024-10-14/

See also: “Middle East latest: Israel faces mounting criticism over attacks on UN peacekeepers”. AP News. October 15, 2024. https://apnews.com/article/israel-hamas-hezbollah-mideast-latest-14-october-2024-bb4accef1cfc145e96ca839fe4eecc4b

                  AFP, & TOI Staff.“40 countries contributing to UN’s Lebanon peacekeeping force condemn ‘attacks’”. The Times of Israel. October 13, 2024. https://www.timesofisrael.com/40-countries-contributing-to-uns-lebanon-peacekeeping-force-condemn-attacks

[23] “France, Italy and Spain condemn targeting of UNIFIL by IDF -joint statement”. Reuters. October 11, 2024. https://www.reuters.com/world/middle-east/france-italy-spain-condemn-targeting-unifil-by-idf-joint-statement-2024-10-11/

[24]  “”جريمة حرب”.. الخارجية الفرنسية تدين الاعتداء على اليونيفيل في لبنان”، العربية، 15 فبراير 2025، https://www.alarabiya.net/arab-and-world/2025/02/15/-%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D9%85%D8%A9-%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D8%A1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%81%D9%8A%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-

[25]  “إعلام إسرائيلي: أميركا وإسرائيل متفقتان على إنهاء مهمة يونيفيل بجنوب لبنان”، العربية، 8 يونيو 2025، https://www.alarabiya.net/arab-and-world/2025/06/08/%D8%A7%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%85%D8%AA%D9%81%D9%82%D8%AA%D8%A7%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%A1-%D9%85%D9%87%D9%85%D8%A9-%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%81%D9%8A%D9%84-%D8%A8%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86

[26] David Schenker, & Assaf Orion “The Pros and Cons of Salvaging (or Ditching) UNIFIL”. The Washington Institute for Near East Policy. August 20, 2024. https://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/pros-and-cons-salvaging-or-ditching-unifil

[27]  مرجع سابق، “إعلام إسرائيلي: أميركا وإسرائيل متفقتان على إنهاء مهمة يونيفيل بجنوب لبنان”.

[28] Ephrat Livni. “West Bank? No, Judea and Samaria, Some Republicans Say”. The New York Times. February 4, 2025. https://www.nytimes.com/2025/02/04/world/middleeast/west-bank-annexation-republicans.html

[29]  مرجع سابق، الاعتداءات الإسرائيلية على قوة الأمم المتحدة المؤقتة فى لبنان .. الدوافع والتداعيات.

[30] “Mapping Israel’s Invasion of Lebanon”. The New York Times. November 26, 2024. https://www.nytimes.com/article/israel-lebanon-invasion-map.html

[31] “Regional Perspectives on the House of Assad’s Fall”. International Crisis Group. December 17, 2024. https://www.crisisgroup.org/middle-east-north-africa/east-mediterranean-mena/syria/regional-perspectives-house-assads-fall

[32]  هشام ناسيف، وإيمان مهذب، “حرب إسرائيل وإيران مباشر.. أميركا تهاجم مواقع نووية إيرانية وطهران ترد بقصف إسرائيل”، الجزيرة، 22 يونيو 2025، https://www.ajnet.me/news/liveblog/2025/6/22/%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%88%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%B1-%D8%B7%D9%87%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D8%AD%D8%B0%D8%B1

[33]  “بعد اتفاق وقف النار.. ما هي قدرات الجيش اللبناني ودوره المرتقب؟”، الشرق، 26 نوفمبر 2024، https://asharq.com/defense/107927/%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82-%D9%88%D9%82%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D8%A7-%D9%87%D9%8A-%D9%82%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%88%D8%AF%D9%88%D8%B1%D9%87/

[34]  بولا أسطيح، “«حزب الله» يحاول احتواء أزمة الاعتداء على «اليونيفيل»”، الشرق الأوسط، 11 يونيو 2025، https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5153279-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%8A%D8%AD%D8%A7%D9%88%D9%84-%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%A1-%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D8%A1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%81%D9%8A%D9%84   

باحث في العلاقات الدولية بمركز ترو للدراسات والتدريب

الاستقالات الوزارية في هولندا وتداعياتها على الموقف الأوروبي من إسرائيل
الميتافيزيقا السياسية للسلطة في فلسطين
رؤية جون ميرشايمر لحربي إسرائيل وروسيا ومستقبل النظام الدولي
التكنولوجيا الحيوية كأداة للقوة التنافس السياسي والاقتصادي بين الولايات المتحدة والصين في سباق الهيمنة العالمية
تأتي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أكتوبر2023 لتشكل محطة فارقة في المشهدين السياسي والاقتصادي على المستويين المحلي والإقليمي، لما أفرزته من آثار عميقة تتجاوز الجانب الإنساني إلى إحداث تغييرات ملموسة في المؤشرات الاقتصادية في الاقتصاد الإسرائيلي. فعلى الرغم من استقرار الاقتصاد الإسرائيلي، إلا أن طول أمد الصراع واتساع نطاق العمليات العسكرية، إلى جانب الانعكاسات الأمنية والسياسية، أثر على قطاعات حيوية مثل السياحة، والاستثمار الأجنبي، وحركة الصادرات والواردات، فضلاً عن ارتفاع تكاليف الدفاع وتراجع ثقة الأسواق. ومن ثم، فإن دراسة التداعيات الاقتصادية لهذه الحرب تمثل مدخلاً مهماً لفهم طبيعة التأثيرات قصيرة وطويلة الأمد على الاقتصاد الإسرائيلي، ورصد مدى قدرته على الصمود أو التكيف في ظل هذه التحديات."
Scroll to Top