في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والدولية، يشكّل الملف النووي الإيراني أحد أبرز التحديات الأمنية التي تواجه المجتمع الدولي. وفي منعطف خطير، أعلنت إيران في يوليو 2025 تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك في أعقاب سلسلة من الهجمات العسكرية الإسرائيلية والأمريكية التي استهدفت منشآتها النووية، واتهامات متبادلة بشأن انتهاك السيادة وتجاوز الصلاحيات. جاء هذا القرار رد فعل على جملة من العوامل السياسية والقانونية، وأبرزها اتهام الوكالة بالتجسس لصالح جهات أجنبية مثل إسرائيل وأمريكا، وفقدان الثقة في حيادها، إضافة إلى سعي طهران لتأكيد سيادتها الوطنية بعد الضربات الإسرائيلية والأمريكية. من جهة أخرى، أثار القرار الإيراني ردود فعل دولية متباينة، بين رفض قاطع من الغرب ودعوات لفرض عقوبات جديدة، ومواقف أكثر اعتدالاً من بعض الأطراف التي رأت في القرار رداً طبيعياً على الهجمات الأخيرة. كما يطرح تعليق التعاون مع الوكالة تساؤلات حول مستقبل الرقابة النووية على البرنامج الإيراني، واحتمالات تحوله إلى مرحلة “الغموض النووي”، حيث تزداد المخاوف من تسريع الأنشطة النووية بعيداً عن الرقابة الدولية. وفي هذا السياق، تبرز أهمية تحليل دوافع إيران، وطبيعة ردود الفعل الدولية، والتداعيات المحتملة لهذا القرار، الذي قد تمهد إما لتصعيد خطير أو يفتح الباب أمام مفاوضات جديدة تحكمها شروط أكثر تعقيداً من ذي قبل.
ويهدف هذا المقال التحليلي إلى تناول التداعيات المختلفة المترتبة على قرار إيران تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك فى أعقاب الضربات الأمريكية التي استهدفت منشآتها النووية الرئيسية ومراكزها العسكرية، فضلا عن مناطق تمركز القيادات الإيرانية. وذلك من خلال تغطية ثلاثة نقاط وهي:أولاً: أسباب تعليق إيران العمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وثانياً: ردود الفعل الدولية على قرار التعليق، ثالثاً: تداعيات تعليق ايران العمل مع الوكالة.
أولا: أسباب ودوافع تعليق إيران العمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
- الأسباب السياسية
- الرد على الهجمات العسكرية الإسرائيلية والأمريكية
في الأشهر التي سبقت الهجمات الأخيرة، كانت إيران والولايات المتحدة تخوضا مفاوضات مكثفة للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، وذلك بعد أن علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مشاركة بلاده في خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015) خلال ولايته الأولى . وقد عقد الطرفان خمس جولات من المفاوضات غير المباشرة بوساطة عمانية في محاولة لتجاوز الخلافات العميقة، خلال هذه الفترة، قامت إيران بتطورات في البرنامج النووي الإيراني بشكل مثير للقلق، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، وهي نسبة قريبة من مستوى تصنيع الأسلحة النووية. كما قامت بتركيب أجهزة الطرد المركزي الأكثر تقدمًا. ويحذر المحللون من أن هذه الأنشطة تتجاوز أي غرض مدني.[1]
وجاء قرار التعليق رداً على الضربات الجوية المكثفة التي استهدفت 3 منشآت نووية إيرانية، بما فيها “فوردو” في يونيو 2025، باستخدام قنابل خارقة للتحصينات وصواريخ توماهوك، حيث وصف الرئيس الأمريكي ترامب هذه الضربات بأنها نجاح عسكري باهر، الذي تسبب بأضرار كبيرة للمنشآت. في محاولة منها لإرجاع أو إظهار سيادتها مرة أخرى وحقها الشرعي في بناء برنامجها النووي السلمي وتطويره، تحت مظلة معاهدة منع الانتشار النووي.[2]
- فقدان الثقة في مصداقية الوكالة واتهامها بالتحيز والتجسس
اتهمت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمسؤولية مزدوجة في الضربات والهجمات التي تعرضت لها، وهي أولاً: تسريب معلومات فنية وحساسة لإسرائيل وأمريكا عن أماكن المنشآت النووية وأسماء العلماء النوويين الإيرانيين، حيث وصف رئيس البرلمان الإيراني ” محمد باقر قالبياف” هذا التسريب بأنه خيانة لمصداقية الوكالة وأمانتها. وثانياً: صمتها وعدم إدانتها للضربات والهجمات التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية الخاضعة لرقابتها والتفتيش الأممى. وهذا من وجهة نظر إيران انتهاك لمبدأ الحياد والشفافية. وكان أحد أبرز العوامل التي دفعت إيران إلى إعادة النظر في تعاونها مع الوكالة هو الصمت التام وغياب رد فعلها إزاء العدوان الإسرائيلي الأمريكي على منشآتها النووية الإيرانية.[3]
بالإضافة إلى صمت الوكالة عن الهجمات التي تعرضت لها إيران، وجدت إيران أن هناك مؤشرات تدل على استغلال المعلومات الفنية الحساسة التي سلمتها إيران، في إطار تعاونها السابق مع الوكالة، المتمثلة مواقع المنشآت النووية الخاضعة للتفتيش، قد تسربت إلى جهات معادية لإيران. واتهم عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني ” علاء الدين بروجودي” المدير العام للوكالة، عقب نشر وزارة الأمن الإيرانية الدفعة الأولى من الوثائق التي حصلت عليها في عملية استخبارية دقيقة، تثبت التعاون بين غروسي وإسرائيل بهدف إيقاف البرنامج السلمي النووي.[4]
- استعادة هيبة الدولة أمام مواطنيها
بعد الهجمات الإسرائيلية والأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، واجه النظام الإيراني انتقادات داخلية بسبب عجزه عن حماية منشآته الاستراتيجية. وكان تعليق التعاون مع الوكالة رسالة قوية تؤكد تمسك إيران بهيبتهاوسيادتها. فلقي القرار ترحيبا واسعا في أوساط التيارات المتشددة بالبرلمان وفي الحرس الثوري، واعتبر خطوة لتأكيد الاستقلالية عن الضغوط الغربية.[5]
- الأسباب القانونية
- معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية
استخدمت إيران حقها في معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية (NPT) كأساس قانوني لتعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA)، وذلك في ظل تصاعد التوترات بعد الهجمات الإسرائيلية والأمريكية على منشآتها النووية. حيث استندت طهران إلى بنود المعاهدة لتبرير قرارها من خلال نص المادة العاشرة التي تنص على أن لكل دولة طرف الحق في الانسحاب من المعاهدة إذا رأت أن “أحداثًا استثنائية” تهدد مصالحها العليا، مع إخطار مجلس الأمن والدول الأعضاء قبل ثلاثة أشهر. ورغم أن إيران لم تنسحب رسميًا بعد، فأنها استخدمت هذا البند كتهديد ضمني لتبرير تعليق التعاون مع الوكالة، مشيرة إلى أن الهجمات الإسرائيلية (التي تعتبرها انتهاكًا لسيادتها) تشكل تهديدًا لأمنها القومي. وأكدت إيران أن تعليق التعاون مع الوكالة يهدف إلى “ضمان حقوقها الجوهرية” وفقًا للمادة الرابعة من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، التي تمنح الدول الحق في تطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية. وزعمت طهران أن الهجمات الإسرائيلية والأمريكية تستهدف حرمانها من هذا الحق، مما دفعها إلى تعليق التعاون لحماية منشآتها. إضافة إلى تأكيد إيران على حقها في الأستخدام السلمي الطاقة النووية وفقا لمعاهدة منع الأنتشار النووي. كما تشير إلي تقاعس المجتمع الدولي عن تقديم الدعم المطلوب وفقاً لنص المادة ذاتها التي تلزم الأطراف بتسهيل التبادل التقني والتعاون في التطبيقات السلمية للطاقة النووية، إلى جانب تعرضها لعقوبات ومواقف غامضة من الوكالة، مما يمثل من وجهة نظرها انتهاكاً لالتزامات الوكالة بموجب المادة الرابعة.[6]
- اتفاقية فيينا((1969
استند البرلمان الإيراني في قراره إلى المادة 60 من اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات (1969) ، والتي تسمح بــ”انقضاء المعاهدة أو تعليق العمل بأحكامها جزئيًا أو كليًا في حال حدوث إخلال جوهري من أحد الأطراف”. واعتبرت إيران أن تصرفات الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) تشكل إخلالًا جوهريًا لعدة أسباب: صمتها عن إدانة الهجمات، والتقارير المتحيزة الصادرة عن الوكالة، وانعدام الحيادة. وبناءً على ذلك، طبقت إيران حقها المشروع بموجب المادة 60 لتعليق التعاون مع الوكالة كرد على هذا الإخلال، مع التأكيد أن التعليق إجراء مؤقت حتي تتحقق ضمانات أمنية.[7]
- الحفاظ على السيادة الوطنية
أكدت طهران أن قرار تعليق العمل مع الوكالة غرضه إعادة صياغة ضوابط التعاون النووي لحماية سيادتها بعد أن رأت في تصرفات الوكالة ما يعرض مصالحها العليا للخطر وانتهاكًا لسيادتها. وصرح المتحدث الرسمي باسم الخارجية ” إسماعيل بقائي” أن التعاون سيسستأنف إذا التزمت الوكالة بالحياد وقدمت ضمانات أمنية.[8]
ثانيا: ردود الفعل الدولية على قرار إيران تعليق العمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
- المنظمات الدولية
تطابقت مواقف كل من الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية في رفض قرار إيران تعليق تعاونها مع الوكالة، مع التأكيد على ضرورة استئناف طهران لهذا التعاون بشكل فوري.
الأمم المتحدة: صرح المتحدث باسم الأمين العام “سفان دوجاريك” بأن قرار التعليق يثير قلق المجتمع الدولي” مؤكدا أن”أنطونيوجوتيرش” يؤكد على مطالبة إيران بالرجوع للتعاون مع الوكالة، كما أكد أيضا أن القرار يهدد جهود الرقابة النووية العالمية.[9]
اما الوكالة الدولية للطاقة الذرية : فقد شرعت في سحب مفتشيها من إيران، بعد إعلانها تعليق العمل مع الوكالة، وصرح مديرها “غروسي” موكدا على الأهمية الحاسمة للمشاورات مع الجانب الإيراني لاستناف أنشطة الوكالة الهادفة للمراقبة والتحقق داخل إيران في أقرب وقت ممكن.[10]
- الدول الكبري المنخرطة في الملف النووي الإيراني
تباينت المواقف الدولية تجاه قرار التعليق، حيث دعت بعض الدول إيران إلى استئناف التعاون مع الوكالة الدولية، في حين تبنت دول أخرى مواقف أكثر تشددا. فتشابهت مواقف الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وإسرائيل في الدعوة إلى إعادة فرض عقوبات على إيران، في حين أن فرنسا رفضت تهديدات إيران الموجهة إلى مدير الوكالة. أما موقف روسيا، الحليف التقليدي لإيران، فكان أقل حدة، حيث رأت أن قرار التعليق يمثل رد فعل طبيعياً على الهجمات التي تعرضت لها إيران.
الولايات المتحدة الأمريكية: صرحت الولايات المتحدة أن قرار إيران بتعليق العمل مع الوكالة غير مقبول وأثار استياءها، حيث قامت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية “تامي بروس” في مؤتمر صحفي بالتصريح أن هذا الأمر غير مقبول، وعلى طهران التراجع عن قرارها والتعاون الكامل مع الوكالة دون أي تأخير.[11]
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الضربات والهجمات الأمريكية على المواقع الإيرانية النووية أدت إلى تعطيل وأعاقت البرنامج النووي الإيراني لسنوات، رغم أن حجم الضرر الذي لحق بالمنشآت النووية غير محدد. وقال أيضا المتحدث الرسمي باسم البنتاغون”شون بارنيل” إن ضررا الحق بالبرنامج النووي لمدة تترواح إلى سنتين، ونفذت قاذفات أمريكية ضربات على ثلاث منشآت نووية إيرانية مستخدمة أكثر من 12 قنبلة خارقة للتحصينات وأكثر من20 صاروخ من طراز توماهوك، وصرح الرئيس ترامب أن الهدف من ذلك هو تعطيل البرنامج النووي الإيرني وهو ما تحقق بالفعل.[12]
ألمانيا: وصفت ألمانيا قرار إيران بتعليق العمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنه بمثابة “مؤشر خطير”، وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الألمانية أن الوصول إلى حل دبلوماسي في قضية الملف النووي الإيراني، يتطلب استئناف إيران العمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.[13] وذلك كان موقف ألمانيا.
بينما إسرائيل: فتري أن إيران تسعي لامتلاك سلاح نووي، وذلك بسبب اقترابها من إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60 %وهي نسبة لا توجد إلا لدي الدول التي تسعى لامتلاك أسلحة نووية وليس في البرامج السلمية كما تزعم إيران. ودعا وزير خارجيتها” جدعون ساعر” إلى إعادة فرض العقوبات على إيران، وحث الدول الأوروبية على التحرك بحزم وشدة لوقف البرنامج النووي الإيراني.[14]
الاتحاد الأوروبي: دعا رئيس المجلس الأوروبي ” أنطونيو كوستا” إيران إلى الالتزام الكامل بمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، والسماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية باستكمال عمليات التفتيش المتوقفة، وأكد أن التعاون مع الوكالة هو السبيل الوحيد لضمان الطابع السلمي للبرنامج النووي الأيراني. فيما اشترطت إيران في المقابل تغيير الممارسات التي تتهم بها الوكالة سواء في التجسس أو تسرب معلومات هامة عن المنشآت النووية، قبل استئناف التعاون مرة أخري.[15]
وأكد الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع أيضا على أن الوكالة الجهة الوحيدة المحايدة القادرة على التحقق من استمرار البرنامج النووي الإيراني سلمياً، وضرورة التعاون مع الوكالة. وأكد الاتحاد الأوروبي أنه لن يسمح لإيران مطلقًا بالوصول إلى سلاح نووي، ودعا “جوزيب بوريل” الممثل الأعلى للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي إلى حل دبلوماسي، محذرا من أن تعليق التعاون مع الوكالة يؤدي إلى تفاقم خطر حرب إقليمية واسعة.[16]
فرنسا: ترفض فرنسا تهديدات إيران للمدير العام للوكالة، كما تعبر عن قلقها إزاء أي تقليص أو تراجع في مستوى التعاون الإيراني مع الوكالة، مطالبة طهران بالالتزام الكامل والفوري بجميع التزاماتها الدولية وفقاً لاتفاق الضمانات الشاملة. وتجدد فرنسا التذكير بمسؤولية السلطات الإيرانية في توفير الحماية الكاملة لموظفي الوكالة والعاملين على أرضيها. وهذا الموقف فى إطار التزام فرنسا الثابت بدعم المنظومة الدولية لعدم الانتشار النووي وتعزيز التعاون في هذا المجال الحيوي.[17]
روسيا: حرصت روسيا عبر متحدثها الرسمي أن الهجمات والضربات الأمريكية والإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية كانت سبباً في إلحاق الضرر بمصداقية الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومكانتها الدولية. وشككت روسيا في تقييم الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” للضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، مشيرة إلي عدم وجود بيانات واقعية حتى الان. ورأت روسيا أن قرار إيران بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية جاء استجابة ورد فعل طبيعيًا للهجمات غير المبررة التي تعرضت لها إيران وأحدثت ضرر ومخاطر شديدة للمنشآت.[18]
وحاولت روسيا التوصل إلى اتفاق نووي إيراني يخفض معدلات التخصيب، من خلال إقناع إيران بالقبول باتفاق نووي مع الولايات المتحدة، كما عرضت روسيا على إيران تزويدها باليورانيوم المخصب بنسبة 3.67 % لاستخدامه في الطاقة النووية، إضافة إلى كميات محدودة من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% لاستخدامه في مفاعل طهران للأبحاث وإنتاج النظائر المشعة، ولكن إيران رفضت مناقشة مسالة وقف تخصيب اليورانيوم.[19]
ثالثا: تداعيات قرار إيران بتعليق العمل مع الوكالة
- الحد من الرقابة الدولية
سحب مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية: بعد اتخاذ إيران قرار تعليق العمل مع الوكالة، شرعت الوكالة في سحب مفتشيها من إيران في 4 يوليو 2025 بسبب مخاوف أمنية وتهديدات إيران الموجهة لمدير الوكالة “غروسي” ما قطع آخر قنوات المراقبة المباشرة للمواقع النووية.[20] إلى جانب ذلك توقف تبادل البيانات وإزالة كاميرات المراقبة التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية والتي كانت موضوعة بموجب الاتفاق النووي لعام 2015، وانقطع تدفق المعلومات الفورية عن الأنشطة النووية مما يحول دون اكتشاف التطورات السرية.[21] وأصبحت المراقبة تعتمد على صور الأقمار الصناعية والتقارير الاستخباراتية، كما أكد الباحث “إريك بروير” أن فهم الأنشطة النووية الإيرانية صارت على عاتق أجهزة الاستخبارات فقط.[22]
- اتباع إيران سياسة الغموض النووى
القرار الإيراني بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يمثل تحولاً استراتيجياً خطيراً في الملف النووي الإيراني، وربما إيذانًا بدخول طهران مرحلة “الغموض النووي” التي تتيح لها التحرك بمعزل عن رقابة المجتمع الدولي. ويأتي هذا القرار في سياق متصاعد من التوترات، خاصة بعد مغادرة مفتشي الوكالة لإيران، ما يترك البرنامج النووي الإيراني بمعزل عن آليات الرقابة الدولية، ويزيد من مخاطر التطور السريع للقدرات النووية الإيرانية دون رادع. كما أن القرار قد يفتح الباب أمام تصعيد أكبر يتمثل في انسحاب إيران من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وهو سيناريو لم يشهده العالم منذ انسحاب كوريا الشمالية من المعاهدة عام 2003. لا سيما في ظل تهديد بعض المسؤولين الإيرانيين باتخاذ هذه الخطوة، وكذلك السرعة غير المسبوقة لإقرار القانون من البرلمان الإيراني، إلى جانب ذلك، أعلن رئيس البرلمان الإيراني أن البرنامج سيسرع وتيرة تقدمه بعد تعليق التعاون مع الوكالة الدولية، في إشارة إلى تصاعد الأنشطة بعيدا عن الرقابة. ما يعني استغلال الفراغ الرقابي خلال هذه الفترة لتسريع إتمام البرنامج النووي وتخصيب اليورانيوم، رغم تأكيد إيران أن برنامجها ” برنامج نووي سلمي” وأن الأسلحة النووية “محرمة شرعياً” بفتوى الخامنئي.[23]
- تقييد آليات التفتيش ( البروتوكول الإضافي)
العلاقة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تكن محصورة في الضمانات الأساسية، بل كانت تتمتع الوكالة بصلاحيات تفتيش موسعة بموجب البروتوكول الإضافي. ويعني تعليق العمل مع الوكالة الدولية تقييدا لقدرات الوكالة على مراقبة البرنامج النووي، ما يعني وقف التفتيشات المفاجئة. فلم تعد الوكالة قادرة على القيام بزيارات تفتيش مفاجئة للمنشآت غير معلنة، ولم يعد لها صلاحية الدخول خلال 24 ساعة، بل قد تمتد المدة لايام أوحتي يرفض الطلب كليًا. إلى جانب ذلك، لم تعد إيران ملزمة بالسماح للوكالة بتفتيش المواقع والمنشآت النووية غير المعلنة وقامت إيران بإزالة كاميرات المراقبة من المنشآت الإيرانية الهامة مثل ” نظز وفوردو”.[24]
- احتمال فرض عقوبات وتصعيد عسكري
حذرت ألمانيا وفرنسا تفعيل “آلية الزناد” في الاتفاق النووي (2015) مما قد يعيد العقوبات الدولية مرة أخرى على إيران. إلى جانب ذلك احتمالية حدوث تصعيد عسكري حيث اعتبرت واشنطن أن انعدام الشفافية النووية قد يبرر” خيارات عسكرية إضافية” إذا حاولت إيران تطوير أسلحة نووية.
- تعقيد المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية
يزيد القرار من تعقيد المحادثات بين طهران وواشنطن، حيث تواجه المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة حول البرنامج النووي الإيراني عقبات كبيرة، وأبرزها تخصيب اليورانيوم وانعدام الثقة بعد الضربات على المنشآت النووية. وتصر إيران على حقها في تخصيب اليورانيوم وفقًا لمعاهدة حظر الانتشار النووي، وترفض شروط واشنطن التى من ضمنها إيقاف التخصيب. [25]
وخلال زيارة نتنياهو للولايات المتحدة الأمريكية، أكد أن بلاده ستواجه مساعي إيران لامتلاك سلاح نووي، وكان البند الأكثر إلحاحًا على جدول أعمال اللقاء هو استكمال التعامل مع الملف الإيراني. فالهدنة التي فرضها الرئيس ترامب لم تقدم حلًا دائمًا للمشكلات التي يثريها البرنامج النووي الإيراني، رغم الضرر الذي لحق به، ولا لطموحات إيران نحو امتلاك سلاح نووي، ولا لقرارها بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ووصف وزير الدفاع الإسرائيلي نهج بلاده تجاه إيران ( بسياسة الاحتواء العدواني)، أي احتمال تطبيق النموذج الذي اتبعته إسرائيل مع حزب الله وهو استخدام القوة العسكرية فور رصد أي تهديد أو خطر.[26]
وأعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن إيران ستعقد محادثات نووية مع كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا (المعروفة باسم “الترويكا الأوروبية”) في إسطنبول يوم الجمعة الموافق 25 يوليو 2025. وجاء هذا الاجتماع بعد تحذيرات من الدول الأوروبية الثلاث بأن عدم استئناف المفاوضات سيؤدي إلى إعادة فرض عقوبات دولية على طهران. وأوضح المتحدث أن اللقاء سيعقد على مستوى نواب وزراء الخارجية، مشيرًا إلى أن القوى الغربية حددت مهلة حتى نهاية أغسطس 2025 لاستئناف المحادثات بشكل جاد، وإلا سيتم تفعيل آلية “سناب باك” لاستعادة العقوبات الأممية المفروضة على إيران سابقًا.[27]
سيناريوهات محتملة:
السيناريو الأول: ” الغموض النووي” والوضع الراهن
ووفقا لهذا السيناريو يرجح استمرار إيران فى تطوير برنامجها النووي بعيداً عن الرقابة، دون إعلان صريح عن تصنيع سلاح نووي، حيث أعلن رئيس البرلمان الإيراني “محمد باقر” أن البرنامج النووي الإيراني سيتقدم بوتيرة أسرع بعد تعليق التعاون مع الوكالة. وبالتالي قد يدفع هذا التعليق إلى تسريع أنشطة التخصيب وتطوير تقنيات نووية دون رقابة دولية. يضاف إلى ذلك، انشغال المجتمع الدولي بالأزمات الحالية مثل الحرب الأوكرانية، وما تقوم به إسرائيل فى المنطقة من ضربات من حين لآخر.
السيناريو الثاني: المفاوضات والتهدئة
يعزز هذا السيناريو احتمالية عودة إيران رغم التصعيد، حيث أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن التعامل مع الوكالة سيجري عبر المجلس الأعلى للأمن القومي، كما أن إيران ما زالت تعلن التزامها بمعاهدة عدم الانتشار النووي، مما يترك مجالًا لعودة التفاوض خاصة مع الحاجة الإيرانية لرفع العقوبات الاقتصادية. إلى جانب عروض الوساطة الدولية التي تحاول روسيا والصين القيام بها عبر لعب دور الوسيط لاستئناف الحوار، والتجاوب الإيراني مع بعض المطالب مثل السماح بعودة المفتشين مقابل ضماناً أمنية أو تخفيض عقوبات.
السيناريو الثالث:احتمالية التصعيد العسكري
يرجح هذا السيناريو احتمال التصعيد العسكري، حيث حذر نائب وزير الدفاع الأمريكي الأسبق جيمس روبنز من أن الفشل في المفاوضات قد يفتح الباب أمام عمليات عسكرية جديدة. إلى جانب استمرار الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية عبر الضربات الإسرائيلية والأمريكية (مثل ضربات توماهوك) الأخيرة، ما قد يدفع إيران للرد بهجمات صاروخية، مؤدياً إلى تصعيد عسكري. يعد هذا السيناريو ضعيف الاحتمال نظرًا لأنه لا يخدم مصالح إيران ويعرّضها لخسائر جسيمة، في حين أن السيناريو الأول والثاني هما الأكثر احتمالًا، وقد يتزامن حدوثهما.
السيناريو الرابع: فرض عقوبات اقتصادية على إيران
يرجح هذا السيناريو فرض عقوبات شاملة: فقد تعيد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تفعيل “آلية الزناد” المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن والتي تتيح إعادة جميع العقوبات الأممية التي كانت مفروضة على إيران قبل 2015، مما يشمل عقوبات على قطاع النفط والبتروكيماويات وتجميد أصول إيرانية. أو انسحاب إيران من معاهدة حظر الانتشار النووي: إن شعرت طهران بالعزلة الدولية، قد تعلن الانسحاب من المعاهدة، مما يفتح الباب لتسريع التخصيب دون قيود.
وختامًا: قرار إيران بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يمثل منعطفًا خطيرًا في الملف النووي الإيراني، حيث يجمع بين تداعيات أمنية وقانونية وجيوسياسية معقدة على المدى القريب. ولا يقتصر تأثير هذا القرار على إيران فحسب، بل يمتد ليهدد استقرار المنطقة العربية ودول الجوار، خاصة في ظل التوترات القائمة والأزمات المتشابكة. ففرض عقوبات اقتصادية جديدة على طهران قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في الدول المجاورة، التي تعاني في الأصل من تبعات الصراعات الإقليمية، كما قد يزيد من حدة التنافس الجيوسياسي ويُغذي احتمالية التصعيد العسكري. ويعمق القرار من عزلتها الدولية ويعطي مبررًا للضغوط الغربية والعقوبات الاقتصادية، ولكنه أيضًا يتيح لها فرصة لتسريع برنامجها النووي بعيدًا عن الرقابة. وإن تحقق السيناريو الأسوأ بحسب تحذيرات فرنسا وهو انسحاب إيران من معاهدة حظر الانتشار النووي، فقد يُفضي إلى سباق تسلح في المنطقة، ما يُهدد الأمن القومي للدول العربية ويُزيد من مخاطر الاضطراب الإقليمي. وقد تتحول الأزمة إلى فرصة لتفعيل دبلوماسية جديدة في حال التزمت طهران ببرنامجها السلمي المعلن، واستجابت الوكالة لمطالبها المتعلقة بالأمن والشفافية.
المصادر
[1] جيمس جيفري، ” خطة العمل الشاملة المشتركة ترزح تحت وطاة الضغوط: قررات ترامب”، متاح علي الرابط التالي: https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/khtt-alml-alshamlt-almshtrkt-trzh-tht-wtat-aldghwt، تاريخ الدخول: 8 يوليو، 2025.
[2] بتعليقها التعاون مع الوكالة الذرية ..هل تتبني طهران سياسة الغموض النووي، الجزيرة، متاح علي الرابط التالي: https://www.ajnet.me/politics/2025/7/3/ ، تاريخ الدخول: 9 يوليو، 2025.
[3] غدير وزنة، ” ايران تعلق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.. قراءة في الاسباب والمالات”، موقع الميادين، متاح علي الرابط التالي: https://www.almayadeen.net/reports/، تاريخ الدخول: 9 يوليو، 2025.
[4] المرجع السابق، ص2.
[5] محمد الموسوي،” العلاقة بين النظام الايراني والوكالة الدولية للطاقة الذرية: أزمة ثقة وافاق غامضة”، 20 يوليو، 2025، آمد للأعلام، متاح علي الرابط التالي: https://www.amad.com.ps/ar/post/558491/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%83%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%AB%D9%82%D8%A9-%D9%88%D8%A2%D9%81%D8%A7%D9%82-%D8%BA%D8%A7%D9%85%D8%B6%D8%A9، تاريخ الدخول:21 يوليو، 2025.
[6] ربيع السعدني، ” ايران تعيد صياغة قواعد التعامل النووي.. لماذا علقت العمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، متاح علي الرابط التالي: https://zaadiran.com/%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D9%8F%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%B5%D9%8A%D8%A7%D8%BA%D8%A9-%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%85%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D9%88، تاريخ الدخول: 10 يوليو، 2025.
[7] اتفاقية فينا، جامعة منيسوتا، متاح علي الرابط التالي: https://hrlibrary.umn.edu/arabic/viennaLawTreatyCONV.html، تاريخ الدخول: 10 يوليو،2025
[8] المرجع السابق.
[9] ماجدة بوعزة، ” تنديد دولي بقرار ايران تعليق تعاونها نع الوكالة الطاقة الذرية، 2 يوليو، 2025، متاح علي الرابط التالي: https://www.dw.com/ar/%D8%AA%D9%86%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A-%D8%A8%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%82-%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%86%D9%87%D8%A7-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%83%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D8%B1%D9%8A%D8%A9، تاريخ الدخول: 12 يوليو، 2025.
[10] ايران تقر قانونا لتعليق التعاون مع الذرية الدولية، 2يوليو، 2025، الشرق الأوسط، متاح علي الرابط التالي: https://aawsat.com/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A9/5160549-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D9%82%D8%B1-%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86%D8%A7%D9%8B-%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%86-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9، تاريخ الدخول: 11يوليو،2025.
[11] Le Monde with AFP، Le Monde،3 July،2025 https://www.lemonde.fr/en/international/article/2025/07/02/us-condemns-iran-s-suspension-of-cooperation-with-iaea_6742962_4.html،Date of entry:11/7/2025.
[12] ماجدة بوعزة ،مرجع سابق.
[13] المانيا: تعلق ايران تعاونها مع الوكالة الطاقة الذرية اشارة كارثية، 2 يوليو، 2025، العربية، متاح علي الرابط التالي: https://www.alarabiya.net/iran/2025/07/02/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%82-%D8%A7%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%86%D9%87%D8%A7-%D9%85%D8%B9-%D9%88%D9%83%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D9%83%D8%A7%D8%B1%D8%AB%D9%8A%D8%A9، تاريخ الدخول:10 يوليو،2025.
[14] إسرائيل تعليقا علي قرار وكالة الطاقة الذرية: ايران مصصمة علي حيازة السلاح النووي، الشرق الأوسط، متاح علي الرابط التالي: https://aawsat.com/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A9/5149373-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%82%D8%A7%D9%8B-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D9%88%D9%83%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%B5%D9%85%D9%85%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%B2%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D8%AD، تاريخ الدخول: 11 يوليو، 2025.
[15] أوروبا تحض طهران علي استئناف التعاون مع الوكالة الذرية، 11 يوليو، 2025، ميدست نيوز،متاح علي الرابط التالي: https://mdeast.news/ar/2025/07/11/%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7-%D8%AA%D8%AD%D8%B6-%D8%B7%D9%87%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%A6%D9%86%D8%A7%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%86-%D9%85/، تاريخ الدخول: 12 يوليو، 2025.
[16] الاتحاد الاوروبي ومجموعة السبع يدعوان ايران من استئناف المحادثات بشأن البرنامج النووي،1يوليو،2025، متاح علي الربط التالي: https://www.kuna.net.kw/ArticleDetails.aspx?id=3238881&language=ar، تاريخ الدخول: 12 يوليو،2025.
[17] ايران تهديد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، 30 يونيو، الدبلوماسية الفرنسية، متاح علي الرابط التالي: https://www.diplomatie.gouv.fr/ar/dossier-pays/afrique-du-nord-et-moyen-orient/iran/la-france-et-l-iran/evenements-et-visites/article/%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D9%87%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85-%D9%84%D9%84%D9%88%D9%83%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9، تاريخ الدخول: 16 يوليو، 2025.
[18] تعليق ايران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية هو نتيجة هجوم غير مبرر عليها، موقع الميادين الأخبارية، متاح علي الرابط التالي: https://www.almayadeen.net/news/politics/%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7–%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%82-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%86%D9%87%D8%A7-%D9%85%D8%B9-%D9%88%D9%83%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%86%D8%AA%D9%8A%D8%AC%D8%A9-%D9%87%D8%AC%D9%88%D9%85، تاريخ الدخول: 14 يوليو،2025.
[19] بوتين يحث إيران علي قبول اتفاق نووي ” بدون تخصيب”،12 يوليو، 2025، سكاي نيوز عربية، متاح علي الرابط التالي: https://www.skynewsarabia.com/world/1808303-%D9%85%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D8%B1-%D8%A8%D9%88%D8%AA%D9%8A%D9%86-%D9%8A%D8%AD%D8%AB-%D8%A7%D9%95%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%82%D8%A8%D9%88%D9%84-%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82-%D9%86%D9%88%D9%88%D9%8A-%D8%A8%D8%AF%D9%88%D9%86-%D8%AA%D8%AE%D8%B5%D9%8A%D8%A8، تاريخ الدخول: 15يوليو، 2025
[20] الوكالة الدولية للطاقة الذرية تسحب مفتشيها من إيران، 4 يوليو،2025، العربية، متاح علي الرابط التالي: https://arabic.rt.com/world/1689526-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%83%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B3%D8%AD%D8%A8-%D9%85%D9%81%D8%AA%D8%B4%D9%8A%D9%87%D8%A7-%D9%85%D9%86-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86/، تاريخ الدخول: 16 يوليو،2025.
[21] ماذا يعني تعليق ايران التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، 3 يوليو، 2025، بي بي سي نيوز بالعربية، متاح علي الرابط التالي: https://www.bbc.com/arabic/articles/c3d1p40pvgzo، تاريخ الدخول:16 يوليو، 2025.
[22] رسول آل حائي، ” بتعليقها التعاون مع الوكالة الذرية.. هل تتبني سياسة الغموض النووي؟”، الجزيرة،3 يوليو، 2025، متاح علي الرابط التالي: https://www.aljazeera.net/politics/2025/7/3/%D8%A8%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%82%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%86-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%83%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%87%D9%84، تاريخ الدخول: 16 يوليو، 2025.
[23] رانيا مكرم، “استراتيجية الغموض: خيارات ايران بعد تعليق تعاونها مع وكالة الطاقة الذرية”، 9 يوليو، 2025، متاح علي الرابط التالي: https://www.futureuae.com/ar-AE/Mainpage/Item/10291، تاريخ الدخول: 16يوليو، 2025.
[24] تعليق تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية..الاسباب والنتائج، وكالة كنوز ميديا الاخبارية، متاح علي الرابط التالي: https://knoozmedia.com/2025/07/03/189599/، تاريخ الدخول:11 يوليو،2025.
[25] دينا أبي صعب، ” وسط جهود دولية للوساطة ..أزمة ثقة تهدد فرص استئناف مفاوضات طهران وواشنطن”، 15 يوليو، 2025، الشرق الأخبارية، متاح علي الرابط التالي: https://asharq.com/politics/142982/%D9%88%D8%B3%D8%B7-%D8%AC%D9%87%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B3%D8%A7%D8%B7%D8%A9-%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%AB%D9%82%D8%A9-%D8%AA%D9%87%D8%AF%D8%AF-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%A6%D9%86%D8%A7%D9%81-%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%88%D8%B6%D8%A7%D8%AA-%D8%B7%D9%87%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%88%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86/، تاريخ الدخول:16 يوليو، 2025.
[26] إيران تعود إلى طاولة المفاوضات النووية مع الترويكا الأوروبية، 20 يوليو، 2025، العربية نيوز، متاح علي الرابط التالي: https://arabic.euronews.com/2025/07/20/tasnim-news-agency-iran-and-the-european-troika-agree-to-resume-negotiations-next-week، تاريخ الدخول: 20 يوليو،2025.
[27] إيران: اتفقنا مع الترويكا الأوروبية علي إجراء محادثات خلال أيام، 21 يوليو،2025، الشرق الأوسط، متاح علي الرابط التالي: https://aawsat.com/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A9/5166592-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D8%AA%D9%81%D9%82%D9%86%D8%A7-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%88%D9%8A%D9%83%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A5%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D8%AB%D8%A7%D8%AA- %D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%A3%D9%8A%D8%A7%D9%85 ، تاريخ الدخول: 21 يوليو، 2025.
باحث في العلاقات الدولية بمركز ترو للدراسات والتدريب