Cairo

التوسع الاستخباراتي الأمريكي في منطقة الإندو- باسيفيك: قراءة في افتتاح مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) في نيوزيلندا

قائمة المحتويات

باحث في العلاقات الدولية بمركز ترو للدراسات والتدريب

في ظل التنافس الاستراتيجي المتصاعد بين الولايات المتحدة  والصين في منطقة الإندو-باسيفيك، تتبنّى واشنطن عدة سياسات لتطويق النفوذ الصيني، من بينها التعاون الاستخباراتي الذي يُعتبر جزءًا محوريًا من مشهد التنافس. وفي تطور ملحوظ، افتتحت الولايات المتحدة أول مكتب دائم تمثيلي لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) في نيوزيلندا في 31 يوليو 2025، وهي خطوة وصفها المركز نفسه بأنها إنجاز مهم في مجال إنفاذ القانون والتعاون الاستخباراتي مع إحدى الدول الأعضاء في تحالف “العيون الخمس”، نيوزيلندا، في منطقة جنوب غرب المحيط الهادئ، ليثير العديد من التساؤلات حول دلالات هذا التحرك الأمريكي وأبعاده السياسية والاستخباراتية.

وفي ضوء ذلك، يسعى هذا التقرير إلى تقديم قراءة تحليلية لافتتاح فرع لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) في ويلينغتون، واستكشاف أبعاده السياسية والاستخباراتية، وربطه بالسياق السياسي في إعادة تشكيل النفوذ في منطقة الإندو-باسيفيك والسياسات الأمريكية بهذه المنطقة.

أولًا: التوسع الاستخباراتي الأمريكي في منطقة الإندو-باسيفيك

شهدت السنوات الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في جهود الولايات المتحدة في منطقة الإندو-باسيفيك، حيث تتبنّى واشنطن عددًا من السياسات والاستراتيجيات لمواجهة النفوذ الصيني المتصاعد في هذه المنطقة، من بينها استراتيجيات عسكرية كـ” استراتيجية الانتشار الموزع”[i]، إلى جانب سياسات اقتصادية، وسياسات تعزيز التحالفات والشراكات في المنطقة بما يشمل التعاون الاستخباراتي.

وفي هذا السياق، افتتح مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي(FBI)، كاش باتيل، مكتب الملحق القانوني الدائم في العاصمة النيوزيلندية ويلينغتون في 31 يوليو 2025، وذلك بعد سنوات من كونه مكتبًا فرعيًا لمكتب كانبيرا، عاصمة أستراليا.[ii]

يوطّد افتتاح هذا المكتب التعاون الاستخباراتي بين واشنطن وويلينغتون، وذلك في إطار تحالف “العيون الخمس” (Five Eyes)، وهو شراكة أمنية تضم الولايات المتحدة ، والمملكة المتحدة، وأستراليا، وكندا، ونيوزيلندا. يهدف هذا التحالف إلى تبادل المعلومات الاستخباراتية وتنسيق الأنشطة الأمنية بموجب اتفاقية التعاون الأمني الدفاعي المشترك لعام 1946.[iii]

ويعكس هذا التحرك استمرار تبني واشنطن سياسات تهدف إلى توطيد علاقتها والحفاظ على تحالفاتها العسكرية في هذه المنطقة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، لا سيما عبر تحالفات عسكرية واستخباراتية، مثل تحالف “أوكوس” (AUKUS) بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا، والذي يسعى إلى التعاون في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والصواريخ وتبادل المعلومات،[iv] بالإضافة إلى تحالف “كواد” (Quad) الذي يضم كل من الهند وأستراليا واليابان والولايات المتحدة، ويهدف إلى تعزيز التعاون العسكري بينهم ضد تصاعد النفوذ الصيني في المنطقة.[v]

يشكل افتتاح هذا المكتب تحوّلًا في طبيعة التعاون الاستخباراتي بين واشنطن وويلينغتون من تعاون عابر إلى تموضع استخباراتي دائم، يشمل تبادل المعلومات، وإجراء تحقيقات مشتركة بشأن مجموعة من التهديدات والأنشطة المختلفة، بما في ذلك الإرهاب، والجريمة المنظمة، والجرائم الإلكترونية، والاحتيال، وغسل الأموال، وتهديدات الاستخبارات الاجنبية، فضلًا عن إدارة الشراكات مع عدد من الدول المجاورة. [vi]

وبحسب ما أعلنه مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، فإن هذه الأهداف تمثل الإطار الرسمي للمكتب، إلا أن مدير المكتب، باتيل، صرح في لقاء له على أحد الوكالات الإخبارية بأن هذا الوجود الدائم يهدف أيضًا إلى مواجهة الحزب الشيوعي الصيني في منطقة الإندو-باسيفيك.[vii]

ثانيًا: السياق السياسي والعسكري

يأتي افتتاح مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) في نيوزيلندا كأحد أوجه الجهود الأمريكية لتعزيز حضورها الأمني والاستخباراتي في الإندو- باسيفيك؛ وذلك بسبب توسع النفوذ والقدرات العسكرية الصينية، إذ قامت بكين بتبني استراتيجية “تطوير الاندماج العسكري المدني” التي ترتكز على الاستفادة من التكنولوجيا في الجانب العسكري بهدف رفع قدرات القوة الوطنية الصينية[viii]، بالإضافة إلى استراتيجية “منع الوصول/ إنكار المنطقة” التي تعتمد على تحديث النظم الدفاعية الصاروخية الجوية والبحرية لعرقلة العدو من دخول المنطقة.[ix]

وقد تحقق ذلك فعليًا، حيث تطورت قدرة الجيش الصيني على إطلاق النار بعيد المدى عن طريق تعزيز قدرة الصواريخ الباليستية الصينية العابرة للقارات،[x] بالإضافة إلى امتلاك 500 رأس نووي قابلة للتشغيل حتى عام 2024،[xi] وعسكرة بعض الجزر الاصطناعية مثل جزر سبارتلي في بحر الصين الجنوبي،[xii] فضلًا عن عقد اتفاقية أمنية مع جزر سليمان (Solomon Islands).[xiii]

أما من جهة القدرات الاستخباراتية الصينية، صنف “تقييم التهديدات السنوي” لأجهزة الاستخبارات الأمريكية لعام 2025 (ATA) بكين بأنها أكثر التهديدات السيبرانية نشاطًا واستمرارية للحكومة الأمريكية ولشبكات البنية التحتية الحيوية؛ وذلك يرجع إلى استهداف بكين البنية التحتية الحيوية من أجل شن هجمات وقت الأزمات أو الصراعات، والتي عُرفت بـ (Volt Typhoon)، إلى جانب التهديدات الصينية للبنية التحتية للاتصالات الأمريكية المعروفة باسم “Salt Typhoon”.[xiv] وبناءً على ما سبق، يتضح أن الصين تمتلك قدرات عسكرية واستخباراتية متطورة، تُمكنها من اختراق البنية التحتية للولايات المتحدة؛ مما يعزز تصنيفها كتهديد متصاعد للأمن القومي الأمريكي.

بالإضافة إلى ما سبق، تعددت التحركات الصينية في منطقة الإندو-باسيفيك، بين مناورات بحرية وجوية من جهة، ونشاطات استخباراتية من جهة أخرى. ففي يناير 2025، ألقى مكتب التحقيقات الوطني في الفلبين القبض على شبكة تجسس صينية يُشتبه في تورطها في رسم خرائط للبنية التحتية الحيوية الأمريكية والقواعد العسكرية.[xv] فضلًا عن ذلك، أجرى جيش التحرير الشعبي الصيني مناورات عسكرية بالذخيرة الحية حول تايوان بحرًا وجوًا في أبريل 2025،[xvi] إلى جانب تدريبات عسكرية دقيقة ومفاجئة في بحر تسمان، القريب من أستراليا ونيوزيلندا.[xvii] كما نفّذ عددًا من تدريبات عسكرية مشتركة مع سنغافورة في مايو 2025،[xviii] ومع روسيا في أغسطس من العام ذاته.[xix]

وبناءً على ذلك، قد تكون التحركات الصينية الأخيرة ساهمت في الدفع نحو افتتاح مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) في نيوزيلندا، وتحفيز الأخيرة على القبول بهذه الخطوة، لتنسيق الاستخبارات والردع الاستراتيجي في المنطقة.

ثالثًا: الأبعاد السياسية والاستخباراتية

يأتي افتتاح مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) في نيوزيلندا كإجراء استراتيجي أمني يعكس تصاعد اهتمام واشنطن بتعزيز نفوذها في منطقة الإندو- باسيفيك في ظل التهديدات المرتبطة بالتمدد الصيني فيها. سياسيًا، يُعد هذا التحرك خطوة تنافسية مع الصين، إذ تعتبر واشنطن منطقة الإندو-باسيفيك جزءًا لا يتجزأ من أمنها القومي[xx]، وأن أبرز تحديات هذه المنطقة يتمثل في تصاعد النفوذ الصيني، بينما تتركز مصالح بكين العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية فيها.[xxi]

وفي هذا السياق، أعربت السفارة الصينية في نيوزيلندا عن انزعاجها من افتتاح مكتب دائم تمثيلي لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي(FBI)، مؤكدة أن الجرائم العابرة للحدود تمثل تحديًا مشتركًا يواجه جميع البلدان، وأن التعاون الأمني يجب ألا يكون موجهًا ضد دولة أخرى، وهو ما أكده باتيل، موضحًا أن الهدف من إنشاء المكتب هو مواجهة بكين. الأمر الذي يعيد للأذهان فكرة ومنطق الحرب الباردة لواشنطن، وتصوير بكين كعدو أو تهديد للمنطقة، وهو أمر مرفوض من الجانب الصيني.[xxii]

ويُلاحظ أن الرد الصيني اقتصر على بيان صادر عن السفارة الصينية في ويلينغتون، دون صدور تعليق رسمي من مستوى رفيع في الدولة، مما يدل على إدراك بكين بالجهود الأمريكية لتعزيز نفسها في الإندو-باسيفيك، وإدارة أي تطورات خارجية بهدوء محسوب، لا سيما أن هذا المكتب ليس الأول من نوعه في المنطقة. فتنتشر مكاتب الملحقة القانونية بمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) في أكثر من 180 دولة ومنطقة وجزيرة حول العالم.[xxiii]

علاوة على ذلك، يُمثل تأسيس هذا المكتب بشكل دائم رسالة واضحة لحلفاء الولايات المتحدة تؤكد على التزام واشنطن بدعمهم، وذلك في ظل سياسات الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، الذي يُعلي من المصالح الاقتصادية فوق أي تحالفات تقليدية، مُهددًا عددًا من الدول الحليفة.[xxiv] وجاء افتتاح هذا المكتب في إطار مساعي واشنطن لتعزيز تحالفاتها الخارجية، لا سيما تحالف “العيون الخمس” الذي يعد أحد التحالفات الأمنية ذات الأهمية البالغة لواشنطن.

ومن الجانب الاستخباراتي، فإن إنشاء هذا المكتب يعزز الوجود العسكري والاستخباراتي الأمريكي بالمنطقة بهدف مراقبة الأنشطة الصينية، وتوسيع أدوات الردع الأمريكية في ظل تنامي القدرات العسكرية والاستخباراتية للصين. وبناءً على ذلك، تعمل واشنطن على تأسيس شبكة من مكاتب التحقيقات الفيدرالية في منطقة الإندو-باسيفيك، بما يوسع من دائرة جمع المعلومات ويزيد من سرعة التنسيق في تحقيقات مشتركة.

يتسق هذا التوجه مع الاستراتيجية العسكرية الأمريكية “الانتشار الموزع” للقواعد العسكرية الأمريكية التي تهدف إلى توزيع قدراتها عبر عدة نقاط ومواقع. وعلى هذا النحو، يأتي الانتشار الاستخباراتي عبر مكاتب تمثيلية لمكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية (FBI) حول العالم، لتعزيز الشراكات الاستخباراتية وتوسيع نطاق النفوذ.

وختامًا، يُمثل افتتاحمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) بشكل دائم في نيوزيلندا أحد ملامح التوجهات الأمريكية في منطقة الإندو-باسيفيك، والتي تسعى إلى تعزيز الشراكات والتحالفات في المنطقة بهدف توطيد نفوذها في مقابل النفوذ الصيني المتصاعد. وتتنوع الأهداف من وراء هذا الافتتاح بين ترسيخ التعاون الأمني في تحالف “العيون الخمس”، وتوسيع دوائر تبادل المعلومات الاستخباراتية وإجراء تحقيقات مشتركة حول عدة قضايا أمنية مثل تهديدات الوكلات الاستخباراتية الأجنبية، ومواجهة بكين علي الأخص. فوضعت واشنطن بكين على رأس الدول التي تشكل خطرًا سيبرانيًا مباشرًا عليها. وبهذا، يتخذ التنافس الصيني الأمريكي في المنطقة أبعادًا استخباراتية متقدمة، تتجاوز الإطارين العسكري والاقتصادي، مما يعكس تعقيد المشهد الأمني في الإندو-باسيفيك.


[i] Danielewicz, J “Understanding resilient forward basing (PODCAST)”. Air Force Life Cycle Management Centre. August 22, 2024. https://www.aflcmc.af.mil/NEWS/Article-Display/Article/3881560/understanding-resilient forward-basing-podcast/

[ii] “FBI Opens Standalone Office in New Zealand”. Federal Bureau of Investigation. July 31, 2025. https://www.fbi.gov/news/press-releases/fbi-opens-standalone-office-in-new-zealand

[iii] “A Milestone in U.S.-New Zealand Law Enforcement & Intelligence Cooperation”. U.S. Embassy & Consulate in New Zealand, Cook Islands, and Niue. July 31, 2025. https://nz.usembassy.gov/fbi-opens-standalone-office-in-new-zealand/

[iv] “AUKUS: The Trilateral Security Partnership between Australia, U.K. and U.S. U.S. Department of Defense”. U.S. Department of Defense. (n.d.). https://www.defense.gov/Spotlights/AUKUS/

[v] Hawkins, A. “path of error and Danger”: China angry and confused over Aukus deal”. The Guardian. March 16,

2023. https://www.theguardian.com/world/2023/mar/16/outrage-confusion-china-reaction

[vi] Op.cit. “A Milestone in U.S.-New Zealand Law Enforcement & Intelligence Cooperation”.

[vii] “FBI to open dedicated law enforcement office in New Zealand”. Video. YouTube. Sky News Australia. July 31, 2025.  https://www.youtube.com/watch?v=4r9cDNWBWr4

[viii] “Annual Report to Congress: Military and Security Developments Involving the People’s Republic of China”. U.S Department of Defense. 2023: 10-11. https://www.defense.gov/News/Releases/Release/Article/3561549/dod-releases-2023-report-on-military-and-security-developments-involving-the-pe/ 

[ix] Junichi Fukuda. “Counteracting China’s Anti-Access/Area Denial Capabilities”. Institute for International Policy Studies. IIPS Quarterly 6, no (1). 2014: 1-2 https://www.npi.or.jp/en/research/data/fukuda01.pdf

[x] “Annual Report to Congress: Military and Security Developments Involving the People’s Republic of China”:11-12

[xi] “Role of nuclear weapons grows as geopolitical relations deteriorate—new SIPRI Yearbook out now”. SIPRI. June 17, 2024. https://www.sipri.org/media/press-release/2024/role-nuclear-weapons-grows-geopolitical-relations-deteriorate-new-sipri-yearbook-out-now

[xii] “China has fully militarized three islands in South China Sea, US admiral says”. The Guardian. March21, 2022. https://www.theguardian.com/world/2022/mar/21/china-has-fully-militarized-three-islands-in-south-china-sea-us-admiral-says

[xiii] Kate Lyons, Dorothy Wickham. “The deal that shocked the world: inside the China-Solomons security pact”. The Guardian. April 20, 2022. https://www.theguardian.com/world/2022/apr/20/the-deal-that-shocked-the-world-inside-the-china-solomons-security-pact

[xiv] “Annual Threat Assessment of the U.S. Intelligence Community”. Office of the Director of National Intelligence. March 2025, https://www.dni.gov/files/ODNI/documents/assessments/ATA-2025-Unclassified-Report.pdf#page=9.26

[xv] Abi McGowan. “China in the Indo-Pacific: January 2025”. Council on Foreign Relations. February 14, 2025. https://www.cfr.org/article/china-indo-pacific-january-2025

[xvi] Helen Davidson. “China launches surprise military drills around Taiwan”. The Guardian. April 1, 2025. https://www.theguardian.com/world/2025/apr/01/china-launches-surprise-military-drills-around-taiwan

[xvii] Simon Atkinson, & Tessa Wong. “Planes diverted as China conducts rare military drill near Australia”. BBC. February 21, 2025. https://www.bbc.com/news/articles/clydv58l57do

[xviii] “Singapore and Chinese Navies Conduct Bilateral Maritime Exercise”. MINDEF Singapore. May 9, 2025. https://www.mindef.gov.sg/news-and-events/latest-releases/9may25_nr1

[xix] “Russian and Chinese navies carry out artillery and anti-submarine drills in Sea of Japan”. Reuters. August 3, 2025. https://www.reuters.com/world/china/russian-chinese-navies-carry-out-artillery-anti-submarine-drills-sea-japan-2025-08-03/

[xx] Indo- Pacific Strategy of the United States. The White House. February 2022. https://bidenwhitehouse.archives.gov/wp-content/uploads/2022/02/U.S.-Indo-Pacific-Strategy.pdf

[xxi] Darshana M. Baruah.“China in the Indian Ocean: A stronger Indo-Pacific presence”. International Institute for Strategic Studies (IISS). May 22, 2025. https://www.iiss.org/online-analysis/charting-china/2025/05/china-in-the-indian-ocean-a-stronger-indo-pacific-presence/

[xxii] “中国驻新西兰使馆发言人就美国联邦调查局在惠灵顿新设办事处发表谈话”. The Embassy of the People’s Republic of China in New Zealand. July 31, 2025. http://nz.china-embassy.gov.cn/fyrbt/sgfyr/202507/t20250731_11680697.htm

[xxiii] “International Operations”. FBI. https://www.fbi.gov/about/partnerships/international-operations

[xxiv] Richard Fontaine. “The Trump-Biden-Trump Foreign Policy”. Foreign Policy. January 20, 2025. https://www.foreignaffairs.com/trump-biden-trump-foreign-policy

باحث في العلاقات الدولية بمركز ترو للدراسات والتدريب

رؤية جون ميرشايمر لحربي إسرائيل وروسيا ومستقبل النظام الدولي
تأتي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أكتوبر2023 لتشكل محطة فارقة في المشهدين السياسي والاقتصادي على المستويين المحلي والإقليمي، لما أفرزته من آثار عميقة تتجاوز الجانب الإنساني إلى إحداث تغييرات ملموسة في المؤشرات الاقتصادية في الاقتصاد الإسرائيلي. فعلى الرغم من استقرار الاقتصاد الإسرائيلي، إلا أن طول أمد الصراع واتساع نطاق العمليات العسكرية، إلى جانب الانعكاسات الأمنية والسياسية، أثر على قطاعات حيوية مثل السياحة، والاستثمار الأجنبي، وحركة الصادرات والواردات، فضلاً عن ارتفاع تكاليف الدفاع وتراجع ثقة الأسواق. ومن ثم، فإن دراسة التداعيات الاقتصادية لهذه الحرب تمثل مدخلاً مهماً لفهم طبيعة التأثيرات قصيرة وطويلة الأمد على الاقتصاد الإسرائيلي، ورصد مدى قدرته على الصمود أو التكيف في ظل هذه التحديات."
مخرجات قمة ألاسكا بين ترامب وبوتن
شهد الجنوب السوري مؤخرًا تجددًا للاشتباكات، ما جعله بؤرة هشاشة تهدد استقرار البلاد ووحدة أراضيها، الأمر الذي أثار تساؤلات جوهرية حول دوافع هذا التصعيد وأسبابه، فضلًا عن التداعيات المحتملة على الأمن القومي السوري، ومتحليل الضربات الإسرائيلية
في خضم التحولات الجيوسياسية التي يشهدها الإقليم، يبرز توقيع اتفاق تصدير الغاز بين أذربيجان وسوريا كحدث لافت يعكس إعادة تمركز بعض الفاعلين الإقليميين في مسارات جديدة من التعاون، تتجاوز الحسابات التقليدية للتحالفات والانقسامات.
Scroll to Top