يعُد كتاب اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية (2007)” واحدًا من أهم الكتب التحليلية الواقعية وغير المألوفة التي تناولت العلاقات الأمريكية الإسرائيلية إذ أنه وعلى خلاف المبررات السائدة حول أسباب هذا الدعم غير المشروط من الولايات المتحدة لإسرئيل.
أولا: الأطروحة المركزية للكتاب ونقض الحجج التقليدية للتحالف الأمريكي
الأطروحة المركزية للكتاب والتي غالبًا ما يتم حصرها في أربعة أسباب رئيسية وهم:
- أن إسرائيل دولة ضعيفة ومحاطة بالأعداء.
- أنها دولة ديمقراطية وهي شكل الحكم الأكثر أخلاقية وسط مجموعة من الدول السلطوية.
- أن الشعب اليهودي عانى من جرائم الماضي، وبالتالي يستحق معاملة خاصة.
- أن سلوك الجيش الإسرائيلي أكثر أخلاقية من سلوك خصومها.
ثانيا: الحجة البديلة: الدور الحاسم للوبي الإسرائيلي
إلا إن الباحثان يجادلان أنه لا يوجد أيًا من هذه الأسباب مقنعًا كحجة لهذا الدعم غير المشروط ويُنسبا ذلك الدعم إلى اللوبي الإسرائيلي أو جماعات الضغط الإسرائيلية، وهو الحجة الرئيسية في هذا الكتاب.
اكتسب هذا الكتاب شعبية خاصةً عند إصداره كونه أتاح فرصة جدية لنقاشات جماهيرية عامة كانت محظورة بسبب ضغوط المؤسسة السياسية الأمريكية وجماعات الضغط الإسرائيلية، وقد أعيد طرح هذه الأفكار بقوة في هذه الأيام تزامنًا مع الأحداث في غزة والتي بدأت في أكتوبر 2023م من جانب، وأيضًا لقاء جون ميرشايمر ذاته مع الإعلامي تاكر كارلسون والذي تناول فيها موضوعات حساسة وسيناريوهات صادمة حول مستقبل النزاع بين روسيا وأوكرانيا، أزمة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ومستقبل النظام العالمي، معيدًا للأذهان ما آل إليه الكتاب من نتائج وتوصيات مشيرًا إلى إمكانية تفسير هذا الكتاب للأحداث الجارية في الداخل الأمريكي والسياسة الخارجية الأمريكية تجاه إسرائيل[1].
الكُتّاب هما: جون ج. ميرشايمر الباحث البارز في العلاقات الدولية، وأحد أهم المنظرين الواقعيين في المدرسة السياسية المعاصرة، تحديدًا الواقعية الهجومية[2]، يدرس في جامعة شيكاغو، وله تأثير واسع في النقاشات الأكاديمية والسياسية حول القوى العظمى، الأمن الدولي، ورؤية فريدة تجاه السياسة الخارجية الأمريكية والتي امتازت بصوت نقدي خاصةً تجاه التدخلات العسكرية والتحالفات السياسية والعلاقة مع إسرائيل.
وعلى الجانب الآخر يبرز ستيفن والت الأستاذ في جامعة هارفارد، وأحد أبرز منظري المدرسة الواقعية في العلاقات الدولية إلا أنه على خلاف ميرشايمر فإنه من أنصار الواقعية الدفاعية[3].
يستعرض الكاتبان أن الكتاب يتناول حجة رئيسية تتمثل في دحض الأسباب الشائعة للدعم الإسرائيلي غير المشروط من قبل الولايات المتحدة، مؤكدة على أن السبب الرئيسي يتمثل في أربعة أجزاء رئيسية:
- الولايات المتحدة لديها علاقة خاصة مع إسرائيل، لا مثيل لها في التاريخ، تتيح لها أن تستحوذ على مساعدات مالية غير مسبوقة ودعم عسكري لا محدود.
- أن الولايات المتحدة لا تفعل ذلك لأسباب استراتيجية أي أنها لا تصب في المصلحة الوطنية الأمريكية دائمًا وإنما في المصلحة الوطنية الإسرائيلية -متى ما تعارضت المصلحتان- وهذا هو الدليل الرئيسي على صدق فرضية الكتاب المتعلقة بدور اللوبي الإسرائيلي.
- أنه ليس في مصلحة الولايات المتحدة الأخلاقية أن نقوم بدعم إسرائيل بصورة غير مشروطة، أي أنه عندما تنظر إلى ما يفعله الإسرائيليون بالفلسطينيين، فإن هذا ينتهك المبادئ الأمريكية الأساسية والمبادئ الليبرالية.
- الجزء الرابع يأتي ليجيب على تساؤل رئيسي مفاده: “لماذا نفعل ذلك؟” ليخلص إلى أن الإجابة الأكثر منطقية تكمن في “اللوبي الإسرائيلي”.
يُعرِّف الكتاب مفهوم اللوبي الإسرائيلي بأنه ليس حركة موحدة بقيادة مركزية أو أن الأفراد داخله لا يختلفون حول قضايا معينة، وإنما هو تحالف فضفاض من أفراد ومنظمات تعمل بنشاط على تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية في اتجاه مؤيد لإسرائيل.
ثالثا: آليات عمل اللوبي الإسرائيلي: المساران السياسي والخطابي
ينطلق الجزء الأول من الكتاب من فكرة رئيسية مفادها أن اللوبي الإسرائيلي يقوم على مسارين رئيسيين:
- المسار الأول هو المسار السياسي ويشمل الكونغرس والسلطة التنفيذية.
- المسار الثاني هو مسار الخطاب العام ويشمل الإعلام والجانب الأكاديمي.
وقد سعت منظمات الضغط الإسرائيلي على ضمان التأكيد على التوافق بين المسارين، بما يحقق المصلحة الوطنية الإسرائيلية، بل التأكيد على اعتقاد الشعب الأمريكي أن المصالح الأمريكية والإسرائيلية متطابقة جوهريًا، هذا التطابق الظاهري سمح أن نشهد أحداثًا غير مألوفة لأشخاص اعتقدوا أن دعم إسرائيل مقدّم على دعم الولايات المتحدة ذاتها، أشهرها قضية جوناثان بولارد الذي أعطى إسرائيل كميات كبيرة من المواد السرية في أوائل الثمانينيات.
رابعا: الدعم الغير المشروط وخسائر المصلحة الوطنية الأمريكية
فعند توافق المصلحة الأمريكية مع المصلحة الإسرائيلية تعمل الحكومة الأمريكية على تحقيق هذه المصلحة، بينما أي اختلاف في المصلحتين يرسخ اللوبي الإسرائيلي عمله للتأكيد على أن قرار دعم إسرائيل هو الخيار السياسي الأذكى.
وعلى مستوى السياسات، تقوم جماعات الضغط الإسرائيلية على التأثير المباشر وغير المباشر على الكونجرس إذ أنه لا يقتصر فعاليتها على تمتع نقد إسرائيل بحصانة شبه تامة، أو على عضوية المسيحيين الصهاينة الفعالين في الكونغرس، وإنما إلى مكافأة المشرعين الداعمين لأجندتها ومعاقبة من تحداها، إلى جانب قدرتها التنظيمية العالية في توجيه حملات لكتابة الرسائل لرؤساء تحرير الصحف لتأييد المرشحين المؤيدين لإسرائيل، وتوجيه تبرعات حملاتهم الانتخابية ضد خصومهم غير المؤيدين لإسرائيل، ولعل هذا يفسر لماذا قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون (2001-2006) للجمهور الأمريكي: “عندما يسألني الناس كيف يُمكنهم مساعدة إسرائيل، أقول لهم: ساعدوا أيباك[4]“[5].
وعلى مستوى السلطة التنفيذية، فعلى الرغم من قلة عددهم (أقل من 3%) إلا أنهم يقدمون تبرعات كبيرة لحملات المشرحين من كلا الحزبين حتى أن صحيفة واشنطن بوست قدَّرت أن المرشحين يعتمدون على المؤيدين اليهود لتوفير ما يصل إلى 60% من التمويل، ويتركزون في ولايات رئيسية مثل كاليفورنيا وفلوريدا وإلينوي ونيويورك وبنسلفانيا، ما يجعل فوز زُهران موميداني كحاكم لولاية نيويورك في يونيو 2025 أمرًا يستحق التأمل.
وعلى مسار الخطاب العام بشقيه الإعلامي والأكاديمي، فلا يختلف كثيرًا عن الخصوم السياسيين، فتسعى إلى دعم مراكز الأبحاث والفكر والصحف والقنوات التليفزيونية المؤيدة لإسرائيل، بينما تسعى بكل ما أوتيت من قوة إلى نبذ أي معارض أو ناقد للأفعال الإسرائيلية، إما عبر اتهامه بمعاداة السامية -وهو السلاح الأبرز-، أو إرسال رسائل ضغط للجهة الرسمية التابع لها الباحث/الصحفي/المذيع/الأستاذ الجامعي.
يعود ميرشايمر الآن ويؤكد في لقائه أن انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام البديل قد خلق فجوة بين ممارسات وسياسات النخبة من جانب، والخطاب العام من جانب آخر، وأن هذا ينبئ أنه في ظل الديمقراطية الأمريكية لا يمكن أن توجد هذه الفجوة الكبيرة بين الخطاب العام الذي بدأ يميل تجاه القضية الفلسطينية، والسياسات الأمريكية الداعمة لإسرائيل دون شك، خاصةً وأن الدعم الإسرائيلي من قبل الشباب الأمريكي أقل بكثير من كبار السن مما ينبئ بمستقبل أكثر نقدًا وحدية في الداخل الأمريكي في المستقبل القريب.
وبالحديث عن الديمقراطية الأمريكية، يؤكد الكتاب أنه لا مبرر أخلاقي للولايات المتحدة لدعم إسرائيل، لا لكونها الديمقراطية الوحيدة أو واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط كون أن هذه الحجة لها عدة مردودات:
الأولى، أنه حتى لو فسر ذلك الدعم الأمريكي لإسرائيل، فإنه لن يفسر هذا الدعم “الهائل” لإسرائيل، وهل إسرائيل هي الدولة الوحيدة الديمقراطية في العالم؟
الثانية، أن الولايات المتحدة الأمريكية دعمت ولا تزال تدعم أنظمة غير ديمقراطية بالأساس مادام توافقت المصالح الوطنية بين كلا الولايات المتحدة والنظام غير الديمقراطي.
الثالثة، أن الديمقراطية الإسرائيلية تتنافى بالأساس مع جوهر الديمقراطية الليبرالية الأمريكية التي تقوم على المواطنة على عكس الديمقراطية الإسرائيلية والتي تقوم بالأساس على كون المواطن يهوديًا، بل وتجعل من مواطني عرب إسرائيل مواطني درجة ثانية، الأمر الذي يتنافى مع القيم الأمريكية الرئيسية.
وبهذا تُدحض حجة أن دعم الولايات المتحدة نابع من ديمقراطية إسرائيل، كما تدحض حجتي ضعف إسرائيل وأخلاقية إسرائيل في الحرب بوثائق وأرقام وبيانات دقيقة تثبت أن إسرائيل لم تكن يومًا ضعيفة منذ حرب 1948م، كما أنها لم تكن أكثر أخلاقية من خصومها السياسيين بل أن مشروعها الاستيطاني قام على “التطهير العرقي بوحشية” متى ما لزم الأمر.
الحجة الرابعة التي سعى الكتاب يدحضها هي أن الشعب اليهودي عانى من جرائم الماضي، وبالتالي يستحق معاملة خاصة، وهذه لم يخلق فيها خلافًا بل أكد أن الجميع يدعمون الشعب اليهودي الذي عانى، وأن الدولة اليهودية كانت الحل الأمثل لهذه المشكلة اليهودية، ولكنه سعى لطرح عددًا من وجهات النظر متيحًا فرصة أكبر للنقاش:
- إن ضغط اللوبي الإسرائيلي الذي يربط كل ناقد لإسرائيل بأنه معادٍ للسامية[6] في حاجة لإعادة ضبط، وهذا هو السلاح الأمثل للوبي الإسرائيلي في أنه يربط نقد السياسة الإسرائيلية بأنها معاداة للسامية تستحق العقاب، بل أن نقد سياسات اللوبي الإسرائيلي معاداةً صريحة للسامية، مما يمنع أيٌ من المعارضين أو المنتقدين لسياسته من الحديث خوفًا من الوصمة التي ستلاحقهم.
- أنه وعلى الرغم من أن الدولة اليهودية هي الحل الأمثل للمشكلة اليهودية إلا أنها سببت مشكلة ثالثة لطرف بريء إلى حد كبير -بحسب رؤية الكتاب- وهم الفلسطينيين، وبالتالي فإنه من الطبيعي بل من المقبول أن يدافع الفلسطينيون عن أرضهم، مستشهدًا بأقوال لزعماء صهاينة أكدوا أنهم لو كانوا ولدوا فلسطينيين لكانوا انضموا إلى جماعات إرهابية -يقصد بها حركة حماس والحركات السياسية داخل فلسطين-، وهو بذلك يعيد تعريف مفهوم الإرهاب الذي استخدمه الإسرائيليون لإقناع الأمريكيين أن حربهم ضد الإرهاب تتزامن مع الحرب الأمريكية ضد الإرهاب، وأكد أنه لا يوجد “إرهاب واحد” وبالتالي فلا يمكن القول أن إسرائيل تشارك الولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب لأنه الإرهاب المهدد لإسرائيل ليس هو ذات الإرهاب المهدد للولايات المتحدة بالضرورة من جانب، ولأن غالبية العمليات الإرهابية في الولايات المتحدة كانت لسبب دعمها لإسرائيل بالأساس، وعليه فإن دعم إسرائيل غير المشروط ليس مكسبًا استراتيجيًا بل خسارة فادحة.
خامسا: نقد الكتاب وأوجه القصور
وعلى الرغم من أن الكتاب يقدم أطروحات قوية لفهم طبيعة عمل اللوبي الإسرائيلي في الداخل الأمريكي، إلا أنه عانى من بعض أوجه القصور، يتمثل أولًا في تبسيطه للسياقات المعقدة ونسبها المباشر للوبي الإسرائيلي، منها دعم قرار الحرب في العراق، والعداء الأمريكي الإيراني، مما سمح للعديد من الباحثين التأكيد على أنه كان انتقائيًا في اختيار الأدلة.
ثانيًا أنه افتقر لمقارنة منهجية مع جماعات ضغط أخرى ما يضعف الزعم بفرادة قوة اللوبي الإسرائيلي، خاصةً وأنه ذكر أن هناك جماعة ضغط أقوى من جماعات الضغط الإسرائيلية وهي الجمعية الأمريكية للمتقاعدين. وأخيرًا، سعى هذا العرض إلى تقديم رؤية تحليلية مكثفة لأطروحات كتاب اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية لميرشايمر ووالت، والذي عد من أبرز الكتب التي أثارت جدلًا واسعًا في الحقلين الأكاديمي والسياسي، لما طرحه من تشكيك عميق في المسلمات السائدة بشأن طبيعة التحالف الأمريكي–الإسرائيلي وأسباب استمراريته.
سادسا: أهمية الكتاب الراهنة وإعادة القراءة في السياق الحالي
يمكن القول إن قوة الكتاب تكمن في جرأته على تناول قضية كانت غير مطروحة للنقاش العام الأمريكي، وفي محاولته تقديم تفسير واقعي يعتمد على تحليل القوة والضغط السياسي، بعيدًا عن التبريرات الأخلاقية أو الأيديولوجية التي سادت سابقًا. غير أن ما يضعف بعض أطروحاته هو النزوع نحو الحسم في نسبة معظم القرارات الكبرى إلى تأثير اللوبي الإسرائيلي، مع إغفال التفاعلات البنيوية والمعقدة في صنع القرار الأمريكي، إضافة إلى افتقاره للمقارنة المنهجية مع جماعات ضغط أخرى.
سابعا: قوة الكتاب وإراثه المستمر
ورغم ذلك، يظل الكتاب مصدرًا لا غنى عنه لفهم أحد أكثر التحالفات إثارة للجدل في السياسة الدولية، خاصة في ضوء التحولات الراهنة في الرأي العام الأمريكي، وصعود الخطاب النقدي داخل الأوساط الأكاديمية والإعلامية تجاه السياسات الإسرائيلية. هذا يجعل من إعادة قراءة هذا الكتاب اليوم ضرورة لفهم ليس فقط الماضي، بل أيضًا مستقبل العلاقة الأمريكية–الإسرائيلية في ظل نظام عالمي يتغير بوتيرة متسارعة.
[1] Tucker Carlson. John Mearsheimer: The Palestinian Genocide and How the West Has Been Deceived Into Supporting It. YouTube video. June 2025. Accessed August 27, 2025. www.youtube.com/watch?v=2VXbY4V7LCk
[2] تجادل الواقعية الهجومية أنه لا يكفي للدولة أن تكون آمنة في ظل نظام فوضوي وغياب للثقة وإنما يجب أن تسعى لتعظيم القوة حتى تصل إلى الهيمنة الإقليمية، تنبع تحالفات الدول من تحالفات هجومية لزيادة القوة والهيمنة أو لخدمة هدف توسعي.
[3] تجادل الواقعية الدفاعية أن الهدف الأساسي للدول هو الأمن، وليس الهيمنة، وأن السعي المفرط للقوة يؤدي إلى رد فعل عسكي. على الجانب الآخر، لا تنبع تحالفات الدول من تحالفات ضد القوة، وإنما التحالف ضد التهديد، والتهديد هو قوة + قرب جغرافي + قدرات ونوايا عدائية.
[4] الآيباك هي اختصار للجنة الأمريكية للشئون العامة الإسرائيلية، وتُعد واحدة من أقوى جماعات الضغط في الولايات المتحدة، متخصصة في تعزيز العلاقات الأمريكية–الإسرائيلية والدفاع عن المصالح الإسرائيلية في السياسة الأمريكية.
[5] Op. Cit. Tucker Carlson.
[6] معاداة السامية تشير إلى كل أشكال الكراهية أو التمييز أو العداء الموجَّه ضد الشعوب الناطقة باللغات السامية نظريًا، واقتصرت على اليهود ممارسةً بصفتهم الدينية أو العرقية أو الثقافية.
باحث مساعد في العلاقات الدولية بمركز ترو للدراسات والتدريب