Cairo

 حكومتان في السودان…في ضوء التدخلات الخارجية وتنامي القتال العسكري

قائمة المحتويات

باحث في العلاقات الدولية بمركز ترو للدراسات والتدريب

اندلع القتال العسكري في السودان في أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) أسفرت عن نزوح 12 مليون شخص ومقتل عشرات الآلاف والتسبب في أزمة غذائية، فضلًا عن انتشار الأمراض مثل الكوليرا.[1] إلا أن الأوضاع السودانية ازدادت تعقيدًا بعد إعلان قوات الدعم السريع في فبراير 2025 تشكيل حكومة موازية في غرب البلاد، وتأكيد حميدتي لاحقًا تأسيس هذه الحكومة، إلى جانب إعداد دستور وعملة جديدة، ما يعكس وجود تحديات جديدة أمام انتهاء الحرب ووحدة أراضي السودان، لا سيما في ظل تدخلات خارجية عديدة.

يهدف هذا المقال التحليلي إلى تقديم تحليل للتطورات الأخيرة في السودان من خلال مقارنة حكومتي البرهان وحميدتي من حيث الاعتراف الدولي والشرعية والتشكيل ومدى سيطرة كل منهما على الأراضي السودانية، واستعراض تداعيات وجود حكومتين متوازيتين، بالإضافة إلى رصد التدخلات الأجنبية في الشأن السوداني، وتقديم سيناريوهات محتملة لمستقبل الأوضاع السودانية.

أولاً، الحكومة الشرعية بقيادة البرهان: التشكيل والدعم والسيطرة

في أبريل 2019، أطاحت ثورة شعبية في السودان بالرئيس السابق، عمر البشير، وظل منصب رئيس الدولة شاغرًا حتى يونيو 2019 بسبب خلافات بين القوى الفعّالة في المشهد السياسي، الأمر الذي أدى إلى تشكيل مجلس سيادة يتكون من 11 عضوًا لإدارة المرحلة الانتقالية التي من المقرر أن تمتد لـ39 شهرًا وتنتهي في نوفمبر 2021. وتوزع أعضاء المجلس بين ستة مدنيين وخمسة عسكريين، على أن يتولى رئاسته أحد العسكريين خلال أول 21 شهرًا ثم تنتقل إلى أحد الأعضاء المدنيين. وقّعت الحكومة السودانية في أكتوبر 2020 اتفاق تحالف مع أربع حركات سياسية وخمس مجموعات مسلحة من جنوب كردفان وغرب إقليم دارفور وولاية النيل الأزرق، عُرف باتفاق جوبا للسلام، وذلك في إطار إنهاء الصراعات والاشتباكات التي شهدتها هذه الأقاليم. ويهدف هذا الاتفاق إلى دمج هذه الجماعات المسلحة تحت راية القوات المسلحة وحصولهم على تمثيل في السلطة، بالإضافة إلى الاهتمام ببعض القضايا الاجتماعية مثل حل قضية النازحين، وتنمية قطاع البدو، وإعادة توزيع الأراضي.[2]

تصاعدت الأزمة بين المكون العسكري والمدني في 21 سبتمبر 2021 بسبب اعتقال الجيش عددًا من الوزراء المدنيين ومن بينهم رئيس الوزراء آنذاك، عبدالله حمدوك، بالإضافة إلى حل المجلس والحكومة الانتقالية، مما أدى إلى عودة المظاهرات في الشارع السوداني مرة أخرى، مطالبين بعودة حمدوك لمنصبه. وبالفعل عاد حمدوك مرة أخرى إلى السلطة.[3]

وبالرغم من عودة حمدوك إلى منصبه، لم تتوقف المظاهرات بسبب الاتفاق المبرم بين حمدوك والبرهان على استمرار وجود المكوّن العسكري في إدارة شؤون البلاد، وهو ما دفع حمدوك لتقديم استقالته في يناير 2022 ليزيد من حدة الأزمة السودانية. وبناءً على ذلك، عقد كل من المكون العسكري والمدني اتفاقًا سياسيًا إطاريًا يفيد بتشكيل حكومة تصريف الأعمال لمدة عامين حتى إجراء انتخابات جديدة، وبتسليم السلطة للمدنيين دون المكون العسكري، بالإضافة إلى دمج الجماعات المسلحة وقوات الدعم السريع في الجيش في إطار الإصلاح العسكري والأمنى الذي يعتبر إحدى المحاور الرئيسية للاتفاق. ومن هنا بدأت تتبلور ملامح الأزمة الجوهرية في تأجيل هذا الاتفاق الإطاري في أبريل 2023 بسبب ظهور خلافات حول إخضاع الجيش للإشراف المدني ودمج قوات الدعم السريع في الجيش السوداني، الأمر الذي أدى إلى اندلاع اشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في عدة مدن منذ 2023 وحتى الآن، لتُفاقم من حدة الأزمة السودانية وتُطيل أمدها.[4]

في 19 مايو 2025، قام رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، بإصدار مرسوم دستوري يفيد بتعيين كامل الطيب إدريس رئيسًا جديدًا للحكومة. كما أوصى البرهان مجلس السيادة ومؤسسات الدولة بوضع الوثيقة الدستورية قيد التنفيذ. وتنص هذه الوثيقة على تشكيل جديد لمجلس السيادة حيث يتكون من 11 عضوًا، أغلبيتهم يُعيّنون من القوات المسلحة، والباقي من الجماعات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام 2020 مع أهمية التمثيل للمرأة والأقاليم السودانية.[5]

علاوة على ذلك، تُعطي الوثيقة الدستورية البرهان صلاحية تعيين أو إعفاء رئيس الوزراء بعد توصية من السلطة التشريعية، بالإضافة إلى تمديد الفترة الانتقالية لمدة لا تزيد عن 3 سنوات و3 شهور ما لم يتم التوصل إلى توافق وطني أو إجراء انتخابات. تُظهر هذه التطورات سعي البرهان لتعزيز موقعة كسلطة شرعية في السودان، وهو ما قد يساهم في حصوله على أشكال مختلفة من الدعم.[6]

في 1 يونيو 2025، قام الطيب بحل الحكومة الانتقالية المشكّلة منذ يناير 2022 وكلّف وكلاء الوزارات بتسيير المهام بشكل مؤقت إلى أن يقوم بتشكيل حكومته. إلا أن القيادات العسكرية في مجلس السيادة سيرشحون كل من وزير الداخلية ووزير الدفاع، بالإضافة إلى احتفاظ الأطراف الموقعة على اتفاق جوبا للسلام بـ5 وزارات في التشكيل الحكومي الجديد، حيث تحتفظ حركة العدل والمساواة بوزارتي الرعاية والتنمية الاجتماعية، والمالية والتخطيط الاقتصادي. كما تشغل حركة تحرير السودان بقيادة منى أركو مناوي وزارة المعادن، بينما تتولى الحركة الشعبية لتحرير السودان وزارة الحكم الاتحادي.

ولكن ظهرت بعض الاعتراضات على قرار حل الحكومة السابقة، حيث رفضت حركة العدل والمساواة هذا القرار، معتبرةً أنه يتعارض مع اتفاق جوبا للسلام الذي ينص على احتفاظ أطراف الاتفاق بالمناصب حتى انتهاء الفترة الانتقالية، الأمر الذي يتقاطع مع ما فعله البرهان والطيب بحل الحكومة من تجاهل أطراف هذا الاتفاق في هذه الخطوة، ما يزيد من احتمالات تفكك اتفاق جوبا للسلام.[7]

وبناءً على الخريطة التي نشرتها القوات المسلحة السودانية لجمهورية السودان في 25 مارس 2025، تسيطر القوات المسلحة على أغلبية الأراضي السودانية إذ تسيطر على العاصمة الخرطوم، وأم درمان، وبحري، وولايات شرق ووسط السودان، وولايات في الجزء الشمالي مثل نهر النيل والشمالية، وبعض أجزاء غرب كردفان، مع بقاء قوات الدعم السريع في بعض المناطق بالخرطوم.[8] جاءت هذه الخريطة بعد تحقيق الجيش عدة انتصارات في مارس 2025 ضد قوات الدعم السريع حيث سيطر الجيش على مطار الخرطوم ومناطق في جنوب الخرطوم كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع، وبعض المنشآت التابعة للدولة مثل مبنى رئاسة جهاز المخابرات.[9]

تتوالى انتصارات الجيش، إذ نشر في 21 مايو 2025 خريطة تُظهر سيطرته الكاملة على ولاية الخرطوم، بما في ذلك منطقة الصالحة التي تُعتبر المعقل الأخير لقوات الدعم السريع في العاصمة. وبالرغم من ذلك، لا توضح الخريطة بشكل دقيق معالم الأراضي في كل من ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق التي سيطرت عليها قوات الجيش، حيث مازالت قوات الدعم السريع وقوات “الحركة الشعبية لتحرير السودان” تؤكد وجودهما هناك.[10]

علاوة على ذلك، تتركز حكومة البرهان في الوقت الحالي في بورتسودان (مدينة ساحلية شرق السودان) التي اتخذها مجلس السيادة في أغسطس 2023 عاصمة إدارية مؤقتة للبلاد بدلًا من الخرطوم بعد محاصرة البرهان في مقر القيادة العامة للجيش الذي يقع في وسط الخرطوم منذ بدء الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023 التي حققت انتصارات عديدة على الجيش في السيطرة على الخرطوم آنذاك. إلا أنه بعد انتصارات القوات المسلحة منذ منتصف مارس 2025، قررت الحكومة عودة الوزارات وجميع المؤسسات الحكومية إلى شرق الخرطوم خلال 6 أشهر منذ أبريل 2025، بل وبالفعل تم نقل بعض الوزارات، من بينها وزارة الداخلية السودانية. ويتضح مما سبق أن انتقال الوزارات سيكون إلى شرق الخرطوم وذلك نتيجة الدمار الواسع الذي لحق بوسط الخرطوم، فضلًا عن الوقت والتكاليف الباهظة التي ستحتاجها عملية إعادة الإعمار.[11]

ونستخلص مما سبق أن حكومة البرهان برئاسة رئيس الوزراء الحالي الطيب تمثّل الامتداد السياسي لمجلس السيادة الانتقالي الذي أُنشئ في 2019 عقب سقوط نظام البشير، وبالتالي فهي الجهة التي تحظى بالشرعية السياسية والدولية. وتعتمد هذه الشرعية على كون مؤسساتها تنبثق من مؤسسات الدولة الوطنية الرسمية، بخلاف قوات الدعم السريع التي تُعد جماعة مسلحة تمّت عسكرتها لاحقًا دون إطار قانوني واضح يضمن خضوعها للقوات المسلحة السودانية.[12] وعليه تعتبر حكومة البرهان الجهة الوحيدة المخوّلة بإدارة أمور البلاد من منظور قانوني وسياسي.

ثانيًا، حكومة حميدتي الموازية: تشكيل بلا شرعية وسعي للدعم والسيطرة

في فبراير 2025، أعلنت قوات الدعم السريع بالتحالف مع بعض الحركات السودانية المسلحة والقوى السياسية مثل الحركة الشعبية شمال، وحركة تحرير السودان، وحزب الأمة القومي، وحزب الاتحاد الديمقراطي، عن توقيع ميثاق سياسي يفيد بتشكيل حكومة موازية لحكومة البرهان الشرعية تُعرف بـ”حكومة سلام ووحدة” من العاصمة الكينية نيروبي. بموجب هذا الميثاق، يتم تشكيل حكومة تدير أمور المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، على أن يكون نظام الحكم لامركزيًا ونظام ديمقراطيًا تعدديًا حسب قولهم، بالإضافة إلى حظر تأسيس أي أحزاب سياسية تقوم على أساس ديني أو عنصري.[13]

وبالفعل، أعلن حميدتي في 16 أبريل تشكيل حكومة موازية تخدم جميع أنحاء السودان بحسب زعمه، وليس فقط المناطق التي تسيطر عليها قواته ، بالإضافة إلى تأسيس مجلس رئاسي يتكون أعضاؤه من جميع الأقاليم السودانية، ووضع دستور جديد وإصدار عملة جديدة. وتعكس خطوات حميدتي نزعةً نحو إنشاء دولة داخل دولة، بكل ما تحمله من مكونات ومطالب، ليشكل خطرًا كبيرًا على المستقبل السوداني ويعمق الأزمة الحالية.[14] بالإضافة إلى ذلك، تبرز هذه الخطوات محاولة حميدتي لكسب الشرعية السياسية في ظل خسارته أمام الجيش في عدة مناطق وكسب اعتراف دبلوماسي من بعض الدول مثل كينيا للحصول على أشكال مختلفة من الدعم.

ووفقًا لخرائط القوات المسلحة السودانية، اضطرت قوات الدعم السريع إلى الانسحاب من عدة مناطق، إذ انحسرت في أربع ولايات من دارفور، وأجزاء كبيرة من ولاية غرب كردفان وغرب البلاد، وتعتبر هذه هى الأماكن التي من المفترض وفقًا لادعاءات حكومة حميدتي أن تتولى شؤونها بقوة السلاح.[15] وفي 11 يونيو 2025، صرّحت قوات الدعم السريع سيطرتها على المثلث الحدودي بين مصر وليبيا والسودان عقب انسحاب الجيش السوداني منه. وتُعد هذه المنطقة ذات أهمية استراتيجية من الناحية الأمنية لثلاث دول، مما يُشكل تهديدًا للأمن القومي المصري، ويعزز فرص حصول قوات الدعم السريع على مرتزقة وسلاح من الجانب الليبي. كما يعكس هذا التقدم انطباعًا بتمتع قوات الدعم السريع بقوة عسكرية متنامية ويمنحها موقعًا ميدانيًا أكثر تأثيرًا في معادلة الصراع.[16]

ومن أبرز الدول الداعمة بشكل رسمي لقوات الدعم السريع هى كينيا، إذ قدمت دعمًا مباشرًا لقوات الدعم السريع بإعلانه عن تشكيل حكومة موازية من العاصمة نيروبي، موضحةً سعيها لإيجاد حلول لوقف الحرب السودانية. كما لم يذكر بيان الخارجية الكينية أهمية وحدة وتماسك الأراضي السودانية وركز على حق الشعب السوداني في تقرير مصيره، وهو تعبير يحمل معاني مختلفة وغير واضحة. بالإضافة إلى ذلك، أعلنت كينيا ترحيبها باستقبال أي مجموعات سودانية تريد تحقيق السلام، مما يعطي انطباعًا عن اعترافها بقوات الدعم السريع كأحد القوى السياسية في المشهد السياسي السوداني.[17]

ويترتب على وجود حكومتين في السودان عدد من التداعيات التي تتمثل في استدامة الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، مما يعطل مسار الفترة الانتقالية وامتدادها لأجل غير مسمى. بالإضافة إلى ذلك، قد يساهم وجود حكومتين في الدولة إلى تفكيكها وانهيار مبدأ الدولة الواحدة في حال عدم تمكُن الجيش من تحقيق انتصارات مستقبلًا في مناطق تمركز قوات الدعم السريع. وتعطي هذه الانقسامات فرصة لتدويل الأزمة وتفاقم الأوضاع الاقتصادية والإنسانية وذلك بسبب عجز الوزارات والمؤسسات الحكومية من تأدية مهامها في ظل استمرار الحرب، وهو ما يؤدي إلى تفاقم الأزمات الإنسانية من مجاعة وانتشار الأمراض.

ثالثًا، التدخلات الخارجية ومواقف دول الجوار من الصراع السوداني

تلعب التدخلات الخارجية دورًا محوريًا في تحديد مستقبل الأوضاع السياسية داخل الدولة، وذلك لتأثيرها على الاستقرار السياسي لهذه الدولة، وهو ما يعاني منه السودان في الأوضاع الراهنة.

  • دول الجوار المباشر

وهنا يبرز الدور الذي تلعبه كينيا تجاه الأوضاع السياسية في السودان، فلعبت كينيا في بداية الحرب دور الوساطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، إذ رحّب الرئيس الكيني، وليام روتو، باستقبال طرفي الصراع وأطلق بعض الدعوات الدبلوماسية لتهدئة الأوضاع الأمنية ولتشكيل حكومة مدنية ولدعم الانتقال السلمي للسلطة،[18] ولكن تغيرت السياسة الخارجية الكينية تجاه الملف السوداني إذ قدمت دعمًا مباشرًا لقوات الدعم السريع في فبراير 2025. الأمر الذي أدى إلى تصاعد التوترات بين القوات المسلحة السودانية وكينيا، متهمة إياها بانتهاك سيادة السودان وبتشجيع انقسام الدولة.[19]

أما بالنسبة لتشاد، فلم تنحاز رسميًا لأي طرف من أطراف الحرب السودانية، إذ يدعو المجلس العسكري التشادي الانتقالي طرفي الصراع السوداني إلى الحوار بين الجانبين، ويحاول فتح قنوات للتواصل بين الطرفين في العاصمة انجامينا. ومع ذلك، لا يُعد هذا الموقف الحيادي دليلًا على غياب الدعم لقوات الدعم السريع؛ إذ تشير بعض المصادر إلى إمداد تشاد بأفراد من قواتها المسلحة وبعض المرتزقة للقتال إلى جانب الدعم السريع، بل وقامت باستقبال قيادات الدعم السريع، وهو ما يفسَّر بجذور حميدتي العائلية العميقة في تشاد، حيث ينتمي بعض أفراد عائلته إلى المجلس العسكري التشادي الانتقالي، الأمر الذي ساعده في تجنيد العديد من المقاتلين العرب التشاديين.[20] ويُضاف إلى ذلك وجود بعض المصالح الاقتصادية بين حميدتي وتشاد، لا سيما في ما يتعلق بالاستثمارات في قطاعي النفط والذهب.[21]

إلى جانب ما سبق، تداولت بعض المصادر معلومات عن تورط قائد الجيش الليبي خليفة حفتر بتقديم دعم إلى قوات الدعم السريع، بالإضافة إلى تصريح مستشار سابق في وزارة الدفاع السودانية بدخول حوالي 40 ألف مرتزق أجنبي للقتال بجانب قوات الدعم السريع من ليبيا ومالي وتشاد وأفريقيا الوسطى والنيجر وإثيوبيا وجنوب السودان واليمن. وفي عام 2024، قدّم وزير العدل السوداني، معاوية عثمان، شكوى في الاتحاد الأفريقي ضد تشاد تفيد بتورط تشاد بنقل أسلحة وذخائر إلى بعض الميليشيات المتمردة، وهو ما نفته تشاد فيما بعد.[22]

بالإضافة إلى ذلك، يعتبر موقف كل من إريتريا وجيبوتي وجنوب السودان موقفًا داعمًا لوحدة الأراضي السودانية (المُعلن)، حيث رحبت إريتريا باستقبال السودانيين في أراضيها، وقامت جيبوتي باستقبال العديد من الاجتماعات بين قوى إقليمية ودولية بشأن وقف الحرب في السودان، وأيضًا دعت إلى وقف فوري لإطلاق النار والاستجابة إلى دعوتها بهدف حماية المواطنين ودعم النازحين.[23] كما تدعم جنوب السودان جهود السلام في السودان إلا أنها تواجه ضغوطًا نتيجة طائلة الديون المقدمة من حميدتي لها أثناء وجوده في السلطة قبل الحرب، مما ورطها في وجود مجموعات مسلحة ومؤسسات حكومية من جنوب السودان يدعمون حميدتي.[24]

أما بالنسبة إلى العلاقات السودانية الإثيوبية، حظرت إثيوبيا خطوط الطيران إلى السودان واستقبلت حميدتي استقبال رسمي في بداية الحرب، ولكن بعد ذلك زار رئيس وزراء أثيوبيا، آبي أحمد علي، بورتسودان لمقابلة البرهان لتعود العلاقات بين الدوليتين بشكل أكثر استقرارًا. علاوة على ذلك، تُعد جمهورية أفريقيا الوسطى من دول الجوار السوداني التي تعاني من اضطرابات داخلية مزمنة وذلك يرجع إلى وجود قوات فاغنر الروسية في البلاد، مما جعلها بيئة خصبة لتقديم الدعم بشكل غير مباشر لقوات الدعم السريع . ويعزي ذلك التعاون بين قوات فاغنر وقوات الدعم السريع، بالإضافة إلى وجود تداخل قبلي بين البلدين وأيضًا وجود الحدود مفتوحة.[25] كما تداولت بعض المصادر معلومات عن عقد أفريقيا الوسطى اتفاقًا مع قوات الدعم السريع يفيد بمساعدة قوات الدعم السريع جمهورية أفريقيا للقضاء على إحدى الجماعات المعارضة للنظام في البلاد، وهي الجبهة الشعبية لنهضة أفريقيا الوسطى. وبالرغم من ذلك، أظهرت جمهورية أفريقيا الوسطى مؤخرًا قدرًا من الحياد النسبي عبر التقارب مع الجزائر التي تسعى إلى الوساطة في الحرب السودانية .[26]

ويتمثل الموقف المصري في المناداة بضرورة التوصل إلى حل سلمي ووقف إطلاق النار وحدة الأراضي السودانية، حيث استقبلت مصر اجتماعًا بين القوى الفاعلة في المشهد السوداني في أغسطس 2019 من أجل الوصول إلى اتفاق حول مسار المرحلة الانتقالية ومطالب الجبهة الثورية. ومع اندلاع الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، عقدت مصر قمة دول جوار السودان بالقاهرة في يوليو 2023، ومؤتمر “القضايا الإنسانية في السودان” في نوفمبر 2023. كما استقبلت أعداد كبيرة من اللاجئين السودانيين وساعدت في وصول المساعدات الإنسانية إلى الأراضي السودانية. وفي يوليو 2024، استقبلت مصر مؤتمرًا بين القوى السياسية والمدنية السودانية تحت شعار “معًا لوقف الحرب” بهدف توحيد الصفوف السودانية تجاه سبل وقف الحرب. بالإضافة إلى ذلك، استضافت مصر عبد الفتاح البرهان عدة مرات للتشاور حول ضرورة تماسك الدولة السودانية ووقف الحرب وتسوية الأزمة.[27]

  • دول إقليمية

وجّهت الحكومة السودانية اتهامًا إلى دولة الإمارات العربية المتحدة أمام محكمة العدل الدولية في أبريل 2025 بالتسبب في إبادة جماعية خلال الحرب الدائرة وذلك من خلال دعمها المالي والعسكري والسياسي إلى قوات الدعم السريع المتمثل في التدريب على الطائرات المسيرة والحصول على شحنات كبيرة من الأسلحة، فضلًا عن تجنيد مرتزقة وفقًا لتصريحات الجيش السوداني. وفي المقابل، أنكرت الإمارات عدة مرات اتهامات الجيش السوداني، بل وفسرت ذلك على أنها محاولة من الجيش لتشتيت الانتباه عن انتهاكاته ضد الشعب السوداني ورفضه للدخول في أي مفاوضات أو وقف إطلاق النار.[28]وفي ذلك السياق، رفضت محكمة العدل الدولية في مايو 2025 دعوى السودان ضد الإمارات، موضحة افتقارها إلى الاختصاص القضائي للحكم على هذه الدعوى.[29] وبناءً على ذلك، أعلن مجلس الأمن والدفاع السوداني في 6 مايو قطع العلاقات الدبلوماسية مع الأمارات،[30] بينما جاء رد الإمارات بعدم اعترافها بقرار حكومة بورتسودان بشأن قطع العلاقات، معتبرةً إنها لا تمثل الحكومة الشرعية للبلاد.[31]

وفي سياق آخر، قامت المملكة العربية السعودية بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية بعقد مفاوضات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عُرفت بـ “إعلان جدة” في مايو 2023 الذي يهدف إلى إجراء مناقشات لوقف إطلاق النار بين طرفي الصراع، وحماية المدنين من الاشتباكات الدائرة في البلاد. ولكن لم يلتزم طرفي الصراع بتنفيذ بنود هذا الإعلان، مما أدى إلى عقد جولة ثانية من هذه المفاوضات في نوفمبر 2023، إلا أنها أيضًا لم تُفض إلى وقف إطلاق النار.[32] وفي أبريل 2025، شاركت جدة في مؤتمر لندن الذي أكد على ضرورة وحدة الأراضي السودانية وأهمية وقف الدعم الخارجي لطرفي القتال.[33] كما حذرت السعودية عدة مرات من محاولات تشكيل حكومة موازية تزيد من حدة الأزمة السودانية.[34]

  • قوى دولية

اتهم مستشار قائد قوات الدعم السريع، الباشا طبيق، الجيش السوداني بجلب مرتزقة أجانب من أوكرانيا والحرس الثوري الإيراني، وهو ما ذكرته بعض الصحف الغربية من وجود مرتزقة أوكرانيين يقاتلون بجانب القوات المسلحة، إلى جانب وجود دعم عسكري إيراني موجه إلى الجيش السوداني، تمثل في الحصول على طائرات بدون طيار من طراز “مهاجر 6”. وفي المقابل، نفت القوات المسلحة السودانية الحصول على أي نوع من الدعم وأكدت على حقها كدولة شراء أسلحة من دول أخرى.[35]

وأيضًا وفقًا لبعض المصادر الغربية، قدمت روسيا دعمًا كبيرًا لقوات الدعم السريع من خلال مجموعة فاغنر شبه العسكرية في مقابل الحصول على مناجم الذهب في السودان، ولكن تحول هذا الدعم مؤخرًا إلى الجيش السوداني، وهو ما تجلى في اعتراف روسي بشرعية الحكومة المنبثقة من القوات المسلحة، ولكن ذلك مقابل إنشاء قاعدة بحرية روسية على البحر الأحمر، مما يعكس مصالح روسيا في هذه المنطقة من موارد طبيعية وطرق بحرية استراتيجية.[36] [37]

وفيما يخص موقف الولايات المتحدة الأمريكية، فصرّحت واشنطن في عهد الرئيس السابق جو بايدن بأن جماعات شبه عسكرية ترتكب إبادة جماعية ضد الجيش والشعب السوداني.[38] كما شاركت واشنطن في مفاوضات إعلان جدة، ودعت طرفي الصراع إلى محادثات لوقف إطلاق النار في جينيف في 14 أغسطس 2024، مما يعكس مساعي واشنطن في إعادة الاستقرار إلى الأراضي السودانية.[39] بالإضافة إلى ذلك، تبنّت الولايات المتحدة سياسة فرض العقوبات، حيث فرضت عقوبات على بعض قادة قوات الدعم السريع بسبب دورهم في تهديد السلم والأمن السوداني.

واستنادًا على ما سبق، تتمثل مصالح الولايات المتحدة في السودان في استعادة الاستقرار إلى منطقة البحر الأحمر، باعتبارها منطقة استراتيجية للمصلحة الأمريكية في المنطقة. كما تسعى واشنطن في مواجهة النفوذ الروسي في السودان، لا سيما في ظل التقارير التي تُفيد بمساعي روسية لإنشاء قاعدة عسكرية بحرية مطلة على البحر الأحمر في الأراضي السوداني مقابل دعمها العسكري للجيش.[40]

رابعًا، سيناريوهات مستقبلية

السيناريو الأول، استمرار الحرب ووجود حكومتين متوازيتين

إن استمرار الحرب ووجود حكومتين متوازيتين مرهون بعدة عوامل، أبرزهم هو حجم التدخلات الخارجية في الشؤون السودانية، خاصةً ما يتعلق بدعم قوات الدعم السريع، عبر مدها بالأسلحة والذخائر والمرتزقة. بالإضافة إلى ذلك، ستساهم هشاشة حدود الدول المجاورة في استمرار دخول المرتزقة والأسلحة. كما أن احتمالية تصاعد بعض التوترات داخل حكومة البرهان الشرعية تظل واردة، وذلك في حال استمرت أطراف اتفاق جوبا للسلام غير راضين عن خطوات البرهان. ووفقًا لهذا السيناريو، من المرجح أن تستمر الأزمة السياسية والاقتصادية والإنسانية، مع تزايد عدد النازحين واللاجئين، فضلأ عن تعثر المسار الانتقالي. ويُعد هذا السيناريو الأكثر ترجيحًا في ظل المعطيات الحالية.

السيناريو الثاني، انتصار الجيش السوداني

إحدى احتمالات الأوضاع في السودان هو انتصار الجيش السوداني على قوات الدعم السريع واستعادة كافة الأراضي السودانية وتوحيدها تحت حكومة واحدة، وذلك استنادًا على الانتصارات التي حققها الجيش على الأراضي السودانية منذ مارس 2025، في مقابل تراجع قوات الدعم السريع وانحسارها في الجنوب الغربي للبلاد. ويزداد هذا السيناريو ترجيحًا في حال تراجع الدعم الخارجي لقوات الدعم السريع وتصاعد الدعم الإقليمي للجيش، بالإضافة إلى احتواء الحكومة التابعة للجيش جميع الأطراف السودانية وعدم إقصاء أحدهم من العملية السياسية وضمان الحصول على حقوقهم، فضلًا عن قدرته في الانتصار على قوات الدعم السريع بشكل كامل. قد يساعد هذا الاحتمال في تخفيف الأزمات الاقتصادية والإنسانية، من خلال عودة النازحين واللاجئين ومحاولة تحسين ظروف معيشتهم.

السيناريو الثالث، انتصار قوات الدعم السريع

يتمثل أحد السيناريوهات المحتملة في انتصار قوات الدعم السريع في مقابل الجيش السوداني، وزيادة نفوذه وسيطرته على مواقع استراتيجية ليكون هو القوى الحاكمة في البلاد. وتتمثل إحدى العوامل التي ترجّح هذا السيناريو هي استمرار الدعم الخارجي لقوات الدعم السريع واستمرار انضمام مرتزقة أجانب من الدول المجاورة، الأمر الذي قد يُعرض حكومة حميدتي إلى العديد من الانتقادات والعقوبات الدولية. كما قد يُساهم عجز حكومة البرهان الشرعية من إدارة خلافاتها الداخلية في تعقيد المشهد. ويُعتبر هذا السيناريو هو الأقل ترجيحًا.

السيناريو الرابع، تقاسم مناطق النفوذ

قد يعتمد تقاسم مناطق النفوذ على وقف الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وتثبيت الأوضاع الحالية عبر تقاسم الأراضي حيث يحتفظ كل طرف بمناطقه دون صراع مباشر، مما يدل على غياب الحل السياسي الشامل وعدم تحقيق مطالب الشعب السوداني.

وختامًا، يزداد المشهد السوداني تعقيدًا في ظل التطورات الأخيرة، المتمثلة في تشكيل عبد الفتاح البرهان لحكومة جديدة دون مراعاة الأطراف المدنية السودانية، بالتوازي مع إصرار محمد حمدان دقلو (حميدتي) على تشكيل حكومة ودستور وعملة موازية، وهو ما يفرض العديد من التحديات على مسار الفترة الانتقالية ويزيد من احتمالية استمرار الحرب في السودان.

وتعكس خطوات حمديتي في الإعلان عن حكومة موازية نزعته لإنشاء كيان أو دولة داخل الدولة السودانية، بينما تُظهر تحركات البرهان سعيه لتعزيز سلطة الجيش واستعادة كافة الأراضي من قوات الدعم السريع. ووفقًا لذلك، تساهم هذا التطورات في تفاقم الأزمة الإنسانية والاقتصادية والسياسية في البلاد، لا سيما في ظل تدخل العديد من الدول الإقليمية والدولية داعمين لأطراف مختلفة من الحرب، مما يؤدي إلى تصعيد حدة الصراع بين الطرفين.


[1] “البرهان: سيتم تشكيل حكومة انتقالية يقودها رئيس وزراء تكنوقراط”، العربية، 19 فبراير 2025، https://www.alarabiya.net/arab-and-world/sudan/2025/02/19/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%87%D8%A7%D9%86-%D8%B3%D9%8A%D8%AA%D9%85-%D8%AA%D8%B4%D9%83%D9%8A%D9%84-%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%82%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%8A%D9%82%D9%88%D8%AF%D9%87%D8%A7-%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D9%88%D8%B2%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%AA%D9%83%D9%86%D9%88%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B7-

[2]  أحمد يونس، “اتفاقية جوبا للسلام في السودان… «يوم الحساب»”، الشرق الأوسط، 22 ديسمبر 2022، https://aawsat.com/home/article/4070691/%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D8%AC%D9%88%D8%A8%D8%A7-%D9%84%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%C2%AB%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D8%A8%C2%BB

[3]  ” لأزمة السودانية.. محطات رئيسية”، الهيئة العامة للاستعلامات، 25 أغسطس 2024، https://www.sis.gov.eg/Story/278795/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9..-%D9%85%D8%AD%D8%B7%D8%A7%D8%AA-%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3%D9%8A%D8%A9?lang=ar

[4]  مرجع سابق.

[5]  محمد أمين ياسين، “البرهان يعيّن رئيساً جديداً لحكومة السودان”، الشرق الأوسط، 19 مايو 2025، https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7/5144831-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%87%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D8%B9%D9%8A%D9%91%D9%86-%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3%D8%A7%D9%8B-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D9%8B-%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86

[6]  مرجع سابق.

[7]  النور أحمد النور، “كامل إدريس يجري مشاورات لتشكيل حكومته وجدل بشأن حصة دارفور”، الجزيرة، 3 يونيو 2025، https://www.ajnet.me/politics/2025/6/3/%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%8A%D8%A8-%D9%8A%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D9%88%D8%B1-%D9%84%D8%AA%D8%B4%D9%83%D9%8A%D9%84-%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%AA%D9%87-%D9%88%D8%AC%D8%AF%D9%84-%D8%A8%D8%B4%D8%A3%D9%86

[8]  “خريطة جديدة توضح مناطق سيطرة الجيش السوداني .. تعرف على المواقع”، منصة السودان الاخبارية، 25 مارس 2025، https://sudanplatform.net/97927

[9]  ” مصدر: الجيش السوداني يسيطر على مطار الخرطوم بالكامل”، عربية Sky News، 26 مارس 2025،

https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1786247-%D9%85%D8%B5%D8%AF%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%8A%D8%B3%D9%8A%D8%B7%D8%B1-%D9%85%D8%B7%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B1%D8%B7%D9%88%D9%85-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D9%85%D9%84

[10]  محمد أمين ياسين، “الجيش السوداني ينشر خريطة تظهر سيطرته على الخرطوم”، الشرق الأوسط، 22 مايو 2025، https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7/5146158-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%8A%D9%86%D8%B4%D8%B1-%D8%AE%D8%B1%D9%8A%D8%B7%D8%A9-%D8%AA%D8%B8%D9%87%D8%B1-%D8%B3%D9%8A%D8%B7%D8%B1%D8%AA%D9%87-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B1%D8%B7%D9%88%D9%85?page=9

[11]  “الجزيرة نت تكشف تفاصيل خطة انتقال الحكومة السودانية من بورتسودان للخرطوم”، الجزيرة، 11 أبريل 2025، https://www.ajnet.me/politics/2025/4/11/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D9%86%D8%AA-%D8%AA%D9%83%D8%B4%D9%81-%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%B5%D9%8A%D9%84-%D8%AE%D8%B7%D8%A9-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%82%D8%A7%D9%84

[12]  ” قوات الدعم السريع في السودان”، الجزيرة، 15 مايو 2023، https://www.ajnet.me/encyclopedia/2023/5/15/%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%B9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86

[13] “ما دلالات توقيع ميثاق لتشكيل حكومة موازية في السودان؟”، عربي BBC News، 23 فبراير 2025، https://www.bbc.com/arabic/articles/cly3773685po

[14]  “قائد قوات الدعم السريع يعلن تشكيل حكومة موازية في السودان، والأمم المتحدة تتوقع عودة مليونَيْ نازح إلى الخرطوم”، عربي BBC News، 16 أبريل 2025، https://www.bbc.com/arabic/articles/c4g25xep0eko

[15]  مرجع سابق، ياسين.

[16]  ” الدعم السريع يعلن السيطرة على المثلث الحدودي مع مصر وليبيا”، عربية sky news، 11 يونيو 2025، https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1802429-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%B9-%D9%8A%D8%B9%D9%84%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%B7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AB%D9%84%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%88%D8%AF%D9%8A-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%A7

[17]  مهدي الزغديدي، “كينيا والأزمة السودانية.. وساطة محايدة أم انخراط في الصراع؟”، الجزيرة، 20 فبراير 2025، https://www.ajnet.me/politics/2025/2/20/%D9%83%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D8%A7%D8%B7%D8%A9-%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%8A%D8%AF%D8%A9

[18]  أسماء عادل، “مظاهر الاهتمام والانخراط الكيني في الأزمة السودانية”، 31 مايو 2025، https://ecss.com.eg/34369/

[19]  “كينيا تدافع عن نفسها بعد اتهامات سودانية بـ”إعلان العداء”، عربية Sky News، 20 فبراير 2025، https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1778361-%D9%83%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D9%81%D8%B9-%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D8%AA%D9%87%D8%A7%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D9%80%D8%A7%D9%95%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D8%A1

[20]  نسرين الصباحي، “عدوى الأزمات: حسابات ومواقف تشاد من الأزمة السودانية”، المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، 22 مايو 2023، عدوى الأزمات: حسابات ومواقف تشاد من الأزمة السودانية  – المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية

[21]  صادق الرزيقي، ” الحرب و مواقف دول جوار السودان (2-3)”، 7 مارس 2024،  الحرب و مواقف دول جوار السودان (2-3) | سياسة | الجزيرة نت

[22]  “السودان يشكو تشاد ويطالبها بتعويضات”، الجزيرة، 6 نوفمبر 2024، https://www.aljazeera.net/news/2024/11/6/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D8%B4%D9%83%D9%88-%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%AF-%D9%88%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%87%D8%A7-%D8%A8%D8%AA%D8%B9%D9%88%D9%8A%D8%B6%D8%A7%D8%AA

[23]  “إعلان جيبوتي” هل يوحّد مبادرات الحل في السودان؟”، الجزيرة، 27 يوليو 2024، https://www.aljazeera.net/politics/2024/7/27/%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%86-%D8%AC%D9%8A%D8%A8%D9%88%D8%AA%D9%8A-%D9%87%D9%84-%D9%8A%D9%88%D8%AD%D8%AF-%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84-%D9%81%D9%8A

[24] مرجع سابق، الرزيقي.

[25]  مرجع سابق.

[26]  “لعبة غموض يمارسها رئيس أفريقيا الوسطى في تعامله مع السودان”، الجزيرة، 11 يونيو 2024، https://www.ajnet.me/politics/2024/6/11/%D9%84%D8%B9%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D9%85%D9%88%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-%D9%8A%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%B3%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3

[27]  مرجع سابق، الأزمة السودانية.. محطات رئيسية.

[28]  آنا هوليغان، “السودان يتهم الإمارات بـ “التواطؤ في إبادة جماعية” أمام محكمة العدل الدولية”، عربي BBC News، 10 أبريل 2025، https://www.bbc.com/arabic/articles/c3wxxg6xd4do

[29]  “العدل الدولية ترفض شكوى السودان ضد الإمارات وتقول إنها تفتقر إلى الاختصاص القضائي للبت فيها”، فرانس 24، 5 مايو 2025، https://www.france24.com/ar/%D8%A3%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7/20250505-%D9%85%D8%AD%D9%83%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%AD%D9%83%D9%85-%D8%B4%D9%83%D9%88%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%B7%D8%A4-%D8%A5%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9-%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D9%81%D9%88%D8%B1-%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%B9

[30]  “السودان يعلن قطع علاقاته الدبلوماسية مع الإمارات” العربية CNN ، 6 مايو 2025، https://arabic.cnn.com/middle-east/article/2025/05/06/sudan-announces-severance-of-diplomatic-relations-uae 

[31]  ” دولة الإمارات لا تعترف بقرار سلطة بورتسودان “، وزارة الخارجية – الأمارات العربية المتحدة، 7 مايو 2025، https://www.mofa.gov.ae/ar-ae/mediahub/news/2025/5/7/7-5-2025-uae-sudan

[32]  “السودان.. ما هو اتفاق جدة ولماذا أثير الجدل حوله؟”، عربية Sky News، 1 أغسطس 2024، https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1732992-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D9%87%D9%88-%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82-%D8%AC%D8%AF%D8%A9-%D9%88%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%A7%D9%94%D8%AB%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%84-%D8%AD%D9%88%D9%84%D9%87%D8%9F

[33] Maha ElDahan, & Nafisa Eltahir. “No final agreement at London Sudan conference with Arab powers at odds”. Reuters. April 16, 2025. https://www.reuters.com/world/no-final-agreement-london-sudan-conference-with-arab-powers-at-odds-2025-04-16/

[34]  “السعودية تدعو لوقف الدعم الخارجي لطرفي الصراع في السودان”، الشرق، 15 أبريل 2025، https://asharq.com/politics/122741/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%AF%D8%B9%D9%88-%D9%84%D9%88%D9%82%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC%D9%8A-%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86/?utm_source=chatgpt.com

[35]  ” السودان.. التدخل الأجنبي ينذر بإطالة أمد الحرب”، الجزيرة، 29 مارس 2024، https://www.aljazeera.net/politics/2024/3/29/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AF%D8%AE%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AC%D9%86%D8%A8%D9%8A-%D9%8A%D9%86%D8%B0%D8%B1-%D8%A8%D8%A5%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A9

[36]  “روسيا والجيش السوداني.. تقارب محفوف بالمخاطر”، MENA Research Center، 14 أكتوبر 2024، https://www.mena-researchcenter.org/ar/%d8%b1%d9%88%d8%b3%d9%8a%d8%a7-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%8a%d8%b4-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%88%d8%af%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d9%82%d8%a7%d8%b1%d8%a8-%d9%85%d8%ad%d9%81%d9%88%d9%81-%d8%a8%d8%a7%d9%84/

[37]  “هل حققت روسيا حلمها القديم بقاعدة بحرية بالسودان؟”، الجزيرة، 12 فبراير 2025، https://www.aljazeera.net/politics/2025/2/12/%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%8A%D8%B9%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D9%82%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A9-%D8%A8%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%A9

[38] Matthew Lee. “US says Sudanese rebel force has committed genocide and imposes sanctions on the group’s leaders”. AP news. January 7, 2025. https://apnews.com/article/biden-sudan-genocide-7a0d20f857af3fd428750cf2dfd231ae

[39] “Paramilitary RSF agrees to US-mediated talks on Sudan war”. AL Jazeera. July 24, 2024. https://www.aljazeera.com/news/2024/7/24/paramilitary-rsf-agrees-to-us-mediated-talks-on-sudan-war

[40]  محمد المنشاوي، “لماذا عدّلت الولايات المتحدة سياستها وأولوياتها في السودان؟”، الجزيرة، 31 مايو 2024، https://www.ajnet.me/politics/2024/5/31/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%B9%D8%AF%D9%84%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%87%D8%A7

باحث في العلاقات الدولية بمركز ترو للدراسات والتدريب

الاستقالات الوزارية في هولندا وتداعياتها على الموقف الأوروبي من إسرائيل
الميتافيزيقا السياسية للسلطة في فلسطين
رؤية جون ميرشايمر لحربي إسرائيل وروسيا ومستقبل النظام الدولي
التكنولوجيا الحيوية كأداة للقوة التنافس السياسي والاقتصادي بين الولايات المتحدة والصين في سباق الهيمنة العالمية
مخرجات قمة ألاسكا بين ترامب وبوتن
Scroll to Top