Cairo

الحياة الثالثة: أن تكون إنسانًا في عصر الذكاء الاصطناعي

قائمة المحتويات

باحث في العلاقات الدولية بمركز ترو للدراسات والتدريب

يستعرض كتاب “Life 3.0 Being Human in the Age of Artificial Intelligence” “الحياة الثالثة: أن تكون إنسانًا في عصر الذكاء الاصطناعي” للكاتب ماكس تيغمارك الصادر في طبعته الثانية عام 2025 عن دار النشر الأمريكية كنوبف، مستقبل الذكاء الاصطناعي وتأثيره الكبير على البشرية، مع التركيز على مفهوم الحياة الثالثة كمرحلة تطورية جديدة قد تغير مصير الحياة في الكون.

ماكس تيغمارك هو عالم فيزياء سويدي أمريكي وباحث في مجال التعلُّم الآلي، تخرج من كلية ستوكهولم للاقتصاد، وحصل على ماجستير ودكتوراة من جامعة كاليفورنيا، ويعمل أستاذًا في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ورئيس معهد مستقبل الحياة، واشتهر بكتابه “الحياة الثالثة: أن تكون إنسانًا في عصر الذكاء الاصطناعى” الذي يتناول مستقبل العالم مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي.

في ضوء ذلك، يتناول هذا الكتاب ثمانية فصولٍ وهي كما يلي: الفصل الأول: أهم المحادثات في عصرنا الحالي، والفصل الثاني: التحول من المادة إلى الذكاء، والفصل الثالث: المستقبل القريب: الاختراقات، والأخطاء، والقوانين، والأسلحة والوظائف، والفصل الرابع: انفجار الذكاء، والفصل الخامس: ما بعد الذكاء الاصطناعي- العشرة آلاف سنة القادمة، والفصل السادس: إرثنا الكوني: المليار سنة القادمة وما بعدها، والفصل السابع: الأهداف، والفصل الثامن: الوعي

أولا: أهم المحادثات في عصرنا الحالي

يعرض الكاتب في هذا الفصل فكرة تطور الحياة عبر ثلاثة مراحل رئيسية وهي: الحياة 1.0 وهي المرحلة البيولوجية أي تطور الأجهزة والبرمجيات من خلال التطور الطبيعي، والحياة 2.0 وهي المرحلة الثقافية، وهي تصميم البرمجيات عبر التعلم كما يفعل البشر الذين يطورون من مهاراتهم، أما الحياة 3.0 وهي المرحلة التكنولوجية أي يمكن تصميم الأجهزة والبرمجيات معًا، مما يمنح الحياة سيطرة كاملة على مصيرها مثل الذكاء الاصطناعي المتقدم. ويناقش الكاتب الجدل حول مستقبل الذكاء الاصطناعي حيث ينقسم الخبراء إلى ثلاث مدارس فكرية رئيسية وهم: المتشككون التكنولوجيون الذين يعتقدون أن الذكاء الخارق بعيد المنال، ولن يتحقق قبل مئات السنين، والطوباويون الرقميون الذين يرحبون بفكرة الحياة 3.0 كخطوة تطورية طبيعية للبشرية، وحركة الذكاء الاصطناعي المفيدة الذي يعتقد أعضائها أن الذكاء الخارق ممكن في هذا القرن.

ثانيا: التحول من مادة إلى الذكاء

يناقش الكاتب في هذا الفصل كيفية تحول المادة إلى كائنات ذكية قادرة على الحساب من خلال الحوسبة والتعلم أي قدرة النظام على تعديل نفسه، كما يتناول الأسس الفيزيائية للذكاء، وماهية الذكاء وكيفية تخزين المادة للمعلومات، وكيف تحسب وتتعلم المادة، بالإضافة إلى مستقبل الذكاء الاصطناعي، فعندما تصل التكنولوجيا إلى مستوى متقدمٍ كاف يمكن استخدامها لتصميم وتصنيع تكنولوجيا أكثر تطورًا بمرتين من دورها الحالي، مما يؤدي إلى مضاعفة القدرات بشكل متكرر. وإذا استمر تقدم الذكاء الاصطناعي بهذا المعدل، فسيواجه المجتمع قبل أن يصل إلى مستوى البشر في جميع المهارات، فرصًا وتحديات كبيرة، لا سيما فيما يتعلق بقضايا القوانين، والأسلحة، والوظائف.

ثالثا: المستقبل القريب: الاختراقات، والأخطاء، والقوانين، والأسلحة والوظائف

يركز الكاتب في هذا الفصل على فوائد الذكاء الاصطناعي على المدى القريب من خلال جعل شبكات الطاقة والأسواق أكثر كفاءة وإنقاذ الأرواح من خلال السيارات ذاتية القيادة، والروبوتات الجراحية، وأنظمة التشخيص الطبي المدعومة بالذكاء الاصطناعي. كما يؤكد الكاتب على ضرورة جعل الذكاء الاصطناعي أكثر موثوقية، مما يعني إعطاء الذكاء الاصطناعي قدرة على التحكم في أنظمة العالم الحقيقي. بالإضافة إلى ذلك، يحاول الذكاء الاصطناعي معالجة  المشكلات المتعلقة بالتحقق من صلاحية الأسلحة الذكية وطريقة استخدامها ومخاطرها المحتملة.

رابعا: انفجار الذكاء

يناقش الكاتب في هذا الفصل أنه إذا نجحنا يومًا في بناء ذكاء عام اصطناعي بمستوى الذكاء البشري، فقد يؤدي ذلك إلى انفجار ذكائي، فقد يتمكنون من السيطرة على العالم في غضون سنوات. أما إذا فشل البشر في التحكم بهذا الانفجار، فقد يتمكن الذكاء الاصطناعي نفسه من السيطرة على العالم بسرعة أكبر. وقد يؤدي الانفجار الذكائي السريع إلى قوة عالمية واحدة مهيمنة. أما الانفجار البطيء الذي يمتد لسنوات أو عقود قد يؤدي إلى سيناريوهات متعددة الأقطاب. قد تكون ذروة سباقنا نحو الذكاء الاصطناعي إما أفضل أو أسوأ للبشرية.

خامسا: ما بعد الذكاء الاصطناعي- العشرة آلاف سنة القادمة

يعرض الكاتب في هذا الفصل سيناريوهات مستقبلية محتملة في ظل تطور الذكاء الاصطناعي الفائق، حيث أن سباق الذكاء الاصطناعي يمكن أن ينتهي بمجموعة واسعة ومثيرة من السيناريوهات لآلاف السنين القادمة. ويوجد ثلاثة سيناريوهات: الأول، أن تتعايش هذه الآلات الذكية مع البشر في سلام، أما الآخر منع ظهور الذكاء الفائق الذي يتعدى الذكاء الاصطناعي  المهدد للبشرية أو من خلال نسيان التكنولوجيا عمدًا. والثالث، قد تنقرض البشرية ويتم استبدالها بالذكاء الاصطناعي.

سادسًا: إرثنا الكوني: المليار سنة القادمة وما بعدها

يناقش الكاتب في هذا الفصل مستقبل الحياة الذكية في الكون على مدى مليارات السنين، مستكشفًا كيف يمكن للحياة أن تتطور وتنتشر عبر التكنولوجيا المتقدمة، وهذا يستند إلى أفكار علماء مثل هانز مورافك وفريمان دايسون، الذين يتصورون حضارة عظمى قادرة على تحويل المادة غير الحية إلى ذكاء وحياة. ولكن لن تكتفي الحياة فائقة الذكاء باستخدام مواردها الحالية بكفاءة أعلى، بل ستتمكن أيضًا من توسيع المحيط الحيوي الحالي بحوالي 32 مرة من قدرته الطبيعية.

سابعا: الأهداف

 يعرض الكاتب في هذا الفصل أصل وتطور الأهداف في الكون، بدءًا من القوانين الفيزيائية التي تحكم السلوك الهادف للمادة، مرورًا بنشأة الحياة وتطورها لتحقيق أهداف بيولوجية مثل التكاثر، وصولًا إلى الأهداف المعقدة للإنسان والآلات الذكية. كما يتناول التحديات الأخلاقية والتقنية المتعلقة بأهداف الذكاء الاصطناعي الفائق مع أهداف البشرية، مؤكدًا على ضرورة حل هذه المشكلات قبل تطوير ذكاء خارق لضمان بقاء البشرية. ينتهي الفصل بالتساؤل عن الهدف النهائي للكون وما إذا كان يمكن تعريف “الخير” بطريقة رياضية تتفق عليها جميع الكائنات الذكية.

ثامنا: الوعي

يعرض الكاتب في هذا الفصل تعريف الوعي وأهميته، حيث يعد الوعي أحد أعظم الألغاز الفلسفية التي لا يمكن تجاهلها، خاصة مع تطور الذكاء الاصطناعي. فقد أصبح فهم طبيعة الوعي أكثر إلحاحًا، لا سيما فيما يتعلق بحقوق الآلات الذكية والأخلاقيات المرتبطة بها. ويؤكد الكاتب على أن الوعي هو العنصر الأساسي الذي يضفي معنى على الحياة.

وختامًا، يدرس الكتاب التحولات الجوهرية في حياة الإنسان عبر العصور، ويركز على “الحياة الثالثة”، كمرحلة جديدة يندمج فيها الذكاء البشري مع الذكاء الاصطناعي، ويوجّه الكاتب دعوة إلى عدم الخوف من الذكاء الاصطناعي، بل إلى توظيفه كأداة لتعزيز القدرات مع الحفاظ على جوهر الإنسانية. فكل اختراع أو اكتشاف بشري له إيجابيات وسلبيات، تتوقف على طريقة استخدامه والغرض من استغلاله .

باحث في العلاقات الدولية بمركز ترو للدراسات والتدريب

عرض كتاب "اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية" للباحثين جون ج
التكنولوجيا الحيوية كأداة للقوة التنافس السياسي والاقتصادي بين الولايات المتحدة والصين في سباق الهيمنة العالمية
WhatsApp Image 2025-08-30 at 16.38
WhatsApp Image 2025-08-30 at 01.53
"  عرض كتاب" الطريق المظلم: بنية الحرب وصعود الغرب" " كتاب ل ""ويليامسون موراي
Scroll to Top