Cairo
وقع كلٌ من وزير خارجية رواندا، ووزير خارجية جمهورية الكونغو الديمقراطية اتفاقَ سلام تاريخيٍ في واشنطن في 27 يونيو 2025، وترجع أهميته أنه جاء هادفًا إلى إنهاء عقود من صراع دموي دام لأكثر من ثلاثة عقود، وأسفر عن مقتل آلاف ونزوح ملايين. هذه الحروب والصراعات الدامية ذات الأبعاد الكولونيالية، العسكرية، الاقتصادية، والإثنية يجعل من هذا الصراع واحدًا من أقدم الصراعات الإقليمية في إفريقيا وأكثرها تعقيدًا، ولهذا فإن اتفاقية السلام ربما تشكل نقطة انفراجة في هذا الصراع بشكل خاص، والصراعات الإفريقية بشكل عام.

الوساطة الأمريكية القطرية في اتفاقية السلام بين رواندا والكونغو الديمقراطية: فرص وتحديات إنها ء الصراع

قائمة المحتويات

باحث مساعد في العلاقات الدولية بمركز ترو للدراسات والتدريب

وقع كلٌ من وزير خارجية رواندا، ووزير خارجية جمهورية الكونغو الديمقراطية اتفاقَ سلام تاريخيٍ في واشنطن في 27 يونيو 2025، وترجع أهميته أنه جاء هادفًا إلى إنهاء عقود من صراع دموي دام لأكثر من ثلاثة عقود، وأسفر عن مقتل آلاف ونزوح ملايين. هذه الحروب والصراعات الدامية ذات الأبعاد الكولونيالية، العسكرية، الاقتصادية، والإثنية يجعل من هذا الصراع واحدًا من أقدم الصراعات الإقليمية في إفريقيا وأكثرها تعقيدًا، ولهذا فإن اتفاقية السلام ربما تشكل نقطة انفراجة في هذا الصراع بشكل خاص، والصراعات الإفريقية بشكل عام.

1
الشكل رقم (1): خريطة رواندا – Maps of World “Rwanda Map”
Rwanda Map | Map of Rwanda | Collection of Rwanda Maps

وفي ضوء المستجدات الراهنة الهادفة لإنهاء الصراع، يهدف هذا المقال إلى تحليل الوساطة الأمريكية القطرية من خلال التركيز على: الخلفية التاريخية للصراع وأسباب الوساطة الأمريكية القطرية، وفرص نجاح اتفاق السلام.

       أولًا: الجذور التاريخية وأسباب الصراع:

  1. دور المستعمر البلجيكي في تعميق الصراع بين الهوتو والتوتسي في رواندا:

يمكن تأريخ الصراع بين رواندا والكونغو الديمقراطية إلى الحقبة الاستعمارية، فخلال فترة الاستعمار البلجيكي لرواندا عمد المستعمرون إلى تكريس انقسام اجتماعي-عرقي بين أبناء المجتمع الرواندي (إذ يشكل الهوتو والتوتسي مجتمعين حوالي 99% من السكان يضاف إليهم أقل من 1% من أقلية ثالثة تعرف بالـ”توا”)1. فتبنى المستعمر نظرية أطلق عليها “الحاميت”2 والتي اعتبرت التوتسي ذوي أصول قوقازية أرقى شأنًا من الأغلبية الهوتو، واعتبروهم أكثر شبهًا بالأوروبيين في ملامحهم ومعاييرهم الجمالية، وانطلاقًا من ذلك، نُظر إلى التوتسي أنهم أكثر ذكاءً وقدرةً على الإدارة والتعليم، ففُضِّلوا في مقابل تهميش الغالبية وهم جماعة الهوتو، وقد أدى ذلك إلى ترسخ ضغائن عميقة بين الفئتين، ورسخ هويات عرقية جامدة (بعد أن كانت أكثر مرونة قبل الاستعمار)، خاصة مع قيام الإدارة البلجيكية بإصدار بطاقات هوية تحدّد الانتماء “هوتو” أو “توتسي”3.

والجدير بالملاحظة هنا هو بعض سياسات أرساها المستعمر امتدت لجوهر الصراع فيما بعد:

  • التفرقة: اعتمد المستعمر على مبدأ “فرق تسُد” وقد كان ذلك مبدأً سائدًا في المستعمرات البريطانية والبلجيكية بصورة خاصة، والاستعمار الأوروبي بصورته الأكثر شمولًا وذلك عبر تعمد المستعمرين خلق انقسامات سواء كانت طائفية، دينية، أو عرقية إثنية (وهذا جوهر مبدأ “فرّق”)، حتى يتمكن من السيطرة والتحكم بسهولة (مبدأ “تسُد”)4.
  • دعم الأقلية: إذا كانت المعايير الجمالية هي واحدة من أسباب تفضيل البلجيكيين للتوتسي، فإن سبب قبول التوتسي لهذا التفضيل على حساب الهوتو هو مبدأ اجتماعي مفاده أن الأقلية هي الأكثر قابلية لقبول المستعمر، أملًا في إعادة تصنيف مجتمعي يتمكن المجتمع الأقل في المشاركة بصورة أكثر فعالية وتمثيل5.

الاستعمار الجديد: بعد خروج المستعمر، لم ينتهي الأثر الاستعماري تمامًا، وإنما استمرت البنية الاستعمارية بعد الاستقلال أو ما عرف بالاستعمار الجديد وهو ما أرساه فرانز فانون في كتابه معذبو الأرض أن البرجوازية الوطنية التي تركها المستعمر لتدير الدولة المستقلة، والتي لا تملك مشروعًا وطنيًا، ستسلك نفس مسار المستعمر، تدير مصالحه القديمة بثياب وطنية محلية6.

2
الشكل رقم (2): أبرز قبائل المجتمع الرواندي
Hutu And Tutsi Side by Side

الحدود المصطنعة: خلفت الحدود المصطنعة التي أخلفتها الدول المستعمرة، والتي لم تراعي انتشار الجماعات الإثنية والعرقية الإفريقية إلى حروب وصراعات امتدت حتى هذه اللحظة، فنجد قبائل وأعراق واحدة موزعة بين دولتين أو أكثر ما خلق ولاءات مزودجة من جانب، ونزاعات على السيادة من جانب آخر، توضح هذه الصورة نموذجًا لحقيقة الانتشار الإثني في إفريقيا (صورة رقم 3).

3
الشكل رقم (3): Map of African Ethnic Groups
African Ethnic Groups In Africa

ومع اقتراب نهاية الحقبة الاستعمارية، تصاعدت نقمة الهوتو ضد هيمنة نخبة التوتسي المدعومة أوروبيًا ما أجج قيام ثورة اجتماعية عام 1959 في رواندا قادتها الأغلبية الهوتو، أطيح خلالها بالملكية التوتسية، ما أبرز أعمال عنف ومجازر ضد التوتسي، وفرار عشرات الآلاف منهم إلى الدول المجاورة ومن بينها الكونغو (زائير في ذلك الوقت).

  • الأحداث السياسية والصدامات العسكرية بين رواندا والكونغو7:

حصلت رواندا على استقلالها عام 1962 تحت حكم نخبة من الهوتو، بينما بقى اللاجئون التوتسي في المنفى يتحيّنون الفرصة للعودة إلى الحكم. في أوائل التسعينيات، تشكل الجيش الرواندي الوطني (جبهة رواندا الوطنية المعروفة بـ RDF) من أبناء التوتسي المنفيين، وخاصة في أوغندا، والتي قامت بغزو رواندا عام 1990 بهدف استعادة وطنهم وإنهاء التمييز ضدهم.

استمرت الحرب الأهلية الرواندية أربع سنوات، انتهت باتفاق تقاسم السلطة (أروشا 1993) لكن سرعان ما انهار السلام باغتيال الرئيس هابياريمانا (وهو من الهوتو) في 1994، وقد عد ذلك بمثابة الشرارة التي أشعلت فتيل الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994، والتي ارتكبها متطرفو الهوتو بحق أقلية التوتسي والمعتدلين من الهوتو على مدار 100 يوم ذهب ضحيتها بين 500 ألف إلى مليون إنسان وفق التقديرات8 9.

في يوليو 1994، نجحت قوات الجبهة الوطنية (ذات الغالبية التوتسية) بقيادة بول كاغامه بالسيطرة على العاصمة كيغالي (عاصمة رواندا) وإسقاط نظام الهوتو المتورط بالإبادة، لتنتهي المجازر، لكن تَبِع ذلك نزوحٌ بشري هائل عبر الحدود: إذ فرَّ نحو مليوني رواندي من الهوتو إلى شرقي الكونغو الديمقراطية (زائير) خوفًا من الانتقام، تحديدًا في إقليم كيفو المحاذي لرواندا، ومن هنا بدأ فصل جديد من الصراع امتد داخل أراضي الكونغو إذ أعادت الميليشيات الهوتو الفارة تنظيم نفسها تحت مسمى “القوات الديمقراطية لتحرير رواندا، المعروفة بـ FDLR”، واتخذت من الكونغو قاعدة لشن هجمات عبر الحدود ضد النظام الرواندي الجديد.

في الوقت نفسه، تسبب وجود هؤلاء المقاتلين على أرض الكونغو في اضطراب أمني حاد هناك، خاصة وأن بعضهم انخرط أيضًا في قتل المدنيين التوتسي المقيمين في شرق الكونغو، وهكذا تحوّل شرق الكونغو منذ 1994 إلى ملاذ آمن لفصائل مسلحة ومسرح دائم للعنف الإثني، مؤججًا توترًا مزمنًا بين رواندا والكونغو على مدى العقود اللاحقة، فنجد أن الفترة منذ منتصف التسعينيات قد شهدت سلسلة من الحروب والنزاعات المسلحة في الكونغو الديمقراطيةـ ارتبط العديد منها مباشرة بالتوتر الرواندي-الكونغولي بشكل خاص، وبظاهرة الميليشيات العابرة للحدود بشكل عام.

4
الشكل رقم (4):First Congo War
First Congo War offensive map – First Congo War

حتى جاءت الحرب الكونغولية الأولى لتشكل تحولًا جذريًا في جوهر الصراع، إذ تحالفت فيها رواندا مع أوغندا ومتمردي تحالف AFDL -وهيٍ تحالف القوى الديمقراطية لتحرير الكونغو ضم جماعات معارضة لنظام الرئيس موبوتو سيسي سيكو- لإسقاط نظام الدكتاتور سيسي سيكو في زائير (الكونغو)، إذ اتهمت رواندا نظام سيسي سيكو بدعم الهوتو الرواندي وتأمين ملاذ للميليشيات المتورطة في الإبادة. وفي أكتوبر 1996 شنّت قوات رواندية وأوغندية، بالتنسيق مع مقاتلي AFDL، هجومًا عبر الحدود الشرقية للكونغو. وسرعان ما انضم إلى هذا الحرب كلٌ من بوروندي (الذي كان نظامه أيضًا يخوض حربًا مع متمردي الهوتو) وكذلك أنغولا وإريتريا، لأسباب تخص مصالحها الإقليمية، وخلال أشهر قليلة انهار نظام سيسي سيكو واستولت قوات AFDL المدعومة إقليميًا على كينشاسا (عاصمة زائير -الكونغو) في مايو 1997، ليصبح لوران كابيلا زعيم التحالف رئيسًا ويُعاد تسمية البلاد إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية.

جدير بالذكر أن هذه الحرب شهدت ارتكاب فظائع بحق اللاجئين الهوتو في مخيمات شرق الكونغو، حيث طاردتهم القوات الرواندية وحلفاؤها، ما أدى إلى مقتل عدد كبير منهم، إضافةً إلى استغلال قوات أجنبية عدة (خاصة رواندا) لفوضى الحرب لنهب ثروات طبيعية كالماس والكولتان من شرق الكونغو.

ولكن لم يدم تحالف كابيلا طويلًا مع رواندا، فبعد توليه السلطة، طلب انسحاب القوات الأجنبية تحديدًا قوات رواندا وأوغندا، ما سبب توترًا شديدًا خلق الحرب الكونغولية الثانية والتي توصف أحيانًا بأنها “حرب إفريقيا العالمية” أو “حرب إفريقيا العظمى” 10. في أغسطس 1998، دعمت رواندا جماعة متمردة جديدة هي حركة التجمع من أجل الديمقراطية(RCD) التي انطلقت شرارة تمردها في شرق الكونغو بهدف الإطاحة بكابيلا، كذلك دعمت أوغندا جماعة أخرى تدعى حركة تحرير الكونغو (MLC) بقيادة جان بيير بيمبا، وانضمت كلتاهما لقتال حكومة كابيلا. بالمقابل، لجأ كابيلا الأب (لوران) إلى تسليح بقايا ميليشيات الهوتو (FDLR) وتحريض المشاعر المعادية للتوتسي داخل الكونغو، حيث دعا مسؤولون حكوميون علنًا إلى استهداف المدنيين التوتسي، ما أدى إلى موجات عنف عرقية ومجازر ضدهم في كينشاسا (الكونغو) ومدن أخرى عام 1998، كما طلبت الكونغو المساعدة العسكرية من حلفائها في مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية فتدخلت كلٌ من أنغولا وزيمبابوي وناميبيا بإرسال آلاف الجنود لدعم جيش الكونغو ضد الروانديين.

وهكذا انقسمت إفريقيا لكتلتين متحاربتين على أرض الكونغو11:

  • أطراف داعمة لحكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية برئاسة لوران ديزيريه كابيلا وأبرزهم:
  • أنغولا والتي دعمت كابيلا لمنع تمدد نفوذ المتمردين المدعومين من رواندا وأوغندا.
  • زيمبابوي إذ تدخلت عسكريًا عبر قواتها الجوية والبرية لدعم كابيلا، يرجح على الغالب أن هذا الدعم كان لحماية استثماراتها في قطاع التعدين.
  • ناميبيا والتي أرسلت قوات دعم لوجستي وعسكري.
  • السودان والتي دعمت كابيلا نكايةً بأوغندا التي كانت تدعم متمردي جنوب السودان.
  • ليبيا كونها قدمت دعمًا سياسيًا وعسكريًا محدودًا.
  • أطراف تمردت على حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية وداعموها الإقليميون:
  • حركة التجمع الكونغولي من أجل الديمقراطية (RCD).
  • حركة تحرير الكونغو (MLC).
  • رواندا وقد تدخلت عسكريًا بحجة مطاردة فلول قوات الهوتو (المسئولة عن الإبادة الجماعية عام 1994م) المختبئة في شرق الكونغو.
  • أوغندا إذ شاركت بدافع مواجهة الجماعات المتمردة التي كانت تنطلق من الكونغو ضدها، ولأسباب اقتصادية كذلك تتعلق بالمعادن.
  • بوروندي والتي شاركت في دعم المتمردين الروانديين والكونغوليين ضد حكومة كابيلا.

استمرت هذه الحرب الضروس عدة سنوات وتسببت بأسوأ كارثة إنسانية في تاريخ أفريقيا الحديث، حيث قُدّر عدد من لقوا حتفهم بحوالي 5 ملايين شخص أغلبهم بسبب المجاعة والأمراض الناجمة عن النزاع12، ورغم توقيع اتفاق لوساكا لوقف النار عام 1999 واتفاق لاحق بين الكونغو ورواندا عام 2002 (اتفاقية لواندا) لسحب القوات الأجنبية استمرت الاشتباكات المتفرقة حتى أغتيل لوران كابيلا في 2001 وتولى ابنه جوزيف كابيلا الحكم الذي مهد لإيجاد حلٍ؛ فقد أبرم الابن اتفاقات سلام مع المتمردين في 2003 أنهت الحرب رسميًا وشكّلت حكومة انتقالية جامعة في كينشاسا (الكونغو) بمشاركة جميع الأطراف.

بعد انتهاء الحرب الثانية، تفككت بعض الجماعات المتمردة أو اندمجت في الجيش لكن ظهرت جماعات جديدة، أبرزها حركة 23 مارس (M23) التي تشكّلت عام 2012 من جنود كونغوليين متمردين ينحدر معظمهم من التوتسي الكونغوليين، وقد اتهمت حكومة الكونغو رواندا بدعم حركة 23 مارس عسكريًا ولوجستيًا كذراع لها في شرق الكونغو، وهو ما وثّقته تقارير أممية عديدة رغم النفي الرواندي13. وقد خاضت قوات M23 مواجهة خطيرة مع الجيش الكونغولي في 2012 واحتلت مدينة غوما -شرق الكونغو- لفترة وجيزة في نوفمبر من ذلك العام، قبل أن تتدخل قوى إقليمية لفرض تسوية قضت بنفي قادة الحركة إلى أوغندا ورواندا عام 2013م. لكن الصراع لم ينتهِ عند هذا الحد؛ ففي أواخر 2021 عاد مقاتلو M23 للتمرد مستغلين ضعف الدولة وانشغالها بصراعات أخرى. وابتداءً من عام 2022 شنت الحركة هجومًا واسعًا تمكنت خلاله من السيطرة على مساحات شاسعة من شمال إقليم كيفو (بما فيها بلدات استراتيجية مثل بُناغانا على الحدود مع أوغندا).

تصاعد نفوذ الحركة بشكل خطير مطلع عام 2023 بالرغم من نشر “قوة إقليمية” تابعة لمجموعة شرق أفريقيا EAC في كيفو (الكونغو) بقيادة كينيا. واتهمت الحكومة الكونغولية كلًا من رواندا وأوغندا بدعم هذا التمرد سرًا لتحقيق أطماعهما في موارد الكونغو، حتى وصلت الأزمة إلى ذروتها بحلول نهاية 2024، وبداية 2025 إذ تمكنت حركة M23 مطلع عام 2025 من اقتحام مدينة غوما مرة أخرى في يناير، ثم السيطرة على مدينة بوكافو عاصمة إقليم جنوب كيفو في فبراير 2025م. وكشفت تقارير الأمم المتحدة أن آلاف المقاتلين من الجيش الرواندي شاركوا بشكل غير رسمي إلى جانب المتمردين في هذا الهجوم الخاطف14.

5
صورة رقم 5)): خريطة تواجد الجماعات المسلحة على الحدود الكونغوية الرواندية.
DR Congo’s Goma under M23 rule: BBC investigates allegations of a massacre

أدى هذا التطور الخطير إلى قيام الكونغو الديمقراطية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع رواندا في يناير 2025م، كما سارعت دول جوار أخرى إلى التورط عسكريًا؛ إذ أرسلت بوروندي آلاف الجنود لمؤازرة جيش الكونغو، بينما اتُهمت أوغندا بأنها تلعب دورًا مزدوجًا وتقدم دعمًا مبطنًا لـM23 رغم نفيها ذلك. أمام هذا المشهد، حذّر المراقبون من أن النزاع بات يهدد بالتحول إلى حرب إقليمية شاملة تُعيد للأذهان حروب أواخر التسعينيات المدمرة.

ثانيًا: مرحلة الوساطة الأمريكية القطرية للنزاع:

في ظل هذه الضغوط الهائلة، نشطت الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية مطلع 2023 و2024 لاحتواء الموقف. قاد رئيس أنغولا جواو لورينسو “عملية لواندا” للتوسط بين كينشاسا (الكونغو الديمقراطية) وكيغالي (رواندا)، حيث اجتمع زعماء من إفريقيا الوسطى والشرقية وقدموا خطة لـ “نزع سلاح الجماعات المتمردة” ووقف الدعم الخارجي لها، كما انخرطت مجموعة شرق أفريقيا (EAC) في محادثات سلام عُرفت بـ”عملية نيروبي”، وعقدت قمة مشتركة مع تجمع التنمية الأفريقي (SADC) في فبراير 2025 بدار السلام بتنزانيا لبحث إنهاء القتال في الكونغو15.

لكن أبرز تطور كان دخول دولة قطر والولايات المتحدة على خط الوساطة بطريقة غير معهودة. إذ دعت قطر إلى لقاء ثلاثي مفاجئ في الدوحة بتاريخ 18 مارس/آذار 2025 جمع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع الرئيسين الرواندي بول كاغامه والكونغولي فيليكس تشيسيكيدي نتج عنه تقدم دبلوماسي هائل تمثل في إعلان الجانبين الرواندي والكونغولي التزامهما بهدنة فورية وبدء مفاوضات مباشرة، بإشراف قطر والاتحاد الأفريقي.

وبالتوازي، كثّفت الولايات المتحدة اتصالاتها عبر مبعوثها الخاص للقرن الأفريقي (ماساد بوالص) لبلورة اتفاق أشمل. استضافت واشنطن في 24 أبريل 2025 اجتماعًا وزاريًا وقّع خلاله وزيرا خارجية الكونغو (تيريز كايكوامبا فاغنر) ورواندا (أوليفييه ندوهونجيرهي) على “إعلان مبادئ” بوساطة أمريكية، نص الإعلان على احترام سيادة كل بلد ووحدة أراضيه، ووقف الدعم للجماعات المسلحة، والشروع في صياغة اتفاق سلام نهائي خلال شهرين، وقد اعتُبر ذلك تمهيدًا أساسيًا للاتفاق الكامل الذي تبلور لاحقًا16.

حتى جاء اتفاق واشنطن في يونيو 2025 والذي برز تتويجًا لتقاطع مصالح عدد من الفاعلين الإقليميين والدوليين، في ظل حالة إنهاك عسكري واقتصادي لدى طرفي النزاع، وغياب أفق للحسم الميداني. وقد ساهم التقاء المساعي الأمريكية بالدبلوماسية القطرية، فضلًا عن ضغوط أفريقية وأممية، في تهيئة بيئة تفاوضية غير مسبوقة أفضت إلى بلورة تسوية مؤقتة.

  1. دوافع الولايات المتحدة الأمريكية في الوساطة بين رواندا والكونغو الديمقراطية:

تعددت الدوافع والأسباب التي دفعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى التدخل في حل النزاع الرواندي الكونغولي، شملت هذه دوافعًا جيوسياسية، وأخرى اقتصادية:

فعلى الصعيد الجيوسياسي، نجد أن الولايات المتحدة قد حرصت على مواجهة النفوذ الصيني المتنامي في قطاع التعدين الكونغولي، إذ تسيطر الشركات الصينية المملوكة للدولة والبنوك المركزية على نحو 80% من إجمالي إنتاج الكوبالت في البلاد، وتعزيز الحضور الأمريكي في إفريقيا عبر التواجد في منطقة ذات أهمية استراتيجية عالية17.

إلى جانب ذلك، يمكن القول بأن الولايات المتحدة قد رغبت في تعزيز مصداقيتها في المنطقة إذ مثّل الاتفاق أول مبادرة سلام كبرى تتوسط فيها الولايات المتحدة في منطقة البحيرات الكبرى منذ سنوات، مما يساهم في إعادة ترسيخ مكانتها كشريك موثوق، خاصة في ظل توجه كينشاسا (الكونغو الديمقراطية) نحو واشنطن لموازنة النفوذ الاقتصادي الصيني وحماية مصالحها في سلاسل الإمداد العالمية للمعادن الحيوية.

أما على الصعيد الاقتصادي، فبإمكاننا القول أن الولايات المتحدة اعتمدت في تعاملها مع ملف النزاع الرواندي–الكونغولي على مقاربة براجماتية تربط بين الاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية، فوفقًا للخطاب الرسمي الصادر عن الإدارة الأمريكية، فإن تسوية النزاع تتيح فرصًا اقتصادية واعدة، لا سيما فيما يتعلق بتأمين مصادر بديلة للمعادن النادرة (مثل الكولتان والكوبالت) التي تعد الكونغو من أبرز منتجيها عالميًا 18، ما يسهم في تأمين وصول الولايات المتحدة إلى المعادن الحيوية، مع استغلال الفرص لعقد شراكات واستثمارات كبرى في المنطقة خاصةً وأن تلك المواد تدخل في صناعة البطاريات والسيارات الكهربائية والتقنيات المتقدمة، مستفيدة من السوق الواعدة وتوافر الأيدي العاملة منخفضة التكلفة نسبيًا. إلى جانب ذلك، تسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز مرونة سلاسل الإمداد العالمية وضمان وصول المستثمرين الأمريكيين إلى هذه المواد الحيوية، وقد تعهدت بضخ نحو 4 مليارات دولار في مشروع “ممر لوبيتو(Lobito Corridor)”  الذي يربط سواحل أنغولا الأطلسية بالكونغو عبر زامبيا. ويجري أيضًا التفاوض بشكل منفصل حول حقوق تفضيلية لاستخراج المعادن، بالتوازي مع مسار عملية السلام19.

  1. الدوافع القطرية في الوساطة بين رواندا والكونغو الديمقراطية:

برزت قطر كفاعل دبلوماسي غير تقليدي ضمن هذا السياق، حيث دخلت على خط الوساطة مستفيدة من موقعها كطرف غير منخرط بصورة مباشرة سعى لتقديم نفسه بشكل متوازن، يمتلك علاقات متوازنة مع أطراف النزاع ومع العديد من القوى الإقليمية والدولية. واستندت الدوحة إلى رصيدها التفاوضي المتراكم من وساطات سابقة في ملفات القرن الإفريقي والسودان، لتقدّم نفسها كوسيط قادر على بناء جسور تفاهم في بيئات شديدة التعقيد. وقد استضافت قطر خلال الأشهر التي سبقت الاتفاق جولات تفاوض غير رسمية بين ممثلين عن حكومة الكونغو الديمقراطية وبعض الفصائل المسلحة، وعلى رأسها حركة M23. وتُشير تقارير دبلوماسية إلى أن هذه اللقاءات جرت في أجواء مغلقة بعيدًا عن التغطية الإعلامية، ما وفّر مناخًا ملائمًا لبناء الثقة وتخفيف التوترات التمهيدية20.

وخلال مراسم التوقيع النهائي في واشنطن، مثّلت مشاركة الوفد القطري رفيع المستوى بقيادة وزير الدولة للشؤون الخارجية محمد بن عبد العزيز الخليفي تأكيدًا رمزيًا على عمق الانخراط القطري في هندسة هذا الاتفاق، الذي يُعد أحد أبرز إنجازاتها الدبلوماسية في القارة الإفريقية خلال السنوات الأخيرة21.

ثالثًا: التداعيات السياسية لاتفاقية السلام بين رواندا والكونغو الديمقراطية:

يُحتمل أن يشكل اتفاق السلام الموقّع في يونيو 2025 بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا نقطة تحول في المشهد السياسي والأمني بمنطقة البحيرات العظمى، إلا أن نتائجه النهائية ستظل رهينة بتطورات الواقع الميداني والسياسي.

فعلى الصعيد السياسي والأمني، قد يمهد الاتفاق الطريق أمام إعادة ترسيخ سلطة الدولة الكونغولية في شرق البلاد، إذا ما التزمت رواندا بسحب قواتها غير النظامية واحترام وحدة الأراضي. هذا الالتزام – إن تحقق – قد يعيد تفعيل الاتفاقات الحدودية ومبادئ حسن الجوار، ويفتح المجال لتسويات أوسع. كما أن النص على تفكيك ميليشيات الهوتو (FDLR) قد يساهم، نظريًا، في تقليص ذرائع التدخلات الخارجية المرتبطة بالاعتبارات الأمنية22.

ورغم أن حركة M23 لم توقّع على الاتفاق، إلا أن البنود الترتيبية أظهرت استعدادًا مبدئيًا لفتح قنوات حوار معها، ما قد يفتح المجال أمام إدماجها في العملية السياسية إذا توقفت أشكال الدعم الخارجي. ويمثل ذلك تحولًا محتملًا من النهج الأمني البحت إلى مقاربة سياسية–مؤسساتية في التعامل مع الجماعات المسلحة23.

على المستوى السياسي الداخلي لكلٍ من رواندا والكونغو الديمقراطية، فقد يوفر الاتفاق، بالنسبة إلى كينشاسا، فرصة لتعزيز خطاب الانتقال من المواجهة إلى التسوية، ما يمكن توظيفه في الاستحقاقات الانتخابية كإنجاز دبلوماسي وأمني. أما القيادة الرواندية، فقد تستفيد من الاتفاق لتغيير صورتها الدولية من طرف متهم بالتدخلات العسكرية إلى طرف مشارك في جهود الوساطة وحل النزاعات.

اقتصاديًا، إذا التزمت الأطراف بتنفيذ الاتفاق، فقد يشجع ذلك على تدفق استثمارات دولية في مجالات إعادة الإعمار والبنية التحتية والتعدين في كلتا البلدين. هذه الاستثمارات –في حال تحققها– قد تعيد تشكيل الخريطة الاقتصادية في شرق الكونغو، وتؤثر على علاقة السلطة المركزية بالإقليم، وكذلك على توزيع النفوذ بين النخب الاقتصادية القائمة والفاعلين الجدد24.

في المقابل، يفرض الاتفاق تحديات قانونية وإنسانية، إذ لم يتضمّن آليات واضحة للمساءلة أو العدالة الانتقالية فيما يتعلق بالانتهاكات المرتكبة في شرق الكونغو خلال سنوات النزاع، ما أثار انتقادات فاعلين محليين ودوليين. كما عبّر نشطاء ومؤسسات حقوقية عن القلق من أن يؤدي غياب إطار للمحاسبة إلى إعادة إنتاج مناخ الإفلات من العقاب الذي هيمن خلال العقود الماضية25.

دوليًا، قد يسهم الاتفاق في إعادة توزيع أدوار القوى الدولية المؤثرة في الملف الكونغولي، مع احتمال تقدم الولايات المتحدة في قطاع التعدين الإفريقي على حساب منافسين استراتيجيين مثل الصين، بما يعكس انتقالًا جزئيًا من التدخلات الأمنية إلى التمكين الاقتصادي. كما برزت قطر كوسيط دبلوماسي قادر على التواصل مع أطراف متباينة، وهو ما قد يمنحها دورًا أكبر في هندسة تسويات إفريقية خارج القنوات التقليدية.

مجمل القول، يمكن القول أن اتفاق السلام الموقّع بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية في يونيو 2025 لا يُختزل في كونه نهاية موجة جديدة من العنف، بل قد يمثل – إذا ما توفرت الظروف المواتية – محطة مهمة في مسار صراع طويل ومعقد امتد لعقود، وتشابكت فيه عوامل التاريخ الاستعماري، والانقسامات الإثنية، والتدخلات الإقليمية، والمصالح الاقتصادية الدولية. جاء هذا الاتفاق في سياق يتسم بإرهاق عسكري نسبي لأطراف النزاع، وتصاعد الضغوط الإقليمية، وتزايد الاهتمام الدولي بمناطق إنتاج المعادن النادرة ذات الأهمية في الاقتصاد الرقمي العالمي.

وإذا كانت الوساطة القطرية–الأمريكية قد ساهمت في تهيئة الظروف للتوقيع عبر تفعيل أدوات الدبلوماسية الاقتصادية والوساطة، فإن نجاحها الفعلي سيعتمد على قدرة الأطراف على تنفيذ البنود ميدانيًا، ومعالجة الأسباب البنيوية للصراع، واحتواء الجماعات المسلحة غير الموقعة، ولا سيما حركة M23. كما أن غياب تصور واضح لآليات العدالة الانتقالية يثير مخاوف من احتمال استمرار مناخ الإفلات من العقاب، وهو ما قد يحد من فرص المصالحة المستدامة.

قائمة المراجع والهوامش:

  1. Africa Rebirth. “How Belgian Colonialism Fuelled the Rwandan Genocide.” Africa Rebirth. Accessed June 30, 2025. https://www.africarebirth.com/how-belgian-colonialism-fuelled-the-rwandan-genocide.
  2. هي فكرة عنصرية ظهرت في القرن الـ19، تقول إن: أي مظاهر حضارية أو سياسية متقدمة في أفريقيا جنوب الصحراء لا بد أن أصلها من “شعوب حامية” جاءت من شمال أفريقيا أو الشرق الأوسط، أي أقرب للأوروبيين أو للساميين.
  3. Ramapo College of New Jersey, Center for Holocaust and Genocide Studies, Kwibuka30, Panel3, Kwibuka 30, Panel 3 – Center for Holocaust and Genocide Studies (CHGS) || Ramapo College of New Jersey
  4. عاشور، محمد، “الصراعات الحدودية وأمن القرن الأفريقي,” المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، تم النشر في 8 يوليو 2024، https://ecss.com.eg/46703/..
  5. أحمد. أمل. “السياسات الاستعمارية والإثنية في أفريقيا: دراسة مقارنة”. مجلة الشئون الأفريقية، مجلد 1 العدد 4 أكتوبر ، ص. ص. 4-41، 2013.
  6. فانون، فرانز. معذبو الأرض، ترجمة سامي الدروبي وجمال الأتاسي. بيروت: مدارات للأبحاث والنشر: دار الفارابي، 2004.
  7. الأنصاري، طارق. “جغرافيا النزاع في أفريقيا الوسطى: قراءة تحليلية.” مجلة السياسة الدولية، العدد 212، 2023.
  8. United Nations, “Rwanda: A Brief History of the Country,” United Nations: Outreach Programme on the 1994 Genocide Against the Tutsi in Rwanda and the United Nations, https://www.un.org/en/preventgenocide/rwanda/.
  9. Montreal Holocaust Museum, “The Genocide Against the Tutsi in Rwanda, https://museeholocauste.ca/en/resources-training/the-genocide-against-the-tutsi-in-rwanda/.
  10. Reuters. “A Tinderbox Conflict in Congo Is Ready to Explode.” Reuters, published 4 months ago.  https://www.reuters.com/graphics/CONGO-SECURITY/MAPS/movaykzaava/.
  11. International Crisis Group. Africa’s Seven-Nation War. ICG Africa Report N°4, 21 May 1999. Brussels: International Crisis Group. https://www.refworld.org/reference/countryrep/icg/1998/en/95628.
  12. Africa Center for Strategic Studies. “DRC Conflict Enters a New Phase.” Africa Center for Strategic Studies, February 26, 2025. https://africacenter.org/spotlight/drc-conflict-new-phase/.
  13. Beaumont, Peter. “Rwanda–DRC sign peace deal brokered by US and Trump amid M23 rebel advance and mineral deal.” The Guardian, June 27, 2025. https://www.theguardian.com/world/2025/jun/27/rwanda-drc-peace-deal-us-trump-m23.
  14. العربية نت. “تقرير سري: رواندا مارست ‘السيطرة والسيطرة’ على متمردي M23 خلال تقدمهم بالكونغو.” العربية نت, يوليو 2, 2025 https://www.alarabiya.net/arab-and-world/2025/07/02/تقرير-سري-رواندا-مارست-السيطرة-والسيطرة-على-متمردي-ام-23-خلال-تقدمهم-بالكونغو.
  15. Institute for the Study of War. “Africa File Special Edition: M23 March Threatens Expanded Conflict in DR Congo and the Region.” Institute for the Study of War, April 22, 2025. https://www.understandingwar.org/backgrounder/africa-file-special-edition-m23-march-threatens-expanded-conflict-dr-congo-and-regional.
  16. Anadolu Agency. “Explainer: Unpacking Key Details of DR Congo‑Rwanda Peace Deal.” Anadolu Agency, June 28, 2025. https://www.aa.com.tr/en/africa/explainer-unpacking-key-details-of-dr-congo-rwanda-peace-deal/3616382.
  17. Psaledakis, Daphne. “Rwanda, Congo Sign U.S.‑Brokered Peace Deal in Washington.” Reuters,  https://www.reuters.com/world/africa/rwanda-democratic-republic-congo-set-sign-peace-agreement-washington-2025-06-27/
  18. Tricontinental: Institute for Social Research. The Congolese Fight for Their Own Wealth. Dossier No. 77, July 2, 2024. https://thetricontinental.org/dossier-77-the-congolese-fight-for-their-own-wealth.
  19. Madhani, Aamer. “Biden Announces $4B Investment in African Rail Project to Counter China’s Influence.” AP News, May 21, 2024. https://apnews.com/article/biden-lobito-corridor-us-china-investment-f5dd55e80331f2416136ff34bab60d4d.
  20. Stratton, Greg. China in the Democratic Republic of the Congo: A New Dynamic in Critical Mineral Supply Chains. Carlisle, PA: US Army War College Press, 2024. https://ssi.armywarcollege.edu/SSI-Media/Recent-Publications/Article/3938204/china-in-the-democratic-republic-of-the-congo-a-new-dynamic-in-critical-mineral/.
  21. Reuters. “Qatar Presents Draft Peace Proposal to Congo and M23 Rebels, Source Says.” Reuters, June 5, 2025. https://www.reuters.com/world/middle-east/qatar-presents-draft-peace-proposal-congo-m23-rebels-source-says-2025-06-05
  22. Ibid.
  23. U.S. Department of State, Bureau of African Affairs. “Declaration of Principles Between the Government of the Democratic Republic of the Congo and the Government of the Republic of Rwanda.” April 25, 2025. https://www.state.gov/releases/bureau-of-african-affairs/2025/04/declaration-of-principles/.
  24. Dan Lamothe, “Inside the smuggling of coltan from Rwanda‑backed M23 rebels in DR Congo,” The Washington Post, 4 July, 2025. https://www.washingtonpost.com/world/2025/07/04/rwanda-congo-coltan-rubaya-smuggling-m23-trump-minerals/ffea4590-58ef-11f0-b45b-dc9aeb848c03_story.html.
  25. Mvemba Phezo Dizolele, “Critical Minerals, Fragile Peace: The DRC–Rwanda Deal and the Cost of Ignoring Root Causes,” CSIS Commentary, 2025, Center for Strategic and International Studies, https://www.csis.org/analysis/critical-minerals-fragile-peace-drc-rwanda-deal-and-cost-ignoring-root-causes.

باحث مساعد في العلاقات الدولية بمركز ترو للدراسات والتدريب

الاستقالات الوزارية في هولندا وتداعياتها على الموقف الأوروبي من إسرائيل
الميتافيزيقا السياسية للسلطة في فلسطين
رؤية جون ميرشايمر لحربي إسرائيل وروسيا ومستقبل النظام الدولي
عرض كتاب "اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية" للباحثين جون ج
التكنولوجيا الحيوية كأداة للقوة التنافس السياسي والاقتصادي بين الولايات المتحدة والصين في سباق الهيمنة العالمية
Scroll to Top